عادل عطيةمقالات عادل

أفكار- وتبقى الأم أماً!

بقلم/ عادل عطية

  ‬كانت‭ ‬مأخوذة‭ ‬بالإثارة‭ ‬وهي‭ ‬تلتقط‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬كلمة‭ ‬‭”‬ماما‭”‬‭!‬

  ‬فكأي‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بدا‭ ‬لقبها‭ ‬الجديد‭ ‬‭”‬أم‭”‬،‭ ‬أشبه‭ ‬بالألقاب‭ ‬التي‭ ‬عُرفت‭ ‬في‭ ‬العهود‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬القديمة،‭ ‬حيث‭ ‬الفخامة‭ ‬والعظمة‭!‬

  ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬انها‭ ‬ستكتب‭ ‬اسطورة‭ ‬حية،‭ ‬تفوق‭ ‬اسطورة‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬بكت‭ ‬وحيدها‭ ‬حتى‭ ‬صنعت‭ ‬من‭ ‬بكائها‭ ‬بحيرة‭ ‬الدموع‭!‬

  ‬فقد‭ ‬ظلت‭ ‬طوال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تعيد‭ ‬ولادة‭ ‬وحيدها‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬وتدافع‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬باسنانها‭ ‬ودمها‭ ‬وجبال‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والابتسامة‭ ‬المطلقة،‭ ‬حتى‭ ‬فارق‭ ‬الجسد‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬المرض‭!‬

  ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬شعرت‭ ‬بمن‭ ‬يخطف‭ ‬منها‭ ‬لقب‭ ‬‭”‬أم‭”‬،‭ ‬ويبعده‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬حدودها،‭ ‬ويترك‭ ‬لها‭ ‬لقب‭ ‬‭”‬ثكلى‭”‬‭!‬

  ‬لكن‭ ‬الألم‭  ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتراجع،‭ ‬لم‭ ‬يدعها‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬تبقى‭ ‬أماً‭ ‬وإن‭ ‬ثكلت؛‭ ‬فهي‭ ‬تحمل‭ ‬طفلها‭ ‬في‭ ‬احشائها،‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬أعجوبة‭ ‬الحياة‭ ‬عندما‭ ‬تلده،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضمحل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحب،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬التضحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أثر‭ ‬يذكر‭!‬

  ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬عيد‭ ‬أم‭..‬

  ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬أم‭ ‬فقدت‭ ‬وحيدها‭: ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأنت‭ ‬طيبة‭ ‬يا‭ ‬‭”‬أم‭”‬؛‭ ‬فالحياة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭. ‬قد‭ ‬تتبدل‭ ‬أو‭ ‬تتغيّر‭ ‬أو‭ ‬تأخذ‭ ‬شكلاً‭ ‬جديداً،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬والمرء‭ ‬لا‭ ‬يخسر‭ ‬من‭ ‬يحبهم‭ ‬حقاً‭. ‬ان‭ ‬في‭ ‬وسعه‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بهم‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬قلبه‭!‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى