د. ذمسكينوس الأزرعى

صِعاب الحياة الزوجية

بقلم/ د. ذمسكينوس الأزرعى - أرشمندريت البطريركية المسكونية

يحلم‭ ‬الرجل‭ ‬بإمرأة‭ ‬كاملة‭! ‬وتحلم‭ ‬المرأة‭ ‬برجل‭ ‬كامل‭! ‬ولا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬خلقهم‭ ‬ليكملآ‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭!‬

إن‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬بدون‭ ‬مشاكل،‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭! ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬مشاجرات‭ ‬توسع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحُل‭ ‬سبب‭ ‬المشكلة،‭ ‬وتُسيطر‭ ‬بعدها‭ ‬على‭ ‬الزوجين‭ ‬مشاعر‭ ‬من‭ ‬الأسى‭ ‬والغضب‭ ‬الشديد‭ ‬وحتى‭ ‬الكراهية‭. ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬ينتهي‭ ‬بالطلاق‭.‬

الزواج‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الأُسس‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬صورة‭ ‬رائعة‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬والعائلة‭ ‬وكيفية‭ ‬إنجاحها‭ ‬وإستمرارها‭. ‬إذ‭ ‬نجاح‭ ‬الزواج‭ ‬يأتي‭ ‬بالإجتهاد‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬لإيجاد‭ ‬جو‭ ‬عائلي‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الحب‭ ‬والمسامحة‭ ‬والتضحية‭ ‬والغفران‭ ‬والمودة‭ ‬والتعاطف‭ ‬والتقدير‭ ‬الخ‭.. ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬السؤال‭:‬

– كيف‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية؟

•‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬نفسك‭! ‬ففي‭ ‬محاولتك‭ ‬لفهم‭ ‬نفسك‭ ‬وفهم‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬والأسس‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الإعتبار وأول‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬هو‭ ‬حتمية‭ ‬وجود‭ ‬الإختلاف‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬التفاهم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬التفكير‭ ‬أو‭ ‬التصرف‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬دراسات‭ ‬علميّة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ (‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭) ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬التركيب‭ ‬العصبي‭ ‬والهرموني‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭. ‬فأنت‭ ‬قد‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬ما‭ ‬بطريقة‭ ‬معينة‭ ‬ويكون‭ ‬لك‭ ‬رأيك‭ ‬الشخصي‭ ‬فيه،‭ ‬بينما‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭. ‬وهكذا‭ ‬نجد‭ ‬هذه‭ ‬الإختلافات‭ ‬تمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭. ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬تفهم‭ ‬ذلك‭ ‬فإنك‭ ‬قد‭ ‬تظن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬ربما‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬لك،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تظن‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬أن‭ ‬إختيارك‭ ‬كان‭ ‬خاطئاً‭. ‬

•‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تواصل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬فالتواصل‭ ‬هو‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تُبنى‭ ‬عليها‭ ‬العلاقات‭ ‬السليمة‭. ‬فالأشخاص‭ ‬الناجحون‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬هم‭ ‬أولئك‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬وإستقبال‭ ‬المشاعر‭ ‬والأفكار‭ ‬والمعاني‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬معاً‭ ‬بإنسجام‭ ‬تام‭. ‬فإذا‭ ‬كنت‭ ‬تهتم‭ ‬لأمر‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬فأنت‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ستبحث‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬السبل‭ ‬والوسائل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭.‬

ان‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الزوجين‭ ‬لبعضهما‭ ‬تقع‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬للكلام‭ ‬أو‭ ‬التصرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معنى‭. ‬فالمستمع‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬ومغايرة‭ ‬لقصد‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬المشاكل،‭ ‬فأنت‭ ‬قد‭ ‬تسيء‭ ‬فهم‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬غاضباً‭. ‬فالكلمات‭ ‬قد‭ ‬تأخذ‭ ‬منحناً‭ ‬آخر‭ ‬وتفسر‭ ‬تفسيراً‭ ‬سلبياً‭. ‬ومن‭ ‬الحقائق‭ ‬الواضحة‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬تشاجر‭ ‬شركاء‭ ‬الحياة‭ ‬يزيد‭ ‬سوء‭ ‬الفهم‭ ‬بينهما‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتهما‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬بصورة‭ ‬إجابية‭ ‬عند‭ ‬الغضب،‭ ‬إذن‭ ‬تذكر‭ ‬دائماً‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭:‬ البغضة‭ ‬تهيج‭ ‬خصومات،‭ ‬والمحبة‭ ‬تستر‭ ‬كل‭ ‬الذنوب‭ ‬أمثال‭ ‬12‭:‬10‭ ‬ .

•‭ ‬الأزواج‭ ‬العاقلون‭ ‬يسألون‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً‭: ‬ماذا‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬أُغير‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬لكي‭ ‬أصبح‭ ‬الشريك‭ ‬المثالي؟‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بينكما‭ ‬حوار‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬ليس‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الكبرياء‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المحبة،‭ ‬وإهتمامكم‭ ‬ببناء‭ ‬أسس‭ ‬لمستقبل‭ ‬واعد‭ ‬للعائلة‭.‬

•‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلوا‭ ‬معاً،‭ ‬عندما‭ ‬تصلون‭ ‬معاً‭ ‬ستبقون‭ ‬معاً،‭ ‬وبركات‭ ‬الرب‭ ‬الذي‭ ‬جعلكم‭ ‬واحداً‭ ‬في‭ ‬سر‭ ‬الزواج‭ ‬سوف‭ ‬تُثبت‭ ‬أساس‭ ‬بيتكم‭ ‬وعلاقتكم‭ ‬الزوجية‭.‬

– دور‭ ‬المحاكم‭ ‬الكنائسية‭:‬

تنظر‭ ‬المبادئ‭ ‬المسيحية‭ ‬للزواج‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬علاقة‭ ‬أبدية‭. ‬لذلك‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الطلاق،‭ ‬وهنى‭ ‬نؤكد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغير‭ ‬علمانية‭ ‬والتي‭ ‬بها‭ ‬سلطة‭ ‬المحاكم‭ ‬الكنائسية‭ ‬قوية،‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وصول‭ ‬مشاكل‭ ‬العائلة‭ ‬إلى‭ ‬عتباتها‭ ‬أن‭ ‬يساعدوا‭ ‬قظاة‭ ‬المحكمة‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬الإكليروس بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬الأزواج‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬الطلاق‭ ‬بعد‭ ‬دراستهم‭ ‬بدقة‭ ‬حالة‭ ‬كل‭ ‬عائلة،‭ ‬مع‭ ‬توعيتهم‭ ‬وتثقيفهم‭ ‬عن‭ ‬مهام‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬بحسب‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وقوانين‭ ‬الكنيسة‭ ‬المقدسة‭.‬

بالطبع‭ ‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬بدأت‭ ‬الدول‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬تشريع‭ ‬الطلاق‭ ‬بدون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬الكنائسية‭ ‬مما‭ ‬ادى‭ ‬ألى‭ ‬تزايد‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬طلاق‭ ‬كنسي‭ ‬بل‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬الطلاق‭ ‬الكنائسي‭ ‬للأشخاص‭ ‬المطلقين‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬ضمن‭ ‬شروط‭ ‬وضوابط‭ ‬معينة‭  ‬بحسب‭ ‬الكنيسة‭ ‬الرومية‭ ‬الأرثوذكسية‭ .‬

الــزّواج‭ ‬والـغـضــب

إنَّ‭ ‬المشكلات‭ ‬والإحباطات‭ ‬والشخصيّات‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬حولك،‭ ‬تؤثّر‭ ‬فيك‭ ‬وأنت‭ ‬بالتالي‭ ‬تؤثّر‭ ‬فيها،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفصل‭ ‬عمّا‭ ‬يحدث‭ ‬حولك‭ ‬وبخاصّة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بالقرب‭ ‬منك‭ ‬ويتكرّر‭ ‬بإستمرار‭.‬

أسباب‭ ‬الغضب‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬إنسان‭ ‬وآخر،‭ ‬فما‭ ‬يُسبِّب‭ ‬الغضب‭ ‬لك‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬إهتمام‭ ‬الآخر‭! ‬وما‭ ‬تستقبله‭ ‬أنت‭ ‬بهدوء‭ ‬أو‭ ‬تعتبره‭ ‬أمراً‭ ‬طبيعياً،‭ ‬قد‭ ‬يقابله‭ ‬الآخر‭ ‬بغضب‭! ‬ونفس‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أغضبك‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما،‭ ‬تَجِد‭ ‬نفسك‭  ‬في‭ ‬يوم‭ ‬آخر‭ ‬تستقبله‭ ‬بهدوء‭!‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬مُثيرات‭ ‬الغضب‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬بيتك‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬خارجه‭. ‬وإذا‭ ‬كنتَ‭ ‬من‭ ‬النّوع‭ ‬الذي‭ ‬يتأثّر‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬حوله،‭ ‬فإنّك‭ ‬ستفقد‭ ‬هدوءك‭ ‬وسلامك‭ ‬بسرعة،‭ ‬وهذا‭  ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬تصرّفاتك‭ ‬وسلوكك‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬تعيش‭ ‬معهم‭.‬

الحياة‭ ‬الزّوجيّة‭ ‬يقابلها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصِّعاب‭ ‬التي‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬الغضب‭. ‬فإذا‭ ‬تراكمت‭ ‬دون‭ ‬حلّ‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬تعاملنا‭ ‬معها‭ ‬بعُنف‭ ‬وحدَّة،‭ ‬ستحطَّم‭ ‬استقرار‭ ‬الحياة‭ ‬الزّوجيّة‭ ‬وفُقِدَ‭ ‬الأمل‭ ‬باستمرارها‭.‬

يقول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬‭”‬المحبّة‭ ‬تتأنّى‭ ‬وترفق‭”‬

‭ ‬1‭ ‬كو ‭ 4‭ : ‬13 ‬الحُبّ‭ ‬الصّادق‭ ‬يمتصّ‭ ‬الغضب‭ ‬وحين‭ ‬تغيب‭ ‬المحبّة‭ ‬يغيب‭ ‬الرِّفق،‭ ‬ويأتي‭ ‬بُركان‭ ‬الغضب

فماذا‭ ‬تفعل‭ ‬إن‭ ‬ثارَ‭ ‬غضبك‭ ‬أمام‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬؟

•‭ ‬تجنَّب‭ ‬إهانة‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬بألفاظ‭ ‬أو‭ ‬اتهامات‭ ‬جارحة‭ ‬أثناء‭ ‬غضبك،‭ ‬إذ‭ ‬سيظلّ‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬يتذكّر‭ ‬الإهانة‭ ‬أو‭ ‬الكلمة‭ ‬الجارحة‭ ‬التي‭ ‬وجَّهتَها‭ ‬إليه،‭ ‬ممّا‭ ‬قد‭ ‬يؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬تعقيد‭ ‬المشكلة‭ ‬بدلاٌ‭ ‬من‭ ‬حلِّها‭.‬

•‭ ‬إنّ‭ ‬الشِّجار‭ ‬المستمرّ‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجيّة

ولو‭ ‬بسبب‭ ‬أمور‭ ‬بسيطة،‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬أمراٌ‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يُعالَج‭ ‬ولم‭ ‬يتمّ‭ ‬الإتّفاق‭ ‬عليه‭. ‬ولكي‭ ‬يتمّ‭ ‬العلاج‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتنازل‭ ‬أحد‭ ‬الطرَفَين‭ ‬بتواضع‭ ‬وحُبّ‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬لأنّه‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬الكبرياء‭ ‬والتمسّك‭ ‬الشّديد‭ ‬بالرأي‭ ‬تسوء‭ ‬الأحوال‭ ‬وتتعقّد‭ ‬الحلول‭ .‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬حلّ‭ ‬المشاكل‭ ‬أوّلاٌ‭ ‬بأوّل،‭ ‬أو‭ ‬التكيُّف‭ ‬معها‭ ‬إذا‭ ‬صَعُبَ‭ ‬حلّها،‭ ‬حتّى‭ ‬تستمرّ‭ ‬الحياة‭ ‬الزّوجيّة‭.‬

•‭ ‬التّعامل‭ ‬الصّحيح‭ ‬مع‭ ‬غضب‭ ‬أحد‭ ‬الطرفين‭: ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أنّ‭ ‬معظمنا‭ ‬يَغضب‭ ‬مع‭ ‬إختلاف‭ ‬الأسباب

وكلّ‭ ‬واحد‭ ‬له‭ ‬طُرُق‭ ‬مختلفة‭ ‬للتّعامل‭ ‬مع‭ ‬الغضب

لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التّعامل‭ ‬الصّحيح‭ ‬مع‭ ‬الغضب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأفكار‭ ‬التالية‭: ‬وركِّز‭ ‬على‭ ‬المشكلة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الشّخص،‭ ‬تعامَل‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬مشكلة‭ ‬على‭ ‬حِده‭ ‬خاصّةً‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬شريكك‭ ‬فلا‭ ‬تضع‭ ‬كلّ‭ ‬المشاكل‭ ‬أمامه‭ ‬مرّة‭ ‬واحدة‭ ‬لأنّك‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬حل

بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬يصعب‭ ‬الحلّ‭ ‬ولربّما‭ ‬لن‭ ‬تصلا‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة،‭ ‬تجاوَز‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬أو‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬وركِّز‭ ‬على‭ ‬مشاعره‭ ‬وإنفعالاته‭ ‬وتذكَّر‭ ‬أنّ‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الصّراع‭ ‬هو‭ ‬حلّ‭ ‬المشكلة‭ ‬وليس‭ ‬الإنتصار‭ ‬على‭ ‬الشّخص‭ ‬المُقابِل‭ .‬

حتى‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬سليمة‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬تذكّر‭ ‬أنّ‭ ‬الله‭ ‬يحبّك‭ ‬وقادر‭ ‬أن‭ ‬يساعدك،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أمر‭ ‬ما‭ ‬يضايقك‭ ‬في‭ ‬تصرّفات‭ ‬شريك‭ ‬حياتك،‭ ‬فكِّر‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلٍ‭ ‬له‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الشّكوى‭ ‬والشِّجار‭ ‬المستمرَّين‭.‬

إن‭ ‬كان‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬هادئ‭ ‬الطِّباع‭ ‬يستطيع‭ ‬التحكّم‭ ‬في‭ ‬انفعالاته،‭ ‬وأنت‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك

يجب‭ ‬عدم‭ ‬الضّغط‭ ‬عليه‭ ‬نفسيّاً‭ ‬وإنفعاليّاً‭ ‬إطمئناناً‭ ‬منك‭ ‬إلى‭ ‬أنّه‭ ‬شخص‭ ‬هادئ‭ ‬حتّى‭ ‬لا‭ ‬يفقِد‭ ‬أعصابه‭ ‬فجأة‭ ‬وتكون‭ ‬ثورته‭ ‬قاسية‭ ‬عليكما‭ ‬معاً‭.‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬تجد‭ ‬صعوبةً‭ ‬في‭ ‬التّحكّم‭ ‬في‭ ‬انفعالاتك‭ ‬وتعترف‭ ‬بأنّك‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬بنفسك‭ ‬وأنت‭ ‬تصيح‭ ‬أو‭ ‬تصرخ،‭ ‬أو‭ ‬تقوم‭ ‬بتحطيم‭ ‬ما‭ ‬تجده‭ ‬أمامك

فلا‭ ‬تيأس‭ ‬بل‭ ‬إلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الرب‭ ‬لأنّه‭ ‬وحده‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬مساعدتك‭ ‬ومنحك‭ ‬السّلام‭ ‬والهدوء‭ ‬النّفسي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التّحكّم‭ ‬في‭ ‬أعصابك

حتى‭ ‬لا‭ ‬تؤذي‭ ‬بعصبيّتك‭ ‬نفسك‭ ‬ومن‭ ‬تُحبّ‭.‬

لماذا‭ ‬ترتفع‭ ‬أصواتنا‭ ‬عند‭ ‬الغضب‭ ‬؟

كان‭ ‬أحد‭ ‬حكماء‭ ‬الهندوس‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬لنهر‭ ‬‭”‬جانجز‭ ‬في‭ ‬الهند‭”‬‭ ‬للإستحمام‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأنهار‭ ‬المقدسة‭ ‬للهندوس،‭ ‬وهنالك‭ ‬رأى‭ ‬على‭ ‬ضفتيه‭ ‬مجموعة‭ ‬أفراد‭ ‬يتصارخون‭ ‬في‭ ‬غضب‭. ‬فالتفت‭ ‬مبتسماً‭ ‬لتلاميذه‭ ‬وتساءل‭ ‬لماذا‭ ‬ترتفع‭ ‬أصوات‭ ‬الناس‭ ‬عند‭ ‬الغضب؟‭! ‬فكر‭ ‬تلامذته‭ ‬ثم‭ ‬أجابه‭ ‬أحدهم،‭ ‬لأننا‭ ‬عندما‭ ‬نفقد‭ ‬هدوءنا‭ ‬تعلو‭ ‬أصواتنا‭!‬

رد‭ ‬عليه‭ ‬الحكيم‭ ‬متساءلاً‭ ‬،ولكن‭ ‬لما‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تصرخ‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الآخر‭ ‬بجانبك‭ ‬تماماً‭ ‬؟‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تخبره‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭! ‬ثم‭ ‬أعطى‭ ‬بعض‭ ‬تلاميذه‭ ‬إجابات‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مقنعة‭.‬

وأخيرا‭ ‬وضّح‭ ‬الحكيم‭ ‬قائلاً‭ ‬عندما‭ ‬يغضب‭ ‬شخصان‭ ‬من‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬يتباعد‭ ‬قلبيهما‭ ‬كثيراً‭ ‬وحتى‭ ‬يستطيعان‭ ‬تغطية‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المسافة‭ ‬ليسمع‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬الآخر،‭ ‬عليهما‭ ‬أن‭ ‬يرفعا‭ ‬من‭ ‬صوتيهما‭. ‬كلما‭ ‬تزايد‭ ‬غضبهما‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬كلما‭ ‬أحتاجا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرفعا‭ ‬صوتيهما‭ ‬أعلى‭ ‬فأعلى‭ ‬ليغطيا‭ ‬تلك‭ ‬المسافة‭ ‬العظيمة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يقع‭ ‬شخصان‭ ‬في‭ ‬الحب؟‭ ‬هما‭ ‬لا‭ ‬يصرخان‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬يتحدثان‭ ‬في‭ ‬رقة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬قلبيهما‭ ‬قريبان‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬بعضهما،‭ ‬تلك‭ ‬المسافة‭ ‬بينهما‭ ‬صغيرة‭ ‬جداً‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭.‬

ثم‭ ‬تابع،‭  ‬عندما‭ ‬يحبان‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬أكثر،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يحدث؟‭ ‬هم‭ ‬يتهامسان‭ ‬حينها،‭ ‬فلقد‭ ‬أقتربا‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭. ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجه‭ ‬للحديث‭ ‬بينهما،‭ ‬فقط‭ ‬ينظران‭ ‬لبعضهما‭ ‬البعض ‬هذا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مقدار‭ ‬القرب‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬اليه‭ ‬شخصان‭ ‬يحبان‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭.‬

ثم‭ ‬نظر‭ ‬الحكيم‭ ‬الى‭ ‬تلاميذه‭ ‬وقال‭ :‬لذا‭ ‬عندما‭ ‬تختلفون‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬ما،‭ ‬عندما‭ ‬تتناقشون‭ ‬أو‭ ‬تتجادلون،‭ ‬لا‭ ‬تدعوا‭ ‬لقلوبكم‭ ‬أن‭ ‬تتباعد،‭ ‬لا‭ ‬تتفوهوا‭ ‬بكلمات‭ ‬قد‭ ‬تبعدكم‭ ‬عن‭ ‬بعضكم‭ ‬البعض‭ ‬أكثر،‭ ‬وإلا‭ ‬فإنه‭ ‬سيأتي‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتسع‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬المسافة‭ ‬بينكم‭ ‬الى‭ ‬الدرجة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تستطيعوا‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬تجدوا‭ ‬طريقاً‭ ‬للعودة‭.‬

أحبائي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬زوجية‭ ‬سعيدة‭ ‬تذكروا إذا‭ ‬تحليتم‭ ‬بالصبر‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬غضب‭ ‬فسوف‭ ‬تنجوا‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬المليئة‭ ‬بالندم‭… ‬تعلم‭ ‬المسامحة‭ ‬والمصافحة،‭ ‬فهي‭ ‬افضل‭ ‬علاج‭ ‬للروح‭ ‬وأحد‭ ‬مفاتيح‭ ‬الحياة‭ ‬السعيدة‭ ‬وتذكر‭ ‬الجواب‭ ‬الرقيق‭ ‬يسكت‭ ‬الغضب‭.‬

الفتور‭ ‬العاطفي‭ ‬بين‭ ‬الزوجين

من‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬الزوجية‭ ‬تُعدّ‭ ‬مشكلة‭ ‬الفتور‭ ‬العاطفي‭ ‬لأنها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬التباعد‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬والفتور‭ ‬له‭ ‬أسباب‭:‬

•‭ ‬عدم‭ ‬تغذية‭ ‬الحب‭:‬ يجب‭ ‬وجود‭ ‬الإحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭. ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تشكو‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬أنّ‭ ‬رجالهنّ‭ ‬يتعاملون‭ ‬بطريقة‭ ‬لطيفة‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يُعيروا‭ ‬أي‭ ‬إهتمام‭ ‬بإبداء‭ ‬كلمة‭ ‬مجاملة‭ ‬واحدة‭ ‬لهنّ،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يوجد‭ ‬نساء‭ ‬يفعلن‭ ‬هكذا‭ ‬مع‭ ‬أزواجهن‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الأزواج‭ ‬حينما‭ ‬يتصرفون‭ ‬هكذا‭ ‬يعملون‭ ‬للأسف‭ ‬تدريجياً‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬هوة‭ ‬الفتور‭ ‬العاطفي‭. ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬الحب‭ ‬والإحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكونا‭ ‬نابعين‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬نتاج‭ ‬للإيمان‭ ‬وطاعة‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬والحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬وإدارك‭ ‬قدسية‭ ‬الزواج‭. ‬فشريك‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬أحقّ‭ ‬الناس‭ ‬بالكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تقدِّم‭ ‬الحب‭ ‬والتقدير،‭ ‬وكم‭ ‬يكون‭ ‬تأثيرها‭ ‬عميقاً‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬القلب‭.‬

•‭ ‬التعوّد‭:‬ التعوّد‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬بريقه‭ ‬وجاذبيته‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإنسان،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬لإهمال‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭. ‬ونفس‭ ‬الموقف‭ ‬يحدث‭ ‬للأسف‭ ‬في‭ ‬الزواج ‬فنرى‭ ‬الزوجان‭ ‬يكونان‭ ‬أكثر‭ ‬لطفاً‭ ‬ولهفةً‭ ‬كلاً‭ ‬منهما‭ ‬للآخر‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الخطوبة‭ ‬حتى‭ ‬بدايات‭ ‬الزواج،‭ ‬ثم‭ ‬يتحولان‭ ‬تدريجياً‭ ‬للإهمال‭ ‬وعدم‭ ‬الإكتراث‭ ‬بكل‭ ‬مسببات‭ ‬السعادة‭ ‬الخاصة‭ ‬بكل‭ ‬طرف‭ ‬منهما‭. ‬ولتفادي‭ ‬عامل‭ ‬التعود‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬العناية‭ ‬بزوجته‭ ‬وإسعادها،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تقدير‭ ‬الزوجة‭ ‬لزوجها‭ ‬وإحترامه‭.‬

•‭ ‬العنف‭:‬ فبالمشاجرات‭ ‬الزوجية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يأخذ‭ ‬العنف‭ ‬للأسف‭ ‬شكل‭ ‬الإيذاء‭ ‬البدني‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الرجال‭ ‬على‭ ‬النساء،‭ ‬أما‭ ‬عنف‭ ‬الزوجة‭ ‬فيتمثل‭ ‬فى‭ ‬اللسان‭ ‬السليط‭ ‬كوسيلة‭ ‬لرد‭ ‬عنف‭ ‬الرجل‭ ‬البدني،‭ ‬ومحاولة‭ ‬لتعويض‭ ‬ما‭ ‬تفقده‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬وحقوق‭ ‬أمام‭ ‬أبنائها‭. ‬لكن‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭ ‬تكون‭ ‬حرباً‭ ‬يمتدّ‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭. ‬وبالطبع‭ ‬ذلك‭ ‬يتنافي‭ ‬كُلياً‭ ‬مع‭ ‬الإيمان‭ ‬المسيحي‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬العنف‭ ‬والأذى‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬ويتنافى‭ ‬مع‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬الإستيقاظ‭ ‬من‭ ‬سُبات‭ ‬الرجعية‭ ‬وحل‭ ‬المشاكل‭ ‬بالحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭.‬

•‭ ‬الضغوط‭ ‬الأسرية‭ :‬‭‬أُسرتك‭ ‬هي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬عالمك،‭ ‬الأسرة‭ ‬هي‭ ‬مكان‭ ‬الراحة‭ ‬وهي‭ ‬العالم‭ ‬المملوء‭ ‬بالحب‭ ‬والاحتواء‭ ‬والدفء،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬تتصرف‭ ‬عندما‭ ‬يواجه‭ ‬عالمك‭ ‬صعوبات‭ ‬واضطرابات‭ ‬وأزمات؟

والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أسرتك؟‭ ‬

هناك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأسرة‭:‬

ضغوط‭ ‬خارجية‭ ‬وضغوط‭ ‬داخلية

الضغوط‭ ‬الخارجية:‭ ‬وهي‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬للأسرة‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والجيران أو‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬لأحد‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬فتؤثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬سلبياً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأسرة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬العامة‭ ‬والأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬والإقتصادية‭ ‬تكون‭ ‬إحدى‭ ‬المؤثرات‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬ضغوطاً‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭.‬

الضغوط‭ ‬الداخلية:‭ ‬هي‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬للأسرة‭ ‬بسبب‭ ‬توتّر‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬والغيرة‭ ‬والشك‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬الأطفال‭ ‬ورعايتهم‭ ‬،وضغوط‭ ‬بسبب‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‭ ‬وإلخ‭…‬

أحبائي،‭ ‬ليست‭ ‬أسباب‭ ‬الضغوط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬للضغوط‭ ‬والفتور‭ ‬العاطفي ولكن‭ ‬موقفنا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬الضغوط‭.‬

إن‭ ‬طريقة‭ ‬تفاعلك‭ ‬مع‭ ‬الضغوط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬عالمك‭ ‬وليس‭ ‬الضغوط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تُشكّله،‭ ‬فعندما‭ ‬تكون‭ ‬الضغوط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تُشكّل‭ ‬عالمك‭ ‬وتقوده،‭ ‬فاعلم‭ ‬أنك‭ ‬ضعيف‭ ‬أمام‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬حولك،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تقود‭ ‬أنت‭ ‬قارب‭ ‬حياتك،‭ ‬وتقود‭ ‬أسرتك‭ ‬للأمان‭ ‬دائماً،‭ ‬فأنت‭ ‬من‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬حولك،‭ ‬لذلك‭ ‬حارب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالمك‭:‬وما‭ ‬أقصده‭ ‬بالحرب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تحامي‭ ‬عن‭ ‬عالمك،‭ ‬وأول‭ ‬خطوة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬لله‭ ‬الفرصة‭ ‬لكي‭ ‬يبني‭ ‬البيت‭ ‬ويحفظه،‭ ‬تأمّل‭ ‬هذه‭ ‬الأية‭ ‬الرائعة‭ ‬‭”‬إِنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَبْنِ‭ ‬الرَّبُّ‭ ‬الْبَيْتَ،‭ ‬فَبَاطِلاً‭ ‬يَتْعَبُ‭ ‬الْبَنَّاؤُونَ‭. ‬إِنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَحْفَظِ‭ ‬الرَّبُّ‭ ‬الْمَدِينَةَ،‭ ‬فَبَاطِلاً‭ ‬يَسْهَرُ‭ ‬الْحَارِسُ مزمور‭1: 127‬‭ ‬

ضغوط‭ ‬كثيرة‭ ‬يكون‭ ‬سببها‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬وفي‭ ‬بيتك،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موجود‭ ‬معك‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬بيتك،‭ ‬ويحفظه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭.‬

ولذلك‭ ‬بكلمات‭ ‬بسيطة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تردّدها‭ ‬أنت‭ ‬وأسرتك،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تطلبه‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬موجود‭ ‬دائماً،‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬حياتك‭ ‬ويحفظها‭. ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬ضغوطك‭ ‬وهمومك،‭ ‬وتأكد‭ ‬أنه‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬ضغوط‭ ‬العالم‭ ‬مجتمعة‭.‬

المقارنات‭ ‬السلبية

حتى‭ ‬لا‭ ‬تهدم‭ ‬زواجك،‭ ‬لا‭ ‬تقم‭ ‬بمقارنات‭ ‬وتعليقات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بهدف‭ ‬دفع‭ ‬حماس‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬ليتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬المثالية‭ ‬للزوج‭ (‬أو‭ ‬الزوجة‭) ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭:‬

لماذا‭ ‬زوج‭ ‬صديقتي‭ ‬لديه‭ ‬كذا‭ ‬وأنتَ‭ ‬لا؟‭”‬‭! ‬أو‭ ‬أنظري‭ ‬إلى‭ ‬زوجة‭ ‬أخي وحاولي‭ ‬أن‭ ‬تكوني‭ ‬مثلها‭..‬‭”‬‭!‬

المقارنة‭ ‬السلبية‭ ‬تأتي‭ ‬بنتيجة‭ ‬عكسية،‭ ‬إذ‭ ‬أنّ‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يُقلّل‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بمقارنته‭ ‬قريب‭ ‬منه‭. ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يعلم‭ ‬بنقاط‭ ‬ضعفه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يحتفظ‭ ‬بهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬لنفسه‭ ‬فقط‭! ‬ولكل‭ ‬إنسان‭ ‬أيّاً‭ ‬كان،‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬ونقاط‭ ‬ضعف،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬تُقارنه‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬العيوب‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المقارنة‭ ‬السلبية‭ ‬تُشعِر‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬بأنه‭ ‬يفتقد‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬مثلاً‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬نظرك‭!‬

ان‭ ‬أسلوب‭ ‬المقارنة‭ ‬السلبية‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العناد،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬محاولته‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬سلوكه،‭ ‬ويجب‭ ‬ألاّ‭ ‬يفوتنا‭ ‬أنّ‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬نُقارِن‭ ‬بهم‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬المباهاة‭ ‬أمام‭ ‬الآخرين‭ ‬بالمال‭ ‬أو‭ ‬النفوذ،‭ ‬أو‭ ‬بمظاهر‭ ‬السعادة‭ ‬والهناء‭ ‬لنيل‭ ‬إهتمام‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬إحترامهم،‭ ‬أو‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬شعور‭ ‬الشخص‭ ‬بالنقص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتباهى‭ ‬به،‭ ‬أو‭ ‬لإفتقاده‭ ‬للسعادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يتمناها،‭ ‬مثلما‭ ‬نرى‭ ‬خاصتاً‭ ‬على‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذهِ‭!‬

إذن‭ ‬تجنَّب‭ ‬المقارنة،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬والضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النقاش‭ ‬والكلام‭ ‬اللذين‭ ‬يدوران‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬خاليَين‭ ‬من‭ ‬المقارنة‭. ‬فالزوج‭ ‬يحب‭ ‬ويفتخر‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬زوجته‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬عيوبه،‭ ‬والزوجة‭ ‬أيضاً‭ ‬كذلك‭. ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬هو‭ ‬تشجيع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬وليس‭ ‬هدمه‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬بمقارنته‭ ‬بمن‭ ‬يتفوق‭ ‬عليه‭. ‬إذ‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والصديقات،‭ ‬تتحدث‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬‭”‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭”‬‭ ‬عن‭ ‬المعاملة‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬زوجها،‭ ‬وبأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضايقهما‭ ‬أو‭ ‬يعكّر‭ ‬حبهما،‭ ‬وبأنّ‭ ‬الزوج‭ ‬يُغرقها‭ ‬بالهدايا‭ ‬بمناسبة‭ ‬وبدون‭ ‬مناسبة،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬أنّ‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬ليست‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أمنيات‭ ‬تتمنى‭ ‬الزوجة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فعلاً‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الزوجية،‭ ‬وفي‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬زوجها،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬حياتها‭ ‬تفتقر‭ ‬لكل‭ ‬عناصر‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬والتفاهم‭. ‬وتؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬يسمعها‭ ‬فمنهنّ‭ ‬من‭ ‬يصدّقنها‭ ‬ويبدأنَ‭ ‬في‭ ‬تذكّر‭ ‬مواقف‭ ‬نسيَ‭ ‬الزوج‭ ‬فيها‭ ‬تقديم‭ ‬الهدايا‭ ‬وهنا‭ ‬تبدأ‭ ‬المشاكل‭! ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬قد‭ ‬يُصاب‭ ‬أحد‭ ‬الطرفين‭ ‬بالإحباط‭ ‬وبخيبة‭ ‬الأمل‭ ‬لعدم‭ ‬إستطاعته‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬أسرته،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬المقارنة‭ ‬السلبيّة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلاّ‭ ‬لمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬المتاعب‭ ‬والبُعد‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭. ‬لذا‭ ‬فاحرص‭ ‬ألاّ‭ ‬تلجأ‭ ‬إليها،‭ ‬وليكن‭ ‬أسلوبك‭ ‬هادئاً‭ ‬وموضوعيّاً‭ ‬عند‭ ‬معالجة‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭.‬

المشاكل‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬المنزل

كل‭ ‬مؤسَّسة‭ ‬تجارية‭ ‬هدفها‭ ‬الربح وعليه‭ ‬تُنشِىء‭ ‬مشاريع‭ ‬تجاريّة‭ ‬أو‭ ‬زراعيّة‭ ‬أو‭ ‬صناعيّة‭ ‬،‭ ‬مُتَّكلةً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬ودائع‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬هيئات‭ ‬تستثمرها‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الربح‭ ‬المادي‭. ‬ففي‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ودائع‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬مشاريع،‭ ‬وبدون‭ ‬مشاريع‭ ‬لا‭ ‬تجارة‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬ربح،‭ ‬وبذلك‭ ‬تَفقِد‭ ‬المؤسَّسة‭ ‬هدفها‭.‬

وينطبق‭ ‬المبدأ‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬العائلة‭ ‬كونها‭ ‬تُعتَبر‭ ‬أصغر‭ ‬مؤسَّسة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أهداف‭ ‬العائلة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حياةٍ‭ ‬كريمةٍ،‭ ‬فعلى‭ ‬المؤسِّسَيين الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬أن‭ ‬يعملا‭ ‬كي‭ ‬يَجنِيا‭ ‬المال‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬يقدران‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لهما‭ ‬ولأولادهما‭.‬

ولأن‭ ‬كل‭ ‬عائلة‭ ‬تطمح‭ ‬للإزدهار‭ ‬المادي‭ ‬الذي‭ ‬يُنتِج‭ ‬حياةً‭ ‬كريمةً،‭ ‬سندرس‭ ‬معاً‭ ‬أهم‭ ‬الركائز‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تستطيع‭ ‬العائلة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المادي‭ ‬المنشود‭:‬

• الثقة‭ ‬بإرادة‭ ‬الله‭ :‬تأسَّسَت‭ ‬العائلة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تصميمِ‭ ‬وعملِ‭ ‬الله‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الخَلق،‭ ‬وهو‭ ‬يهتم‭ ‬دائماً‭ ‬بها‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬اُنْظُرُوا‭ ‬إِلَى‭ ‬طُيُورِ‭ ‬السَّمَاءِ‭: ‬إِنَّهَا‭ ‬لاَ‭ ‬تَزْرَعُ‭ ‬وَلاَ‭ ‬تَحْصُدُ‭ ‬وَلاَ‭ ‬تَجْمَعُ‭ ‬إِلَى‭ ‬مَخَازِنَ،‭ ‬وَأَبُوكُمُ‭ ‬السَّمَاوِيُّ‭ ‬يَقُوتُهَا‭. ‬أَلَسْتُمْ‭ ‬أَنْتُمْ‭ ‬بِالْحَرِيِّ‭ ‬أَفْضَلَ‭ ‬مِنْهَا؟‭ ‬مت‭ ‬26 ‭: 6‭ ‬

• الإنسجام‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭:  ‬منذ‭ ‬اللّحظة‭ ‬التي‭ ‬يتّفق‭ ‬فيها‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬عائلة،‭ ‬تولَد‭ ‬إمكانيّة‭ ‬النّجاح‭ ‬ومعها‭ ‬إمكانيّة‭ ‬الفَشل‭ ‬لهذه‭ ‬العائلة‭. ‬فإن‭ ‬عَمِلا‭ ‬كفريقٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬النفسيّة‭ ‬والروحيّة‭ ‬والصحيّة‭ ‬والعاطفيّة‭ ‬والإجتماعيّة‭ ‬والثقافيّة‭ ‬والماديّة،‭ ‬فسيُكتَب‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسّسة‭ ‬العائلية‭ ‬النّجاح‭. ‬لكن‭ ‬إن‭ ‬أراد‭ ‬أيّ‭ ‬شريك‭ ‬أن‭ ‬يَدخُل‭ ‬المؤسَّسة‭ ‬ويعمل‭ ‬مُنفَرداً‭ ‬فيها‭ ‬بطريقته‭ ‬الخاصّة‭ ‬وبأسلوبه‭ ‬الخاصّ‭ ‬مُتناسِياً‭ ‬وجود‭ ‬شريكه،‭ ‬فسوف‭ ‬يُكتَب‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسَّسة‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينفصل‭ ‬الشريكان‭ ‬ويعود‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬إلى‭ ‬حياته‭ ‬ووحدته‭.‬

• الدَّخْل‭ ‬الشّهري‭:‬ في‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الزّوجة‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬راتب‭ ‬زوجها‭. ‬وفي‭ ‬حالِ‭ ‬كانت‭ ‬الزّوجة‭ ‬تعمل‭ ‬فراتبها‭ ‬من‭ ‬حقِّها‭ ‬هي‭ ‬فقط،‭ ‬لأنّ‭ ‬الزّوج‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تسديد‭ ‬كل‭ ‬إحتياجات‭ ‬العائلة‭. ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬خطأ،‭ ‬فالدّخل‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬النّاتج‭ ‬الإجمالي‭ ‬للعائلة‭ ‬هو‭ ‬مجموع‭ ‬المردود‭ ‬المادي‭ ‬للعائلة‭ ‬ككل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭. ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬أن‭ ‬يدرُسا‭ ‬حجم‭ ‬الدّخل‭ ‬الشّهري‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمصاريفهما‭ ‬الثّابتة،‭ ‬وعليهما‭ ‬أن‭ ‬يقرِّرا‭ ‬سواءَ‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬لتطوير‭ ‬الدّخل‭ ‬الشّهري‭ ‬كإيجاد‭ ‬عمل‭ ‬جديد،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يدَّخِرا‭ ‬أو‭ ‬يستَثمِرا‭ ‬المال‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الدَّخل‭ ‬في‭ ‬أمورٍ‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬العائلة‭.‬

• الهَدر‭ :‬المَدخول‭ ‬المادي‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬هو‭ ‬يدخل‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يُهدَر‭ ‬ولا‭ ‬يُصرَف‭. ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬نظام‭ ‬واضح‭ ‬للصَّرف‭. ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬أن‭ ‬يضعا‭ ‬جدولاً‭ ‬مُرتَّباً‭ ‬بالأولويات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الثانويّات‭. ‬

• الرؤية‭: ‬هي‭ ‬وضعُ‭ ‬تَصوُّرٍ‭ ‬للحالةِ‭ ‬أو‭ ‬الوضعِ‭ ‬الذي‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬معيّنة‭. ‬ولتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬تضمن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬بطريقة‭ ‬سليمة‭ ‬ومدروسة‭. ‬وكما‭ ‬وُضِعَت‭ ‬إستراتيجة‭ ‬محدّدة‭ ‬لصرف‭ ‬الدخل‭ ‬الشهري،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬أكبر‭ ‬وأشمل‭. ‬

أحبائي،‭ ‬في‭ ‬النّهاية‭ ‬علينا‭ ‬ألاّ‭ ‬ننسى‭ ‬المبدَأين‭ ‬الهامَّين‭ ‬اللذَين‭ ‬وضعهما‭ ‬الله‭ ‬لآدم‭ ‬وحواء،‭ ‬وهما‭ ‬ألاّ‭ ‬يتصرّف‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬وكأنه‭ ‬لوحده‭ ‬في‭ ‬مؤسَّسة‭ ‬العائلة،‭ ‬ثمَّ‭ ‬أن‭ ‬يتَّكِلا‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ويرفعا‭ ‬إليه‭ ‬كلّ‭ ‬إحتياجاتهما‭ ‬العائليّة،‭ ‬الروحيّة‭ ‬أوّلاً‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬الزمنيّة‭ ‬الماديّة‭.‬

الرب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تسديد‭ ‬كل‭ ‬إحتياجاتنا‭. ‬لنتَّكِل‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الأرض‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬عليها،‭ ‬ولنترجّى‭ ‬حكمةً‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬كيفيّة‭ ‬التصرّف‭ ‬بما‭ ‬يعطينا‭ ‬إيّاه‭ ‬الرب‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬كل‭ ‬شهر‭.‬

نصيحة‭ ‬أخيرة‭: ‬في‭ ‬حال‭ ‬كنتَ‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تزدهر‭ ‬ماديّاً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬مما‭ ‬أعطاك‭ ‬الله‭ ‬كي‭ ‬يباركك‭. ‬إصرِف‭ ‬من‭ ‬دخلك‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬كلمته‭ ‬المقدسة‭  ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬كي‭ ‬يباركك‭ ‬ويبارك‭ ‬عائلتك‭.‬

الأطفال‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معهم

الوالدين‭ ‬هما‭ ‬المثال‭ ‬الأعلى‭ ‬للطفل،‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬إرادياً‭ ‬بتقليدهما‭. ‬ولذلك‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القدوة‭! ‬

من‭ ‬السهل‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يُعطيا‭ ‬الطفل‭ ‬منهجاً‭ ‬تربوياً،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬الطفل‭ ‬لهذا‭ ‬المنهج‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الوالدين‭ ‬غير‭ ‬مطبقين‭ ‬لهذا‭ ‬المنهج‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭. ‬إذن‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الطرق‭ ‬السليمة‭ ‬التي‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬بها‭ ‬أطفالنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أعدادهم‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬ليكونوا‭ ‬أعضاء‭ ‬فعالين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة؟‭!‬

•‭ ‬التــوجيــه‭ ‬بالـحــب‭:‬

الوالدين‭ ‬إذا‭ ‬أعطوا‭ ‬الطفل‭ ‬‭”‬محبة‭ ‬حقيقية‭”‬،‭ ‬فالطفل‭ ‬بالمقابل‭ ‬سيمنحهم‭ ‬طاعته،‭ ‬إذ‭ ‬ليست‭ ‬الأوامر‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعله‭ ‬يطيعهم‭ ‬ويحبهم‭. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬ما‭ ‬يحبه‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يحبه‭. ‬وأن‭ ‬يتفهموا‭ ‬طباعه‭ ‬مع‭ ‬توجيهها‭ ‬للأفضل،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يرغموه‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬لطباعهم‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشعروه‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬صفه،‭ ‬وأنهما‭ ‬صديقاه‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬التعامل‭. ‬

•‭ ‬التـوجيـه‭ ‬بالصـلاة‭:‬

يجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يعلما‭ ‬أطفالهم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬باب‭ ‬مفتوح‭ ‬للسماء‭ ‬هو‭ ‬الصلاة‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬الحنون‭ ‬الذي‭ ‬يحبنا‭ ‬ويحل‭ ‬كل‭ ‬الضيقات،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬صغره‭ ‬بأن‭ ‬له‭ ‬صديق‭ ‬حقيقي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬وقت‭. ‬وهذهِ‭ ‬هي‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأن‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬محبته‭ ‬للأطفال‭  ‬دَعُوا‭ ‬الأَوْلاَدَ‭ ‬يَأْتُونَ‭ ‬إِلَيَّ‭ ‬وَلاَ‭ ‬تَمْنَعُوهُمْ‭ ‬لأَنَّ‭ ‬لِمِثْلِ‭ ‬هؤُلاَءِ‭ ‬مَلَكُوتَ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭ ‬لوقا ‭ ‬16 ‭: ‬18

•‭ ‬التـوجيـه‭ ‬بالصـداقـة‭:‬

لا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬الوالدين‭ ‬لأطفالهم‭ ‬الحب،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدما‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬شخصيهما‭ ‬الصديق‭ ‬والمرشد‭ ‬الذي‭ ‬يسمع،‭ ‬فالطفل‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى‭ ‬يحتاج‭ ‬للوالدين‭ ‬كي‭ ‬يصغوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقول،‭ ‬كي‭ ‬يرشدوه‭.‬

•‭ ‬التوجيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصص‭ ‬الهادفة‭:‬

القصص‭ ‬الهادفة‭ ‬تُساهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬والروحي‭ ‬والعقلي‭ ‬والإجتماعي‭ ‬للأطفال،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيجابية‭ ‬متضمنة‭ ‬لأفعال‭ ‬الخير‭ ‬مثل‭ ‬النهي‭ ‬عن‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬والسرقة‭ ‬والخيانة‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬الأمانة‭ ‬والصدق‭ ‬والإخلاص‭ ‬ومحبة‭ ‬الله‭ ‬والغير‭ ‬والعطاء‭ ‬الخ‭… ‬

•‭ ‬التوجيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬التدليل‭ ‬بطريقة‭ ‬ضارة‭:‬‭‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬نُكافىء‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الطيب‭ ‬الذي‭ ‬يعمله‭. ‬ونوبخه‭ ‬علي‭ ‬العمل‭ ‬الخاطئ‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬قاسية‭ ‬ولنتذكر‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭:‬‭ ‬‭”‬الذي‭ ‬يحبه‭ ‬الرب‭ ‬يؤدبه‭ ‬عب6‭: ‬12 ‬ لأن‭ ‬تدليل‭ ‬الطفل‭ ‬الزائد‭ ‬والإستجابة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬يعلمه‭ ‬حب‭ ‬الذات‭ ‬وحب‭ ‬السيطرة‭ ‬والتهديد‭ ‬بالصراخ‭ ‬والبكاء‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يريد،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حكماء‭ !!! ‬لا‭ ‬للمواقف‭ ‬غير‭ ‬الثابتة،‭ ‬فإن‭ ‬أخذ‭ ‬الوالدين‭ ‬موقفاً‭ ‬يجب‭ ‬عليهما‭ ‬أن‭ ‬يلتزما‭ ‬به،‭ ‬لأنّ‭ ‬ذلك‭ ‬سيعلم‭ ‬الطفل‭ ‬الجديّة‭ ‬والثبات‭.‬

•‭ ‬التـوجيـه‭ ‬من‭ ‬خـلال‭ ‬منحـه‭ ‬الثـقة‭ ‬بالـنـفس‭:‬

الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬يكتسبها‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه ونظراً‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬والنهج‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يسير‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬يجب‭ ‬تنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬وتربيته‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بثقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬اتّخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وابداء‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬يعرض‭ ‬عليه‭ ‬بكل‭ ‬جرأة‭ ‬وثقة ودون‭ ‬الخوف‭ ‬أو‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭.‬

أحبائي،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬الحِرص‭ ‬على‭ ‬ملء‭ ‬فراغ‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬يومي‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬إلى‭ ‬النوم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشغاله‭ ‬بشاطات‭ ‬بسيطة‭ ‬مناسبة‭ ‬لسنه‭. ‬ويجب‭ ‬مشاركة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنشطته‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬وهذهِ‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬الوالدين‭ ‬تسعده‭ ‬وتعطيه‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭ ‬مشاركة‭ ‬الطفل‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المنزل‭ ‬البسيطة‭ ‬كرتيب‭ ‬الملابس‭ ‬وإعداد‭ ‬مائدة‭ ‬الطعام‭ ‬تجعله‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬ويسعد‭ ‬بذلك‭ ‬ويشعر‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬المنزل‭.‬

الغـيـرة‭ ‬بـيـن‭ ‬الـزوجـيــن‭ ‬

الغيرة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬ضروري‭ ‬وطبيعي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬ولكن‭ ‬متى‭ ‬تصبح‭ ‬الغيرة‭ ‬مدمرة؟‭ ‬وكيف‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬مشاعر‭ ‬الغيرة‭ ‬الصعبة؟

الشعور‭ ‬بالغيرة‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬المحبة‭. ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬الغيرة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقرع‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬فإما‭ ‬أنكم‭ ‬تنتمون‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬ثقة‭ ‬زائدة‭ ‬بالنفس‭ ‬وهنالك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬،‭‬أو‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬نهايتها‭ ‬وأنتم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أللامبالاة‭.‬

‭ ‬الغيرة‭ ‬الزائدة‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬جعل‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬كنار‭ ‬متقدة،‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الزوج‭/‬ة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬أنشطته‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وخارجها بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المراسلات‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬أخرين‭ ‬،‭‬والتدقيق‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬تحركاته‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭… ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬أن‭ ‬المراقبة‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬نتيجة‭ ‬عكسية‭ ‬أي‭ ‬النفور‭ ‬والشك‭.‬

أغلب‭ ‬الأزواج‭ ‬يشعرون‭ ‬بإنعدام‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬ويطرحون‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭: ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬أذكياء‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية؟‭ ‬جميلين‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية؟‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لشريكنا‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬أفضل‭ ‬منا؟‭ ‬إذن‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يريد‭ ‬ببساطة‭ ‬التأكد‭ ‬أن‭ ‬مكانه‭ ‬مضمون‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الطرف‭ ‬الأخر‭. ‬

خطوات‭ ‬بسيطة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الغيرة‭ ‬السلبية

•‭ ‬الإعتراف‭: ‬لإزالة‭ ‬سلوك‭ ‬الغيرة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬يجب‭ ‬التحدث‭ ‬عنه‭. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬فإنه‭ ‬سوف‭ ‬يتغلب‭ ‬علينا‭ ‬وسوف‭ ‬نظهره‭ ‬ببساطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإتهامات‭ ‬والتلميحات‭ ‬والتجاهل‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭…‬

•‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬التوتر‭: ‬الغيرة‭ ‬هي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬التوتر‭. ‬عندما‭ ‬نكون‭ ‬معرضين‭ ‬للتوتر،‭ ‬فمن‭ ‬الأسهل‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الغيرة‭. ‬

•‭ ‬عدم‭ ‬تحويل‭ ‬كل‭ ‬محادثة‭ ‬لتحقيق

•‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحدود‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الغيرة الطبيعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬الكبير‭ ‬بينكما،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬إبقاء‭ ‬مكان‭ ‬للثقة‭ ‬بينكما‭. ‬تذكر‭ ‬أن‭ ‬الغيرة‭ ‬منطقة‭ ‬ملغومة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تزداد‭ ‬حرارتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحترق‭ ‬وتتحول‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬إلى‭ ‬الغضب،‭ ‬فلا‭ ‬يصلح‭ ‬ان‭ ‬يسيء‭ ‬أحد‭ ‬الأطراف‭ ‬الظن‭ ‬بالطرف‭ ‬الأخر‭ ‬بالإسراف‭ ‬في‭ ‬الغيرة‭ ‬فهذا‭ ‬يقتل‭ ‬الحب‭ ‬وربما‭ ‬يهدم‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭. ‬فعندما‭ ‬تكون‭ ‬الغيرة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومعتدلة‭ ‬تجعل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الزوجين‭ ‬يعرف‭ ‬مدى‭ ‬قيمته‭ ‬عند‭ ‬الأخر‭ ‬فهي‭ ‬شيء‭ ‬يجدد‭ ‬الحب‭ ‬ويقوي‭ ‬المشاعر‭.‬

إذن‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الغيرة‭ ‬الزائدة‭ ‬يجب‭ ‬التحلي‭ ‬بالصبر‭ ‬والثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والصراحة‭ ‬مع‭ ‬النفس‭ ‬وأن‭ ‬يسأل‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه، هل‭ ‬حقاً‭ ‬الأمر‭ ‬يستدعى‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬والشعور‭ ‬السيئ؟‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬العلاقة‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬خطر؟

وأخيراً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬مع‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭. ‬الحب‭ ‬والإحترام‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬هي‭ ‬أسمي‭ ‬المشاعر‭ ‬التي‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نُشعر‭ ‬بها‭ ‬شريك‭ ‬حياتنا،‭ ‬لذا‭ ‬تذكر‭ ‬ألا‭ ‬تمزج‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬الجميلة‭ ‬بما‭ ‬ينزعها‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى