ان التفاوض بواسطة القوة المسلحة اصبح الان السمة الغالبة فى السياسة الدولية فى الاونة الاخيرة لان هناك اماكن فى العالم مثل دول او اشباه دول لاتعرف شيئا غير ثقافة العنف ولا يجدى معها التفاوض بطرق سلمية طبيعية ولهذا اخذت الدول العظمى والدول المحورية فى مناطق هامة من العالم طريق الدبلوماسية القائمة على التهديد باستخدام القوة المسلحة والمتمثلة فى حاملات الطائرات والسفن الحربية الفتاكة التى يمكن ان تصل الى اى مكان فى العالم وتطال صواريخها وقاذفاتها اى مكان مهما كان بعيدا. فالعالم العربى واسيا الوسطى اى منطقة الشرق الاوسط لاتفهم الا هذه اللغة الدبلوماسية الجديدة والتى بدات تظهر بعد حرب العراق وهو التفاوض تحت الضغط العسكرى والاستراتيجى والاقتصادى ايضا لان الحصار الاقتصادى يمكن التحايل عليه فى بعض الاحيان وايضا الحصار النووى هكذا فهذا العالم الذى اتحدث عنه هو عالم اخر تعيش بعض شعوبه فى ظل الدولة الفاشية الديكتاتورية او فى ظل ولاية الفقيه فليس هناك دولة بالمعنى الحقيقى للدولة التى يمكن التفاوض معها وعلى الجانب الاخر من العالم تعيش شعوبا اخرى وهى شعوب الغرب مختلفة الثقافة والنظام عن الشعوب السابقة فكيف يتم التفاوض هنا اذا وقع خلاف بين الاثنين؟ لا شك ان هذا السؤال الصعب يصعب الاجابة عليه بالطرق الطبيعية للتفاوض السلمى العادى المتحضر فالتفاوض بين الدول المتحضرة او حتى الدول العظمى ياتى بالجلوس على مائدة المفاوضات مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوربى وروسيا والصين وغيرها لان هذه الدول تعبت كثيرا فى بناء اقتصادها فى اعقاب الحرب العالمية الثانية والتسمح ابدا بحروب تهدد اقتصادها او شعوبها الا اذا فرضت عليها احيانا هذه الحروب فهى لاتسعى اليها والا انزلق العالم الى حرب عالمية ثالثة يمكن ان تنهى الحياة على الارض. ولكن هناك مناطق لاتستطيع فيها التفاوض وانت تحت التهديد ولاتستطيع حماية دولتك وهذا ماتفعله مصر عندما تم شراء بوارج حربية وحاملات طائرات للجيش المصرى للحفاظ على الامن فى المنطقة الملتهبة من العالم وايضا لاعطاء دعم وقوة فى التفاوض والردع السياسى المترتب على هذه القوة العسكرية. لقد اقتربت سياسة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى من هذه السياسة الغربية وهى ان البوارج الحربية تحمى الدبلوماسية وتدعمها استراتيجيا فى منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى الملتهبة لان مصر دولة محورية تقع فى وسط العالم وتتعرض لمخاطر كبيرة من كل الجهات وفى كل الاوقات وتحقق فى النهاية الاهداف الاستراتيجية المرجوة فليس عمل البوارج الحربية كالة حرب فقط وانما يمكن ان تكون الة لحفظ الامن والسلام والتفاوض السلمى.