لا أحد يستطيع أن يُنكر أهمية ووظائف الضرائب، كمصدر لتمويل أنشطة ونفقات الدولة، وان كان البعض يراها قاسية ومؤلمة؛ ربما لأنها فوق احتماله، أو: لأنه لا يلمس فضائلها بصورة مرئية آنية! فهل نستطيع تخفيض الضرائب للتخفيف عن كاهل المواطن الصالح، من غير أن نزيد من أعباء الدولة؟ نستطيع ذلك، باستحداث ما يمكن تسميته بـ "صندوق العقاب".. الذي من خلاله ستعرف الحكومة كيف تستخرج الجباية ولكن من الأيادي السيئة، التي لن تعرف الصواب إلا إذا وقع عليها العقاب! فلم يعد هناك من رفاهية الوقت؛ لننتظر طويلاً، ونسأل ـ بحسرة وألم ـ: "لماذا؟".. و "إلى متى؟".. ونحن نرى نفوساً شريرة، تستفز وتتحدى وطن عمره من عمر التاريخ، وتدير أفعالاً كلها: شر، وخسة، ونذالة، وقذارة! فإلى متى ننتظر، ونحن نرى بلادنا تتجرد بسرعة من خضرتها، وخيراتها، وآثارها؟ إلى متى ننتظر، وقد أصبحت المقاعد وفوانيس الانارة على امتدادت كورنيش النهر والبحر، ضحية لانتهاكات مجنونة؟ إلى متى ننتظر، ونحن نعاين، آثار التخريب والتشويه لحافلاتنا، وممتلكاتنا العامة؟ إلى متى ننتظر، هؤلاء الجانحون، الذين يتلذذون بالشخبطة ولصق الاعلانات على حوائط الميادين، والقاء القمامة فى الشوارع والحارات، حتى وصلوا إلى درك سفلي، بإلقاء القاذورات على الممشي الزجاجي للكوبري المعلق الذي احتفت به موسوعة جينيس؟ إلى متى ننتظر، الذين يلوثون مياه النيل، والذين لا يملّون من ممارسة التدخين في الأماكن المغلقة، والتي تؤدي إلى اسكات القلوب؟ ،...،...،... لاحقوهم، وأقبضوا عليهم متلبسين بأخطائهم، وغرّموهم مبالغ طائلة تناسب جرمهم؛ ليعلموا أن صبر أيوب قد نفذ من المسئولين، وان المسئولين قادرون على تحجيم تطاولاتهم، وإن بلعوا أوزارهم فأضراس أولادهم ستؤلمهم! البعض يؤكد، بأن هناك قوانين رادعة، تتعقب هذه الوجوه التي في الظلام، ومحاسبتها، لتتوقف الغواية عن افراخ المزيد منهم.. لكني أذكّر المسئولين، بما قاله يوماً، الكاردينال ريشيليو: "إذا أصدرت قانوناً وتقاعست عن تنفيذه فكأنك تحرص على ما ترغب في منعه"!...