الكــل يتــرك بصمــه .. قد تكون بلون النور، وقد تكون بطعم النار لكنــهــا بصمــــه مــاذا يحدث لــو ..؟. هــذا هو الســؤال الذي يطرح الرساله او المضمون لأي عمل درامي ، هكذا عندما تصديت لفكرة عمل مسرحي شعري يعبر عن الصراع الداخلي للإنسان عنونتها بهذا الاســم أنا والضمير والأنا. كانت إجابة السؤال ماذا يحدث لو تصارع الضمير مع إلانا داخل الانسان ، ان الانسان لابد ان يتمزق بينهما فكلاهما نفس الانسان وكلاهما له مبرراته في السيطره علي الانسان الــذي هو جوهــر هــذا الكــون وايقــونتــه. منــذ بــدأت الســطور الاولــي في التعــريف بشخصيات العمل أكدت اننا بصدد تجربه انسانيه خالصه، نتحدث عن الانسان في المطلق أياً كان موقعه او موقفه من الحيــاة . لــذلــك عزيزي القــارئ .. عزيزي الانسان دعني اخاطبك كإنسان في المطلق ، لا يعنيني لونك او جنسك او عقيدتك ، ما يعنيني انك انسان ، روح ونفس وجسد ، وعندما يتصارع الروح والجسد داخل الانسان فيشتهي كلا ً منهما ضد الآخر يسقط في يده . هنا تكون الذروه ، هنا قمة الصراع ..الصراع الذي يبحث عنه صانع الدراما ليضمن نجاح عمله ، هذا الصراع قد يكون خارجياً قوة ما تقاوم الانسان يمكن حله او يصعب حله، لكن المأساة ان تكون هذه القوي داخليه، عندما يتصارع الأنا داخلك مع ضميرك ، هنا الألم وهذا هو الجحيم عينه . المســألــــه عنــــدما تــكــــون واحـد زائد واحــد زائــد واحــد يكــون الحــل بسيطاً ومحسوماً ، انهم ثلاثه ..لكن عندما تكون مسألتك واحد في واحد في واحد ، هنا يختلف الامر وتتغير النتيجه رغم اننا نتعامل مع نفس الواحد . علم الحساب والمــنــطــق يــؤكــدان ان النــاتــج واحد. عزيزي الانسان .. انت والانا والضمير .. واحــد، الصــراع بيــن الضميــر والانـا يعني انك انسان ممزق، تحتاج لقرار لتنتصر لأي منهما. الانسان الذي يتمتع بسلام داخلي ويملك ان يجول يصنع خيراً هو انسان متصالح مع ذاته بصمتــه بلــون النــور وليسـت بطعم النار. لو كل منا حاول ان يكون إنساناً لصارت الحياة اكثر رقياً، وعشنا المدينة الفاضله التي حلم بها أفلاطون، بل لعلنا نعيش افراح السماء علي الارض .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فهناك الغول المتربص بنا وبإنسانيتنا. الرغبه .. الرغبه هي الطعم الذي يصطادنا به عدو الخير ثم يفترسنا ، لولا رغبتي في امتلاك ما لدي الآخر .. طمعاً، لولا رغبتي في افســاد فــرحة الآخــر..حســداً، لــولا رغبتي في الاستحواذ علي البريق وحدي كبريائاً.. لولا رغباتي لكانت الدنيا غير الدنيا. إذن الــرغبــه هــي مــن تخــلــق الصــراع والصــراع هــو مــن يؤجج الجحيــم داخــل ذواتــــــنــــــــا..مــــن يــمــلــــك جهــــــــــــــاز .(Remote Control) الذي يتحكم به في رغباته قبل ان تتكاثر كالخلايا المريضه لتصبح اكثر نهماً لصراع اكثر حده من يحكم نفسه، هو خير من حاكم مدينه . لكي نكون منصفين ولا نجلد ذواتنا، هناك عوامل خارجنا تجبرنا علي اتخاذ مواقف دفاعيه عن سلامنا ، وقد تكون هجوميه أحياناً كمبادرة منا لدرء الخطر قبل وقوعه هنا يجد إلانا فرصته ليبرر لنا عدوانيتنا كما جاء في المسرحيه مخاطباً الإنسان: ســيــبــك مــن اخــوك الانســان - الانسان مابقــاش انســان - ده بيسرق حقي في اني أعيــش - ده بيخطــف منــي رغيــف العيــش - وانــا عــاوز أعيــش - انا لازم أعيش. بهــذا المنطــق العبقــري يتــأجــج الصــراع الــداخــلــي..اخــي الانســان الــذي يحثني الضمير علي مآخاته، اصبح لزاماً ان ادخل معه في صراع دفاعاً عن حقي في الحياة حسبما أوجد لي الأنا المبرر لذلك، وهكذا يضيع السلام ويذبح الحمام. عــزيــزي القــــارئ..قد يدفعك ضميرك علــي الجــانب الآخر ان تتفائل وتحسن الظــن بأخيــك الانسان وانه مازال إنساناً لكــن الأنــا داخلك سرعان ما ينثر بذار الشك في خلايا عقلك ونبضات قلبك ليسرق كنوز الخير من ضميرك قائلاً : يا سعادة الانسان الغلبان..في عباية الليــــل الســــمــــره..النــــــاس سرقوا النــــور مــــ القــمــره .. وصحينــــا لقـينــــــا قمر مخنوق .. والحمام .. كل الحمام مشنوق فاكر قوس قزح الغلبان ؟ .. شالوا منــه كـــــل الالــــوان .. بقــــي ساده بقــــي بهتــــان .. المشــكلــه مـش أوزون. ولا بيئه ولا احزانون .. الدنيا يابو الاحزان الناس بيلوثوها حتي السما خرموها. عزيزي القارئ .. عزيزي الانسان، كل صراعاتنا علي هذا الكوكب ناتجه من فقر الدم في إنسانيتنا، صراعنا الداخلي بين الضمير والانا هو صراع داخلي ملتصق بنا كجلودنا لابد ان ننتصر للخير ونعظم دور الضمير الراقي المتحضر، الضمير نحن لا نرثه كصبغة حدقة العين او لون البشره، الضمير نحن نشكله بم نغذيه من أفكار ايجابيه وتجارب انسانيه، بم نزرعه داخله من حب الخير والرحمه والعدل، ماعت التي خبرها المصريون القدامى منذ فجر التاريخ .. دعونا نملك شجاعة الاختيار بين الضمير والانا لنجعل من الضمير قبساً من نور نطارد به ظلمة الآنا داخلنا.. نحتاج ان نكون اكثر انسانيه.. ارحب صدراً .. أعمق حباً.. عزيزي القارئ .. عزيزي الانسان. دعنا نترك بصمه بلون النور ، وليست بطعم النار. إلى لقاء متجدد .. يترك بصمه للعقل وبسمه للشفاه.