أبونا أغسطينوس

قصص قصيرة وطرائف 8

للقس أغسطينوس حنا

الغربال والإبرة (99)

جاء فى أحد الأمثال أن الغربال قال للإبرة” فيك ثقب “!

لعل أقرب أمثال المسيح لهذا هو ” لماذا تنظر القذى الذى فى عين أخيك، وأماّ الخشبة التى فى عينك فلا تفطن لها؟ يامرائى اخرج اولاً الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك” (مت7 : 1).

ان الغربال هو المنخُل الكبير الممتلئ بالثقوب والواسع الثقوب ينتقد الإبرة التى فيها ثقب واحد ضيق وصغير !أليست هذه نكته؟

أنها حقيقة نراها كل يوم حولنا وربما توجد فينا دون أن ندرى  عندما نرى اى خطأ فى حياة الغير فندينه وننتقده ونشهر به ولا نحس باخطائنا الخاصة الأكثر منها أضعافاً والأخطر والأكبر منها !

الى كل غربال من هؤلاء الناس يحذر رب المجد قائلاً: ” لا تدينوا لكى لا تدانوا ” والاّ فبالكيل الذى به تكيلون، يكال لكم ويزاد “، ومن كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر”! ليت مثل الغربال والابرة يكون بمثابة فرامل لنا من آدانة الآخرين.

***

ثم ماذا ؟ (100)

جاء طالب الحقوق سعيداً لأبيه الروحى يخبره بقبوله فى كلية القانون فسأله الكاهن: وبعد الدراسة ماذا تنوى أن تفعل ؟

– أكمل دراستى وآخذ دكتوراه.

– ثم ماذا ؟

– سأمارس مهنة المحاماه وأصير محامياً مشهوراً.

– ثم ماذا ؟

– سأصير غنياً واشترى كل ما اشتهيه.

– ثم ماذا ؟

– أتزوج وأفرح بثروتى واسرتى.

– ثم ماذا ؟

اُنجب اولاداً واربيهم.

– ثم ماذا

– ثم … ثم …. ثم أموت !

– ثم ماذا ؟

هنا إرتبك الشاب اذ لم يعرف ماذا، ولم يعمل حساباً فى برامجه للمستقبل الأبدى الذى لا ينتهى !

***

يموت الزمار وصوابعه بتلعب !!.. (101)

” تاباخو .. تاباخو .. تابا خو”

هذه من نوادر كوبا. فالمعروف عن الشعب الكوبى أنه يحب الرقص وعندهم رقصة مشهورة تدعى (رقصة الصلصة). ويقولون أن الرئيس فيدل كاسترو خطب مرة فى الكوبيين وقال بحماس شديد:

“يقولون أننا شعب الصلصة ويشنعون علينا فى العالم كله بأننا لا نعرف شيئاً إلا الرقص فقط. ولكنى أريد أن تثبتوا للعالم أننا شعب جدّ وعمل وتاباخو (أى عمل باللغة الكوبية) وظل يكرر بحماس عمل … عمل … تاباخو … تاباخو … تاباخو”.

ومن شدّة الحماس أخذ الشعب يردّد وراءه بهتافات حماسية شديدة عشرات المرات: تاباخو .. تاباخو .. تاباخو … وبعد قليل بدأوا يرقصون ويلعبّون وسطهم وهم يهتفون تاباخو … تاباخو … تاباخو … تاباخو …!!!!!

***

رُدّوا الأمانات الى أصحابها !! (102)

قال لنا المرشد السياحى بأحد أديرة البنديكت التى تقع على نهر الدانوب بفيينا بالنمسا وهو يجول بنا بين مبانى ومتاحف ومكتبات الدير الضخمة الفخمة والذى يتقن اللغات الألمانية والانجليزية والفرنسية: “ان هذه المكتبة الجبارة تحوى 100000 مائة ألف كتاب، وغير مصرّح فيها بإضاءة الأنوار أو إستعمال فلاش الكاميرا حتى لا تؤذى الكتب الأثرية والصور التاريخية وغير مصرح أيضاً فيها بإعارة أى كتاب للخارج لأنه مرة حدث فى القرن الثامن عشر أن أعار رئيس الدير ثلاثة كتب لآمبراطور النمسا وفات الموعد المحدد لإعادتها ولا يزال مستحقاً حتى الآن. !!

***

حكاية “صون …صون” !! (103)

روىالآباء الذين اعتقلوا بمصر فى حركة سبتمبر 1981 الغاشمة أنهم كانوا يصلّون ويسجدون بحرارة ويعملون ميطانيات وهم يقولون “كيرياليسون … كيرياليسون” مئات المرات. فجاء لهم مأمور السجن منزعجاً وسألهم: “ايه حكاية سون، سون دى؟” فقالوا له ” معناها يارب أرحم”.

فقال لهم ” طيب ما ربنا رحمكم وأخذ السادات، عايزين ايه تانى؟” فقالوا “لسة شوية”.! فقال الرجل ” يا جماعة أرجوكم كفاية صون صون دى لحسن أنا خايف على روحى أنا كمان!”.

***

مدة العظة (104)

أراد جلادستون رئيس وزراء انجلترا تكريم شقيقه القسيس فدعا مجلس العموم لسماع عظة له وقال له: أنا سأترك لك حرية اختيار موضوع العظة، وانما عندى ملاحظة واحدة بخصوص مدة العظة وهى:

اذا كانت عظتك مدتها ساعة فسوف يشطب اسمك من سجل الوعاظ. واذا كانت عظتك مدتها ثلاث أرباع الساعة فسوف يغادر القاعة ثلاثة أرباع الحاضرين قبل تنتهى من العظة ….

واذا كانت عظتك نصف ساعة فسوف ترى التثاؤب من نصف الحاضرين. فاذا كانت عظتك ربع ساعة فسوف تكون مقبولة نوعاً ….

وأماّ اذا كانت عظتك خمس دقائق فسوف ترشح بالاجماع لمنصب رئيس أساقفة كنتربرى!

ألم يقل الرسول بولس ” سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم” (2تى4 : 3).

***

أفضل وسيلة لتقدير عمر المرأة (105)

سألت احدى السيدات الفيلسوف الساخر جورج برناردشو: “بكم تُقدّر سنّى يا مستر شو؟ فأجابها : ان الذى يرى وجهك يقول انك فى الثلاثين من عمرك .. والذى يرى تسريحة شعرك يقول انك فى العشرين … والذى يرى عينيك يعطيكى سن 18 سنة … والذى يسمع حكمة كلامك يعطيكى سن الستين، والذى يرى أسنانك يقول انك فى الخامسة والعشرين، والذى يرى …. وهنا قاطعته المرأة وقالت: ولكن كم تقدر سنى على بعضه؟

فأجاب: ” إجمعى هذه كلها! “.

***

برافو يا عم شفيق ! (106)

جلس بجانبى فى الاجتماع الذى عقده قداسة البابا شنوده لخدام كنائس نيويورك ونيوجرسى بعد انتهاء مؤتمر الكهنة فى اغسطس 1995، رجل فاضل وقور يدعى الاستاذ شفيق شنوده عرّفنى بنفسه لما رأى الكتاب المقدس فى يدى وقال مبتسماً: أنا عمرى الآن 83 سنة وقد قرأت الكتاب المقدس حتى الآن بالترتيب 28 مّرة. واليوم بدأت القراءة رقم 29 فقرأت هذا الصباح انجيلى متى ومرقس ووصلت الى اصحاح 9 من انجيل لوقا. ولا أشبع بقراءة أقل من 30 صفحة من الكتاب المقدس كل يوم!

فقلت له برافو يا عم شفيق، الرب يباركك ويعطيك الصحة وطول العمر. أرجوك أعطينى صورة لك لأنشرها بمجلة ماريوحنا ليكون هذا مشجعاً للشباب والشيوخ حتى يقتدوا بكم ويكفوا عن الاهمال وأنتحال الاعذار الباطلة لتكاسلهم. لقد خجلت من نفسى ومن أجل الكثيرين الذين لم يصلوا لهذا المستوى المبارك.

***

لماذا كان زواج آدم وحواء مثالياً ؟ (107)

1)   كان الله شخصياً هو الكاهن الذى عقد الزواج.

2)   لم تكن هناك تكاليف ولا مصاريف على الأطلاق.

3)   لم تكن لأى من العروسين حماة.

4)   آدم لم يكن بحاجة أن يسمع عن جميع العرسان العظماء الذين تقدموا لحواء قبله، ولا حواء اضطرت أن تسمع عن طبيخ أمّه الرائع !

***

روح إعمل مزيكا يا مسيو ! (108)

روى لنا المتنيح القمص صليب سوريال أن مثلث الرحمات الأنبا ابرآم مطران الجيزة الذى رسمه كاهناً شكى له البعض يوماً أن القمص ابراهيم باسيليوس (فى الأربعينيات) اشترى ارغن لكنيسته وكان يعزف عليه التراتيل. فاستدعاه المطران ودار بينهما الحديث التالى:

– المطران: هل صحيح ماسمعته عنك انك اشتريت بيانو وبتعمل عليه مزيكا فى الكنيسة يامسيو؟

– ابونا: أيوه صحيح يا سيدنا.

– وكمان بتقول أيوه صحيح؟!

– مش تسألنى ليه؟

– طيب ليه؟

– لأن الكنيسة البروتستانتية المقابلة لكنيستنا تستعمل الاُرغن والناس بتحب المزيكا وأخذوا معظم شعبنا بالطريقة دى.

– ولما عملت المزيكا رجع الشعب تانى؟

– ايوه يا سيدنا رجع تانى.

– برافو …. خلاص روح اعمل مزيكا يا مسيو!

***

طُظّ (109)

قال أحدهم الحمد لله أن الأنجيل لم يترجم من اللغة التركية!فلما سألوه لماذا؟ قال: لأن كلمة ملح فى اللغة التركية معناها طُظّ. فلو ترجم الأنجيل عن اللغة التركية لجاءت الآية المشهورة (أنتم ملح الأرض) هكذا (أنتم طُظّ الأرض. فاذا فسد الطُظّ فبماذا يطظظ)!!!

***

هذا الشعب يكرمنى بشفتيه (110)

قال احد الوعاظ أن الشعب فى كنيسته كانوا يرنمون بحرارة الترنيمة التى تقول: (كل ماعندى لربى …. لك ربى انا اهدى كل ماعندى ) ولكن عندما مرّ عليهم طبق العطاء لم يجد فيه سوى القروش والملاليم!

***

أيهما أكبر … (111)

ايراد الرقص أم ايراد الكنائس؟

تقول احصائية حول الرقص فى أمريكا أن عشرة ملايين من الأمريكان ينفقون 150 مليون دولار سنوياً لتعليم الرقص. وهناك مدرسة واحدة لتعليم الرقص لها 452 فرعاً فى المدن المختلفة ويبلغ ايرادها السنوى خمسين مليون دولار!

***

رأى البابا فى الرقص (112)

سئل قداسة البابا شنوده عن رأيه فى الرقص فأجاب: نحن كمسيحيين لا نعرف غير “رأس الحكمة”، وأضاف أن من يرقص سنقطع رقصه (رأسه)!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى