مقالات رأى مختلفة

القوة الاقتصادية المعاصرة واتجاهات الأعمال فى المجتمع

بقلم/ بيشوى طلعت

‭ ‬شهدت‭ ‬الحقبة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬إنهيار‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإشتراكية‭ ‬وإنكماشها‭ ‬التدريجي‭ ‬وبزوغ‭ ‬نجم‭ ‬الرأسمالية‭ ‬وفلسفتها‭ ‬التى‭ ‬تفتح‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬وترفع‭ ‬الحواجز‭ ‬أمام‭ ‬الأسواق‭ ‬المختلفة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ضوابط‭ ‬أو‭ ‬معايير‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬إنتماءات‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬مذهبية‭ .‬

بدأ‭ ‬العالم‭ ‬تدريجياً‭ ‬يعي‭ ‬نوعاً‭ ‬جديداً‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬المنتج‭ ‬وانخفاض‭ ‬سعره‭ ‬بالإضافة‭ ‬لسهولة‭  ‬الحصول‭ ‬عليه‭.‬‭ ‬أنعكس‭ ‬ذلك‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإشتراكية‭ ‬إلى‭ ‬الفلسفة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬على‭ ‬أمزجة‭ ‬الناس‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وبدأت‭ ‬تزدهر‭ ‬قيم‭ ‬الفردية‭ ‬والتميز‭ ‬الشخصي‭ .‬

تواكب‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الإنتشار‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الأشد‭ ‬فقراً‭ ‬التي‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭.‬‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬التي‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬ويحلو‭ ‬للبعض‭ ‬تسميتها‭ ‬بالثقافة‭ ‬السلعية‭ ‬أو‭ ‬الشرائية،‭ ‬أي‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬المتلقي‭ ‬أو‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬الشراء‭ ‬لأنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬السلع‭ .‬

ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬ومعها‭ ‬الثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التي‭ ‬زحفت‭ ‬تدريجياً‭ ‬حتى‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالتغطية‭ ‬الشاملة‭  ‬بمعني‭ ‬أنها‭ ‬بلغت‭ ‬أقاصي‭ ‬المسكونة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والفقيرة‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬فقراً‭. ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬المعلوماتيه‭ ‬الهائلة‭ ‬والتطور‭ ‬التقني‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الإتصال‭ ‬والحوسبة‭ ‬الآلية‭ ‬والرقمية‭ ‬–‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬تناسب‭ ‬أنواع‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولي‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬إهتمام‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬الخدمة‭ ‬السلعية‭ ‬الجديدة‭ ‬سوي‭ ‬ما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬أجهزة‭ ‬الإتصال‭ ‬ومشتملاتها‭ ‬وأكسسوارها‭ .‬

وفي‭ ‬غضون‭ ‬بضعة‭ ‬أعوام‭ ‬استحوذ‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬الجديد‭ ‬الوليد‭ ‬على‭ ‬اهتمامات‭ ‬معظم‭ ‬الكيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البالغة‭ ‬القوة‭ ‬والعظيمة‭ ‬التأثير،‭ ‬خاصة‭ ‬لما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬منتجاته‭ ‬وكثرة‭ ‬التحديثات‭ ‬التي‭ ‬تتوالي‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬جنونية‭ ‬تجعل‭ ‬المستقبل‭ ‬أو‭ ‬المتلقي‭ ‬من‭ ‬جمهور‭ ‬المستهلكين‭ ‬يقف‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬ومتطور‭ ‬في‭ ‬أجهزتها‭ ‬وأكسسوارها‭ ‬هذا‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إمكانياتها‭ ‬التي‭ ‬تتزايد‭ ‬وتتطور‭ ‬حتى‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬المستهلكين‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬أقصي‭ ‬درجات‭ ‬الترقي‭ ‬والتواصل‭ ‬والسرعة‭ ‬في‭ ‬الاتصال،‭ ‬اقترن‭ ‬ذلك‭ ‬التنوع‭ ‬والإنتشار‭ ‬لأجهزة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الإتصال‭ ‬والمعلومات‭ ‬الرقمية‭ ‬بنوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬لاقت‭ ‬رواجاً‭ ‬كبيراً‭ ‬وذيوعاً‭ ‬واسعاً‭ ‬خلال‭ ‬الحقبة‭ ‬الأولي‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬السلعة‭ ‬الجديدة‭ ‬سوى‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع،‭ ‬الذي‭ ‬اتخذ‭ ‬صيغة‭ ‬رقمية‭ ‬ليصبح‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬استحوذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الشريحة‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬المثقفين‭ ‬الذين‭ ‬نالوا‭ ‬قسطاً‭ ‬وافراً‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ .‬

مع‭ ‬قرب‭ ‬نهاية‭ ‬الحقبة‭ ‬الأولي‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬وبداية‭ ‬الحقبة‭ ‬الثانية‭ ‬منه،‭ ‬استيقظ‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مفاجأة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭. ‬وبدأت‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ثم‭ ‬أمتدت‭ ‬آثارها‭ ‬المباشرة‭ ‬والغير‭ ‬مباشرة‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭. ‬أنعكست‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬التضخم‭ ‬وتناقص‭ ‬القيمة‭ ‬الفعلية‭ ‬للعملة‭ ‬المحلية،‭ ‬حاولت‭ ‬الحكومات‭ ‬جاهدة‭ ‬تلافي‭ ‬آثار‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخفيض‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬ولم‭ ‬تكد‭ ‬تشهد‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬التعافي‭ ‬الأقتصادي‭ ‬حتى‭ ‬فاجأها‭ ‬ذلك‭ ‬الشبح‭ ‬الدامي‭ ‬المسمي‭ ‬بثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ .‬

يتضح‭ ‬جلياً‭ ‬عند‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬ذلك‭ ‬الأنهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬مناخ‭ ‬الإستثمار‭ ‬وعزوف‭ ‬المستثمرين‭ ‬وخاصة‭ ‬الأجانب‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬استثماراتهم‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وإزداد‭ ‬ذلك‭ ‬التدهور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬الإضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلاد‭ ‬وتعاقب‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬حتى‭ ‬تفاقمت‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬مداها‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الثلاثون‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬عام ‭ ‬2013م‭ .‬

تجسدت‭ ‬شواهد‭ ‬ذلك‭ ‬الإنهيار‭ ‬الإقتصادي‭ ‬في‭ ‬مظاهر‭ ‬معينة‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬واشدها‭ ‬تأثيرا‭ ‬هو‭ ‬إرتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجنيه‭ ‬المصري‭ ‬وزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وندرة‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الدائمة‭ ‬بالجهاز‭ ‬الحكومي‭ ‬للدولة‭ ‬أو‭ ‬إنعدامها،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬للزيادة‭ ‬الجنونية‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬معظم‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬بالإضافة‭ ‬لنقص‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬السلع‭ ‬ومنها‭ ‬السلع‭ ‬الدوائية‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تصنيعها‭ ‬محلياً‭ ‬و‭ ‬يعتمد‭ ‬السوق‭ ‬المصري‭ ‬اعتماداً‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬الإستيراد‭ ‬بغرض‭ ‬توفيرها‭ ‬للمواطن‭ ‬المستهلك‭. ‬أدي‭ ‬الإرتفاع‭ ‬المطرد‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬إرتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬أقصي‭ ‬درجات‭ ‬المبالغة،‭ ‬كذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬إرتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السيارات‭ ‬نتيجة‭ ‬زيادة‭ ‬الجمارك‭ ‬وإرتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولاء‭ .‬

نتيجة‭ ‬لكل‭ ‬العوامل‭ ‬السابقة‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬لازمتها،‭ ‬تحولت‭ ‬اتجاهات‭ ‬الأعمال‭ ‬لدي‭ ‬الشريحة‭ ‬العظمي‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬المصرية‭ ‬وخاصة‭ ‬الشباب‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬إقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬والأعمال‭ ‬الحرة،‭ ‬بات‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬حكومية‭ ‬بالقطاع‭ ‬العام‭ ‬شبه‭ ‬معدوماً‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العائد‭ ‬المادي‭ ‬الذي‭ ‬تدره‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الوظائف‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬هزيلاً‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬لسد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطن‭ ‬العادي‭. ‬وأعني‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬أن‭ ‬يكفي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬تخلو‭ ‬تماماً‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الرفاهية.

لهذا‭ ‬السبب‭ ‬اتجهت‭ ‬معظم‭ ‬أفكار‭ ‬الشباب‭ ‬نحو‭ ‬الأفكار‭ ‬المبتكرة‭ ‬لمشاريع‭ ‬جديدة‭ ‬يزداد‭ ‬فيها‭ ‬الإعتماد‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬الإبداع‭ ‬الفكري‭ ‬والتميز‭ ‬الفني‭ ‬الحرفي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الضخمة‭. ‬ظهرت‭ ‬أنواع‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تحظي‭ ‬بشعبية‭ ‬أو‭ ‬قبول‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬إحترف‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬مهنة‭ ‬التصوير‭ ‬الذي‭ ‬لحقه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬والحرفي‭ ‬وأيضاً‭ ‬التطور‭ ‬الفكري‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬واستخدام‭ ‬المساحات‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الظل‭ ‬والضوء‭. ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬مجال‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء،‭ ‬أعمال‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والجرافيك،‭ ‬تنظيم‭ ‬الحفلات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬لاقت‭ ‬استحساناً‭ ‬كبيراً‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬العشرون‭ ‬حتى‭ ‬الخامسة‭ ‬والثلاثون‭ .‬

اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬الأعمال‭ ‬تتسم‭ ‬بصفة‭ ‬رئيسية‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المهارة‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬الحرفية‭ ‬ذات‭ ‬التقنية‭ ‬العالية،‭ ‬والمقصود‭ ‬أنها‭ (‬تلك‭ ‬المهارة‭) ‬تعتمد‭ ‬على‭  ‬اعتماداً‭ ‬شبه‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬الـ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬والمعلوماتيه،‭ ‬الملحوظة‭ ‬الثانية‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الصغيرة‭ ‬تعتمد‭ ‬اعتمادا‭ ‬شبه‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬ليكونوا‭ ‬هم‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لبنية‭ ‬هيكل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات،‭ ‬والملحوظة‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬هي‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬لمهن‭ ‬حرفية‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل‭ (‬مثل‭ ‬مهنة‭ ‬التصوير،‭ ‬والترزي،‭ ‬ومصمم‭ ‬الجرافيك،‭ ‬وأعمال‭ ‬الدعاية‭ ‬والإعلان‭ ‬والكمبيوتر‭) ‬لكن‭  ‬تم‭ ‬تجديدها‭ ‬وهيكلتها‭ ‬وتجميلها‭ ‬اجتماعياً‭ ‬وثقافياً‭ ‬لتصبح‭ ‬مهن‭ ‬مرغوبة‭ ‬ومنتشرة‭ ‬ويتهافت‭ ‬عليها‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المشارب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭.‬

  ‬جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬هو‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬حكوماتها‭ ‬المتتالية‭ ‬بتعضيد‭ ‬تلك‭ ‬الإتجاهات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬الدعم‭ ‬للمشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتناهية‭ ‬الصغر‭ ‬والقروض‭ ‬الميسرة‭ ‬والخدمات‭ ‬الاستشارية‭ .‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى