الام الراهبة هي امرأة عهدت علي نفسها بأن تكرس حياتها علي الأرض من اجل حياتها السمائية … فتكون زاهدة في ملاذات الأرض كالملبس والمأكل وتختارطواعية ترك المجتمع الصاخب وتعيش حياتها في الصلاة والتأمل في دير للراهبات … وانني اليوم اقصد بالأمهات المؤمنات بالله ولذا يوجد اديرة للراهبات المسيحيات الكاثوليك والارثوذكس … فلم اقصد التبتل والرهبنة الهندوسية او البوذية …وهنا دعوني أيها القراء الأعزاء ان اخبركم عن اسرار بعض الأمهات الراهبات والنساء استغن عن الدنيا الفانية …. أولا ! كيف لفتاه ان تترك أهلها واصدقائها وتتخلي عن كل متع الدنيا لتكون راهبة ؟ الامر اقرب الي الجنون للبعض ومن الممكن ان يفسر اخرون انها تهرب من مرض او فشل دراسي بينما يؤمن القليليين بانه ليس غريبا ان يستغني الانسان عن كل شيء من اجل ان الحياة في اتصال ذهني ونفسي دائم مع الله في صلوات وتسبيحات … أيضا اليكم قصة راهبة منذ بدات تفكر في حياة الرهبنة الي ان صارت راهبة … أولا لي ان اخبركم عن معظم ما كنا نتقابل معهم خلال ان كنت اتردد علي الاديرة في مصرنا المباركة لاقضي بضعة أيام مباركة عبارة عن ان أعيش نفس البرنامج الرهباني من صلوات وجلسات تأمل هادية كي نساعد انفسنا علي مراجعة حياتنا من علاقتنا مع الله من صلوات واصوام وصدقة ومامدي اهمالنا لقراءة الكتاب المقدس وسماع الالحان المقدسة وأيضا علاقاتي بالاخرين فهل هي ترضي الله ام لا وهل اتعامل بنفس نزيهة سأسال من الله عنها في اخر العمر … سامحوني استرسلت معكم عن الأيام الجميلة القليلة التي كنت اقضيها في الاديرة … الان نرجع لقصة الراهبة … انها تخرجت من كلية الصيدلة وكانت جميلة القوام والوجه وهي تنتمي من عائلة ميسورة الحال وكان امامها فرص عمل مرموقة ولها من الأصدقاء عدد ليس بقليل … كانت قبل التخرج تتردد علي هذا الدير وتقضي فيه أسابيع في حياه الهدوء … بعد سنوات الدراسة تقدمت بطلب للالتحاق بالدير …فطلبت منها إدارة الديرة جميع المعلومات عنها تباعا للبطاقة الشخصية وشهادة التخرج وأيضا لابد من موافقة الوالدين وللأسف كانا الوالدين حزانا علي هذا الخبر وبعد توسلات من هذه الابنه لهما وافقا علي رهبنتها ولكن جاء أيضا دور الكشف الطبي لان من الممكن ان يرفض الدير أي شخص مصاب بمرض معدي وفعلا اتمت هذا الكشف الطبي بسلام …. ودخلت الدير هذه الراهبة ولكنها قضت ثلاثة سنوات تحت الاختبار … وكان لها مرشدة روحية وكانت رئيسة الدير تتتبع اخبار طاعتها للمرشدة وكانت تسال جميع الأمهات علي مدي تفاهمها معهم وحضورها الصلوات وماهي اخبارها في خدمة المطبخ وأيضا ما اخبارها في حفظ الصلوات. وبعد ان اتمت الثلاث سنوات بسلام أبلغت الام رئيسة الدير البابا ان يوجد لدي الدير عدد من طالبي الرهبنة استوفوا مدة التدريب بامانة وصدق … وفعلا جاء الاب البطريرك ومعه الإباء الأساقفة وقاموا بصلاة الموتي وهذا كما تعلمون جميعا نظام الكنيسة ليتحقق ان الانسان مات عن كل ملذات الدنيا ويبدأ حيات جديدة طاهرة داخل الدير. ارجو ان أكون قد وفقت ان اقدم لامهاتي الراهبات هدية عيد الام وكل سنة وحضراتكم طيبيين بمناسبة عيد الام المصري.