قيل أن الامبراطور هرقل رأى فى حلم انه صادف وحشاً هائلاً كالتنين له رؤوس كثيرة مليئة بالأسنان والأنياب والقرون وأطراف كثيرة باظافر وأذناب كالعقارب وهو يزمجر مهدداً اياه …. فاستل هرقل سيفه وانهال على الوحش ضرباً وتمزيقاً فخمد صوته حتى ظنه قد مات فتركه ومضى فى سبيله.
ولكنه ما ان ادار ظهره ومشى بضع خطوات حتى سمع وراءه زئيراً مخيفاً فالتفت واذا به يرى – وياللعجب – ان نفس الوحش قد قام على رجليه وتضاعف حجمه وهدّده تهديداً أخطر!
فاستل سيفه من جديد وبدأ يضرب التنين ويقطع جسمه وأوصاله حتى ظهر له كجثة هامدة. ومضى هرقل فى طريقه يترنح من التعب والارهاق.
ولم يكد يلتقط أنفاسه حتى عاد يسمع الزئير خلفه كالرعد مرة اخرى! التفت منزعجاً ليرى واذا بهذا التنين قد تحوّل الى ديناصور هائل سدّ عليه الطريق ويريد ابتلاعه فلما حاول هرقل أن يستخدم سيفه كالمرات السابقة، سمع صوتاً يناديه:
– ويحك يا هرقل ماذا تفعل؟ ردّ سيفك الى غمده، الا تعرف من هو هذا الوحش الذى كلما حاربته تضخم وهددك تهديداً أخطر، بينما اذا تجنبته هبط وخمد، ان هذا الوحش إسمه الخصام !
***
الدموع بسبب شر الأبناء وجحودهم (85)
جاء بتلمود اليهود: “ليحذر الأبناء من أن يكونوا سبب بكاء الأمهات لأن الله يُحصى دموعهن.”
***
من آداب المائدة عند قدماء المصريين (86)
قال الحكيم بتاح حتب: اذا جلست على المائدة لا تنظر الى ماهو موضوع امام غيرك، بل الى ماهو أمامك ولاتتكلم الى أن يُرحب بك. واضحك عندما يضحك فإنك بهذا تُدخل السرور الى قلبه”.
***
سرّ السعادة (87)
سئلت سيدة فاضلة عن سرّ سعادتها وابتسامتها الدائمة المشرقة فأجابت بأن وضعت يدها على قلبها وقالت “المسيح هنا”. ثم أشارت الى كتابها المقدس الذى تحمله دائماً فى حقيبتها وقالت “والمسيح هنا”. وأخيراً أشارت الى السماء وقالت “ثم هنا” !
***
الحكمة عند اختلاف الرأى (88)
قال أحد الحكماء: ” الرجل المهذب يختلف معك دون أن تكرهه أو يكرهك”. وقال كارينجى: “خير لك أن تكسب الشخص وتخسر المناقشة، من ان تكسب المناقشة وتخسر الشخص”
***
جباّر الحلم والصبر (90)
تُروى قصة عن معن بن زائدة، الرجل العربى الذى اشتهر بحلمه، أن بعض الناس راهنوا أعرابياً إن استطاع أن يُغضبه ويخرجه عن حلمه، فدخل عليه وخاطبة بحدة:
– “أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير؟
– فأجبه معن بن زائدة: أذكره ولا أنساه.
– فزاد الاعرابى على ذلك بقزله:
– فسبحان الذى أعطاك مُلكاً وعلّمك الجلوس على السرير.
– فأجابه معن بن زائدة: سبحانه يرفع من يشاء ويذل من يشاء.
فازداد الاعرابى تطاولا عليه وقال:
– سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
فجُد لى ياابن ناقصة بمال فانى قد عزمت على المسير
فأمر أعوانه بأن يعطوه ما أراد! وعندئذ لم ير الاعرابى بداًّ من اعلان انهزامه أمام جبار الحلم مع أن فى هذا خسارته الرهان، فنظر اليه وقال:
– سألت الله أن يبقيك دهراً فما لك فى البرية من نظير
فمنك الجود والاحسان حقاً وفيض يديك كالبحر الغزير
وعندئذ قال معن بن زائدة: أعطيناه على هجونا (ذمّنا) فلنعطه أيضاً على مدحنا عطاء آخر!
فخرج الاعرابى شاكراً متعجباً من حلم وصبر وكرم الرجل ودفع الرهان الذى خسرة وراح يذيع أن الحلم حقاً هو سيد الأخلاق!
راجع قول الكتاب عن موسى النبى انه كان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عد12 :3)، وقوله عن رب المجد “أطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه” (2كو10 : 1)، ويقول أيضاً “الرب يهدى قلوبكم الى صبر المسيح” (2تس 3 : 5)، “وليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس” (فى4)
***
ياله من قياس ! (89)
سئل القديس يوحنا ذهبى الفم كيف تنبأ قيافا بأن يسوع مزمع أن يموت عن الاّمة؟ (يو11 : 51) فأجاب: كما فتح الله فم الأتان فتكلمت مع بلعام!” (عد22 : 28).
***
انحدار سريع ! (91)
قال أحدهم لبرنارد شو وهو يريد أن يسخر منه:
– ان شكلنا أنت وأنا، يدل حقيقة على اننا منحدرين من القرود.
فرد عليه الفيلسوف الساخر على الفور:
– نعم، ولكن يبدو أنك انحدرت بسرعة شديدة !
***
تعريف الرأسمالية (92)
طلب من برنارد شو أن يُعرّف الرأسمالية فى أقل كلمات. فقال مشيراً الى لحيته “غزارة فى الأنتاج”، ثم أشار الى صلعته وقال “وسوء فى التوزيع!”
***
كاسيت الأنبا كراس (93)
روى لى المتنيح الأنبا كراس اسقف دير القديس الأنبا انطونيوس بكاليفورنيا، أن أحد أصدقائة أتاه يوماً ومعه كاسيت وقال له هذا كاسيت رائع أحب أن تسمعه. فقلت له: مفيش مانع. فضغط على الزر وبدأ يدور ولكن لم يخرج منه أى صوتً … انتظرت وانتظرت وانتظرت … ولكن لم يخرج أى صوت من الكاسيت.
قلت له يبدو أن الكاسيت فاضى أو عطلان ولم يسجل شيئاً.
فقال: صحيح هو فاضى لأنى احب الهدوء !
فقلت له: وأنا أيضاً احب الهدوء، فاذا سمحت اعمل لى نسخة منه !!
كلما تعبت من كثرة الكلام والضجيج والمشاكل، اذكر كاسيت الأنبا كراس لتستعيد الهدوء والسلام …
***
قول مأثور لبنيامين فرانكلين (94)
إجعل عينيك مفتوحتين على أتساعهما قبل الزواج.
واجعلهما نصف مفتوحتين بعد الزواج !
***
الأهمية القصوى للكتاب المقدس (95)
يوجد أعظم رجاء لأكبر خاطئ اذا قرأ الكتاب المقدس
ويوجد أعظم خطر على اكبر قديس اذا أهمل الكتاب المقدس.
***
ماذا يُدمر الانسان فى رأى غاندى ؟ (96)
قال غاندى زعيم الهند الحكيم: “سبعة أشياء تدمر الانسان:
1- السياسة بلا مبادئ.
2- المتعة بلا ضمير.
3 – والثروة بلا عمل.
4 – والمعرفة بلا قيم.
5 – والتجارة بلا أخلاق.
6 – والعلم بلا انسانية.
7 – والعبادة بلا محبة ولا تضحية.
***
طرائف صحفية (97)
من الأخطاء المطبعية التى تحدث أحياناً فى الصحف، ما حدث يوماً فى صحيفة كبيرة إذ نشر فيها خبران، الأول كان عن عقد قران (زواج)، والثانى نعياً لأحد الموظفين، فصف سطر من الأول الى الثانى فأصبح:
” انتقل الى رحمة الله المرحوم …. فبالرفاء والبنين “
وصُفّ سطر من الخبر الثانى الى الخبر الأول فأصبح:
” عقد قران (فلان) ….. تغمده الله بواسع رحمته ” !
***
لماذا مات البحر الميت ؟ (98)
تُرى ما الذى قتل البحر الميت؟ كيف مات أو لماذا أسموه بالميت؟
ان الذى قتله هو البخل والأنانية والأخذ دون العطاء!
فالمعروف عنه انه منخفض (واطى) تحيط به الجبال وتصّبُ فيه الأمطار وهو لا يستطيع تصريف مياهه فزادت قيه الأملاح وتركزت مياهه المعدنية فقتلت فيه الحياة، ولم يعد السمك يستطيع أن يعيش فيه ولا الانسان أن يشرب منه.
ان الأنانية والبخل وحب الأخذ دون العطاء تقتل الحياة وتخنق السعادة وتطرد البركة. لذلك وضع مخلصنا الصالح القاعدة الذهبية: ” مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ “(أعمال 20 : 35). وفى نفس المعنى يقول سليمان الحكيم ” يوجد من يُفرّق فيزداد، ومن يُمسك اكثر من اللائق ولكن الى الفقر ” (امثال 11 : 24). اعط حباًّ ووقتاً ومالاً وخدمة وقدوة وتشجيعاً وأبتساماً ومشاركة ودموعاً واُذناً صاغية ونصيحة وكلمة حلوة …. وأنت لا تموت ابداً فى قلوب الناس وفى ذاكرتهم.