أبونا أغسطينوس

قصص قصيرة وطرائف 11

للقس أغسطينوس حنا

أنا أخوك ! (137)

طلب فقير إحساناً من أحد المشاة فى الطريق، فقال له: “لا تعطلنى أنا ذاهب إلى الكنيسة لأحضر القداس”. فقال الفقير: “أطلب منك لأجل المسيح أن تجيبنى كيف تبداؤن الصلاة فى الكنيسة؟”

– بالصلاة الربانية وهى أبانا الذى فى السموات ….

– وما معنى كلمة ابانا؟

– معناها أن الله هو أبونا السماوى وأبو كل المسحيين بل أب كل البشر.

– ومادام الله أبانا أى هو أبى وأبوك فمعنى ذلك أننا إخوة. إذن أنا أخوك. ولست شحاذا ولا متسولاً. وبحق هذه الإخوة إذهب وأحضر طعاماً لأخيك لأنى جوعان!

فابتسم الرجل لذكاء الفقير ورجع وأحضر له طعاماً كافياً من بيته وأعطاه له مسروراً وقدم له مبلغاً من المال.

***

وعى أم فاضلة (138)

هذه السيدة الفاضلة هى أم البطريرك الأنبا مقار الشبراوى البطريرك رقم 59 (932 – 953م) من قرية شبرا مركز قويسنا، وعندما كان البطريرك يفتقد الشعب رغب فى زيارة بلدته ليرى أمه وكانت قد شاخت، فوصل الى القرية ومعه بعض الاساقفة والأراخنة، وطير الناس خبر قدوم البطريرك الى امه وكانت جالسة تغزل فى بيتها … لكن هذه السيدة لم تحرك ساكناً، وبقيت كما هى فى شغلها تغزل وهى جالسه تبكى بكاءاً عظيماً، ولم تنهض للقاء ابنها البطريرك بل ظلت تبكى حتى خجل البطريرك من الحاضرين وظن انها لم تعرف انه ولدها وقال لها: انا أبنك البطريرك

“فقالت له: انا عارفه يا ولدى، واما انت فما تعرف ما صرت إليه، انت مسرور بما نلته، اما أنا فحزينة عليك. كنت اتمنى لو أتونى بك ميتاً محمولاً على نعش ولا تأتى على بهذا المجد. لا تنظر يا أبنى إلى ما نلته، بل ابك واحزن لأن هذا الشعب كله الذى يمجدك، انت مطالب امام الله بخطاياه أو بدمه.

انها تعبر عن الوعى الروحى الذى كانت عليه هذه الأم الحكيمة.

***

القروش الخمسة (139)

أتى خمسة اولاد الى أجتماع لمساعدة الفقراء. وقصد كل واحد منهم ان يدفع قرشاً اقتصده طوال الأسبوع لهذا الغرض. وكانت قروشهم من جنس واحد ولكن اتضح ان قيمتها تختلف تماماً فى موازين الله!

جاء الأول وبدون مبالاة طرح قرشه فى الصندوق ومضى دون ان يفكر فيما وضع لأجله. ولكن الملاك الواقف وراء الصندوق قال: ” هذا القرش من صفيح عدم المبالاه. انه لا يساوى شيئاً فى موازين الله”.

وطرح الثانى قرشه بدون محبة ولا سرور وهو يقول: “هذا حق الرب ويجب ان أعطيه له لئلا أخذ لعنة”.

ولكن الملاك الواقف بجوار الصندوق قال: “هذا قرش من حديد الاضطرار وهو لا يساوى شيئاً فى موازين الله”.

وجاء الثالث ونظر الى قرشه، ولما رأى شخصين ينظرانه ألقى قرشه ومضى. فقال الملاك: “هذا قرش من نحاس الافتخار وحب الظهور والمديح ولا قيمة له فى موازين الله لأن صاحبه استوفى أجره من الناس”.

ووضع الرابع قرشه وهو يقول: ” مساكين اولئك المحتاجين والمتضايقين انى اشفق عليهم واتمنى ان يساهم هذا القرش الصغير فى حل مشكلة فقير“. فقال الملاك الواقف بجوار الصندوق: “هذا قرش من فضة الشفقة. انه يساوى حقاً شيئاً فى مقاييس الله”.

 واخيراً جاء الخامس ووضع قرشه فى الصندوق بسرور وهو يصلى: “يا مخلصى الحبيب انا لك وانت لى وكل مالى فهو لك. منك الجميع ومن يدك أعطيناك” فقال الملاك: هذا هو القرش الذهبى. امه يساوى كل شئ فى موازين الله”.

***

هل جرَّب الله ؟ (140)

إنتهت الحياة وتزاحم الملايين من البشر فى الوادى الكبير امام عرش الله .. كانت فى المقدمة جماعات تتكلم بعنف وبطريقة عدوانية وبإنفعال شديد و تقدمت الصفوف فتاة تصرخ قائلة : كيف يستطيع الله ان يحاكمنى وماذا يعرف الله عن الألام؟؟ قالت وهى تكشف عن رقم على ذراعها مدموغ بالحرق فى أحد معسكرات التعذيب .. لقد تحملت الضرب والتعذيب ظلماً ثم القتل أيضاً ..

ثم علا صوت زنجى وأزاح ياقة قميصه كاشفاً عن أثر بشع لحبل حول عنقه وصاح من جديد قائلاً : شنقت .. لقد وضعت كالحيوانات فى سفن العبيد بعد إنتزاعنا من وسط أحبائنا، وعلى إمتداد البصر ترى المئات من المجموعات لها دعوى ضد الله بسبب الشر والعذاب الذي حاق بهم. كانوا يتهمون الله بأنه مُرفٌه فهو يعيش فى السماء مغلف بالجمال والنور، والتسابيح فماذا يعرف هذا الاله مقدار ما ذاقة الإنسان مكرها فى هذا العالم.

هكذا خرج من كل مجموعة قائد قاسىَ وتألم فى الحياة فكان منهم زنجى وقبطى ومنبوذ وشهيد، واحد من هيروشيما واخر من معسكرات النازى .. وآخر من آمن الدولةبمصر.. الخ. كانوا على استعداد لرفع دعواهم على أساس أن الله قبل أن يحاكمهم يجب عليه:

أولاً ان يذوق ما ذاقوا.وينبغى أن يولد فى شعب مستعمر ذليل ليكن مشكوكاً فى شرعية ميلاده فلا يعرف له أب وعليه أن يذوق الاحتقار والظلم والكراهية والإدانة بل والطرد أيضاً من كل السلطات الدينية والسياسية لتجعل أعز وأقرب أصدقائه يخونه لتجعله يدان بتهم كاذبة ويحاكم أمام محكمة متحيزة غير عادلة ويحكم عليه قاض جبان ليذوق معنى أن يكون وحيداً تماماً بلا رفيق غريباً وسط أهله منبوذاً من أحبائه.ليتعذب … ليمُت .. ميته بشعة محتقرة بين اللصوص والمجرمين وقطٌاع الطريق.

وكان كل قائد يتلو الجزء الذى إقترحه فى هذه الشروط وهو يطابق ما قابله فى حياته على الأرض .. ولكن ما أنتهى أخرهم من ذكر شروطه حتى ساد الوادى صمت.

لقد إكتشفوا فجأة أن الله قد نفذ فى نفسه جميع هذه الشروط، أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبة الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان ووضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب …يرثى لضعفاتنا بل مجرب فى كل شئ مثلنا بلا خطية.

لماذا تهرب من الضيقة؟

+ لقد أُعددت لك فرن الفخارى حتى أجعل منك إناء للكرامة.

+ أعددت لك البوتقة فأجعل منك ذهباً نقياً خالصاً.

+ عن عمد وضعت أشواكاً فى العش حتى لا تستكين بل تطير منه.

   وتحلق فى سمواتى. أن أيام ضيقتك على الارض قليلة وهى رصيدك فى المجد.

هل يأتى القلق من الظروف الخارجية؟ (141)

قيل أن المتصّوف الألمانى “تولر” ألتقى يوماً مع أحد الشحاذين فقال له: “ليعطيك الرب يوماً طيباً يا صديق”. فرد عليه الشحاذ : “أشكر الله فإن كل أيامى طيبة”. قال له تولر: “ليسعد الله حياتك يا صديقى”. فرد عليه الشحاذ قائلاً : “أشكر الله لم أكن فى يوم من الأيام غير سعيد”. سأله تولر فى دهشة : “ماذا تعنى بذلك؟”

فقال له الشحاذ : “عندما تصفو السماء أشكر الله، وعندما تمطر أشكر الله أيضاً. عندما يكون لدّى الكثير أشكر الله. وعندما أكون جائعاً أشكر الله. لأنه مادامت مشيئة الله هى رغبتى وأرادتى، وكل مايرضيه يسعدنى، فكيف أقول عن نفسى انى شقى بينما أنا لست كذلك؟”

فنظر اليه تولر فى عجب وسأله : ” من أنت؟” فرد عليه الشحاذ “أنا ملك”. فسأله “وأين مملكتك؟” فكان جوابه الواثق “فى قلبى”.

حقاً ان القلق لا ينتج عن الظروف الخارجية بل من قلب الانسان. أن بعض الظروف الخارجية التى تجعل البعض يعيشون أشقياء فى خوف وقلق، قد يواجهها البعض الآخر فى رصانة وهدوء وصفاء.

أليس هذا ما قاله الرسول بولس عن نفسه : “تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه … فى جميع الأشياء قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص. أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى” (فيلبى4 : 12 ، 13).

***

الطريق الى التواضع (142)

” اتضعوا تحت يد الرب فيرفعكم ” (يع 4 : 10)

قال صديقى : ” أنا فخور بإتضاعى! “

وهذا ذكرنى بقصة ذلك القائد الذى كسب جائزة كبيرة بسبب تواضعه. فلما قبل الجائزة، سُحبت منه فى الأسبوع التالى!

ان مزمور 131 يخبرنا بان داود النبى يبدو انه وقع فى نفس الغلطة عندما قال : ” يارب انا لم يرتفع قلبى ” (مز131 : 1). كان فى مجال ردّه على اتهامات رجال شاول له بالخيانة والطمع فى العرش فقال لهم انه لم يحسب نفسه مستحقاً او مُهمّاً حتى يرتفع قلبه وتعلو عينيه لكى ينظر الى هذا المنصب العالى.

ولكنه بدلاً من ذلك يقول انه تعلّم أن يكون مثل ” فطيم نحو أمّه ” بين ذراعى الرب. مثل الطفل الفطيم الذى يعتمد كليّة على والديه، هكذا هو أنتظر الرب لأجل حمايته ورعايته وهو شريد ومطارد من شاول الملك الذى يتعقبّه بجيوشه. فى ساعته الحالكة السواد تأكد داود من احتياجه ثم نصح رجاله : ” ترجُّوا الرب من الآن والى الأبد ” (مز131 : 3).

***

ملحوظة على ترابيزة المطبخ (143)

عاد الأولاد من المدرسة وكالعادة كان أول نداء لهم بمجرد دخولهم البيت هو “ماما .. ماما”. فإذا كانت ماما فى البيت فالدنيا بخير، أما اذا كانت فى الخارج فالبيت يبدو خالياً كئيباً.

لم تكن ماما موجودة هذه المرة وظل الأولاد ينادون عليها ويفتشون فى جميع الغرف فلم يجدوها ولكنهم اكتشفوا فجأة أنها تركت لهم كلمة على ترابيزة المطبخ تقول لهم فيها: ” أنا ذهبت الى السوق لأجهز طلباتكم وسأعود سريعاً، وقد أعددت لكم تصبيرة فى الثلاجة .. المحبة لكم ماما “.

وشعر الأولاد بالسرور والأطمئنان ولم يعد البيت كئيباً طالما يوجد جواب من ماما تقول فيه أنها قريبة منهم ومشغولة بطلباتهم وستعود سريعاً وقد اعدت لهم طعاماً خفيفاً يسند قلوبهم لحين عودتها.

الا يشبه ذلك ما حدث معنا تماماً؟ فالرب الحبيب يسوع المسيح ذهب عنا مؤقتاً، وترك لنا رسالة مكتوبة هى الأنجيل المقدس، وعدنا فيها بأنه سيعود الينا سريعاً وانه ذهب ليعد لنا مكاناً وقد أعد لنا طعاماً كافياً لحين عودته، وهذا الطعام هو التناول المقدس من مائدة العشاء الربانى.

فعندما نقرأ رسالته (الكتاب المقدس) ونأكل من الطعام الالهى الذى أعده لنا (جسده ودمه) لكى نشعر بالأمان والسلام والفرح والأطمئنان بأننا لسنا وحدنا ولسنا يتامى، خاصة وقد دعانا ان نلتقى به كل يوم فى عرش النعمة ونتكلم معه بالصلاة، كما دعانا لبيته (الكنيسة) حيث اعطانا روحه القدوس وطعامه الملكى وأوصانا الا ننساه ” كلما أكلتم من هذا الخبز وشربتم من هذا الكأس تبشرون بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكروننى الى ان أجئ ” (1كو 11 : 26).

***

القديسة كورونا (144)

هى قصة حقيقية لشهيدة قتلها الامبراطور مرقس أوريليوس (161 – 180م)، كانت زوجة مسيحية شابة لأحد الجنود الرومان. شاهدت بعينيها تعذيب القديس بقطر الاسيوطى (كان قائداً فى الجيش الرومانى) الذى قلعت عيناه وسلخ جلده وعلق على خشبة وقبل أن يأمر الوالى بقطع رأسه كان يصلى الى الله فى صلاة حارة: ” ياالهى يسوع هلم لمعونتى وخذنى معك. لا تتركنى ولا تطرحنى عن وجهك. أرحمنى ياسيد وهلم لمعونة خادمك … لا تسمح ان اقهر امام هذا الوالى القاسى، فانت تعلم انه من أجل حبى لك احتملت كل هذا “

ولم يكد بقطر ينتهى من صلاته  حتى أرتفعت من وسط الجماهير صيحة عالية، اتجهت على اثرها الأنظار الى زوجة شابة لأحد الجنود كانت تصيح: ” طوباك يا بقطر … طوبى للعمل الجليل الذى قدمته لله … اننى ابصر ملاكين، يحمل كل منهما اكليلاً رائعاً، احدهما لك والآخر لى، وبالرغم من صغر سنى وضعف طبيعتى كامرأة، سأحتمل تنكيل الوالى وعذابه ليكون لى نصيب فى ملك المسيح “.

استدعى الوالى الفتاة وسألها عن اسمها وعمرها فقالت: كورونا وعمرى 16 عاماً وتزوجت منذ أربعة عشر شهراً.

وطلب الوالى من الفتاة ان تقدم السجود للألهة، فرفضت وقالت للوالى: “لاتظن ايها الوالى اننى أفقد هذا الأكليل الأبدى رغم كل تهديداتك، وأفضل أن افقد كل ثروتى وهذه الأشياء الفانية وأسير بدونها امام المسيح عريسى”.

وبعد ان كرر الوالى طلبه بالسجود للألهة، ورفضت الشابة بإصرار، امر بتقطيع جسدها إرباً امام القديس بقطر، ونالت اكليل الشهادة، بعدها قطع الوالى رأس القديس بقطر، والكنيسة تذكرهما فى اليوم الخامس من شهر كيهك الموافق 15 ديسمبر.

***

“يسوع …. جال يصنع خيراً ” (145)

(أع 38:10)

أصيب أحد رجال الأعمال بالإكتئاب و توجه إلى طبيب نفسـى و لم تفلح الجلسات المتوالية أو الأدوية أن تزيل عنه هذا المرض و فى أحدى الجلسات قال له الطبيب” أذهب إلى محطة قطار حيث يجتمع الكثيرون و قدم مساعدة لأى أنسان محتاج تقابله” .

ذهب هذا الرجل إلى المحطة ووجد سيدة عجوز تبكى , فتقدم نحوها و سألها عن السبب فأخبرته أنها ذاهبة إلى زيارة ابنتها وقد فقدت العنوان , فأخذ يسألها عن معارفها و بعد عدة أتصالات استطاع أن يعرف العنوان ثم عرض عليها توصيلها بسيارته , فشكرته جداً و ذهبت معه و فى الطريق اشترى لها باقة من الزهور لتقدمها لأبنتها. و بعدما أوصلها إلى العنوان، وقف يشاهد لقاء الأم الحار بابنتها و كادت الدموع تسيل من عينيه.  وأنصرف فى سعادة و بدأ يشعر أن الإكتئاب ينسحب من حياته بعد أن و صل إلى هذا العلاج  السحرى الذى يزيل كل أكتئاب و هو عمل الخير .ان أسعادك للأخرين يسعدك أنت أيضاً.

***

كم تزن الصلاة ؟ (146)

امرأة فقيرة ذات ملابس حقيرة  وعلى وجهها نظرة منكسرة ، ذهبتلمتجر بقالة . واقتربت من مالكالمتجر، وسألته لوكان من الممكن أن يسمح لها بأخذبعض مواد البقالة، وشرحت لهمباشرة كيف أن زوجها مريض جداًوغير قادر على العملوان ابناءهم سبعة ويحتاجونللطعام.

 تهكم صاحب المتجرعليها وطلب منها أن تتركالمتجر.

ولكنها وهى مدركة مقدار احتياج أسرتها،عادت تقول ‘ من فضلك يا سيدى ،سأحضر لك النقود حالما أستطيع’ .

فقال لها أنه لا يقدرأن يعطيها بالأجل ، لأنها ليس لهاحساب فى المتجر.

وكان هناك زبون يقف بالقرب منالمكتب ويسمع المحادثة بينالاثنين. فتقدم للأمام وقال لصاحب متجرالبقالة أنه سيسدد ثمن كل طلباتهذه السيدة.

وبإمتعاض سألها صاحب المتجر:هل لديك قائمة بالطلبات ؟

فقالت السيدة لويز نعم يا سيدى.

فقال لها ‘ ضعى هذه القائمة علىكفة الميزان ومهما كان وزنها فسأعطيك

مواد بقالة مماثلة لوزنهافى الكفة الأخرى!!!!!.

ترددت السيدة للحظات ورأسهامنحنى ، ثم بحثت فى كيسها وأخذتقطعة من الورق.ووضعتها على كفة الميزانبمنتهى العناية.

وهنا أظهرت عيون صاحب المتجروالزبون اندهاشاً عندما نزلت كفةالميزان التى وضعت السيدة فيهاالورقة لأسفل وبقيت هكذا !!! وراحصاحب المتجر يحملق فى الميزان ، ثماستدار ببطء ناحية الزبون الواقفوقال ‘ أنا غيرمصدق ما يحدث’.

ابتسم الزبون بينما راح صاحبالمتجر فى وضع المؤن فى الكفةالثانية من الميزان ، ولكن الكفةالأخرى من الميزان لم تتحرك،فأستمر فى وضع بضائع أخرى حتىامتلأت كفة الميزان تماما. هنا وقف صاحب المتجر وتناول الورقة الموضوعة فى كفة الميزان الأخرى  ونظر إليهاباندهاش شديد،  وجدها أنها لم تكن قائمة طلباتبقالة ، ولكنها كانت صلاة تقول:

“ربى العزيز ، أنت تعلم كلاحتياجاتى ، وأنا أضعها بين يديكالأمينتين “.

أعطى صاحب المتجر البضائع التىجمعها فى كفة الميزان الأخرىللسيدة

لويز . ثم وقف صامتاكالمصعوق!!!!.

دفع الزبون ثمن المشتروات، وشكرته لويز وخرجت من المتجر.

واذا بصاحب المحل يكتشف أن الميزان مكسور!

***

قوّة الابتسامة عند الموت (147)

  ذهب احد الكهنة المبشرين الى قرية من قرى افريقيا و كان يبشر بالسيد المسيح و لم يستجب أحد نحو ثلاث سنوات! و كان يتعجب من هذه الظاهرة غير العادية ولكنه لم يتوقف عن الصلاة والخدمة وبعد عدة سنوات أتاه شــــــاب صغير و طلب أن يعتمد فتعجب المبشر بعد كل هذه السنوات ، وطلب منه ان يأتى بموافقة أبيه فأجابه الشاب و قال له لا استطيع ان اتيك بهذا لان ساحر القرية علم أهل القرية كلها بأنهم اذا تبعوا المسيح ستحصل فيضانات و زلازل و أمراض لأن الالهة ستغضب. و هنا عَّمده الكاهن المبشر .

و لما اعتمد الشاب هـــاجت الشياطين فى القريـــة و حصلت مشـــاكل كثيرة واصيب الشاب الصغير بمرض خطير وبعد فترة قليلة مات ذلك الشاب ! هنا شعر الكاهن بان اهل القرية سياتون لكى يقتلوه فبدأ يستعد لترك القرية و لكن قبل أن يتركها حدث ما توقعه إذ جاء كل أهل القريه من رجال و شيوخ و اطفال و نساء حتى ساحر القريه معهم و عندما رآهم ركع يصلى لكى يعينه الرب يسوع، حتى وصلوا اليه فاستعد المبشر للموت .

لكنه تعجب جداً مما حدث اذ سجد له زعيم القريه و كل اهلها امام الكاهن و طلبوا منه العماد والدخول الى المسيحية! تعجب الكاهن من هذا الطلب و استفسر عن الامر . فأخبره زعيم القرية و ساحرها بأن الشاب عندما كان يحتضر كان يبتسم  مع ان كل اهل القرية يخافون و يرتعبون من الموت عند لحظة المــوت  ولكن كان هذا الشاب فرحا جدا اذ كانت فيه قوة الهه الذى آمن به فجعلته يغلب الخوف من الموت. انه الاله الـذى غلب الموت واعطى تابعيه هذه القوة. ولابد أن يكون مسيحه الذى أحبّه قد ظهر له ففرح وابتسم. ألم يقل داود النبى “إن سرت فى وادى ظل الموت لا اخاف شراً لانك انت معى ” (مز23). وقال الحكيم سليمان ان “الصدّيق واثق عند موته” (أم 14 : 32).

    إن ابتسامة الشاب المحتضر عند موته جذبت أهل القرية الى الايمان بالمسيح. هذه هى قوة قيامة رب المجد وهذا هو الرجاء المسيحى ” المسيح فيكم رجاء المجد ” (كو1 : 27).

***

غريزة حب البقاء (148)

ذهب الكاهن لزيارة سيدة طاعنة فى السن ومصابة بأمراض كثيرة وخطيرة وهى تحتضر، وبعد ان صلّى لها ورشمها بالزيت، اراد تعزيتها وتشجيعها وتطمينها فبدأ يكلمها عن الرجاء وجمال السماء.

واذا بالعجوز التى كانت تموت، تزمجر وتبرطم وتنتهره غاضبة وهى تقول له: “هو أنا قاعدة على قلبك”؟!

***

 عمك حنا ! (149)

روى لى المتنيح القمص مرقس داود وهو مستغرق فى الضحك قصة عمك حنا فقال: كان عندنا فى الكنيسة راجل طيب كبير السن، خدوم للكبير والصغير ومحبوب من الجميع. وكان الكل يدعونه ببساطة وود “عم حنا”.

وفى مرة مرض عم حنا وعملوا اجتماع صلاة خصيصاً يطلبون من الله شفاءة. ووقف أحدهم يصلى بحرارة قائلاً : “إشفى يارب عمكّ حنا” !(لعل الله نفسه ابتسم واستجاب دعاء البساطة والمحبة)..

***

كتاب اسمه الأنجيل (150)

ذهب شاب الى مكتبة كبيرة وقال لصاحبها: ” لقد مللت من قراءة مئات القصص الخيالية عن الحب والمغامرات. والآن أريدك ان ترشح لى قصة عظيمة مثيرة ومفيده فيها حب حقيقى صادق وتضحية وصراع وحكمة وأدب وقيم وتاريخ وحوار وتعليم ومبادئ وعجائب وتختلف عن القصص الآخرى التى تملأ السوق وبشرط أن تكون واقعية حقيقية وأن تؤثر فى حياتى ….. وتأمل صاحب المكتبة هذه الأوصاف الكثيرة ثم أخرج كتاباً أعطاه للشاب وقال: “إذن فخذ هذا الكتاب … لأنك لن تجد كتاباً آخر فى الدنيا تجتمع فيه كل هذه الصفات التى ذكرتها سوى هذا الكتاب العجيب الفريد فى نوعه واسمه .. الأنجيل!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى