من حكم بالمؤبد علي البيضة!؟ الإستئناف؟ البراءه تلوح فى الأفق ماذا حدث لمقاييس ومعايير صحة الطعام منذ الثمانينيات؟ الحقيقة مؤلمة والإجابة الكثير! قد تتوقع انه في عصر الإنترنت والسيارة الكهربائية القادرة على قيادة نفسها تماما وثورة الآيفون والتيكتوك والفيسبوك ان المعلومات عن الأكل وفوائده متوفرة وصحيحة! للأسف الشديد نصف الجملة الأخيرة فقط قد يكون صحيحة! وهو وفرة المعلومات، ولكن صحتها أصبح الموضوع مستعصياً من ناحية وغير صحيح من ناحية أخري! فمن لديه الوقت للتأكد من صحة المعلومات في زمن الفمتو ثانية؟ وان حتى توفرت الأمانة العلمية التي اصبحت عملة نادرة في هذه الأيام! من لديه سعة الصدر والفضول للتاكد من الأبحاث التي وراء المعلومات؟ وياليتها المشكلة الوحيده بل الضغوط العصبية، الإعلانات المتقنة، الهادفة إلي شيء واحد لا يخفى على الكثير وهو الكسب والربح المادي بغض النظر عن صحة المعلومات وتداعيات عدم صحتها على المشاهدين والقراء! منذ الثمانينيات وقد أصبحت الدهون بمختلف أنواعها ومنها المشبعة وغير المشبعة التي لطالما إقتات عليها الإنسان منذ نعومة أظافر الإنسانية وكانت الأعمار تناهز المئة كما نسمع عن جدود جدود جدودنا! ولكن كثير من الأطباء في العصر الحديث عموما وفي عصرنا الحالي وخصوصا ثورة الثمانينيات ضد الدهون عموما والمشبعة منها خصوصا! بناء على خبرات شخصية ودراسات هزيلة ونوايا منها الجيده ومنها مستهدفة الربح المادي السريع والردئ! وظهرت ثورة الأطعمة قليلة الدهون والألبان قليلة أو معدومة الدسم وركب الجميع الموجة التي مصدرها عصر التصنيع والتعليب والحفظ وإطالة عمر الرف للمأكولات وكلها أخطاء ولكن ما لم نعرفه إلى بداية الألفية الجديدة انها معلومات خاطئة مغرضة ومؤذية وأودت بحياة الكثيرين! كيف بدلنا الزبدة الطبيعية بمارچارين؟ كيف قبلنا اللبن معدوم الدسم وكأن خالقه لم يعرف ما كان يفعله عند الخلق، وكيف طبيب واحد اسمه دين أورنيش يستطيع بأعجوبة محزنة أن يقنع العالم كله بكتبه في هذا الموضوع ان يأكل كل شيء قليل أو معدوم الدهون والألبان معدومة الدسم والطعم والآن نعرف أيضا انها مأكولات عديمة الطعم لأجل هذا وتحت ضغوط الهيئات العالمية علي مصنعي الأطعمة بتقليل الدهون وبالذات المشبعة منها، فاصبح الطعم سييء جدا وغير مستساغ فاضطرت هذه الشركات الكبيرة إضافة العديد من السكريات والمواد الأخري تحت بند "مكسبات طعم" وما هي في الحقيقة إلا مخسرات صحة! وما علاقة البيضة بكل هذا؟ للأسف تندرج تحت الأطعمة الغنية بالدهون وللأسف لم تكن هنالك أبحاث تثبت صحة الإدعاء! والمشكلة في زماننا هذا أن على قدر عظمة الإدعاء لابد أن يكون الدليل والبرهان عظيما أيضا! ولكنه لم يكن! وأصبحت البيضة التي خدمت الإنسانية لآلاف السنين متهمة فعليا بجريمة قتل البني آدم وبالفعل نجحت القضية ضد البيضة وحكم عليها بالسجن مدى الحياة وبالعامية الجميلة "البيضة أخدت مؤبد"، وقامت الدنيا ولم تقعد ومر عقدين فيهم تكالب كل محبي البيض والأكل الطبيعي بين مؤيد ومعارض في كل الدنيا وجاءت الأبحاث بأخبار براءة البيضة من دم هابيل، وبراءة اللبن كامل الدسم من قتل البني آدم بالقلب والمخ؟! -البيضة التي تحتوي على معظم الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان ليكون في أتم صحة! منها على سبيل المثال وليس الحصر فيتامينات B12 و B2 و B5 و D و A والفوليك اسيد و ال E -البيضة التي بها ٦ جرام بروتين. -البيضة التي تحتوي علي الـــ Omega 3 الذي يلهث وراءه الكثيرون في الصيدليات وهو متوفر ٢٠٠مجم في كل بيضه! ومعروف بفوائده للقلب والأوعية والمخ ) العضوية فقط في حين غير العضوية تحتوي على أقل من ٢٠مجم). -البيضة التي مؤخراً تم إكتشاف قدرتها كأكل طبيعي وغذاء كامل على الإشباع لدرجة التخسيس وانقاص الوزن جداً. -البيضة التي هي حقاً مفعمة بمادة الكولين Choline المعروفة فوائدها المتعددة لصحة مخ الأجنة في السيدات الحوامل. -البيضة التي تحتوي على مضادات أكسدة اسمها لوتين وزيازانثين Lutein & Zeaxanthin المفيدين جدا لصحة شبكية العين وتمنع وتقلل تراكم الميه البيضاء والضمور البقعي!! -البيضة التى مليئة بمعادن نحتاجها لصحة أجسامنا مثل الحديد والمانجانيز والسيلينيوم والزنك وهذا الأخير يقلل من عدوي الفيروسات ومنه الكورونا! -البيضة التي قادرة ان تزود الكولسترول الجيد HDL وتحسن من محتويات الكوليسترول السئ LDL بغض النظر عن رقمه في الدم بتغيير محتوياته فيصبح غير مؤذي للأوعية الدموية فيقلل من أزمات القلب والسكتات الدماغيه! البيضة يا عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة من أكثر مظاليم السجون! وفقط العلم والقراءة والبحث الشغوف وأخيراً حب نابع من القلب لإنصاف كل مظلوم حتى لو كانت البيضة، خصوصا لو تعلق تحريرها من سجنها المؤبد إلي كل الفوائد الصحية المذكورة أعلاه! ليتنا نستطيع أن نحرر كل المساجين المظاليم من الأكلات المفيده. ولنا لقاء آخر مع تحرير مسجون آخر في مقالة أخرى فقط.. وياما في السجن مظاليم.. بــاســم أيــــوب.. محرر مظاليم الأكل