صحة وتغذية

المارد الغاضب.. ( الميكروبيوم Microbiome) بـــــــره المـصـبــــاح

بقلم دكتور/ بـاســم أيـوب - Dr. Basim Ayoub, MD, FHM, DABOM

هل‭ ‬تعلم‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬النافعة‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬خلاياه‭ ‬الآدمية؟‭ ‬بل‭ ‬عشرات‭ ‬الأضعاف‭!!! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬العملاق‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬ظلمة‭ ‬أحشاءك‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬يعمل‭ ‬لك‭ ‬أم‭ ‬ضدك؟‭!‬

انت‭ ‬صاحب‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تفتح‭ ‬فمك‭ ‬لتأكل‭ ‬أو‭ ‬تشرب‭!‬

جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬‮٠١‬‭ ‬تريليون‭ ‬خليه‭ ‬آدمية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬الجسم‭ ‬البشري‭ ‬يحتوي‭ ‬بل‭ ‬يأوي‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬‮٠٩‬‭ ‬تريليون‭ ‬خلية‭ ‬بكتيريا‭ ‬في‭ ‬جسمه‭! ‬معظمها‭ ‬في‭ ‬الأمعاء

وخصوصاً‭ ‬الأمعاء‭ ‬الغليظة،‭ ‬وكثير‭ ‬منها‭ ‬بالزائدة‭ ‬الدودية‭! ‬وهذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعيسة‭ ‬الحظ‭ ‬قد‭  ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬عضو‭ ‬صغير‭ ‬يعد‭ ‬مظلوماً‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭!‬

بل‭ ‬مهمشاً‭ ‬لمئات‭ ‬السنين‭! ‬لدرجة‭ ‬إنه‭ ‬يتم‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬سليمة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالزائدة‭ ‬أساسًا‭ ‬وكأنها‭ ‬شريره‭ ‬رأيتها‭ ‬في‭ ‬مرضى‭ ‬كثيرين‭ ‬سعداء‭ ‬بان‭ ‬الجراح‭ ‬تخلص‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬أخرى‭ !‬ولكنها‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭! ‬وكونها‭ ‬تمرض‭ ‬سريعا‭ ‬وكثيرا‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ماهو‭ ‬إلا‭ ‬عرض‭ ‬لخلل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الآونه‭ ‬والعقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬ابتلينا‭ ‬فيها‭ ‬بالأكل‭ ‬الصناعي‭!‬

الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬الثلاث‭ ‬عقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬معلومات‭ ‬مذهله‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬الغربيون‭ ‬”مغير‭ ‬لاسم‭ ‬اللعبة”‭ ‬”Game Changer”،‭ ‬وأنا‭ ‬أقول‭ ‬مغير‭ ‬لفلسفة‭ ‬الأكل‭ ‬الحديثة‭ ‬ولطريقة‭ ‬فهمنا‭ ‬للأطعمة‭! ‬للأسف،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬والقنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬وخلافه‭ ‬للسعرات‭ ‬الحراريه‭ ‬للاكل‭ ‬والأطعمة‭ ‬الصناعية‭ ‬وفوائدها‭ ‬للتخسيس‭! ‬ومكونات‭ ‬الأكل‭ ‬الثلاثة،‭ ‬البروتين‭ ‬والكربوهيدرات‭ ‬والدهون‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬محظوظاً‭ ‬قد‭ ‬تقرأ‭ ‬عن‭ ‬الفيتامينات‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬خبيراً‭ ‬بالأكل‭ ‬فتعرف‭ ‬عن‭ ‬مضادات‭ ‬الأكسدة‭ ‬والإنزيمات‭ ‬والمعادن‭ ‬والعناصر‭ ‬النادره‭ ‬والألياف‭! ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬عزيزي‭ ‬ماهو‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬”الكائن‭ ‬الجرثومي”‭ ‬ويختلجني‭ ‬الآن‭ ‬إحساس‭ ‬من‭ ‬ينادي‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬سطوح‭ ‬المنازل‭ ‬ضارباً‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭! ‬”المايكروبيوم”‭ ‬الذي‭ ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬خلاياك‭ ‬الآدمية‭ ‬بضعة‭ ‬مرات‭ ‬ويتعايش‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تناغم‭ ‬متناهي‭ ‬الدقة‭ ‬إسمها “Symbiosis” وقد‭ ‬يتضع‭ ‬ويصير‭ ‬خادماً‭ ‬لك‭ ‬ولمساعدتك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬صحة‭ ‬ممكنه‭! ‬وهذا‭ ‬لأجل‭ ‬تضحياتك‭ ‬المستمرة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ ‬لامداده‭ ‬كل‭ ‬مايحتاج‭ ‬من‭ ‬أكل‭ ‬وغذاء‭ ‬صحي‭ ‬له‭ ‬شخصيا‭! ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭.‬

هل‭ ‬نفعل‭ ‬هذا؟‭! ‬أم‭ ‬أكلنا‭ ‬أصبح‭ ‬أنانياً‭ ‬وينسى‭ ‬ويتناسى‭ ‬وجود‭ ‬”المايكروبيوم”‭ ‬بالمرة؟‭!!‬

ونعرف‭ ‬حديثاً‭ ‬جداً‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬”الكائن‭ ‬الجرثومي”‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬راضياً‭ ‬عنك‭ ‬ومنك‭ ‬ويعمل‭ ‬طوعاً‭ ‬لك‭ ‬فإنقلب‭ ‬ضدك‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭!‬

إسمح‭ ‬لي‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أقولها‭ ‬بالعامية‭ ‬المصرية‭ ‬”ياليلك‭ ‬ويا‭ ‬سواد‭ ‬ليلك” لأنك‭ ‬تعيش‭ ‬الآن‭ ‬معادياً‭ ‬لكائنك‭ ‬الجرثومي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬تسمى

“Dysbiosis”‭ ‬ وعواقبها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وخيمة‭ ‬ولذكر‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬المعروف‭ ‬علمياً‭ ‬نطرحها‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭:‬

‮١‬‭- ‬القولون‭ ‬العصبي

‮٢‬‭- ‬الزهايمر‭ ‬

‮٣‬‭- ‬الإكتئاب

‮٤‬‭- ‬الضغط

‮٥‬‭- ‬السمنة

‮٦‬‭- ‬مقاومة‭ ‬الأنسولين‭ ‬

‮٧‬‭- ‬مرض‭ ‬السكر‭ ‬النوع‭ ‬الثاني

‮٨‬‭- ‬عديد‭ ‬من‭ ‬السرطانات

‮٩‬‭- ‬الجوع‭ ‬الدائم‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الشبع‭ ‬الدائمة‭ ‬لأسوأ‭ ‬أنواع‭ ‬الأكل

١٠‬‭- ‬القلق

‮١١‬‭- ‬مشاكل‭ ‬النوم‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها

‮٢١‬‭- ‬أمراض‭ ‬زياده‭ ‬المناعة‭ ‬ضد‭ ‬أجسامنا‭ ‬مثل‭ ‬التهاب‭ ‬المفاصل‭ ‬الروماتيزمي

١٣‬‭- ‬أمراض‭ ‬نقص‭ ‬المناعة‭ ‬ومنها‭ ‬ضعف‭ ‬المناعة‭ ‬أمام‭ ‬الفيروسات‭ ‬ومنها‭ ‬طبعا‭ ‬الكورونا

‮٤١‬‭- ‬الإنتحار

‮٥١‬‭- ‬العجز‭ ‬والضعف‭ ‬الجنسي

١٦‬‭- ‬تصلب‭ ‬الشرايين‭ ‬وزيادة‭ ‬الكوليسترول‭ ‬السيء‭ ‬ونص‭ ‬الجيد‭ ‬في‭ ‬الدم

‮٧١‬‭- ‬أمراض‭ ‬القلب

‮٨١‬‭- ‬تسريب‭ ‬الأمعاء‭ 

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬لحصر‭ ‬الأمراض‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الديسبيوسيس

“Dysbiosis”‭ ‬مع‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬الذي‭ ‬لطالما‭ ‬تعايش‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬قد‭ ‬يفوق‭ ‬ألحان‭ ‬بيتهوفن‭ ‬إتقاناً‭! ‬ولكن‭ ‬الإنسان‭ ‬بسبب‭ ‬تكبره‭ ‬وتعاليه‭ ‬المعتاد‭ ‬قرر‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬الماضيين‭ ‬أن‭ ‬يقلب‭ ‬كل‭ ‬”الموازين”‭ ‬بترجيح‭ ‬كفة‭ ‬الأكل‭ ‬الصناعي‭! ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مصيبة‭ ‬وطامة‭ ‬كبرى‭ ‬لهذا‭ ‬الكائن‭ ‬العملاق‭ ‬السلمي‭ ‬الرقيق‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسان‭ ‬وبأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬صيانه‭ ‬ممكنه‭! ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعلمه‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬”عمال‭ ‬على‭ ‬بطال”‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬عاميتنا‭ ‬المصرية‭ ‬الجميلة‭ ‬تعمل‭ ‬كقنبلة‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬أحشاء‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬ونقتل‭ ‬تريليونات‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬النافعة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتعافي‭ ‬أبداً‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬شهور‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سنين‭ ‬من‭ ‬الأكل‭ ‬السليم‭ ‬الطبيعي‭ ‬الصحي‭! ‬وهذا‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬وكورس‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭!‬

فلك‭ ‬أنت‭ ‬تتخيل‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬معدل‭ ‬‮01‬‭-‬‮02‬‭ ‬كورس‭ ‬مضاد‭ ‬حيوي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أول‭ ‬‮81‬‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬الأكثر‭ ‬صرامة‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬هذه‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭!‬

‭‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬بدون‭ ‬وعي‭ ‬وسيطرة‭ ‬خصوصا‭ ‬لو‭ ‬أقدر‭ ‬أشتري‭ ‬المضاد‭ ‬الحيوي‭ ‬بدون‭ ‬روشتة‭ ‬طبيب‭ ‬زي‭ ‬معظم‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ !‬

وهذا‭ ‬يا‭ ‬حضرات‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً

عليه‭ ‬مذابح‭ ‬البكتيريا‭ ‬في‭ ‬بطوننا‭!‬

ولكن‭ ‬الثمن‭ ‬غالي‭ ‬جدا‭! ‬فعلا‭ ‬”اتقي‭ ‬شر‭ ‬الحليم‭ ‬إذا‭ ‬غضب” والمايكروبيوم‭ ‬”مش‭ ‬بس‭ ‬غضب”‭ ‬ده‭ ‬إعتبرنا‭ ‬العدو‭ ‬اللدود‭ ‬ويحاول‭ ‬بإستمرار‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وأحياناً‭ ‬مهاجمة‭ ‬أجسامنا‭ ‬ونتيجة‭ ‬هجومنا‭ ‬اليومي‭ ‬عليه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬مضادات‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬أقراص‭ ‬وكبسولات‭! ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬صورة‭:‬

1‬ مبيدات‭ ‬حشرية‭ ‬في‭ ‬الأكل‭ ‬غير‭ ‬العضوي

2‭‬ هرمونات‭ ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬الأمعاء‭ ‬

3‭‬ مواد‭ ‬حافظة

4‭‬ مواد‭ ‬سامة‭ ‬

5‭‬ مكسبات‭ ‬طعم‭ ‬إلخ

6‭‬ سعرات‭ ‬فارغه‭ ‬في‭ ‬أكل‭ ‬غيرحقيقي

7‬ كلور‭ ‬في‭ ‬مياة‭ ‬الشرب

منها‭ ‬من‭ ‬يقتل‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬يغير‭ ‬نوع‭ ‬البكتيريا‭ ‬من‭ ‬بكتيريا‭ ‬”نافعة”‭ ‬إلى‭ ‬بكتيريا‭ ‬ضاره‭!‬

هل‭ ‬تعلم‭ ‬عزيزي‭ ‬القاريء‭ ‬أن‭ ‬الأمعاء‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬وصلات‭ ‬عصبية‭ ‬مع‭ ‬المخ‭ ‬قد‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬النخاع‭ ‬الشوكي‭ ‬عددا؟‭!‬

وهل‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬مادة “السيروتونين”

Serotonin‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬رفع‭ ‬نسبتها‭ ‬معظم‭ ‬أدوية‭ ‬الإكتئاب‭ ‬يتم‭ ‬تكوين‭ ‬حوالي‭ ‬‮09‬٪ منها‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الأمعاء‭ ‬وبمساعدة‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬راضياً‭ ‬عنك‭!‬

وفي‭ ‬أبحاث‭ ‬حديثة‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬البروبيوتك

Probiotic‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬نفس‭ ‬فعالية‭ ‬الدواء‭ ‬الشهير‭ ‬الــ‭ (‬Prozac‭ ‬Fluoxetine‭) ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬أدوية‭ ‬الإكتئاب‭ ‬وأقدمها‭ ‬في‭ ‬العالم‭!‬

وكما‭ ‬يشرح‭ ‬البروفيسور‭ ‬د‭. ‬سوننبيرج

Dr. Sonnenburg في‭ ‬كتابه‭ ‬الرائع

“The Good Gut” ويقول‭ ‬أن‭ ‬أنواع‭ ‬البكتيريا‭ ‬النافعة‭ ‬في‭ ‬بطوننا‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬‮٠٠٢١‬‭-‬‮٠٠٦١‬‭ ‬نوع‭ ‬وتتفاوت‭ ‬النسب‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬إحتياج‭ ‬كل‭ ‬جسم‭! ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نأكل‭ ‬أكلاً‭ ‬صناعياً‭ ‬يختلط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابل‭! ‬وتنقلب‭ ‬كل‭ ‬الموازين‭! ‬ويصبح‭ ‬هدف‭ ‬”المايكروبيوم”‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬ليس‭ ‬التواجد‭ ‬السلمي‭ ‬معنا

والذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هضم‭ ‬وفهم‭ ‬وتنظيف‭ ‬الأكل‭! ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬تعطي‭ ‬طفلها‭ ‬أكلا‭ ‬بعد‭ ‬تخليصه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الشوائب‭ ‬والقشور‭ ‬والسخونة‭ ‬إلخ‭! ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬المسكين‭ ‬والمسالم‭ ‬سابقاً

ويتحول‭ ‬إلي‭ ‬مارداً‭ ‬غاضباً‭ ‬للأسف‭ ‬شريراً‭ ‬مليئاً‭ ‬بالكراهية‭ ‬والمرارة‭ ‬للكائن‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقتله‭ ‬ويدمر‭ ‬مأواه‭ ‬البطن في‭ ‬كل‭ ‬مره‭ ‬يفتح‭ ‬فمه‭!‬

ويأخذنا‭ ‬الكاتب‭ ‬الشهير‭ ‬روفائيل‭ ‬كيلمان‭ ‬Raphael Kellman‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬المذهل‭ ‬عن‭ ‬المايكروبيوم “The Microbiome Diet”‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬مصالحة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ ‬شارحاً

ومسهباً‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تكلمنا‭ ‬عنه‭ ‬أعلاه‭.‬

ولكن‭ ‬يعطينا‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أمكانية‭ ‬التعافي‭ ‬بالمصالحة‭ ‬ويقدر‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬أن‭ ‬يتصالح‭ ‬مع‭ ‬رفيق‭ ‬الحياة‭ ‬الداخلي‭ ‬”المايكروبيوم”‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬الظلمة‭ ‬لأجلك‭! ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الرجوع‭ ‬الى‭ ‬الطبيعة‭ ‬والأكل‭ ‬الطبيعى‭! ‬ويشرح‭ ‬علمياً‭ ‬كيف‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭! ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أعجبني‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬قرأتها

في‭ ‬هذ‭ ‬الموضوع‭ ‬أنه‭ ‬يحدد‭ ‬ماهو

“أكل‭ ‬التصالح”‭ ‬مع‭ ‬المايكروبيوم

ويقولها‭ ‬بطريقة‭ ‬لطيفة‭ ‬”يوجد‭ ‬أكل‭ ‬ممكن‭ ‬نأكله‭ ‬يصبح‭ ‬كحفلة‭ ‬مفاجأه‭ ‬وعشاء‭ ‬رومانسي‭ ‬للمايكروبيوم”

وأهم‭ ‬هذه‭ ‬المأكولات‭ ‬وتغيير‭ ‬طريقة‭ ‬ونوع‭ ‬ومحتويات‭ ‬الأكل‭ ‬كالآتي‭ :‬

‮١‬‭ – ‬البصل‭ ‬بانواعه‭ ‬‮٢‬‭ – ‬الثوم‭ ‬‮٣‬‭ – ‬الجزر‭ ‬‮٤‬‭- ‬ أكل‭ ‬مخمر‭ ‬صحي‭ ‬‮٥‬‭- ‬ بروبيوتيك ‭ ‬Probiotic

‮٦‬‭- ‬ بريبيوتك‭ ‬Prebiotic‭ ‬‮٧‬‭- ‬ تفادي‭ ‬السكريات‭ ‬‮٨‬‭ – ‬تفادي‭ ‬النسب‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬البروتين‭ ‬والدهون‭ ‬وخصوصا‭ ‬الحيواني‭ ‬منها‭ ‬‮٩‬‭- ‬تفادي‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬طبيبك‭ ‬والضرورة‭ ‬القصوى‭ ‬‮٠١‬‭- ‬تفادي‭ ‬بدائل‭ ‬السكر‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬فيما‭ ‬عدى‭ ‬ستيفيا‭ ‬وفاكهة‭ ‬‮١١‬‭-  ‬زيادة‭ ‬الألياف‭ ‬في‭ ‬الأكل‭ ‬الطبيعي‭ ‬‮٢١‬‭- ‬أكل‭ ‬عضوي‭ ‬لأنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الأكل‭ ‬وليس‭ ‬كلها‭ (‬Dirty Dozen‭)‬ ‮٣١‬‭- ‬الفاكهة‭ ‬عموما‭ (‬مش‭ ‬قصة‭ ‬سعرات‭) ‬‮٤١‬‭- ‬الأسباراجاس‭ (‬الهليون‭) ‬‮٥١‬‭- ‬الموز‭ ‬‮٦١‬‭- ‬الشوفان،‭ ‬صعب‭ ‬أن‭ ‬تسع‭ ‬مقالة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كتاب‭ ‬لسرد‭ ‬المأكولات‭ ‬المفيدة‭.‬

هذا‭ ‬التصالح‭ ‬المغبوط‭ ‬والذي‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬قليله‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬إطمئنان‭ ‬مارد‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬وثقته‭ ‬مره‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬حكمة‭ ‬قبطان‭ ‬المركبة‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تغرق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأطعمة‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬عواصفه‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭!!‬

د‭. ‬باسم‭ ‬أيوب‭ ‬واحد‭ ‬متصالح‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬المايكروبيوم‭ ‬بتاعه‭.

يمكنكم‭ ‬زيارة‭ ‬موقعنا‭ ‬المتخصص‭ ‬فى‭ ‬التغذية‭ ‬بإسم

www.eat4healthy.com

وقناتنا‭ ‬على‭ ‬الــــ‭ ‬ YouTube

https://www.youtube.com/user/sooomatube

د‭. ‬باسم‭ ‬أيوب Dr. Basim Ayoub  (كفاية‭ ‬بقى)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى