تدخل الأشخاص من خارج نطاق العائلة أصبحت عادة التدخل السلبي في خصوصيات الغير مرضاً تعاني منه نسبة كبيرة في المجتمع وهذهِ النسبة الكبيرة من الفضوليون في مجتمعاتنا تعتقد للأسف أن هذا التدخل هو أمرٌ عادي وطبيعي، رغم أنه تصرف يمس حياة الآخرين، كما أن هؤلاء الأشخاص أي الفضوليون يعطون لأنفسهم الحق في ترصّد وتتبع أخبار الآخرين، سواء بحكم الصداقة أو العمل، أو القرابة والخ... لكن مع الأسف هذهِ الظاهرة أصبحت تتخذ أبعاداً أُخرى وتنتشر، يوماً بعد يوم، في مختلف الأوساط. والسؤال الذي يجب أن يُطرح هو :كيف نقضي على هذه الآفة التي لا تخدمنا ولا تخدم المجتمع بشيْ، والتي نتيجتها الوحيدة هي الإساءة إلى الغير وإشباع الفضول؟ يقول الكتاب المقدس :لا تستشر من يرصدك واكتم مشورتك عمن يحسدك سفر يشوع بن سيراخ 7: 37 إذاً يجب الحذر من الشخص الذي لا يحترم خصوصية الآخرين وبالحقيقة هذا الشخص هو ضعيف، وحب الإستطلاع والفضول الذي بداخله، على الأرجح نابع من مستوى الوعي لديه، وأتساءل هل هذا مرض أم فراغ ثقافي ؟ أم بعدٌ عن العمل بوصايا الله؟ ولو حاولنا تحليل شخصيات "المتدخلين" في شؤون الغير لوجدنا ان منهم من يعانون من مشاكل وعقد نفسية، والتدخل في شؤون الغير ما هو إلا تفريغ لأزماتهم وتبرير لمشاكلهم الخاصة،عوض أن يلقوا همهم على الرب. ومنهم ايضاً من يهوى التسلط على الآخرين ومنهم من لا يعرف أين حدوده!!!، ومنهم أُناس يجهلون أصول التعامل بين البشر، ومنهم من فشلوا في حياتهم وقراراتهم.والمشكله الأكبر إن هؤلاء الأشخاص يتمتعون في التدخل في شؤون الغير، وفي حياتهم الخاصة، وإبداء النصائح والمواعظ، دون أن يُطلب منهم ذلك، والكثير من الأحيان يفرحون بمصائب ومشاكل الغير ويُغيّرون الحقائق في نقلهم لأسرار المنازل هنا وهناك،ولكن يجب أن لا ننسى قول الكتاب المقدس: وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا إشعياء .20 : 5 لهذا نستنتج من كل ما سبق أن إحترام خصوصية الآخرين هو من أكثر الأمور التي تُعبّر عن مدى تحضّر الإنسان وأيمانه وثقافته وقيمته في الحياة. والسؤال هنا ما هو الحل وكيف نستطيع أن نحدد تدخل الأخرين السلبي في حياتنا؟ • يجب علينا ان نُصلي من أجل هؤلاء الأشخاص لكي تحل عليهم الإستنارة الإلهية إذ يأمرنا السيد المسيح قائلاً: أحبوا أعدائكم،باركوا لاعنيكم،وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (لوقا 28:27:6 ويقول أيضاً الكتاب المقدس: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء... إن كان الله معنا فمن علينا روميه 19:12 وأيضاً: باركوا على الذين يضطهدونكم،باركوا ولا تلعنوا رومية 14:12 فأنا لا أكره الخاطيء، ولكنني أكره الخطية،وهناك فرق!. • حدّد دائرة الخصوصية التي لا ترغب في الإفصاح عن اي معلومة تقع ضمنها. قد يكون الراتب الذي تتلقاه او عنوان النادي الرياضي الذي ترتاده أو المكان المفضل لديك للإسترخاء وسماع الموسيقى او الوجهة التي تقصدها في عطلة نهاية الاسبوع والخ.. من الأشياء، فدائرة الخصوصية تبقى الى حدّ ما نسبية، تختلف بين شخص وآخر. • لا تكن فضولياً إذا كنت لا ترغب في ان يبادرك الآخر بسؤال من النوع نفسه الذي تسأله،كذلك، إن أبديت انفتاحاً تجاه الآخر، وأصبحت تخبره عن كل شاردة وواردة، فيجب الأ تنزعج إن بدأ بدوره، بإطلاق أسئلة شخصية لأنك أنت من عوّده في الأساس على الإفصاح عن كل شيء. • يجب علينا أيضاً تقديم المساعده لهم من خلال أن نكون صريحين معهم،ووضع الحد لهم بطريقة حاضرية إذ أن الخجل لا يُفيد بل سيجعلهم يتمادوا أكثر في سلوكهم، فبعض الفضوليين لا يعرفون ولا يشعرون بمدى إستياء الآخرين منهم. إذاً هل انت فضولي أم لا؟ - تدخل الأهل السلبي بين الزوجين من المشكلات العائلية الشائكة والطاغية على مجتمعاتنا تدخل الأهل السلبي وغير البنّاء في كل تفاصيل حياة أبنائهم المتزوجين"وخاصتاً المتزوجين حديثاً"،والتدخل بشؤون معيشتهم وقراراتهم الخاصة مما يؤدي لفتور العلاقة الزوجية ، وربما إشعال نيران لا داعي لها، لهذا يجب معرفة أسباب هذا التدخُّل السلبي من الأهل ، ونتائجه مع أهمية إن يكون إنسجام تام بين الزوجان لمواجهة تدخل الأهل السلبي بحكمة ومحبة ، والآن سوف نلقي الضوء على أسباب ونتائج وحلول هذهِ المشكلة الإجتماعية. لماذا يتدخل الأهل بين الزوجين؟ الأسباب متعددة، فبعضها يرجع إلى الأهل، وبعضها بسبب أخطاء من الزوجين تُجبر الأهل إلى التدخل، أياً كانت الأسباب، فمهم جداً أن نعرفها لكي نستطيع إجاد الحل المناسب. • شعور الآباء بالوحـــدة والفـــراغ بعـــد زواج جميع أبنائهم. • إعتماد الآباء على الأبنـــاء بشــكـــل زائــــــد في مساعدتهم في شتى المجالات. • الإرتبــــــاط العـــاطفـــي الـــزائــــــد للوالدين بالأبنـــاء، وخــــــوف الآبـــاء مـــن فقــــــدان أهميتهم فى حيــــــاة الأبنــــــاء بعـــد زواجهم. • عدم الإستقلال المادي للأبناء، مما قد يسبب الكثير من الإحتكاكات ويعطى مجالاً لتدخل الأهل فى كيفية إنفاق الزوجين للمال، وهذهِ ليست قاعدة إذ أن الكثير من الأزواج الغير مستقلين مادياً عن ذويهم لا يعانون من مشكلة تدخل الأهل السلبي في حياتهم. • عدم إدراك الأهل إلى إحتياج الزوجين "وخاصتـــنــــــاً الجـــدد" إلى الإســـتقـــلاليـــة. • قد يرى الآباء أن التعبير عن آرائهم في القرارات التى يتخذها الزوجان نوع من الإهتمام بينما يعتقد الزوجان أنه تدخل لا داعي له. • إخبار أحد الزوجين أهله عن كل شيء يحدث بينه وبين شريكه، أو عن كل شيء يخص شريكه، وعدم تمييز الأشياء التى لا ينبغي أبداً أن يعرفها أحد غير الزوجين. • هروع الزوجين إلى الأهل فور حدوث أي مشكلة بينهما، نتيجة لضعف التواصل بين الزوجين وإحتياجهما إلى طرف ثالث ليحل لهم مشاكلهم هذا لا يعني بالطبع أنه في بعض الحالات لا يجب إستشارة الأهل الذين لهم خبرة أكبر في الحياة وطرق حل المشاكل الزوجية. ما خطورة إستسلام الزوجين لتدخلات الأهل السلبية؟ • ضيــــــاع خصوصيـــة الحيـــاة الـــزوجيـــة. • تنامي الغضب المكبوت داخل الزوجين، حتى تأتي لحظة ينفجر فيها أحد الزوجين في وجـــه الأهـــل ولسبب قد يبدو تافهـــاً. • حدوث الخلافات مع الأهل وتوتر العلاقة معهـــم، بحيث قد يصل الأمر إلى القطيعة. • يؤدى الإستسلام لتدخل الأهل السلبي إلى انهيار الحياة الزوجية وإحتمالية الوصول إلى تفكير أحد الزوجين بلإنفصال عن شركيه. • جو المشاحانات الناتج عن تدخل الأهل السلبي في حياة العائلات يوئثر سلبياً على طريقة تربية أطفالهم،مما يؤدي أن يترعرع جيل جديد في جو يطغي عليه حالة من الحقـــد والكراهيـــة، وأيضـــاً في الكثيـــر من الحالات عندما تصل العلاقة بين الزوجين والأهـــل إلى حـــد المقاطعـــة تكون النتيجته الحتميـــة حرمـــان الأجـــداد من أحفـــادهم وبالعكس، ناهيـــك عـــن المشـــاكل النفــســـية التي ستتسبب للأطفال والأهل والأجداد. كيف يجب أن يتعامل الزوجين مع تدخلات الأهل السلبية فى حياتهم الزوجية؟ • يجب أن يتحدث الزوجان بصراحة بشأن دور الأهل فى حياتهم، يجب أن يتفقوا على المجالات المسموح وغير المسموح للأهل بالتدخل فيها، والحدود التى توضع مع الأهل قد تشمل طلب النصيحة، التعاملات المالية، الزيارات، المكالمات الهاتفية، قضاء الإجازات، تربية الأبناء.. إلخ، وطبعاً هذهِ الحدود تختلف من أسرة إلى أسرة إذ أن الكثير من الأزواج لا يشعرون بتدخل سلبي في حياتهم من ذويهم، فتحديد تدخل الأهل ليس بقاعدة يجب الإلتزام بها إذا ما دعى الأمر لذلك. • إبداء التقدير والإهتمام بالأهل من خلال الزيارات، والمكالمات، والهدايا، وقضاء حوائجهم، وإستشارتهم والإستفادة من خبراتهم في مدرسة الحياة ، لطمأنتهم أنه مازال لهم مكانة فى حياة الأبناء ويجب أن لا ينسى الأبناء قول الكتاب المقدس أكرم اباك بكل قلبك ولا تنس مخاض أمك يشوع بن سيراخ 29 : 7 • الحرص على الإستقلال المادي عن الأهل والتكيّف فى حدود القدرات المالية للزوجين هذا لا يعني أنه أن دعت الحاجة الماسة أن لا نطلب مساعدة الأهل،أو إن رأينا أهلنا في حاجة أن لا نقدم لهم المساعدة الازمة بل بلأحرى أنه واجب علينا. • في حال إن كان الإبن المتزوج يسكن مع أهله في منزل واحد، فالإبن يحتاج هنا إلى الموازنة في تعامله بين الزوجة وأهله من جهة، وأن تشعر الزوجة بالخصوصية والإستقلالية في هذا المنزل المشترك من جهة أخرى، كما أن التفاهم والإتفاق بين الزوجين في هذه الحالة مهم جداً وخاصة عند بداية الحياة الزوجية، فيتفقان مثلاً على مناقشة أمورهم الخاصة في الغرفة المخصصة لهم، وأن يتفقان على المواضيع التي يمكن المناقشة بها أمام الأهل، إضافة إلى توطيد العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج وتوزيع الأدوار بينهم ، ويقع على الزوج، في هذه الحالة، العبء الكبير للحد من تدخل الأهل وفي المحافظة على الخصوصية في العلاقة الزوجية (وبالطبع في الكثير من الحالات يكون أجواء عيش الإبن المتزوج الذي يسكن مع أهله في منزل واحد رائعة جداً ولا يكون أصلاً حاجة للتفكير إلى موازنة العلاقات والإستقلالية في ذلك البيت إذ أن أغلب الأباء والأمهات يحتضنون بشكل رائع زوجة إبنهم بمحبة وحكمة ومشاعر صادقة. • الإستماع إلى آراء الآباء بإحترام، ثم اتخاذ الزوجين القرار المناسب لهما ولا يجب أن ننسى قول الكتاب المقدس أَيُّهَا الأَوْلاَدُ،أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ أفسس .1 : 6 • إحترام كلا الزوجين لشريكه فى وجوده وغيابه، وعدم السماح لأهله بالتحدث عن شريكه بشكل جارح أو غير لائق ويجب أن يبقى دائماً في ذهن الأزواج قول الكتاب المقدس “مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا، إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ ( متى 6، 5 : 19؛ مرقس .7 - 9 : 10 " أحبائي،يتطلب الأمر أن يتحدث كل من الزوجين مع أبويه بشكل هادئ ولبق حول أهمية الخصوصية في الحياة الزوجية، مع طمأنة الأهل الدائمة أنهم سيظلون محل تقدير، وأنه لا يمكن الإستغناء عنهم إذ يأمرنا الرب قائلاً "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ خر12 : 20 . تذكر أنه المشكلات الإجتماعية تنشىء دائماً عند فقدان التوازن بين الحقوق والواجبات ، فما من حق إلا ويقابله واجب، وبعض الناس قد يُبالغ في المطالبة بالحق الذي له ويتمسك به وينسى أو يهمل الواجب المنوط له... إذن هل حان الوقت لكي نعرف واجبتنا وحقوقنا ونبقي الحب والود المتبادل مفتاح السعادة بين الجميع أم لا؟