يُحكى عن الأستاذ الكبير سابا حبشى باشا أنه وقت أن كان وزيراً للمالية منذ أكثر من خمسين سنة كان شديد التواضع لدرجة أن الحاجب أو فراش وزارته عندما كان يفتح له باب الأسانسير ويقول له: “اتفضل يا باشا” كان يقول له الوزير: “لا أتفضل أنت الأول !”.
وكان سابا باشا محامياً كبيراً ضليعاً يتقن الثلاث لغات العربية والأنجليزية والفرنسية – إتقاناً تاماً. وفى مرة كان يحضر أحد المؤتمرات الدولية للمحامين فى باريس وتغيب المترجم الذى يترجم الأبحاث والمحاضرات من الفرنسية الى الأنجليزية لعذر طارئ وارتبك رئيس الجلسة وكاد يفشل المؤتمر ويتعطل، واذا به وهو يعتذر للموجودين ويفكر فى تأجيل الاجتماعات الصباحية ويلمح الأستاذ سابا باشا حبشى جالساً بين الحاضرين … والتقط الرجل أنفاسه وهو يجد المنقذ وقال له : “مستر حبشى، هل تتفضل وتنقذنا من هذا المأزق؟” وقام الرجل العلاّمة يترجم ترجمة فورية بكل طلاقة أذهلت الجميع.
ومرة ثالثة وهو وزير كان يتناقش مع احدى اللجان واحتدم الجدل واذا به يقول فى ضيق: “لاآله الاّ الله!!” فضحكوا وقالوا له: ” تبقى أسلمت يا باشا” فأجابهم “ماهى حاجة تكفّر !!”
***
“وهكذا سيخلص جميع اسرائيل” (126)
(رو11 : 26)
شكى طبيب يهودى لمحامى يهودى صديقه، أنه حزين ومتضايق جداً لأن إبنه صار مسيحياً رغم أنه اهتم بتعليمه فى مدرسة يهودية وقام بتحفيظه التوراه والتقليد وتقديس يوم السبت … ألخ ودهش الطبيب عندما أخبره صديقه المحامى اليهودى أنه هو أيضاً اكتشف أن ابنه اعتنق المسيحية سراً واعتمد وصار مسيحياً بالرغم من أنه لم يقصّر فى حقه بل علمه الناموس والتقليد اليهودى منذ طفولته !!
واتفق الصديقان أن يذهبا معاً الى الرباّى (الحاخام) ليخبرانه عن هذه الظاهرة الخطيرة ومعرفة أسبابها وعلاجها …
وكم كانت المفاجأة مذهلة عندما أخبرهما الرباّى نفسه بأن أبنه هو شخصياً ترك اليهودية وصار مسيحياً رغم أنه لم يدّخر وسعاً فى تربيته وختانه وتعليمه الشريعة والتقليد والتاريخ والعبادة اليهودية ولكنه ذهب فى رحلة للأراضى المقدسة وعاد منها مسيحياً!
وأخيراً أشار الرباّى على صديقيه بأن يسألوا الله نفسه باعتباره الملجأ الأخير واتفقوا على أن يذهبوا ثلاثتهم، الطبيب والمحامى والرباّى، الى المجمع اليهودى فوراً للصلاة وسؤال الله.
وهناك لم يصدقوا أنفسهم عندما أخبرهم الله أن أبنه هو أيضاً صار مسيحاً!
***
لماذا ظهر لمريم المجدلية أولاً ؟ (127)
أعتقد بعض الظرفاء أن السيد المسيح جعل أول ظهور له بعد القيامة لامرأة من أجل سرعة نشر أخبار القيامة فى العالم !! ولكن فى الحقيقة أن القديسة مريم المجدلية استحقت هذه البركة إذ سبقت الرسل أنفسهم فى محبتها للرب وتبكيرها وشجاعتها فى الذهاب الى القبر باكراً جداً والظلام باق وهى التى بشرت الرسل بالقيامة.
***
أتعاب الاستشارة (128)
قال المحامى اذا كنت تريد استشارة قانونية عليك أن تدفع مائة دولار مقدماً.
فقال العميل: حسناً ها هى المائة دولار.
المحامى: شكراً. والآن بامكانك أن تسأل سؤالين فقط.
العميل: أليس هذا كثيرا أن أدفع 100 دولار على سؤالين فقط؟
المحامى: جايز. والآن ماهو السؤال الثانى؟!
صلاة من أجل الدولار ! (129)
فى ايطاليا هذا العام (2009) أقيم قداس خاص من أجل انقاذ البورصة من الانهيار ورفع أسعار الأسهم. وقد دُهش الراعى وهو يرى نحو خمسين الفاً يصلّون لأول مرة منذ خمسين عاماًً، بينما لا يحضر عادة الكنيسة فى ايام الآحاد اكثر من مائة شخص!
***
جمجمة الملك ! (130)
كان الفيلسوف اليونانى ديوجينوس يفحص عدة جماجم أمام الامبراطور الأسكندر الأكبر. فلما سأله الملك عما يفعل قال: “انى ابحث فى هذه الجماجم لعلى استطيع ان أميز فيها جمجمة ابيك الملك من غيرها . فتعال أنت وميزّها ان كنت تستطيع؟؟”. حقاً ان فى الموت يتساوى الجميع.
***
قوة الأنجيل (131)
لما عزم “روبرت موفات” على الذهاب الى ناماكو ليبشّر بانجيل المسيح، أخذ سكان الكاب يبكون وقال أحدهم: “أن الرئيس افريكانز المرعب سيمزق جسدك إرباً إرباً” وقال آخر “أنه سيصنع من جمجمتك وعاء لشرب الخمر!
ولكن موفات لم يتراجع خائفاً بل ذهب الى ناماكو وبشر بالانجيل ولم تمض شهور حتى صار افريكانز انساناً جديداً اذ آمن بالمسيح واعتمد وصار من أعزّ أصدقاء موفات واكبر معاونيه فى نشر الأنجيل.
***
أبدية الكلاب ! (132)
من شدة حب الأمريكان للكلاب لا تكاد تخلو بيوتهم من كلبين أو ثلاثة، وأن يوصى بعض الأغنياء أو الأغبياء بكل ثروتهم الضخمة لكلابهم ثم من بعدهم لأقاربهم! وقد أقاموا لهم اللوكاندات والمطاعم والمستشفيات والمقابر الخاصة. ولكن الأعجب من كل هذا ان بلغ الجهل بالبعض لدرجة أن سيدة كتبت على لوحة رخامية فخمة على ضريح كلبها هذه الكلمات” الوداع ياركس ….. سنلتقى فى الأبدية!
لعل هذه الأخت لم تقرأ فى حياتها سفر الرؤيا الذى كتب فيه الرسول يوحنا صراحة ان الكلاب هى أول الأصناف الممنوعة من دخول السماء، “لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً” (رؤ 22 : 15).
وأذا كان القديس يوحنا لايقصد هنا الكلاب حرفياً ، أى ذوات الأربع والذيل، وانما كناية عن الأشرارعموماً الذين تشبهوا فى حياتهم بطبع الكلاب فى شراستهم وشراهتهم ونجاستهم، كقول السيد المسيح “لا تعطوا القدس للكلاب”. أو كقول التوراة “لاتدُخل أجرة زانية ولا ثمن كلب الى بيت الرب” (تث23 : 18). الا ان المعروف ايضاً ان الحيوانات كلها تفنى وتنتهى تماماً بموتها اذ ليس لها روح خالدة كالأنسان وليس لها قيامة ولا أبدية. فأين هى أبدية الكلاب التى تريد هذه السيدة ان تلتقى فيها مع “ركس” العزيز؟ ان ابدية الكلاب هى ابدية الفناء.
والجدير بالذكر ان شهود يهوه يؤمنون بأبدية الكلاب أو الفناء حسب تفسيرهم الحرفى الخاطئ للآية “أجرة الخطية موت” وكأنهم يبشرون بانه لا دينونة ولا عقاب وانما مجرد أبدية كلاب وفناء.
***
إحياء لذكرى رجل عظيم !! (133)
كان بيتهوفن معاصراً لنابليون بونابرت وكان شديد الأعجاب به من أجل دفاعه عن مبادئ الثورة الفرنسية وشعارها ” الحرية والأخاء والمساواة ” واعتبره لذلك بطلاً عظيماً.
وبدأ بيتهوفن يؤلف سيمفونيته الثالثة التى دعاها “الأيرويكا” أى سيمفونية “البطولة” وكتب إهداءها الى نلبليون هكذا: “الى رجل عظيم”.
ولكن قبل أن ينتهى بيتهوفن من كتابة موسيقى هذه السيمفونية الرائعة، وجد أن نابليون قد استهوته فتوحاته وأنتصاراته فنصّب نفسه امبراطوراً على فرنسا والبلاد التى غزاها ولم يعد يعبأ بمبادئه الأولى.
فثار بيتهوفن وغضب واعتبر أن نابليون قد مات فى نظره وما هو إلاّ رجل ضعيف كغيره وقد صار عبداً لشهوات القوة والسيادة وحب السيطرة والشهرة والطمع، فمزق الاهداء، الذى كتبه والّف “المارش الجنائزى” الشهير وكتب إهداء جديداً يُقرأ هكذا:” إحياءاً لذكرى رجل عظيم “!!!
***
نصائح صحية!(134)
قال دكتور هارتى كيلوج:
كُل نصفما أعتدت أن تأكل.
نم ضعف ما أعتدت أن تنام.
وأشرب ثلاثة أضعاف ما أعتدت أن تشرب.
واضحك أربعة اضعاف ما اعتدت أن تضحك.
فإن فعلت هذا مُتّعت بأفضل العمر.
***
معسكر قيصر (135)
اتفق الشاعر حافظ ابراهيم مع بعض زملائه الاُدباء على الكلام باللغة العربية الفصحى لمدة يوم كامل ومن ينطق بكلمة عامية واحدة يدفع غرامة خمسة جنيهات.
وركبوا ترام الرمل بالإسكندرية فجاء الكمسارى وسالهم الى أين فأجاب حافظ: الى معسكر قيصر. وقال الكمسارى لا توجد محطة بهذا الأسم. وكرر سؤاله حتى إضطر أن يقول له “كامب شيزار” ودفع غرامة أكثر من ثمن التذكرة بكثير !!!
***
ثعلب دقيق الملاحظة (136)
شاخ أسد وضعف فلم يقدر على صيد أى من الوحوش. فأراد أن يحتال لنفسه فى المعيشة، فتمارض وصار يسكن فى بعض المغائر، وكان كلما اتاه زائر من الحيوانات، افترسه داخل المغارة وأكله. فأتى الثعلب ووقف على باب المغارة وسلّم عليه قائلاً “كيف حالك اليوم ياسيد الوحوش؟” فقال له الأسد: ” مالك لا تدخل يا ابا الحصين؟” فقال له الثعلب: كنت قد عزمت على الدخول. غير أنى رأيت فى طريق المغارة آثار أقدام كثيرة داخلة إليك ولم أبصر اثر قدم واحدة خارجة من عندك.