حوارات

البابا تواضروس: مصر محسودة ولكنها محفوظة

حوار: أسـنـات إبـراهـيـم .. تصوير: إيمـان أحمـد

■ أقول‭ ‬لمتضرري‭ ‬‭”‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭”‬‭:‬

لن‭ ‬أظلمكم‭.. ‬والإلحاد‭ ‬ليس‭ ‬سببًا‭ ‬للطلاق‭.‬

■ أول‭ ‬مرة‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقته‭ ‬الخاصة‭ ‬بوالدته‭ ‬والبابا‭ ‬شنودة‭.‬

■ القـوي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسـامح‭.. ‬والضعيــف‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يسامح،‭ ‬فالمسامحة‭ ‬ليست‭ ‬سلبية‭ ‬ولكنها‭ ‬‭”‬صناعة‭ ‬سلام‭”‬‭.. ‬والكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬يقول‭: ‬‭”‬طوبى‭ ‬لصانعي‭ ‬السلام‭”‬‭.‬

■ مازلت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬أخدم‭ ‬بها‭ ‬أولادي‭.. ‬ولا‭ ‬أكسر‭ ‬الوصية،‭ ‬واجتمع‭ ‬مع‭ ‬الأساقفة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬فعالة‭ ‬قوية‭ ‬تخرجنا‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬ودور‭ ‬الكنيسة‭ ‬مثل‭ ‬دور‭ ‬المسيح‭ ‬وهو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬التائه‭ ‬والتعبان‭ ‬والحزين‭.‬

■ المجلس‭ ‬الملي‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬اسمه‭ ‬وتوسيع‭ ‬صلاحياته‭.. ‬نستعين‭ ‬بالعلمانيين‭ ‬لكن‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ ‬لرجال‭ ‬الدين‭ ‬فقط‭.‬

■ المسيحيون‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬غير‭ ‬مضطهدين‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬تضييقاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭.‬

■ تــفــريــغ‭ ‬الشــرق‭ ‬من‭ ‬المســـيحيــيــن‭ ‬ضــد‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭ ‬وحركة‭ ‬التاريخ‭.‬

■ أسعى‭ ‬لتحديث‭ ‬النظام‭ ‬الإدارى‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬لتتحول‭ ‬للعمل‭ ‬المؤسسى‭ ‬نسعى‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬الطلاق‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يخالف‭ ‬وصية‭ ‬المسيح‭.‬

■ جلست‭ ‬بالجلابية‭ ‬الزرقاء‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬تحت‭ ‬القبول،‭ ‬وبالجلابية‭ ‬البيضاء‭ ‬سنتين‭ ‬وبعد‭ ‬سنتين‭ ‬وسبعة‭ ‬أشهر‭ ‬أصبحت‭ ‬راهبًا،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬وادى‭ ‬الريان‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬تلبس‭ ‬الجلابية‭ ‬السوداء‭.‬

■ الميديا‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬الشباب‭.. ‬والحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬بالتليفزيون‭.. ‬والمحمول‭ ‬أصبح‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬ويخترق‭ ‬خصوصياته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭.. ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬شوه‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية‭.‬

البابا‭ ‬تواضروس،‭ ‬بابا‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وبطريرك‭ ‬الكرازة‭ ‬المرقسية،‭ ‬فى‭ ‬حوار‭ ‬صحفي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬الكنسية،‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالبابا‭ ‬الراحل‭ ‬شنودة،‭ ‬ووالدته،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬المهمة‭.‬

وبشأن‭ ‬أزمة‭ ‬الزواج‭ ‬الثانى‭ ‬للأقباط،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الكنيسة‭ ‬ستدرس‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وحسب‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬سيتم‭ ‬التعامل‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭: ‬‭”‬في‭ ‬حالة‭ ‬مثول‭ ‬أي‭ ‬متضرر‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬سوف‭ ‬يحتكم‭ ‬القاضى‭ ‬إلى‭ ‬شريعة‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬به‭ ‬الزواج

وبذلك‭ ‬سيطبق‭ ‬الباب‭ ‬الخاص‭ ‬بكل‭ ‬كنيسة‭”‬‭ ‬نافيا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإلحاد‭ ‬مدرجا‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬الطلاق‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ستتم‭ ‬مناقشة‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬قانون‭ ‬بناء‭ ‬الكنائس‭ ‬و‭”‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬اختيار‭ ‬الكنيسة،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬التوصيات‭ ‬الدستورية‭ ‬للدولة‭”‬‭.‬

وحول‭ ‬قيام‭ ‬الأنبا‭ ‬بيشوى،‭ ‬أسقف‭ ‬دمياط‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الكنيسة‭ ‬اللبنانية‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬منح‭ ‬شهادات‭ ‬تغيير‭ ‬الملة،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬‭”‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة

لكن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الملة،‭ ‬لأنه‭ ‬سيتم‭ ‬الاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬شريعة‭ ‬العقد‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭”‬‭.‬

وانتقد‭ ‬البابا‭ ‬تقرير‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬حول‭ ‬أوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وقال‭: ‬‭”‬مرفوض‭ ‬تماما‭ ‬وده‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬وواضح‭ ‬جدا‭ ‬أنه‭ ‬به‭ ‬انحياز‭ ‬كامل‭”‬‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‭”‬مصر‭ ‬طول‭ ‬عمرها‭ ‬بتتعرض‭ ‬للمؤامرات،‭ ‬فمصر‭ ‬محسودة‭ ‬ولكنها‭ ‬محفوظة‭ ‬فهى‭ ‬محسودة‭ ‬ولكنها‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الله‭”‬‭.‬

وحول‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬البابا‭ ‬شنودة،‭ ‬أوضح‭: ‬‭”‬قابلت‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬ثلاث‭ ‬مقابلات‭ ‬شخصية

وكانت‭ ‬أفضل‭ ‬مرة‭ ‬مقابلة‭ ‬أمريكا،‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬قداسته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭.. ‬كانت‭ ‬جلسة‭ ‬شبه‭ ‬تعارف‭ ‬حيث‭ ‬تعرف‭ ‬خلالها‭ ‬البابا‭ ‬الراحل‭ ‬على‭ ‬خدمتى‭ ‬كأسقف‭ ‬في‭ ‬إيبارشية‭ ‬البحيرة‭ ‬من‭ ‬الأنبا‭ ‬باخوميوس‮»‬‭. ‬

■ يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬التسامح‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬ضعف‭ ‬وقلة‭ ‬حيلة‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬تعليق‭ ‬قداستك؟

‭- ‬القوى‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسامح‭ ‬والضعيف‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يسامح،‭ ‬فالمسامحة‭ ‬ليست‭ ‬سلبية‭ ‬ولكنها‭ ‬‮«‬صناعة‭ ‬سلام‮»‬،‭ ‬والكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬يقول‭ ‬طوبى‭ ‬لصانعى‭ ‬السلام،‭ ‬فهناك‭ ‬صناعات‭ ‬بسيطة‭ ‬وصناعات‭ ‬كبيرة‭ ‬معقدة‭ ‬وصناعات‭ ‬صعبة

فصناعة‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الصعبة‭.‬

■ أصبح‭ ‬البعض‭ ‬يتواكل‭ ‬لا‭ ‬يتكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬لاغياً‭ ‬عقله‭.. ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬هذا؟

‭- ‬الله‭ ‬أعطانا‭ ‬عقولا‭ ‬وهى‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬

لكـى‭ ‬نســتخـــدمها،‭ ‬وعدم‭ ‬إعمال‭ ‬العقل‭ ‬يشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬إضطهاد‭ ‬للكنيسة؟

‭- ‬كلمة‭ ‬اضطهاد‭ ‬كلمة‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬وخارج‭ ‬السياق،‭ ‬ففى‭ ‬العصر‭ ‬الرومانى‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اضطهاد‭ ‬بالفعل،‭ ‬ففى‭ ‬التاريخ‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬كان‭ ‬عصر‭ ‬اضطهاد‭ ‬حيث‭ ‬وقف‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الرومانى‭ ‬ليقول‭ ‬‮«‬اضطهدوا‭ ‬المسيحيين‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬يصدر‭ ‬فرمانا‭ ‬بذلك‭ ‬ليطبق‭ ‬على‭ ‬المسيحيين،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬نتعرض‭ ‬اليه‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التضييق‮»‬،‭ ‬والمسيح‭ ‬قال‭ ‬‮«‬فالعالم‭ ‬سيكون‭ ‬لكم‭ ‬ضيقًا‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬كلمة‭ ‬كبيرة.

فالضيق‭ ‬يجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬دائما‭ ‬ويعرف‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬الله‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬والضيق‭ ‬لا‭ ‬يجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬متشبثا‭ ‬بالأرض‭ ‬وينسى‭ ‬السماء‭.‬

■‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬مسيحيي‭ ‬الشرق‭ ‬وتفريغ‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬المسيحيين؟

‭- ‬أولا‭ ‬‮«‬الله‭ ‬سيد‭ ‬التاريخ‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬وليس‭ ‬البشر،‭ ‬وطبعا‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬إخوتنا‭ ‬المسيحيون‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬الإنسان،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬إلا‭ ‬بسماح‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬ودائما‭ ‬يحول‭ ‬الله‭ ‬الضيق‭ ‬لخير،‭ ‬كيف‭ ‬سيحدث‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭.‬

ولكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإنسانية‭ ‬وعلى‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬الكبير‭ ‬أن‭ ‬يفرغ‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬المسيحيين لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬هو‭ ‬مهد‭ ‬الديانات‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يفرغ‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬دياناته فهؤلاء‭ ‬يقفون‭ ‬ضد‭ ‬الله‭ ‬وأمام‭ ‬حركة‭ ‬التاريخ فالله‭ ‬سمح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أصل‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬الشرق فالموضوع‭ ‬غير‭ ‬موجه‭ ‬لبشر‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬وماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭.‬

■‭ ‬وماذا‭ ‬عمن‭ ‬أصبحوا‭ ‬بلا‭ ‬وطن؟

‭- ‬أزمات‭ ‬إنسانية،‭ ‬عندما‭ ‬أشاهدها‭ ‬في‭ ‬التليفزيون‭ ‬أبكي،‭ ‬فقد‭ ‬أوجعنى‭ ‬مشهد‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬متحيرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إرضاع‭ ‬صغيرها‭ ‬أو‭ ‬حمل‭ ‬الآخر‭ ‬حتى‭ ‬يستدفئ،‭ ‬فهى‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬بلا‭ ‬شك‭.‬

■ أين‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات؟‭ ‬وكيف‭ ‬يراها؟

‭- ‬الله‭ ‬موجود‭ ‬ويعطى‭ ‬البشر‭ ‬قلوبا‭ ‬رحيمة‭ ‬لتساعد‭ ‬هؤلاء،‭ ‬فيسمح‭ ‬بآخرين‭ ‬يتعاطفون‭ ‬معهم،‭ ‬فهناك‭ ‬أطباء‭ ‬يقدمون‭ ‬أدوية‭ ‬ومهندسون‭ ‬يقومون‭ ‬بعمل‭ ‬منشآت‭ ‬سريعة،‭ ‬وهناك‭ ‬كثيرون‭ ‬يحاولون‭ ‬خدمة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬شردتهم‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬قــامــت‭ ‬بـه‭ ‬الكنيسـة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬تجاه‭ ‬اللاجئين؟

‭- ‬أرسلت‭ ‬السكرتير‭ ‬الخاص‭ ‬للعراق،‭ ‬وجلس‭ ‬مع‭ ‬وفد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أربيل‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬ومازلنا‭ ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬المعونات،‭ ‬ونقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬لمن‭ ‬نصل‭ ‬إليهم،‭ ‬ونفتح‭ ‬أبوابنا‭ ‬للاجئين‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬موقف‭ ‬أحزنك؟

‭- ‬يوم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬في‭ ‬إبريل‭ ‬‮3102 ‬أثناء‭ ‬حكم‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬رمز‭ ‬مسيحى‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬رمز‭ ‬مصرى‭ ‬فهى‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأم،‭ ‬فقد‭ ‬أوجعنى‭ ‬هذا‭ ‬جدًا‭.‬

■‭ ‬متى‭ ‬شعرت‭ ‬أنك‭ ‬‮«‬زعلان‭ ‬من‭ ‬الله»؟

‭- ‬مش‭ ‬زعلان‭ ‬لكن‭ ‬بارفع‭ ‬الصلاة‭ ‬بثقة‭ ‬ويقين‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يتدخل‭.‬

■‭ ‬متى‭ ‬وقفت‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬لتعاتبه؟

‭- ‬موقف‭ ‬حرق‭ ‬الكنائس‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬‮4102 ‬كان‭ ‬أزمة‭ ‬شديدة‭ ‬عاتبت‭ ‬عليها‭ ‬الله،‭ ‬فتدمير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬منشأة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬التوقيت،‭ ‬كان‭ ‬قاسيا‭ ‬ليس‭ ‬علىّ‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مصر،‭ ‬وموقفى‭ ‬وقتها وبالرغم‭ ‬من‭ ‬وجعي،‭ ‬أن‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬كانت‭ ‬أهم فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أفكر‭ ‬مجرد‭ ‬تفكير،‭ ‬فالكنيسة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وأنا‭ ‬مصرى‭ ‬يهمنى‭ ‬المجتمع‭ ‬كله‭.‬

■‭ ‬متى‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬المسئولية‭ ‬ثقيلة؟

‭- ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وكل‭ ‬لحظة،‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬مسئوليتى‭ ‬ثقيلة‭ ‬جدًا‭ ‬جدًا،‭ ‬قالها‭ ‬متنهدًا‭ ‬،‬ لأنها‭ ‬مسئولية‭ ‬روحية‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المسيحيين،‭ ‬ثانيا‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬المصريين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬امتداد‭ ‬الكنيسة،‭ ‬فحتى‭ ‬‮2091 كان‭ ‬كل‭ ‬الأقباط‭ ‬داخل‭ ‬مصر،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬هجرتهم‭ ‬لدول‭ ‬متفرقة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فهم‭ ‬متواجدون‭ ‬في‭ ‬‮06‬‭ ‬بلدا،‭ ‬وحتى‭ ‬يتم‭ ‬الربط‭ ‬بينهم‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسى‭ ‬فلنا‭ ‬دير‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬ولنا‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬بوليفيا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬الدومنيكان‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحن‭ ‬إليه‭ ‬البابا‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬من‭ ‬الماضي؟

‭- ‬أحن‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬الدير‭ ‬فأيام‭ ‬الدير‭ ‬أيام‭ ‬لا‭ ‬تعوض،‭ ‬فأحاول‭ ‬أن‭ ‬أقضى‭ ‬يومين‭ ‬في‭ ‬الدير‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬وأقضى‭ ‬وقتى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الصلاة‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬الأساقفة‭ ‬والرهبان‭.‬

■ كم‭ ‬مرة‭ ‬تقابلت‭ ‬مع‭ ‬البابا‭ ‬الراحل‭ ‬شنودة‭ ‬الثالث؟

‭- ‬قابلت‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬ثلاث‭ ‬مقابلات‭ ‬شخصية،‭ ‬وكانت‭ ‬أفضل‭ ‬مرة‭ ‬مقابلة‭ ‬أمريكا،‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬قداسته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭.‬

■ ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة؟

‭- ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬منه،‭ ‬قوله‭ ‬الذي‭ ‬أعمل‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬تبدأ‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬جديد‭ ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬الإيجابيات‭ ‬فالسلبيات‭ ‬تكسر‭ ‬نفس‭ ‬الواحد،‭ ‬والإيجابيات‭ ‬تبنى‭ ‬وتعمر‭ ‬وتجعلك‭ ‬في‭ ‬الأمام‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬موقف‭ ‬آخر‭ ‬فاجأنى،‭ ‬عندما‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬يخص‭ ‬خدمة‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية‭ ‬تقدمها‭ ‬الكنيسة‭ ‬لكل‭ ‬عروس‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬حيث‭ ‬خصص‭ ‬البابا‭ ‬الراحل‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬كمساعدة‭ ‬تقدم‭ ‬لهن،‭ ‬فسألت‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬معى‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬فقط‭ ‬وأمامى‭ ‬خمس‭ ‬بنات‭ ‬مقبلات‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬فهل‭ ‬أعطى‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬خمسة،‭ ‬أم‭ ‬أعطى‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭. ‬فكانت‭ ‬إجابته‭ ‬مفاجأة‭ ‬لى‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬‮«‬أعط‭ ‬إحداهن‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬وأرسل‭ ‬الأربعة‭ ‬الأخريات‭ ‬لى‭ ‬وأنا‭ ‬سأتكفل‭ ‬بهن‮»‬‭.‬

■‭ ‬بحلول‭ ‬الذكرى‭ ‬السابعة‭ ‬لرحيل‭ ‬والدتك‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تشتاق‭ ‬إليه‭ ‬فيها؟

‭- ‬تنهد‭ ‬البابا‭ ‬وقال‭: ‬والدتى‭ ‬كانت‭ ‬سيدة‭ ‬طيبة‭ ‬وصبورة‭ ‬وجاهدت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬كتير،‭ ‬ترملت‭ ‬وهى‭ ‬في‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬وقضت‭ ‬حياتها‭ ‬من‭ ‬أجلنا‭ ‬فكانت‭ ‬مثالا‭ ‬عظيما‭ ‬تابعته‭ ‬كل‭ ‬أيام‭ ‬حياتى‭. ‬وعندما‭ ‬علمت‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬ترشيح‭ ‬اسمى‭ ‬للكرس‭ ‬المرقسي،‭ ‬كانت‭ ‬تصلى‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬وتقول‭ ‬له‭ ‬‮«‬بلاش‮»‬‭ ‬فكان‭ ‬قلبها‭ ‬البسيط‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتعبة،‭ ‬فخافت‭ ‬علىّ‭ ‬كأم،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اختارنى‭ ‬الله‭ ‬فرحت‭ ‬جدًا‭ ‬وشكرت‭ ‬الله‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬كنت‭ ‬تذهب‭ ‬لحضن‭ ‬والدتك‭ ‬لتبكى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬بطريرك؟

‭- ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬لأبكى‭ ‬معها‭ ‬فهى‭ ‬رحلت‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬‮4102 ‬وأنا‭ ‬كنت‭ ‬بطريرك‭ ‬في‭ ‬‮2102 ‬فلم‭ ‬نقض‭ ‬سوى‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬وكان‭ ‬معظمها‭ ‬والدتى‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬فلم‭ ‬أذهب‭ ‬يوما‭ ‬لها‭ ‬لأبكى‭ ‬ولكن‭ ‬لنجتر‭ ‬ذكريات‭ ‬الماضى‭ ‬ونضحك‭ ‬معا‭. ‬وآخر‭ ‬مرة‭ ‬زرتها،‭ ‬وكانت‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الكلام،‭ ‬استقبلتنى‭ ‬وودعتنى‭ ‬بتحديق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬وجهى‭ ‬متبسمة‭ ‬ابتسامة‭ ‬جميلة‭. ‬واستقبلت‭ ‬خبر‭ ‬نياحتها‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أستعد‭ ‬للرجوع،‭ ‬وآلمنى‭ ‬الخبر،‭ ‬ولكن‭ ‬مرضها‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬مهد‭ ‬لى‭.‬

■‭ ‬لمن‭ ‬يشكو‭ ‬البابا‭ ‬همه؟

‭- ‬أشكو‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬أدخل‭ ‬إلى‭ ‬قلايتى‭ ‬مكان‭ ‬تعبد‭ ‬الراهب‭ ‬وخلوته‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬أو‭ ‬الدير‭ ‬فهى‭ ‬أفضل‭ ‬الأماكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬حيث‭ ‬السكينة‭ ‬والهدوء،‭ ‬أجلس‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬ومع‭ ‬نفسي،‭ ‬وأشتكى‭ ‬لربنا،‭ ‬‮«‬فالانفراد‭ ‬مع‭ ‬ربنا‭ ‬قمة‭ ‬المتعة‭ ‬للواحد‮»‬‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬تسعى‭ ‬لتصميم‭ ‬نظام‭ ‬إدارى‭ ‬جديد‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة؟

‭- ‬نعم،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الكنيسة‭ ‬ضمن‭ ‬نظام‭ ‬مؤسسى‭ ‬محكم،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الكنائس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬إدارى‭ ‬قوي

حيث‭ ‬لدينا‭ ‬‮03‬‭ ‬أسقفا‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬‮03‬‭ ‬إيبارشية،‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة،‭ ‬فالأسقف‭ ‬مسؤل‭ ‬بأخذ‭ ‬القرارات‭ ‬داخل‭ ‬الإيبارشية،‭ ‬ويقوم‭ ‬بالتشاور‭ ‬معى‭ ‬كبطريرك‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬باستمرار‭.‬

■ مـا‭ ‬الـــذي‭ ‬حققتـه‭ ‬من‭ ‬إنجـــازات‭ ‬بالكنيسة،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬حلمك‭ ‬للمستقبل‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الكنسية؟

‭- ‬لا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬ولكنى‭ ‬منشغل‭ ‬بما‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬أسعى‭ ‬لترسيخها‭ ‬وتقويتها‭ ‬العمل‭ ‬التعليمى‭ ‬اللاهوتي،‭ ‬وتقوية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الكليات‭ ‬الإكليريكية‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬كهنة‭ ‬متأصلون‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬تعليمى‭ ‬قوي،‭ ‬وكذلك‭ ‬تقوية‭ ‬الأديرة‭ ‬والتعليم‭ ‬الرهباني،‭ ‬والعمل‭ ‬الدراسى‭ ‬بها،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بخدمة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭.‬

■‭ ‬هـل‭ ‬أصبحـت‭ ‬الأسـرة‭ ‬هـمّــاً‭ ‬ثقيـلا‭ ‬بعد‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصيـة؟

‭- ‬‮«‬لا‭ ‬تقولى‭ ‬هذا،‭ ‬الأسرة‭ ‬أحلى‭ ‬حاجة‮»‬،‭ ‬فمعظم‭ ‬الأسر‭ ‬قوية‭ ‬وناجحة‭ ‬وربت‭ ‬أجيالا‭ ‬ناجحة‭ ‬وصالحة،‭ ‬فنسبة‭ ‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬المسيحية‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬‮2‬٪،‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬الكنيسة‭ ‬تزوج‭ ‬المئات،‭ ‬ولكن‭ ‬الشيء‭ ‬الشاذ‭ ‬صوته‭ ‬عال‭.‬

ولو‭ ‬ولد‭ ‬مائة‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬واحدة،‭ ‬وانتحر‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬القرية،‭ ‬فسيصبح‭ ‬حديث‭ ‬الصباح‭ ‬هو‭ ‬حادث‭ ‬الموت‭ ‬الوحيد‭ ‬وليس‭ ‬المائة‭ ‬حالة‭ ‬حياة

فحديثنا‭ ‬سلبى،‭ ‬وحتى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ستنقل‭ ‬خبر‭ ‬الموت‭ ‬لا‭ ‬الحياة،‭ ‬والحياه‭ ‬بها‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬أسر‭ ‬عظيمة‭.‬

■‭ ‬ماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬البابا‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية؟

‭- ‬مازلت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬أخدم‭ ‬بها‭ ‬أولادى‭ ‬ولا‭ ‬أكسر‭ ‬الوصية،‭ ‬واجتمع‭ ‬مع‭ ‬الأساقفة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬فعالة‭ ‬قوية‭ ‬تخرجنا‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬ودور‭ ‬الكنيسة‭ ‬مثل‭ ‬دور‭ ‬المسيح‭ ‬وهو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬التائه‭ ‬والتعبان‭ ‬والحزين‭.‬

وقلت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياتى‭ ‬البابوية‭ ‬ومازالت‭ ‬أقولها لن‭ ‬أحتمل‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أحدهم‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الكنيسة‭ ‬ظلمتنى‮»‬،‭ ‬فنبحث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬نخدم‭ ‬بها‭ ‬أولادنا وفى‭ ‬نفس‭ ‬التوقيت‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬الوصية،‭ ‬وفى‭ ‬سيمنار‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ ‬جلسنا‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭.‬

والكنيسة‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مراكز‭ ‬المشورة‭ ‬لإعداد‭ ‬المخطوبين‭ ‬للزواج،‭ ‬فالمهندس‭ ‬والدكتور‭ ‬والمعلم‭ ‬يأخذون‭ ‬سنين‭ ‬من‭ ‬الإعداد‭ ‬والتعليم‭ ‬ليتأهلوا‭ ‬ويتخرجوا‭ ‬ليبدأوا‭ ‬العمل،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إعداد‭ ‬للزواج‭.‬

وهناك‭ ‬دورة‭ ‬ضمت‭ ‬مائة‭ ‬شاب‭ ‬ومائة‭ ‬شابة‭ ‬مخطوبين،‭ ‬لتأهيلهم‭ ‬للزواج،‭ ‬وفى‭ ‬نهاية‭ ‬الدورة‭ ‬أخذ‭ ‬بعضهم‭ ‬قرارا‭  ‬بفك‭ ‬خطوبتهم

فبعد‭ ‬أن‭ ‬درسوا‭ ‬اتضح‭ ‬لهم‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬مناسبين‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬مؤشرا‭ ‬إيجابيا،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتضح‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬سيمنار‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية؟

‭- ‬ما‭ ‬أقره‭ ‬السيمنار‭ ‬هو‭ ‬الطلاق‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الفرقة‮»‬ فلن‭ ‬نستخدم‭ ‬مصطلح‭ ‬هجر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أطفال،‭ ‬وخمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬أطفال‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬الطلاق‭ ‬بسبب‭ ‬الفرقة‭ ‬متوافق‭ ‬مع‭ ‬تعاليم‭ ‬المسيح‭ ‬والوصية؟

‭- ‬نعم،‭ ‬لأن‭ ‬الزواج‭ ‬بحسب‭ ‬قول‭ ‬المسيح‭ ‬مبنى‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬أساسها‭ ‬في‭ ‬آيات‭ ‬بالكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وهى‭ ‬‮«‬يترك‭ ‬الرجل‭ ‬أباه‭ ‬وأمه‭ ‬ويلتصق‭ ‬بامرأته،‭ ‬ويكوّن‭ ‬الإثنين‭ ‬جسدًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬وما‭ ‬جمعه‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يفرقه‭ ‬إنسان‮»‬‭.‬

وشرح‭ ‬البابا‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬فقال‭:‬

الخطوة‭ ‬الأولى‭:‬‭‬‮ «‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬يترك‭ ‬الرجل‭ ‬أباه‭ ‬وأمه‮»‬‭ ‬أي‭ ‬يترك‭ ‬عائلته‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬معناه‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬لدرجة‭ ‬من‭ ‬النضوج‭ ‬كافية‭ ‬ليكوّن‭ ‬عائلة‭ ‬جديدة‭.‬

الخطوة‭ ‬الثانية‭:‬‭ ‬‮«‬يلتصق‭ ‬بامرأته‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬حياتهما،‭ ‬يعيشان‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬فقام‭ ‬الزواج‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬معا،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬مشكلة‭ ‬قد‭ ‬تستمر‭ ‬يوما‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬شهرا‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬سنة‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬تنتهى‭ ‬فهذا‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يفترقا‭ ‬بسبب‭ ‬المشكلة‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬فهنا‭ ‬يكونان‭ ‬قد‭ ‬كسرا‭ ‬عهد‭ ‬الزواج‭ ‬‮«‬بأن‭ ‬يكونا‭ ‬معا‮»‬‭.‬

الخطوة‭ ‬الثالثة‭:‬‭ ‬قال‭: ‬‮«‬يصير‭ ‬الإثنين‭ ‬جسدا‭ ‬واحدا‮»‬‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الوحدة‭ ‬الزوجية‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬يفترق‭ ‬أي‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬‮«‬وما‭ ‬جمعه‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يفرقه‭ ‬إنسان‮»‬‭ ‬تعد

‭ ‬الخطوة‭ ‬الرابعة‭:‬‭ ‬وأوضح‭ ‬البابا‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬الآية‭ ‬لها‭ ‬ترتيب‭ ‬فقد‭ ‬يرتضى‭ ‬الطرفان‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬يعيشا‭ ‬معا‭ ‬ويأخذان‭ ‬قرار‭ ‬زواجهما‭ ‬وعليه‭ ‬يجمعهما‭ ‬الله‭.‬

■ متسائلًا‭ ‬ كيف‭ ‬يجمعهما‭ ‬الله؟

مجيبا‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬تمثله‭ ‬الكنيسة‭ ‬وهى‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬منح‭ ‬سر‭ ‬الزيجة،‭ ‬والذي‭ ‬يملك‭ ‬سلطة‭ ‬المنح‭ ‬يملك‭ ‬الفك،‭ ‬فتصلى الكنيسة‭ ‬صلاة‭ ‬الإكليل‭ ‬ويجمع‭ ‬الله‭ ‬بين‭ ‬الإثنين‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة،‭ ‬وعليه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬الكنيسة‭ ‬هذه‭ ‬الزيجة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬والفرقة‭.‬

ولخص‭ ‬البابا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬المتضرر‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬بعد‭ ‬سنين‭ ‬من‭ ‬الفرقة‭ ‬يأتي بعد‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬طلاقا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الماضى‭ ‬يأخذ‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬السنوات‭ ‬لأن‭ ‬القاضى‭ ‬يحكم‭ ‬بالطلاق‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الزنا‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬القانون‭ ‬يحكم‭ ‬القاضى‭ ‬بالطلاق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقة،‭ ‬وبهذا‭ ‬تم‭ ‬تسهيل‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المتضرر‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬القاضى‭ ‬والكنيسة،‭ ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬فكا‭ ‬مدنيا‭.‬

وبعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭ ‬المدنى‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة،‭ ‬فقرار‭ ‬زواجهما‭ ‬جاء‭ ‬منفردا‭ ‬ولكن‭ ‬تممته‭ ‬الكنيسة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الانفصال‭ ‬بشق‭ ‬مدنى‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتممه‭ ‬الكنيسة‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬ستسمح‭ ‬الكنيسة‭ ‬بالزواج‭ ‬الثاني؟‭ ‬ولمن‭ ‬ستمنحه؟

‭- ‬الكنيسة‭ ‬ستدرس‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وحسب‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬سيتم‭ ‬التعامل،‭ ‬وعن‭ ‬من‭ ‬سنعطى‭ ‬تصريح‭ ‬زواج‭ ‬ثانيا‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬أيضا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الحالات،‭ ‬فالمحكمة‭ ‬لن‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة‭.‬

الزواج‭ ‬هو‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬طرفين،‭ ‬والفرقة‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬الطرف‭ ‬الثانى‭ ‬إلى‭ ‬الخطأ‭ ‬وهذا‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل.

وعرضت‭ ‬علينا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القصص،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬الفراق‭ ‬لسنوات،‭ ‬فهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ألا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة،‭ ‬ولكن‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬البعد‭.‬

مستشهدًا‭ ‬بقصة‭ ‬‮«‬مدير‭ ‬عنّف‭ ‬موظفا‭ ‬عنده والموظف‭ ‬عنف‭ ‬زوجته،‭ ‬والزوجة‭ ‬عنفت‭ ‬طفلتها والطفلة‭ ‬قتلت‭ ‬قطتها،‭ ‬ففى‭ ‬النهاية‭ ‬الطفلة‭ ‬هي القاتل‭ ‬المباشر‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬وراء‭ ‬جريمة‭ ‬القتل‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬المدير،‭ ‬فهناك‭ ‬طرف‭ ‬بسبب‭ ‬بعده‭ ‬الطرف‭ ‬الثانى‭ ‬يخطئ وكــل‭ ‬هــذا‭ ‬يســتــوجب‭ ‬فصــل‭ ‬الــزيــجــــة‮»‬‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬سيطبق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الكنائس؟

‭- ‬كل‭ ‬كنيسة‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬باب‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬ولكن‭ ‬‮09 ‬٪‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬مبادئ‭ ‬عامة‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬الجميع،‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬مثول‭ ‬أي‭ ‬متضرر‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬سوف‭ ‬يحتكم‭ ‬القاضى‭ ‬إلى‭ ‬شريعة‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬به‭ ‬الزواج،‭ ‬وبذلك‭ ‬سيطبق‭ ‬الباب‭ ‬الخاص‭ ‬بكل‭ ‬كنيسة‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬الإلحاد‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬أســباب‭ ‬الطــلاق؟

‭- ‬الإلحاد‭ ‬غير‭ ‬مدرج‭ ‬في‭ ‬التعديل‭ ‬ولن‭ ‬يكــــون‭ ‬هنــــاك‭ ‬طـــــلاق‭ ‬بســـبب‭ ‬الإلحـــاد‭.‬

■‭ ‬لماذا‭ ‬قام‭ ‬الأنبا‭ ‬بيشوى‭ ‬أسقف‭ ‬دمياط‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الكنيسة‭ ‬اللبنانية‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬منح‭ ‬شهادات‭ ‬تغيير‭ ‬الملة؟

‭- ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الملة‭ ‬لأنه‭ ‬سيكون‭ ‬الاحتكام‭ ‬بشريعة‭ ‬العقد‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭.‬

■ العديد‭ ‬من‭ ‬الأديرة‭ ‬بها‭ ‬مشروعات‭ ‬ضخمة‭ ‬فكيف‭ ‬يتم‭ ‬صرف‭ ‬الأموال‭ ‬والتعامل‭ ‬معها؟

‭- ‬كل‭ ‬دير‭ ‬به‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الرهبان،‭ ‬وثلث‭ ‬حياة‭ ‬الراهب‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عملا‭ ‬وثلث‭ ‬قراءة‭ ‬صلاة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلثا‭ ‬للعقل‭ ‬وهو‭ ‬القراءة،‭ ‬وثلثا‭ ‬للقلب‭ ‬وهو‭ ‬الصلاة وثلثا‭ ‬للعمل‭ ‬وهى‭ ‬اليد،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الراهب،‭ ‬ففى‭ ‬الأديرة‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬مخطوطات‭ ‬ومكتبات‭ ‬وزراعة‭ ‬وصناعة‭.‬

وأنا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬رهبنتى‭ ‬كنت‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬استقبال‭ ‬الزوار،‭ ‬وبعدها‭ ‬قمت‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬المطبخ‭ ‬وكنت‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬الطبخ،‭ ‬وكنت‭ ‬أجهز‭ ‬الطعام‭ ‬للرهبان‭ ‬والضيوف،‭ ‬وقال‭ ‬ضاحكا:

‮«‬أول‭ ‬أكلة‭ ‬عملتها‭ ‬في‭ ‬الدير‭ ‬كانت‭ ‬البصارة‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬متهكما‭ ‬طلعت‭ ‬بصارة‭ ‬خالص،‭ ‬وفى‭ ‬وقت‭ ‬آخر‭ ‬كنت‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬الصيدلية‭ ‬بحكم‭ ‬دراستى‭.‬

والأعمال‭ ‬تتطور،‭ ‬فمع‭ ‬الزراعة‭ ‬جاء‭ ‬تصنيع‭ ‬زراعي،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬يزرع‭ ‬الزيتون‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تخليله‭ ‬وبيعه‭ ‬كمنتج‭ ‬للمجتمع،‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬المربي فأصبحت‭ ‬الأديرة‭ ‬لها‭ ‬إنتاجات‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تخدم‭ ‬الراهب‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الراهب‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهذا‭ ‬يجعله‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ولكل‭ ‬دير‭ ‬وحدة‭ ‬مالية‭ ‬صغيرة‭ ‬وهناك‭ ‬راهب‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الإدارة‭ ‬المالية،‭ ‬والتي‭ ‬يصب‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬إيرادات‭ ‬الدير‭ ‬من‭ ‬صناعته‭.‬

وهناك‭ ‬نظام‭ ‬للصرف،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الراهب‭ ‬بتقديم‭ ‬طلب‭ ‬لشراء‭ ‬أسمدة‭ ‬أو‭ ‬معدات‭ ‬أو‭ ‬خلافه فيأخذ‭ ‬أموال‭ ‬عمله‭ ‬من‭ ‬الدير‭ ‬وهكذا،‭ ‬ويصنع‭ ‬ويقدم‭ ‬إنتاجا وكل‭ ‬دير‭ ‬يوسع‭ ‬من‭ ‬مشروعاته فهناك‭ ‬دير‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ولأنه‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬السياحية‭ ‬يقوم‭ ‬بتفصيل‭ ‬ملابس،‭ ‬وهناك‭ ‬دير‭ ‬للراهبـــــات‭ ‬وبحــكم‭ ‬تخصــص‭ ‬إحــداهــــن‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬العطـــور،‭ ‬يقوم‭ ‬الدير‭ ‬بتصنيعها‭ ‬وبيعها‭ ‬فالتنوع‭ ‬والعمل‭ ‬شيء‭ ‬أساسى‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الراهب‭.‬

وجزء‭ ‬من‭ ‬ناتج‭ ‬كل‭ ‬ديـــــر‭ ‬يتم‭ ‬صرفه‭ ‬لمســــــاعـــــدة‭ ‬الفـــقــــراء‭ ‬في‭ ‬المنطقــة‭ ‬المحيطــــة‭ ‬به،‭ ‬فهناك‭ ‬دير‭ ‬قام‭ ‬بإنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يصرف‭ ‬عليها‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬اتجاه‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسـة‭ ‬لتأسيس‭ ‬الرهبنة‭ ‬العاملة‭ ‬‮«‬مكرس‭ ‬يخدم‭ ‬المجتمع‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعيـش‭ ‬بين‭ ‬أسوار‭ ‬الدير؟

‭- ‬الرهبنة‭ ‬القبطية‭ ‬رهبنة‭ ‬صلاة،‭ ‬يعنى‭ ‬داخل‭ ‬الدير ولكن‭ ‬بعضهم‭ ‬نرسمهم‭ ‬كهنة‭ ‬ونرسلهم‭ ‬للخدمة‭ ‬بالكنيسة‭ ‬بداخل‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬والتي‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬حياته‭ ‬بالدير‭ ‬ويصلى‭.‬

والراهبات‭ ‬أيضا‭ ‬للصلاة‭ ‬داخل‭ ‬الدير،‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬عمل‭ ‬نظام‭ ‬مواز‭ ‬ليصبح‭ ‬هناك‭ ‬مكرسات‭ ‬تعملن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهن‭ ‬مكرسات،‭ ‬وأصبح‭ ‬لدينا‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المكرسات‭ ‬‮«‬عايزة‭ ‬تعيش‭ ‬الحياة‭ ‬الرهبانية‭ ‬ولكن‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع‮»‬ والمكرسون‭ ‬الأولاد‭ ‬ترسمهم‭ ‬الكنيسة‭ ‬شمامسة‭.‬

■‭ ‬هنـاك‭ ‬ظـاهـرة‭ ‬جديــدة‭ ‬وهى‭ ‬تقديم‭ ‬الكهنـة‭ ‬لاستقالاتهم‭.. ‬فما‭ ‬هو‭ ‬تفسيركم‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة؟

‭- ‬حرية‭ ‬الاستقالة‭ ‬حق‭ ‬لكل‭ ‬إنسان،‭ ‬قاطعته‭ ‬‮«‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬عمل‭ ‬كهنوتى‮»‬‭ ‬فأجاب‭ ‬الكهنة‭ ‬والأساقفة‭ ‬عملهم‭ ‬لنهاية‭ ‬العمر،‭ ‬ولكن‭ ‬فرضا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كاهنا‭ ‬أو‭ ‬أسقف‭ ‬لظروف‭ ‬ما‭ ‬طلب‭ ‬أن‭ ‬يستريح‭ ‬فهذا‭ ‬حقه،‭ ‬ومثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬كاهنا‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬ثلاث‭ ‬بنات‭ ‬تزوجن‭ ‬جميعهن‭ ‬بأمريكا‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬ورحلت‭ ‬زوجته‭ ‬فأصبح‭ ‬كاهنا‭ ‬وحيدا وجاءت‭ ‬بناته‭ ‬لتقديم‭ ‬طلب‭ ‬لى‭ ‬بأن‭ ‬يستقيل‭ ‬أبيهن‭ ‬ليقضى‭ ‬نهاية‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬وسطهن،‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لا،‭ ‬وعليه‭ ‬تمت‭ ‬استقالته‭ ‬وأصبح‭ ‬يعيش‭ ‬وسط‭ ‬بناته‭ ‬فالكنيسة‭ ‬مرنة‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬تقريــر‭ ‬البرلمـان‭ ‬الأوروبي‭ ‬والــذي‭ ‬جــاء‭ ‬صــادمــا‭ ‬للمصريين؟

‭- ‬مرفوض‭ ‬تماما،‭ ‬وده‭ ‬ضد‭ ‬مصر،‭ ‬وواضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬به‭ ‬انحيازا‭ ‬كاملا‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬مصر‭ ‬تتعرض‭ ‬لمؤامرة؟

‭- ‬مصر‭ ‬طول‭ ‬عمرها‭ ‬بتتعرض‭ ‬للمؤامرات «‬فمصر‭ ‬محسودة‭ ‬ولكنها‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الله‮»‬‭.‬

■‭ ‬ما‭ ‬موقف‭ ‬الكنيسة‭ ‬تجاه‭ ‬موجة‭ ‬الإلحاد؟

‭- ‬الميديا‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬الشباب،‭ ‬والحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬بالتليفزيون،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬أصبح‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬ويخترق‭ ‬خصوصياته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة وبلا‭ ‬شك‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬شوه‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬بدأ‭ ‬يظهر‭ ‬الإلحاد‭ ‬والزواج‭ ‬المثلى‭ ‬والشذوذ‭ ‬وعبادة‭ ‬الشيطان‭ ‬وبيع‭ ‬المرأة‭ ‬والأطفال‭ ‬وتجارة‭ ‬الأعضاء‭ ‬والسلاح‭ ‬والمخدرات‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الموضة،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬جعل‭ ‬الإنسانية‭ ‬تفكك‭ ‬وتهدم‭.‬

ودور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والإعلامية‭ ‬حفظ‭ ‬المبادئ‭ ‬والأخلاق،‭ ‬وإعادة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لإنسانيتها وأنصح‭ ‬الشباب‭ ‬بالتمسك‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الكنسية،‭ ‬وأن‭ ‬يعيش‭ ‬بالوصية،‭ ‬ويفهم‭ ‬الكيان‭ ‬الأسرى‭ ‬ويحفظ‭ ‬نفسه‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة،‭ ‬فنحن‭ ‬تسلمنا‭ ‬المبادئ‭ ‬العظيمة‭ ‬من‭ ‬أسرنا،‭ ‬فالأسرة‭ ‬أساس‭ ‬المجتمع‭.‬

■‭ ‬استعنتم‭ ‬في‭ ‬سينمار‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ ‬الأخير‭ ‬بعلمــانـيـيــن‭ ‬متخصصـيـن‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬للأخذ‭ ‬بنصائحهـم‭.. ‬فلمــاذا‭ ‬لا‭ ‬يضــم‭ ‬المجمــع‭ ‬عــددا‭ ‬مـــن‭ ‬العلمانيين؟

‭- ‬لا‭ ‬طبعا،‭ ‬لأن‭ ‬المجمع‭ ‬هو‭ ‬مجمع‭ ‬الأساقفة‭ ‬الأكليروس،‭ ‬وهم‭ ‬المسئولون‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الكنيسة ولا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬هذا‭ ‬الفكر،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬إيبارشية‭ ‬لها‭ ‬مجلس‭ ‬أراخنة‭ ‬يتعاون‭ ‬معهم‭ ‬بهم‭ ‬الأسقف،‭ ‬وبها‭ ‬مجلس‭ ‬ملى‭ ‬وأمناء‭ ‬خدمة‭ ‬وكلهم‭ ‬من‭ ‬العلمانيين‭.‬

■‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مجلس‭ ‬ملى‭ ‬للكنيسة‭ ‬أم‭ ‬لا؟

‭- ‬عندنا‭ ‬مجلس‭ ‬ملى‭ ‬منتهية‭ ‬دورته،‭ ‬ولكن‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬يقومون‭ ‬ببعض‭ ‬المهام،‭ ‬وتم‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬ملى‭ ‬القاهرة،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الاسم‭ ‬فكلمة‭ ‬‮«‬الملى‮»‬‭ ‬غير‭ ‬مقبولة،‭ ‬وسيتم‭ ‬تقديم‭ ‬الاسم‭ ‬الجديد‭ ‬للدولة‭ ‬لأخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭.‬

■‭ ‬وهــل‭ ‬ســيـتـم‭ ‬التــوســع‭ ‬في‭ ‬مهامـه‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬غير‭ ‬مجدية؟

‭- ‬المجلس‭ ‬الملى‭ ‬يدير‭ ‬بعض‭ ‬أملاك‭ ‬البطريركية‭ ‬وسيتم‭ ‬توسيع‭ ‬عمله،‭ ‬ليشرف‭ ‬على‭ ‬مدارس‭ ‬ومستشفيات‭ ‬تابعة‭ ‬للكنيسة،‭ ‬وعمل‭ ‬لائحة‭ ‬جديدة‭ ‬للمجلس‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬اسمه‭.‬

■‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬اعتلى‭ ‬البابا‭ ‬الكرسى‭ ‬المرقسى‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللوائح‭ ‬المنظمة‭ ‬للعمل‭ ‬الكنسى‭.. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬اللوائح‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬البابا‭ ‬لعملها؟

‭- ‬أنوى‭ ‬عمل‭ ‬لائحة‭ ‬للشمامسة‭ ‬ولائحة‭ ‬أخرى‭ ‬تنظم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية

خاصة‭ ‬بعد‭ ‬انطلاق‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬كوجى‮»‬‭ ‬للأطفال‭.‬

نقلًا‭  ‬عن‭ ‬البوابة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى