د. ذمسكينوس الأزرعى

التدّخل السلبى فى خصوصيات الغير

بقلم/ د. ذمسكينوس الأزرعى - أرشمندريت البطريركية المسكونية

تدخل‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬العائلة

أصبحت‭ ‬عادة‭ ‬التدخل‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬خصوصيات‭ ‬الغير‭ ‬مرضاً‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهذهِ‭ ‬النسبة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الفضوليون‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬تعتقد‭ ‬للأسف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬هو‭ ‬أمرٌ‭ ‬عادي‭ ‬وطبيعي،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬تصرف‭ ‬يمس‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬أي‭  ‬الفضوليون‭ ‬يعطون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ترصّد‭ ‬وتتبع‭ ‬أخبار‭ ‬الآخرين،‭ ‬سواء‭ ‬بحكم‭ ‬الصداقة‭ ‬أو‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬القرابة‭ ‬والخ‭… ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف هذهِ‭ ‬الظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬تتخذ‭ ‬أبعاداً‭ ‬أُخرى وتنتشر،‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأوساط‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُطرح‭ ‬هو‭ :‬كيف‭ ‬نقضي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخدمنا‭ ‬ولا‭ ‬تخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬بشيْ،‭ ‬والتي‭ ‬نتيجتها‭ ‬الوحيدة‭ ‬هي‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الغير‭ ‬وإشباع‭ ‬الفضول؟

يقول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ :‬لا‭ ‬تستشر‭ ‬من‭ ‬يرصدك واكتم‭ ‬مشورتك‭ ‬عمن‭ ‬يحسدك سفر‭ ‬يشوع‭ ‬بن‭ ‬سيراخ ‬7‭: ‬37  ‬إذاً‭ ‬يجب‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬خصوصية‭ ‬الآخرين‭ ‬وبالحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬هو‭ ‬ضعيف،‭ ‬وحب‭ ‬الإستطلاع‭ ‬والفضول‭ ‬الذي‭ ‬بداخله،‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬لديه،‭ ‬وأتساءل‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬مرض أم‭ ‬فراغ‭ ‬ثقافي‭ ‬؟ أم‭ ‬بعدٌ‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بوصايا‭ ‬الله؟‭ ‬ولو‭ ‬حاولنا‭ ‬تحليل‭ ‬شخصيات‭ ‬‭”‬المتدخلين‭”‬‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‭ ‬لوجدنا‭ ‬ان‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬وعقد‭ ‬نفسية،‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬تفريغ‭ ‬لأزماتهم‭ ‬وتبرير‭ ‬لمشاكلهم‭ ‬الخاصة،عوض‭ ‬أن‭ ‬يلقوا‭ ‬همهم‭ ‬على‭ ‬الرب‭. ‬ومنهم‭ ‬ايضاً‭ ‬من‭ ‬يهوى‭ ‬التسلط‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أين‭ ‬حدوده‭!!!‬،‭ ‬ومنهم‭ ‬أُناس‭ ‬يجهلون‭ ‬أصول‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬وقراراتهم‭.‬والمشكله‭ ‬الأكبر‭  ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬يتمتعون‭ ‬في‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير،‭ ‬وفي‭ ‬حياتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وإبداء‭ ‬النصائح‭ ‬والمواعظ،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُطلب‭ ‬منهم‭ ‬ذلك،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يفرحون‭ ‬بمصائب‭ ‬ومشاكل‭ ‬الغير‭ ‬ويُغيّرون‭ ‬الحقائق‭ ‬في‭ ‬نقلهم‭ ‬لأسرار‭ ‬المنازل‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭:‬‭‬ وَيْلٌ‭ ‬لِلْقَائِلِينَ‭ ‬لِلشَّرِّ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬وَلِلْخَيْرِ‭ ‬شَرًّا،‭ ‬الْجَاعِلِينَ‭ ‬الظَّلاَمَ‭ ‬نُورًا‭ ‬وَالنُّورَ‭ ‬ظَلاَمًا،‭ ‬الْجَاعِلِينَ‭ ‬الْمُرَّ‭ ‬حُلْوًا‭ ‬وَالْحُلْوَ‭ ‬مُرًّا‭ ‬إشعياء‭ ‬.20 ‭: ‬5‭ ‬

لهذا‭ ‬نستنتج‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬إحترام‭ ‬خصوصية‭ ‬الآخرين‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تُعبّر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تحضّر‭ ‬الإنسان وأيمانه‭ ‬وثقافته‭ ‬وقيمته‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬وكيف‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬تدخل‭ ‬الأخرين‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬حياتنا؟‭ ‬

•‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نُصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬لكي‭ ‬تحل‭ ‬عليهم‭ ‬الإستنارة‭ ‬الإلهية‭  ‬إذ‭ ‬يأمرنا‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬قائلاً‭:‬‭‬

أحبوا‭ ‬أعدائكم،باركوا‭ ‬لاعنيكم،وصلوا‭ ‬لأجل‭ ‬الذين‭ ‬يسيئون‭ ‬إليكم‭ (‬لوقا‭ ‬28:27‭:‬6‭ ‬ويقول‭ ‬أيضاً‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭: ‬‭”‬لا‭ ‬تنتقموا‭ ‬لأنفسكم‭ ‬أيها‭ ‬الأحباء‭… ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬معنا‭ ‬فمن‭ ‬علينا‭ ‬روميه‭ ‬19‭:‬12‭ ‬ وأيضاً‭:‬ باركوا‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬يضطهدونكم،باركوا‭ ‬ولا‭ ‬تلعنوا رومية‭ ‬14‭:‬12‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أكره‭ ‬الخاطيء،‭ ‬ولكنني‭ ‬أكره‭ ‬الخطية،وهناك‭ ‬فرق‭!.‬

•‭ ‬حدّد‭ ‬دائرة‭ ‬الخصوصية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬اي‭ ‬معلومة‭ ‬تقع‭ ‬ضمنها‭. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الراتب‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬او‭ ‬عنوان‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬ترتاده‭ ‬أو‭ ‬المكان‭ ‬المفضل‭ ‬لديك‭ ‬للإسترخاء‭ ‬وسماع‭ ‬الموسيقى‭ ‬او‭ ‬الوجهة‭ ‬التي‭ ‬تقصدها‭ ‬في‭ ‬عطلة‭ ‬نهاية‭ ‬الاسبوع‭  ‬والخ‭.. ‬من‭ ‬الأشياء،‭ ‬فدائرة‭ ‬الخصوصية‭ ‬تبقى‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬ما‭ ‬نسبية،‭ ‬تختلف‭ ‬بين‭ ‬شخص‭ ‬وآخر‭.‬

•‭ ‬ لا‭ ‬تكن‭ ‬فضولياً‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬يبادرك‭ ‬الآخر‭ ‬بسؤال‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تسأله،كذلك،‭ ‬إن‭ ‬أبديت‭ ‬انفتاحاً‭ ‬تجاه‭ ‬الآخر،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تخبره‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة،‭ ‬فيجب‭ ‬الأ‭ ‬تنزعج‭ ‬إن‭ ‬بدأ‭ ‬بدوره،‭ ‬بإطلاق‭ ‬أسئلة‭ ‬شخصية‭ ‬لأنك‭ ‬أنت‭ ‬من‭ ‬عوّده‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

•‭ ‬ يجب‭ ‬علينا‭ ‬أيضاً‭ ‬تقديم‭ ‬المساعده‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬صريحين‭ ‬معهم،ووضع‭ ‬الحد‭ ‬لهم‭ ‬بطريقة‭ ‬حاضرية‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الخجل‭ ‬لا‭ ‬يُفيد‭ ‬بل‭ ‬سيجعلهم‭ ‬يتمادوا‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬سلوكهم،‭ ‬فبعض‭ ‬الفضوليين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ولا‭ ‬يشعرون‭ ‬بمدى‭ ‬إستياء‭ ‬الآخرين‭ ‬منهم‭.‬

إذاً‭ ‬هل‭ ‬انت‭ ‬فضولي‭ ‬أم‭ ‬لا؟

‭- ‬ تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬بين‭ ‬الزوجين

من‭ ‬المشكلات‭ ‬العائلية‭ ‬الشائكة‭ ‬والطاغية‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬وغير‭ ‬البنّاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬أبنائهم‭ ‬المتزوجين‭‬‭”‬وخاصتاً‭ ‬المتزوجين‭ ‬حديثاً‭”‬،والتدخل‭ ‬بشؤون‭ ‬معيشتهم‭ ‬وقراراتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬لفتور‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬إشعال‭ ‬نيران‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لها،‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬معرفة‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬التدخُّل‭ ‬السلبي‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬،‭ ‬ونتائجه‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬إن‭ ‬يكون‭ ‬إنسجام‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬الزوجان‭ ‬لمواجهة‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬بحكمة‭ ‬ومحبة‭ ‬،‭ ‬والآن‭ ‬سوف‭ ‬نلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬ونتائج‭ ‬وحلول‭ ‬هذهِ‭ ‬المشكلة‭ ‬الإجتماعية‭.‬

لماذا‭ ‬يتدخل‭ ‬الأهل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين؟

الأسباب‭ ‬متعددة،‭ ‬فبعضها‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬الأهل،‭ ‬وبعضها‭ ‬بسبب‭ ‬أخطاء‭ ‬من‭ ‬الزوجين‭ ‬تُجبر‭ ‬الأهل‭ ‬إلى‭ ‬التدخل،‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب،‭ ‬فمهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬نعرفها‭ ‬لكي‭ ‬نستطيع‭ ‬إجاد‭ ‬الحل‭ ‬المناسب‭.‬

•‭ ‬شعور‭ ‬الآباء‭ ‬بالوحـــدة‭ ‬والفـــراغ‭ ‬بعـــد‭ ‬زواج‭ ‬جميع‭ ‬أبنائهم‭.‬

•‭ ‬إعتماد‭ ‬الآباء‭ ‬على‭ ‬الأبنـــاء‭ ‬بشــكـــل‭ ‬زائــــــد‭ ‬في‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

•‭ ‬الإرتبــــــاط‭ ‬العـــاطفـــي‭ ‬الـــزائــــــد‭ ‬للوالدين‭ ‬بالأبنـــاء،‭ ‬وخــــــوف‭ ‬الآبـــاء‭ ‬مـــن‭ ‬فقــــــدان‭ ‬أهميتهم‭ ‬فى‭ ‬حيــــــاة‭ ‬الأبنــــــاء‭ ‬بعـــد‭ ‬زواجهم‭.‬

•‭ ‬عدم‭ ‬الإستقلال‭ ‬المادي‭ ‬للأبناء،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإحتكاكات‭ ‬ويعطى‭ ‬مجالاً‭ ‬لتدخل‭ ‬الأهل‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬إنفاق‭ ‬الزوجين‭ ‬للمال، وهذهِ‭ ‬ليست‭ ‬قاعدة‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬الغير‭ ‬مستقلين‭ ‬مادياً‭ ‬عن‭ ‬ذويهم‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭.‬

•‭ ‬عدم‭ ‬إدراك‭ ‬الأهل‭ ‬إلى‭ ‬إحتياج‭ ‬الزوجين‭ ‬‭”‬وخاصتـــنــــــاً‭ ‬الجـــدد‭”‬‭ ‬إلى‭ ‬الإســـتقـــلاليـــة‭.‬

•‭ ‬قد‭ ‬يرى‭ ‬الآباء‭ ‬أن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬التى‭ ‬يتخذها‭ ‬الزوجان‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإهتمام

بينما‭ ‬يعتقد‭ ‬الزوجان‭ ‬أنه‭ ‬تدخل‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬له‭.‬

•‭ ‬إخبار‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬أهله‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يحدث‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬شريكه،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يخص‭ ‬شريكه،‭ ‬وعدم‭ ‬تمييز‭ ‬الأشياء‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬يعرفها‭ ‬أحد‭ ‬غير‭ ‬الزوجين‭.‬

•‭ ‬هروع‭ ‬الزوجين‭ ‬إلى‭ ‬الأهل‭ ‬فور‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬بينهما،‭ ‬نتيجة‭ ‬لضعف‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وإحتياجهما‭ ‬إلى‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭ ‬ليحل‭ ‬لهم‭ ‬مشاكلهم‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالطبع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬إستشارة‭ ‬الأهل‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬خبرة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وطرق‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬الزوجية‭.‬

ما‭ ‬خطورة‭ ‬إستسلام‭ ‬الزوجين‭ ‬لتدخلات‭ ‬الأهل‭ ‬السلبية؟

•‭ ‬ضيــــــاع‭ ‬خصوصيـــة‭ ‬الحيـــاة‭ ‬الـــزوجيـــة‭.‬

•‭ ‬تنامي‭ ‬الغضب‭ ‬المكبوت‭ ‬داخل‭ ‬الزوجين،‭ ‬حتى‭ ‬تأتي‭ ‬لحظة‭ ‬ينفجر‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬في‭ ‬وجـــه‭ ‬الأهـــل‭ ‬ولسبب‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬تافهـــاً‭.‬

•‭ ‬حدوث‭ ‬الخلافات‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬وتوتر‭ ‬العلاقة‭ ‬معهـــم،‭ ‬بحيث‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬القطيعة‭.‬

•‭ ‬يؤدى‭ ‬الإستسلام‭ ‬لتدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬وإحتمالية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفكير‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬بلإنفصال‭ ‬عن‭ ‬شركيه‭.‬

•‭ ‬جو‭ ‬المشاحانات‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬العائلات‭ ‬يوئثر‭ ‬سلبياً‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬تربية‭ ‬أطفالهم،مما‭ ‬يؤدي‭ ‬أن‭ ‬يترعرع‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬يطغي‭ ‬عليه‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحقـــد‭ ‬والكراهيـــة،‭ ‬وأيضـــاً‭ ‬في‭ ‬الكثيـــر‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬عندما‭ ‬تصل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬والأهـــل‭ ‬إلى‭ ‬حـــد‭ ‬المقاطعـــة‭ ‬تكون‭ ‬النتيجته‭ ‬الحتميـــة‭ ‬حرمـــان‭ ‬الأجـــداد‭ ‬من‭ ‬أحفـــادهم‭ ‬وبالعكس،‭ ‬ناهيـــك‭ ‬عـــن‭ ‬المشـــاكل‭ ‬النفــســـية‭ ‬التي‭ ‬ستتسبب‭ ‬للأطفال‭ ‬والأهل‭ ‬والأجداد‭.‬

كيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬الزوجين‭ ‬مع‭ ‬تدخلات‭ ‬الأهل‭ ‬السلبية‭ ‬فى‭ ‬حياتهم‭ ‬الزوجية؟

•‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬الزوجان‭ ‬بصراحة‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬الأهل‭ ‬فى‭ ‬حياتهم،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتفقوا‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬المسموح‭ ‬وغير‭ ‬المسموح‭ ‬للأهل‭ ‬بالتدخل‭ ‬فيها،‭ ‬والحدود‭ ‬التى‭ ‬توضع‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬قد‭ ‬تشمل‭ ‬طلب‭ ‬النصيحة،‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية،‭ ‬الزيارات،‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية،‭ ‬قضاء‭ ‬الإجازات،‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭.. ‬إلخ،‭ ‬وطبعاً‭ ‬هذهِ‭ ‬الحدود‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بتدخل‭ ‬سلبي‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬من‭ ‬ذويهم‭،‬ فتحديد‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬ليس‭ ‬بقاعدة‭ ‬يجب‭ ‬الإلتزام‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬دعى‭ ‬الأمر‭ ‬لذلك‭.‬

•‭ ‬إبداء‭ ‬التقدير‭ ‬والإهتمام‭ ‬بالأهل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزيارات،‭ ‬والمكالمات،‭ ‬والهدايا،‭ ‬وقضاء‭ ‬حوائجهم،‭ ‬وإستشارتهم‭ ‬والإستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة‭ ‬،‭ ‬لطمأنتهم‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬لهم‭ ‬مكانة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الأبناء‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬الأبناء‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس أكرم‭ ‬اباك‭ ‬بكل‭ ‬قلبك‭ ‬ولا‭ ‬تنس‭ ‬مخاض‭ ‬أمك يشوع‭ ‬بن‭ ‬سيراخ ‭ ‬29 ‭: ‬7 ‬

•‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الإستقلال‭ ‬المادي‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والتكيّف‭ ‬فى‭ ‬حدود‭ ‬القدرات‭ ‬المالية‭ ‬للزوجين‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬أن‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نطلب‭ ‬مساعدة‭ ‬الأهل،أو‭ ‬إن‭ ‬رأينا‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نقدم‭ ‬لهم‭ ‬المساعدة‭ ‬الازمة‭ ‬بل‭ ‬بلأحرى‭ ‬أنه‭ ‬واجب‭ ‬علينا‭.‬

•‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الإبن‭ ‬المتزوج‭ ‬يسكن‭ ‬مع‭ ‬أهله‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬واحد،‭ ‬فالإبن‭ ‬يحتاج‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬الموازنة‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬بين‭ ‬الزوجة‭ ‬وأهله‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وأن‭ ‬تشعر‭ ‬الزوجة‭ ‬بالخصوصية‭ ‬والإستقلالية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنزل‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التفاهم‭ ‬والإتفاق‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬فيتفقان‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬أمورهم‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬المخصصة‭ ‬لهم،‭ ‬وأن‭ ‬يتفقان‭ ‬على‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬المناقشة‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬الأهل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجة‭ ‬وأهل‭ ‬الزوج‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬بينهم‭ ‬،‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬الزوج،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬العبء‭ ‬الكبير‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬الأهل‭ ‬وفي‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ (‬وبالطبع‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬يكون‭ ‬أجواء‭ ‬عيش‭ ‬الإبن‭ ‬المتزوج‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬مع‭ ‬أهله‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬واحد‭ ‬رائعة‭ ‬جداً‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬أصلاً‭ ‬حاجة‭ ‬للتفكير‭  ‬إلى‭ ‬موازنة‭ ‬العلاقات‭ ‬والإستقلالية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬البيت‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الأباء‭ ‬والأمهات‭ ‬يحتضنون‭ ‬بشكل‭ ‬رائع‭ ‬زوجة‭ ‬إبنهم‭ ‬بمحبة‭ ‬وحكمة‭ ‬ومشاعر‭ ‬صادقة‭.‬

•‭ ‬الإستماع‭ ‬إلى‭ ‬آراء‭ ‬الآباء‭ ‬بإحترام،‭ ‬ثم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الزوجين‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬لهما‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس أَيُّهَا‭ ‬الأَوْلاَدُ،أَطِيعُوا‭ ‬وَالِدِيكُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الرَّبِّ‭ ‬لأَنَّ‭ ‬هذَا‭ ‬حَقٌّ‭  ‬أفسس‭ ‬.1 ‭: ‬6‭  

•‭ ‬إحترام‭ ‬كلا‭ ‬الزوجين‭ ‬لشريكه‭ ‬فى‭ ‬وجوده‭ ‬وغيابه،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لأهله‭ ‬بالتحدث‭ ‬عن‭ ‬شريكه‭ ‬بشكل‭ ‬جارح‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬لائق‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الأزواج‭ ‬قول‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬“مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬هذَا‭ ‬يَتْرُكُ‭ ‬الرَّجُلُ‭ ‬أَبَاهُ‭ ‬وَأُمَّهُ‭ ‬وَيَلْتَصِقُ‭ ‬بِامْرَأَتِهِ،‭ ‬وَيَكُونُ‭ ‬الاثْنَانِ‭ ‬جَسَدًا‭ ‬وَاحِدًا،‭ ‬إِذًا‭ ‬لَيْسَا‭ ‬بَعْدُ‭ ‬اثْنَيْنِ‭ ‬بَلْ‭ ‬جَسَدٌ‭ ‬وَاحِدٌ‭. ‬فَالَّذِي‭ ‬جَمَعَهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬لاَ‭ ‬يُفَرِّقُهُ‭ ‬إِنْسَانٌ‭ ( ‬متى ‭ ‬6‭، ‬5 : ‬19؛‭  ‬مرقس‭ ‬.7 ‭- ‬9 ‭:‬ 10‭ “‭‬

أحبائي،يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الزوجين‭ ‬مع‭ ‬أبويه‭ ‬بشكل‭ ‬هادئ‭ ‬ولبق‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الخصوصية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬مع‭ ‬طمأنة‭ ‬الأهل‭ ‬الدائمة‭ ‬أنهم‭ ‬سيظلون‭ ‬محل‭ ‬تقدير،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الإستغناء‭ ‬عنهم‭ ‬إذ‭ ‬يأمرنا‭ ‬الرب‭ ‬قائلاً‭  “أَكْرِمْ‭ ‬أَبَاكَ‭ ‬وَأُمَّكَ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تَطُولَ‭ ‬أَيَّامُكَ‭ ‬عَلَى‭ ‬الأَرْضِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬يُعْطِيكَ‭ ‬الرَّبُّ‭ ‬إِلهُكَ‭ ‬خر12‭ :‬ 20‭ ‬ .‬

تذكر‭ ‬أنه‭ ‬المشكلات‭ ‬الإجتماعية‭ ‬تنشىء‭ ‬دائماً‭ ‬عند‭ ‬فقدان‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬،‭ ‬فما‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬إلا‭ ‬ويقابله‭ ‬واجب،‭ ‬وبعض‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬يُبالغ‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بالحق‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ويتمسك‭ ‬به‭ ‬وينسى‭ ‬أو‭ ‬يهمل‭ ‬الواجب‭ ‬المنوط‭ ‬له‭…‬

إذن‭ ‬هل‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬نعرف‭ ‬واجبتنا‭ ‬وحقوقنا‭ ‬ونبقي‭ ‬الحب‭ ‬والود‭ ‬المتبادل‭ ‬مفتاح‭ ‬السعادة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬أم‭ ‬لا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى