أجتاز مؤشر منتصف الليل، إلى حيث نجم مشع، يومض ببهاء وجلال فوق هامتي، وينير الدرب الممتد صوب المستقبل البعيد! بثقة أحمل معي أوراقي، التي طالما كتبتها قبل الأول من يناير من كل سنة! أوراق، لا أكفّ عن تدوينها، مع انني أبدو، في الغالب، فاقداً للسيطرة على طبيعتي البشرية الضعيفة الواهنة! أوراق، تتضمن الكثير من أخطاء الماضي، وتشمل على تذكير بتعويض الأشياء التي نفذت مني في معركة الحياة، مثل: الحنان، والصبر، والاحتمال! أوراق، أعاهد فيها الأيام القادمة بأن أكون: زوجاً مثالياً، وأباً صالحاً، وأخاً طيباً، وصديقاً وفياً مخلصاً، وأن أكون بركة للآخرين! أوراق، تبزغ وتشرق من حروفها آمال وردية، بأن أحمل قلباً جديداً وروحاً جديدة، وأن تكون الشهور الاثنا عشر الوليدة، أحسن سنوات العمر! كم من مرة، اجتمعت إلى نفسي لأتأمل: كيف يجب أن أبدأ عاماً جديداً خاضعاً لإرادة الله أكثر من أي شيء آخر في الكون، مثمراً بالمجد، والقوة، والظفر! وكم من مرة، تبقى وعودي وقراراتي حبراً على ورق؛ حتى أصبح كل عام جديد، وكأنه لم يبدأ بعد! ورغم هزائمي المتكأة على ارادتي الفانية المتلاشية، أواسي ذاتي، قائلاً: ان مجرد تدوين تعهداتي المخلصة للعام الجديد، لهو اعتراف صادق مني بانني غير راضِ عن أسلوب حياتي وانني أبحث عن التغيير والتجديد والسير بجدية إلى الأفضل، مجاهداً بإخلاص ودأب في طرد العادات السيئة، والتصرفات القاسية المقترنة بماضيّ! هل مازلت أستطيع أن أصنع مستقبلاً يختلف عن الماضي في العام الجديد؟.. ذلك هو السؤال في نهاية كل عام!