أيها النجم الميلادي الذي لا مثيل لك بين النجوم الساطعة، النابض بشعلتك الأبدية في مدارات عظمة تدابير الله! أبزغ في ملء زماننا الذي يلامس نهاية النهاية المرتقبة، اقترب من قبتنا الزرقاء، اخترق سحابتنا السوداء، أسطع بنورك في دجانا نحن الليليين الغارقون في ذنوبنا وآثامنا؛ لعلنا في هذه المرة: ندرك أهدافك المضيئة على يوميّات روزنامتنا المتشحة تماماً بالعبوس، ونلهج بمزامير التوبة للحواس، التي لم تعد تنذهل لقلبنا الغارق في ضوضاء هزيمته الحالكة. حرّضنا لنتوجه إلى مصدر نورك الفائق المجد، ولنستقبله برماد انسحاقاتنا النشطة؛ ليعيد صياغة أرواحنا بميلاد جديد. عيوننا، عيوننا.. لا ترفضها، ولا تطرحها بعيداً عن أنوارك المتوهجة بالمحبة، بل اجعلها مستحقة، أن تدخل إلى فردوس اشراقاتك في امتحان السهد والدموع؛ فنعقد بجدائل اشعتك القدسية، صلحاً أبدياً مع كوكب الصبح المنير الذي يريد، دائماً، أن يبارك خطواتنا النهارية. أيها النجم الهادي في الدروب الغائمة، المرتفع الهامة في زمن تساقط النجوم! أفتقد من عليائك نجومنا البشرية، التي تتساقط على أرض التجربة، كأوراق الخريف الجافة. وقد طوّحتهم البدع، والهرطقات، والأنبياء الكذبة. وقهرتهم الاضطهادات والآلام العابرة. وأغرتهم الدنيا بشهواتها الجامحة؛ فارتدوا عن إيمانهم القويم، بعد أن كانوا كالكواكب المتلألئة في سماء الكنيسة المجاهدة. أيقظ فينا غيرتنا على درب الاقتداء الصالح لنطلب نجوميتك، لا نجوميّتنا.. نجومية أبناء النور وأبناء النهار في ملكوت الله. لا نجومية المجتمع، والرياضة، والفن، والشهرة الزائلة. علّمنا أن نكونـك: كمـا في مـداراتك، كـذلـك على الأرض!