مقالات رأى مختلفة

ذلك المخلوق الرائع!

بقلم/ شريف رمزى

كنتُ‭ ‬جالسًا‭ ‬كعادتى‭ ‬وحيدًا‭ ‬وهادئًا،‭ ‬وبنعمة‭ ‬إلهى‭ ‬مُستَمتعًا‭ ‬بسلامى‭ ‬الداخلي‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذى‭ ‬جعلني‭ ‬أتعجب‭ ‬من‭ ‬نفسي،‭ ‬كيف‭ ‬كنت‭ ‬أعاني‭ ‬قبلًا‭ ‬من‭ ‬الهموم‭ ‬وأقيم‭ ‬لها‭ ‬وزنًا،‭ ‬وكيف‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬للغد‭ ‬ألف‭ ‬حساب،‭ ‬وكيف‭ ‬كنت‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬مخرج‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬تلك،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬النوم‭ ‬يجافيني‭ ‬أيامًا؟‭!‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬تجول‭ ‬بخاطري‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينقطع‭ ‬حبل‭ ‬أفكاري‭ ‬فجأة‭ ‬لمتابعة‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬العجيب‭..‬

كانت‭ ‬تسير‭ ‬الهوينة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬جدٍ‭ ‬واجتهاد‭ ‬لم‭ ‬أرى‭ ‬مثيلاً‭ ‬لهما‭.‬

خفيفة‭ ‬كالطيــور،‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الثبـات‭. ‬نشيطة‭ ‬تتحــرك‭ ‬فى‭ ‬كـــل‭ ‬اتجــــاه‭. ‬صبــــورة،‭ ‬لا‭ ‬تئــــن‭ ‬ولا‭ ‬تشــــتكي‭. ‬قــويــــــة،‭ ‬تحمـل‭ ‬أحمالًا‭ ‬عَثِرة‭. ‬وديعة‭ ‬وهادئة‭ ‬لا‭ ‬تُصدِر‭ ‬أصواتًا،‭ ‬ولولا‭ ‬رؤيتي‭ ‬لها‭ ‬صُــــدفة‭ ‬لما‭ ‬أحسســت‭ ‬بــــوجودها‭ ‬بالمرة‭!‬

مُخلصة‭ ‬في‭ ‬عملهـــا‭ ‬لأقصى‭ ‬مـــــدى،‭ ‬لا‭ ‬تعـــرف‭ ‬الكسل‭ ‬أو‭ ‬الفتور‭  ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬والحر‭ ‬الخانق‭! ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬أيــــن‭ ‬جــــاءت،‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬هى‭ ‬ذاهبة‭! ‬فيالها‭ ‬من‭ ‬مخلوق‭ ‬رائع‭ ‬جدير‭ ‬بالأحترام‭.‬

قال‭ ‬الحكيم‭: ‬إذهب‭ ‬إلى‭ ‬النملة‭ ‬أيها‭ ‬الكسلان،‭ ‬تــأمل‭ ‬طرقها‭ ‬وكُــن‭ ‬حكيمًــــا‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى