لا شك ان التغير المناخى فى العالم له تاثير كبير فى نقص المياه العذبة فى بعض المناطق من العالم بل ونضوب المياه نهائيا فى بعض مناطق اخرى كما ان الزيادة السكانية المتسارعة فى بعض المناطق من العالم وسوء استخدام الموارد المائية فى بعض مثل اهدار المياه او استخدامها فى اماكن الترفيه مثل حمامات السباحة وملاعب الجولف او الزراعة بطرق بدائية قديمة تهدر المياه بشكل كبير والخطر القادم اصبح وشيك الحدوث وظهرت بوادره فى القارة الافريقية المعروفة انها غنية بمواردها الطبيعية ففى كيب تاون وهى من اجمل المدن السياحية فى جنوب افريقيا وهى واحدة من اغنى الدول الافريقية ظهرت بوادر الازمة المائية فى نضوب المياه العذبة والوقوف فى طوابير للحصول على القليل من المياه وعلى الجانب الشمالى من القارة الافريقية نهر النيل ومشكلة سد النهضة والزيادة السكانية فى مصر واثيوبيا وبعض دول حوض النيل والتى تلتهم الاخضر واليابس اولا باول. وليس موضوع المياه يمثل قلقا فقط لدول قارة بعينها او للفقراء فى العالم دون الاغنياء ولكن هناك دولا غنية وكبيرة تعانى فى بعض مناطقها من نقص المياه على سبيل المثال ولاية كاليفورنيا فى الولايات المتحدة الامريكية بها زيادة سكانية كبيرة ونقص فى المياه لقلة الموارد المائية بها فلا يستطيع السكان انتظار الكارثة القادمة حتى تقع بالفعل فليس الانفاق على المركبات الفضائية او الاسلحة النووية اهم من توجيه هذه الاموال واستثمارها فى مشاريع المياه والطاقة التى يحتاجها الانسان لكى يحيا ويعيش على هذه الارض فمثلا يمكن التوسع فى انشاء محطات كبيرة لتحلية مياه البحر على المناطق الساحلية القريبة من البحار والمحيطات باستخدام الطاقة النووية والشمسية والرياح فى تحلية مياه البحر بكميات كبيرة تكفى لسد العجز المائى فاذا كان هناك نقصا فى المياه ستفقد الدولة مقومات السياحة والاستثمار وسيترتب على ذلك نزوح السكان من المناطق الفقيرة مائيا الى مناطق اخرى - والنقطة الاهم التى تخشاها دول العالم الان الصراع القادم سيكون على المياه او حروب المياه فليس الغاز او البترول او الذهب يشكل خطرا اهم من مصادر المياة. فاعادة التوازن المائى الى العالم سيجعل العالم اكثر امانا حتى لا تعانى الدول من العطش فتلجا الى استخدام القوة العسكرية للحصول على مصادر المياه، ولمنع حروب المياه القادمة فى العالم اقترح من هذا المنبر الاعلامى انشاء منظمة دولية خاصة بالمياه تكون تابعة للامم المتحدة تقوم برصد المياه على مستوى العالم وتقوم بتوزيعها طبقا للقانون الدولى وانشاء معاهدات دولية جديدة خاصة بالموارد المائية المختلفة وخاصة الانهار الدولية والبحيرات الدولية والمياة الجوفية التى تطل عليها اكثر من دولة وان تقوم هذه المنظمة الدولية باعادة توزيع الموارد المائية وتقسيمها وعدم اهدارها فى البحار والمحيطات دون الاستفادة منها فى دول المصب فهناك انهار كبيرة مثل نهر الكنغو التى تهدر مياهه فى المحيط الاطلنطى مما يتسبب فى زلازل فى نظرا لثقل المياه العذبة وقوة اندفاعها فى المحيط بينما هناك دولا اخرى تحتاج هذه المياه وهناك بحيرات مثل فكتوريا والبرتا وغيرها بها مياه كثيرة وعدد سكان قليل وهناك مناطق اخرى تتسبب كثرة المياه فيها فى الامراض التى تخلفها البرك والمستنقعات والاحراش مثل الذبلب القاتل فى جنوب السودان -ويجب ان تقوم المنظمة بفض المنازعات على المياه بالطرق السلمية طبقا لتحكيم دولى باشراف كامل من مجلس الامن لتحقيق الامن المائى من جهة ولمنع الحروب من جهة اخرى، وعلى محور اخر ان تقوم هذه المنظمة باستقطاب علماء المياه والطاقة من جميع انحاء العالم لاستخدام طاقاتهم الفكرية والعلمية فى مساعدة الدول الفقيرة مائيا او التى ليس بها مصادر للمياه مثل الدول الصحراوية والدول الحبيسة التى لا تطل على نهر او بحر او فى مناطق جبلية وعرة. وتقوم ايضا هذه المنظمة من خلال مفتشيها الدوليين بالتفتيش الدولى على الدول للتاكد من حسن استغلال الموارد المائية بها وتقديم النصح والارشاد وتقديم المساعدات الدولية المالية لاقامة مشروعات خاصة بالمياه والطاقة، واخيرا اتمنى من الله ان يصل صوتى الخافت وسط ضجيج هذا العالم كمواطن يعيش على هذه الارض يتمنى السلام والامن المائى بدلا من الصراعات وفقدان الحياة بسبب اهم مقومات الحياة او سر الحياة وهى نقطة المياة.