سامح فريد

رحل عمر الشريف.. وولد رامى مالك

بقلم/ سامح فريد سليم

عندما‭ ‬يفتح‭ ‬الله‭ ‬الابواب‭ ‬المغلقة‭ ‬فلا‭ ‬يستطيع‭ ‬احد‭ ‬ان‭ ‬يغلق‭ ‬كلمات‭ ‬بسيطة‭ ‬ورائعة‭ ‬افتتح‭ ‬بها‭ ‬مقالى‭ ‬هذا‮ ‬‭ -‬‮ ‬‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقع‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الايام‭ ‬الشاب‭ ‬الصغير‭ ‬رامى‭ ‬مالك‭ ‬انه‭ ‬سيكون‭ ‬نجما‭ ‬سينيمائيا‭ ‬فى‭ ‬هوليود‭ ‬مدينة‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬هكذا‭ ‬ياتى‭ ‬النجاح‭ ‬والتفوق‭ ‬فى‭ ‬اوقات‭ ‬لايمكن‭ ‬توقعها‭ ‬وفى‭ ‬اماكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيلها‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬اتت‭ ‬متاخرة‭ ‬فى‭ ‬الهزيع‭ ‬الرابع.

فكم‭ ‬من‭ ‬الموهوبين‭ ‬فى‭ ‬الشعب‭ ‬الامريكى‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الفرصة‭ ‬ولا‭ ‬يجدها‭ ‬انها‭ ‬ارادة‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬الذى‭ ‬يمنح‭ ‬الفرصة‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬معين.

اما‭ ‬بعد‭ ‬فقبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬وكيفية‭ ‬الوصول‭ ‬اليها‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬صنعت‭ ‬له‭ ‬افلاما‭ ‬امريكية‭ ‬فى‭ ‬هوليود‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭ ‬هذا‭ ‬قول‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬لان‭ ‬الممثل‭ ‬العالمى‭ ‬الذى‭ ‬يبغى‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬هوليود‭ ‬مثل‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬عمر‭ ‬الشريف‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬صغير‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬طفلا‭ ‬فى‭ ‬مدارس‭ ‬اجنبية‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬مجتمع‭ ‬متفتح‭ ‬به‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الاجنبية‭ ‬والتى‭ ‬شكلت‭ ‬شخصيته‭ ‬ووجدانه‭ ‬حتى‭ ‬اوصلته‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭ ‬فالتعليم‭ ‬اولا‭ ‬ثم‭ ‬الثقافة‭ ‬وقراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬والاهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬التحدث‭ ‬بعدة‭ ‬لغات‭ ‬واتقانها‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الذكاء‭ ‬والجراة‭ ‬التى‭ ‬تدعم‭ ‬وتنمى‭ ‬الموهبة‭ ‬وهى‭ ‬الصفات‭ ‬التى‭ ‬توفرت‭ ‬لدى‭ ‬النجم‭ ‬العالمى‭ ‬الراحل‭ ‬فهناك‭ ‬نجوم‭ ‬مصريون‭ ‬كبار‭ ‬اثروا‭ ‬الفن‭ ‬المصرى‭ ‬والعربى‭ ‬ولكنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬العالمية‮. ‬

ومن‭ ‬دواعى‭ ‬الجراة‭ ‬التى‭ ‬يتطلبها‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الشاق‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السينما‭ ‬الالمام‭ ‬بالتنوع‭ ‬الثقافى‭ ‬والحضارى‭ ‬والتاريخى‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬اجمع‭ ‬والانخراط‭ ‬فى‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات‭ ‬الاجنبية‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬المفتاح‭ ‬السحرى‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يصبح‭ ‬نجما‭ ‬عالميا‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬واحدة‭ ‬هو‭ ‬نجما‭ ‬عالميا‭ ‬وإلا‭ ‬سيظل‭ ‬نجما‭ ‬محليا‭ ‬داخل‭ ‬دولته‭ ‬فقط‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬هوليود.

لقد‭ ‬خرج‭ ‬عمر‭ ‬الشريف‭ ‬من‭ ‬محيطه‭ ‬المصرى‭ ‬والعربى‭ ‬الى‭ ‬فرنسا‭ ‬ثم‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬محطته‭ ‬الاخيرة‭ ‬للسينيما‭ ‬العالمية‭ ‬لقد‭ ‬عمل‭ ‬النجم‭ ‬الراحل‭ ‬فى‭ ‬ثلاث‭ ‬قارات‭ ‬افريقيا‭ ‬ثم‭ ‬اوربا‭ ‬ثم‭ ‬امريكا‭ ‬الشمالية.‮ ‬

وهناك‭ ‬امثلة‭ ‬اخرى‭ ‬مثال‭ ‬المطرب‭ ‬العالمى‭ ‬ديمس‭ ‬روسوس‭ ‬ابن‭ ‬الاسكندرية‭ ‬اليونانى‭ ‬الذى‭ ‬غنى‭ ‬بعدة‭ ‬لغات‭ ‬كالفرنسية‭ ‬والانجليزية‭ ‬واليونانية‭ ‬والمطرب‭ ‬العالمى‭ ‬خوليو‭ ‬ايجليسياس‭ ‬الذى‭ ‬غنى‭ ‬بعدة‭ ‬لغات.‮ ‬

فكل‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬العالمية‭ ‬المشرفة‭ ‬لم‭ ‬تاتى‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬اتت‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافى‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والتحدث‭ ‬بعدة‭ ‬لغات‭ ‬والقراءة‭ ‬المستمرة‭ ‬والسفر‭ ‬لحضور‭ ‬مهرجانات‭ ‬السينما‭ ‬الكبيرة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬الاشياء‭ ‬مجتمعة‭ ‬تصقل‭ ‬الموهبة‭ ‬وتوصل‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى