قيل فى القديم ما الحياه إلا أمل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل وهذا ما جعل حياة الإنسان تتغير من صعود لهبوط والعكس حتى يدرك الشخص فلسفة تلك الحياة بكل مراحلها وينعكس ذلك على مداركه وخبراته ومن ثم يؤهل للعيش حسبما يختار ألم وأمل لفظان يشتركان في نفس الحروف ألف و ميم ولكن بترتيب مختلف ولكنهما يتناقضان تماماً في المعنى فالألم حديث عما يصيب النفس أو الجسم من تعب ومشقة في حين أن حديث الأمل يعبر عن السعادة والتفاؤل بالمستقبل. ألـــم الحـــيــــــاة: لا تضيع الحاضر من أجل المستقبل، لا تهدم ما بنيت أو تستغني عما في يديك من أجل أحلام لم تتحقق بعد فقد تتغير الأمور من تلقاء نفسها بفعل القدر أخف وقعاً من أن نغيرها نحن ثم نلوم أنفسنا كل يوم أن نستسلم للقدر أهون علينا من لومِ خياراتنا الخاطئة أو مشاعرنا الجياشة التي تقودنا من غير تفكير أو تخطيط. في الحياة خيارات عديدة، لكننا لا نختارها دائما قاصدين بل نختارها بقلة وعينا واستخفافنا في أولوياتنا عندما نسكت في وقت الكلام، أو أن نبتسم في وقت الحزن أو أن نصم آذاننا عما نرى أو تخوننا أفعالنا فلا تعكس ما في قلوبنا هنا نسقط فريسة سهلة لأفكارنا المشوشة. نقع ضحية لمخاوفنا الكاذبة. نحن نستطيع أن ننطلق نحو المستقبل ونسعى خلف حياة جديدة ونبني طموحاتنا لكن ذلك لن يكون سهلاً عندما ندفع مسبقاً ثمن هذا التفكير وقبل البدء به يمكن لنا أن نتخذ الخيارات لكن يقع على عاتقنا تحمل ما يعقبها من نتائج وتابعت لن يكون التعايش معها أمراً سهلاً الشعور بالفشل أو الحظ السيء خطير جدا إذا لم نتدارك ذلك بعزيمة قوية يُمكِنُنا أن نبدأ من جديد إذا تعايشنا مع فكرة الفشل على أنها تجربة نادرة لن تحدث مرة أخرى وهنا يصبح ألم أمل. أمـــل الحـــيــــــاة: في سجل ذاكرتنا بصمات ولحظات عديدة مررنا بها وعشناها بألم وأمل، منها ما يطوى ولا يروى بمثابة نجوم معدودة تضيء بجنباتها ونستأنس بذكراها، وتشفي الغليل بنجواها ولا تنسى مهما طال الزمان واندثر العمر ولحظات مرت علينا شعرنا بها بحزن وألم كبير ولأنها سنة الحياة فلا بد أن نمر بكل منها، فعلينا أن لا نحزن على الأمس فهو لن يعود ولا ناسف على اليوم فهو راحل، والحياة كثيرة التقلب لا تستقيم لأحد كسفينة لا تستقر على بر، فيها الخير والشر والصلاح والفساد. والسرور والحزن، والأمل واليأس، وفيها الحب والكره والجمال والقبح، وفيها الحرب والسلم، والأخوة والعداوة ولأن الفطرة التي فطرنا الله عليها كمسلمين هي فطرة طيبة تهفو للخير والتفاؤل وتسر بإدراكه وتأسى بالتشاؤم والشر وتحزن من ارتكابه. فلكل منا دوافعه لتحقيق آماله واحلامه، فالذي يغري التاجر بالأسفار و المخاطرة أمله في الارباح والذي يبعث الطالب للجد والمثابرة أمله في النجاح، والذي يحفز الجندي إلى الاستبسال في أرض المعركة أمله في النصر، والذي يحبب إلى المريض الدواء المر أمله في الشفاء. فعلينا أن لا نستسلم للمنغصات التي تواجهنا، لأن اليأس والاستسلام ليس من شيمنا ولو تعثرت اقدامنا وسقطنا سنكافح ونجتهد وسنقف مجدداً ونحن أكثر تماسكا وقوة، و لنمد يد العون والمساعدة لكل من يشعر بالألم ونزرع فيه الأمل لتعود السعادة لحياته وقلبه. لنعيش الأمل بكل ما تحمله الكلمة من معنى كونه شعاع يضيء جوانب الظلام ويشق دروب الحياة للأنام، وكزهرة تسكن القلوب وشمس تحيل الظلام نورا فكثيرا منا يحبون الأمل ويخافون الألم لأن الأمل من أهم القيم المعنوية في حياتنا فهو يبعث في النفس البشرية الطمأنينة والفرح ويحفزنا على الصمود. في بعض الأحيان يغلق الله أمامنا باباً لكي يفتح لنا أبواباً كثيرة أفضل منه فالبعض يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر للباب الذي أغلق ونجد الكثير منهم يجلس في الظلام. وينظر بمنظار التشاؤم والسلبية والكآبة والإحباط بدلا من النظر لباب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه هذا الشعور ما هو إلا سراب يلوح للناظرين من بعيد يتمناه الجميع يحسبونه ماءً لكنه مجرد سراب، كمن يسافر إلى الصحراء بحثا عن الأشجار ليتظلل بها فلن يجد فيها غير الوحشة وإذا واجهنا الألم فلنخفيه بالأمل والعمل للوصول لمستقبل جميل وواعد، ونمضي لغدٍ أفضل ونتطلع للأمام بدلاً من التشاؤم والنظر إلى الخلف. الآمال العظيمة تصنع الاشخاص العظماء فهناك قيمة إيمانية عميقة هي التوكل على الله والاستعانة به فكلما اتسعت مساحة التفاؤل في أعيننا رأينا نعيما لا يبصره إلا من أحسن الظن بالله ويبقى الأمل في قلوبنا يوقظ فينا كل شيء جميل ويبعث فينا التفاؤل فنرى الوجود جميلا بكل تفاصيله وكما قال الشاعر أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. ولا ننسى الثقة التامة بأن الله يسمعنا ولن يخذلنا أبدا وإن تحققت أمانينا فالحمد لله وإن تأخرت فهو حتما خير لنا وأن أروع ما يمكن فعله أن يكون كل منا رسولُ يبعث كلمات من الأمل والتفاؤل في نفوس الآخرين لنعيش راضين بما قسمه الله لنا ولتكون الحياة كما ينبغي أن تكون ونرضى بالقضاء خيره وشره. وأختتم بأجل الحياة فاتذكر الحكمة الشهيرة اذا انا مت و انت مازلت تحارب من اجل الحياه سوف أعود من اجلك وهكذا تستمر فلسفة الحياة بسر البقاء بين الألم والأمل والاجل.