سامح فريد

مـن ســيـرث مـن ؟؟

بقلم/ سامح فريد سليم

ســـؤال‭ ‬صعـــب‭ ‬ســـتجيـــب‭ ‬عنـــه‭ ‬الايـــام‭ ‬القادمة‭ ‬يحير‭ ‬الخبراء‭ ‬والكتاب‭ ‬والمحللين‭ ‬السياسيين‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬الملكى‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬مؤخرا‭ ‬بين ميجان‭ ‬ميركيل‭ ‬الممثلة‭ ‬الامريكية‭ ‬الشهيرة‭ ‬والامير‭ ‬هارى‭ ‬وريث‭ ‬العرش‭ ‬البريطانى‭ ‬فهل‭ ‬يستطيع‭ ‬العملاق‭ ‬الامريكى‭ ‬ان‭ ‬يزعزع‭ ‬العرش‭ ‬البريطانى‭ ‬ويجعل‭ ‬بريطانيا‭ ‬الولاية‭ ‬رقم‭ ‬51‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ام‭ ‬سيعود‭ ‬الثعلب‭ ‬البريطانى‭ ‬الى‭ ‬المستعمرة‭ ‬القديمة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة مرة‭ ‬اخرى‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬الامبراطورية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عنها‭ ‬الشمس‭ ‬فهل‭ ‬ستغيب‭ ‬الشمس‭ ‬ام‭ ‬ستشرق‭ ‬مرة‭ ‬اخرى.

الكل‭ ‬ينتظر‭ ‬الكل‭ ‬يترقب‭ ‬ترقبا‭ ‬حذرا‭ !!‬

لقد‭ ‬تسلمت‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬ادارة‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬عصر‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الجغرافية‭ ‬لمناطق‭ ‬وجزر‭ ‬وقارات‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬اكبر‭ ‬المحيطات‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬كالميط‭ ‬الهادى‭ ‬والمحيط‭ ‬الاطلنطى‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندى‭ ‬فهى‭ ‬تلت‭ ‬الامبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬وتتحكم‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬اصبحت‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬وريثت‭ ‬الامبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬عقب‭ ‬انهيارها‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬استطاعت‭ ‬بريطانيا‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬التاج‭ ‬الملكى‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬المحاور‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬البحرية‭ ‬التى‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬بفضل‭ ‬اسطولها‭ ‬التجارى‭ ‬والعسكرى‭ ‬ايضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬جزر‭ ‬استراتيجية‭ ‬فى‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬حتى‭ ‬اصبح‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬البريطانيين‭ ‬اسياد‭ ‬البحار.

ولكن‭ ‬بعد‭ ‬انتصار‭ ‬الحلفاء‭ ‬على‭ ‬المحور‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وسقوط‭ ‬المحور‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬بدا‭ ‬الدور‭ ‬البريطانى‭ ‬العسكرى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬يخبو‭ ‬وظل‭ ‬الدور‭ ‬السياسى‭ ‬باقيا‭ ‬حتى‭ ‬استطاعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ان‭ ‬تسحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬اقدام‭ ‬باقى‭ ‬الحلفاء‭ ‬لتظل‭ ‬الدولة‭ ‬العظمى‭ ‬الاولى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬السابق‭ ‬وتفككه‭ ‬فتسلمت‭ ‬ادارة‭ ‬العالم‭ ‬كامبراطورية‭ ‬جديدة‭ ‬بديلة‭ ‬عن‭ ‬بريطانيا‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬عظمى‭ ‬فاصبحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هى‭ ‬الدولة‭ ‬العظمى‭ ‬الاولى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬بفضل‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬ونفوذها‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وعملتها‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمى.

ومع‭ ‬صعود‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الى‭ ‬قمة‭ ‬العالم‭ ‬فلا‭ ‬نغفل‭ ‬الدور‭ ‬البريطانى‭ ‬المؤثر‭ ‬والذى‭ ‬لايزال‭ ‬مؤثرا‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬والوجدان‭ ‬السياسى‭ ‬الامريكى‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬نظرا‭ ‬لعراقة‭ ‬بريطانيا‭ ‬بحضارتها‭ ‬وثقافتها‭ ‬المنفتحة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬اكثر‭ ‬وسيطرتها‮ ‬‭ ‬على‭ ‬مستعمراتها‭ ‬السابقة‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬تتضح‭ ‬فيه‭ ‬بصمات‭ ‬البريطانيين‭ ‬ثقافة‭ ‬ولغة‭ ‬ودين‭ ‬احيانا‭ ‬ففى‭ ‬افريقيا‭ ‬واسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واستراليا‭ ‬ونيوزلندة‭ ‬وغيرها‭ ‬فمكثت‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬التاج‭ ‬الملكى‭ ‬البريطانى‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬فكانت‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬بمثابة‭ ‬الدولة‭ ‬الام‭ ‬التى‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬الجميع‭ ‬الحضارة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭ ‬فهى‭ ‬تركت‭ ‬مستعمراتها‭ ‬عسكريا‭ ‬وسياسيا‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تتركها‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وتعليميا‭ ‬حتى‭ ‬الان.

وهذا‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الاهم‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬الحديث‭ ‬وهذه‭ ‬النقطة‭ ‬الفاصلة‭ ‬التى‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬فالشعب‭ ‬اهم‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬الحاكمة‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬فالسيطرة‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬تجعل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬تابعا‭ ‬للدولة‭ ‬التىعلمته‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬تركت‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬وذهبت‭ ‬بعيدا.

فهل‭ ‬تستطيع‭ ‬بريطانيا‭ ‬بتاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬المؤثر‭ ‬فى‭ ‬اغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ان‭ ‬تستخدم‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬ام‭ ‬ستلعب‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اشخاص‭ ‬سيكون‭ ‬لهم‭ ‬بالغ‭ ‬الاثر‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة.

ام‭  ‬سيتم‭ ‬التزاوج‭ ‬السياسى‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬اى‭ ‬بين‭ ‬الدهاء‭ ‬والخبرة‭ ‬السياسية‭ ‬الطويلة‭ ‬المتمثلة‭ ‬بريطانيا‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الهائلة‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى