أنظروا الشمس الشارقة، التي يستحم فيها العالم كل يــوم.. انها تعلمنــا كيــف نرى النور، ونبتهج به! أنظــروا أشــكــال الأرض، البساتين الخضــراء المنتشرة بتناسق بين الحقول السمر المترامية، والهضاب المقفرة الطالعة من المنحدرات، والجداول الطويلة الملتوية في قعر الأودية، التي تحضنا على الاعجاب، والتصفيق وبسط مشاعرنا كي نعانق جمالها الفائق الروعة! أنظروا إلى العصافير التي تحط على الأشجار، كأنها ملكات الأجمة السعيدة، وهي ترسل ضحكاً صاخباً ينم عن مرح يملاً حياتها انها تدعوكم إلى إيقاظ عواطفكم الصادقة، والتناغم معها بفرح! أنظروا إلى الشمس الغاربة، وهي تبدو كبرتقالة ضخمة لامعة بلون الذهب، وتغوص شيئاً فشيئاً في الأفق البعيد خلف السحب وبينما هي تختفي تتحوّل أطراف السحب إلى بحرّ من الذهب السائل، كما لو كان فنان قدير قد رسم للسحب حافة من اللجين الأصفر، ان السماء تتحدث إليكم في مثل تلك الامسيات بالكثير عن الله الخالق العظيم المبدع وان كانت لا تنطق بكلمة! أنظروا إلى البذرة المائتة، التي نرميها باستهتار بعيــداً عنــا، انهــا تعلمنــــا كيف نندهش عنـــــدما تـنــبــت أمــام بيــوتنــا، وتفوز بقلبنــــا من جديد! أنظروا الأنوار وهي تنطفيء نوراً بعد نور؛ فهي تذكّرنا بأننا هنا لوقت قصير، وعلينا أن نحاول أن نحب كل يوم نعيشه، وأن نعانق الحياة، ونبتهج بها ونسعد! يا لها من أمور غنية تستحق الانتباه، والتقدير! ولكن معظمنا يمشي في الحيـــاة نــائـمـــاً؛ فيفوته الاستمتــاع بجمــال الكثيـــر من مفــاتـنــهــا الســـاحــرة!