يوسف متى

أيها الملائكه إخفضوا أجنحتكم حتى نعبر

بقلم/ يوسف متى

كثيرون‭ ‬علي‭ ‬قيد‭ ‬الحياه‭ ‬،‭ ‬قليلون‭ ‬علي‭ ‬قيد‭ ‬الانسانية‭ : ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬لاينتمون‭ ‬للانسانية‭ ‬عادة‭ ‬مايملكون‭ ‬قلوباً‭ ‬مظلمه‭ ‬وغالباً‭ ‬مايملكون‭ ‬عقولا‭ ‬ًمغلقة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المخلوقات‭ ‬ينظر‭ ‬الي‭ ‬نفسه‭ ‬‮ ‬نظرة‭ ‬خاصة‭ ‬متعالية‭ ‬رغم‭ ‬قناعاته‭ ‬الداخلية‭ ‬بدونيته‭ ‬وانعدام‭ ‬آدميته‭ ‬،‭ ‬لكنه‭ ‬الغباء‭ ‬الفطري‭ ‬هو‭ ‬مايدفعه‭ ‬الي‭ ‬هذا‭ ‬الاحساس‭ ‬الخادع،‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬انثي‭ ‬الحمار‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تلد‭ ‬انسانا‭ ‬بينما‭ ‬انثي‭ ‬الانسان‭ ‬احيانا‭ ‬تلد‭ ‬حماراً،‭ ‬هذه‭ ‬قاعده‭ ‬ذهبيه‭ ‬متعارف‭ ‬عليها،‭ ‬ذاك‭ ‬الفصيل‭ ‬غالباً‭ ‬مايكونوا‭ ‬مرضي‭ ‬نفسيين‭ ‬لديهم‭ ‬نزعه‭ ‬عدائيه سايلوبوتيه.

antisolid‭ ‬ضدالمجتمع‭ ‬بل‭ ‬ضد‭ ‬البشرية‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يخالفهم‭ ‬الاعتقاد‭ ‬والعقيدة‭ ‬هذه‭ ‬النزعة‭ ‬تشبع‭ ‬رغباتهم‭ ‬الداخلية‭ ‬الحمقاء،‭ ‬وهذا‭ ‬العدوان‭ ‬علي‭ ‬حرية‭ ‬الآخرين‭ ‬يحقق‭ ‬لهم‭ ‬متعة‭ ‬آثمه‭ ‬وشعور‭ ‬شرير‭ ‬بالزهو‭ ‬والفخار‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يسهل‭ ‬استقطابهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشيطان‭ ‬،بل‭ ‬هو‭ ‬صناعة‭ ‬الشيطان‭ ‬ذاته انهم‭ ‬عملياً‭ ‬وعلمياً‭ ‬مرضي‭ ‬تنقصهم‭ ‬مادة ‬السريقونن‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬يجعل‭ ‬صاحبه‭ ‬ذو‭ ‬شخصية‭ ‬غير‭ ‬سويه‭ ‬ترغب‭ ‬بإلحاح‭ ‬‮ ‬بفرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬علي‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭ ‬،‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬ملائكة‭ ‬مرسلون‭ ‬مهمتهم‭ ‬تنظيم‭ ‬مرور‭ ‬الناس‭ ‬‮ ‬انهم‭ ‬أوصياء‭ ‬علي‭ ‬الناس‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياتهم‭ ‬وعلاقاتهم‭ ‬بخالقهم‭.‬

ايها‭ ‬الملائكة‭ ‬الحمقي‭ ‬هلا‭ ‬طويتم‭ ‬اجنحتكم‭ ‬قليلا‭ ‬حتي‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬كهوفكم‭ ‬المظلمه‭ ‬الي‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬حيث‭ ‬ينبع‭ ‬النور‭ ‬،‭ ‬دعونا‭ ‬نمارس‭ ‬الحياة‭ ‬ونستمتع‭ ‬بحواسنا‭ ‬الخمسة‭ ‬بعيداً‭ ‬عنكم‭ ‬وعن‭ ‬كابوسكم‭ ‬ثقيل‭ ‬الظل‭ ‬،‭ ‬اجنحتكم‭ ‬تحجب‭ ‬عن‭ ‬عيون‭ ‬عقولنا‭ ‬رؤية‭ ‬الغد‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬دعونا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬مراكب‭ ‬الشمس‭ ‬لنصل‭ ‬بالعلم‭ ‬والحب‭ ‬معاً‭ ‬الي‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وأحفادنا،‭ ‬بل‭ ‬للإنسانيه‭ ‬كلها‭.‬

ايها‭ ‬الملائكه‭ ‬المغيبين‭ ‬،‭ ‬دعونا‭ ‬نرهف‭ ‬السمع‭ ‬لهديل‭ ‬الحمام‭ ‬وصوت‭ ‬فيروز‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬سماع‭ ‬صيحاتكم‭ ‬المنفره‭ ‬،‭ ‬دعونا‭ ‬نستمع‭ ‬لبعضنا‭ ‬البعض‭ ‬بشكل‭ ‬متحضر‭ ‬ونستمتع‭ ‬ببعضنا‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬راقي‭ ‬وهادئ‭ ‬،‭ ‬وإن‭ ‬اختلفنا‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬الاختلاف‭ ‬للود‭ ‬قضيه‭ ‬بيننا‭.‬

ايها‭ ‬الملائكة‭ ‬أجنحتكم‭ ‬تكتم‭ ‬أنفاسنا‭ ‬وتزكم‭ ‬أنوفنا‭ ‬برائحة‭ ‬أفكاركم‭ ‬العفنه‭ ‬،‭ ‬اخفضوا‭ ‬أجنحتكم‭ ‬هذه‭ ‬لنتنسم‭ ‬رائحة‭ ‬أوراق‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬ورياح‭ ‬الحرية‭ ‬دعونا‭ ‬نسعي‭ ‬بصدر‭ ‬مفتوح‭ ‬نحو‭ ‬غدٍأفضل‭ ‬للوطن‭ ‬وللإنسانية‭ ‬جمعاء‭ . ‬أجنحتكم‭ ‬ايها‭ ‬الملائكة‭ ‬تكمم‭ ‬أفواهناحتي‭ ‬لا‭ ‬نتذوق‭ ‬طعم‭ ‬ثقافة‭ ‬حب‭ ‬الآخر‭ ‬وحب‭ ‬الحياه‭ ‬،‭ ‬اخفضوها‭ ‬ودعونا‭ ‬نتذوق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تعجزون‭ ‬عن‭ ‬تذوقه‭ ‬من‭ ‬حلاوة‭ ‬الفن‭ ‬وجمال‭ ‬الفكر‭ ‬وروعة‭ ‬الإبداع‭ ‬انها‭ ‬أشياء‭ ‬تثير‭ ‬إزعاجكم‭ ‬وتؤلمكم‭ .. ‬حقاً‭ ‬لقد‭ ‬صدق‭ ‬الغجر‭ ‬في‭ ‬مقولتهم‭ ‬ان‭ ‬الاشرار‭ ‬لا‭ ‬يتذوقون‭ ‬الموسيقي‭ ‬وأنتم‭ ‬لا‭ ‬تتذوقون‭ ‬الحب‭ ‬لأنكم‭ ‬أعداء‭ ‬الحياة‭ .‬‮ ‬

ايها‭ ‬الملائكة‭ ‬اجنحتكم‭ ‬الكئيبه‭ ‬تعوقنا‭ ‬عن‭ ‬لمس‭ ‬أحلامنا‭ ‬في‭ ‬غدٍ‭ ‬مشرق‭ ‬،‭ ‬واحلامنا‭ ‬بوطن‭ ‬متحضر، ‬هو‭ ‬الحضن‭ ‬البراح‭ ‬الذي‭ ‬نحتمي‭ ‬به‭ ‬جميعاً‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬تنوعنا‭ ‬،‭ ‬نشعر‭ ‬بالدفئ‭ ‬في‭ ‬حنايا‭ ‬قلبه‭ ‬الكبير‭ .‬‮ ‬

ايها‭ ‬الملائكة‭ ‬الاشرار‭ ‬تبا‭ ‬ً‭ ‬لكم‭ ‬وتباً‭ ‬لأجنحتكم‭ ‬التعيسه.

ايها‭ ‬الناس،‭ ‬ايها‭ ‬البشر‭ ‬‮ ‬،ايها‭ ‬الآدميون‭ ‬ألا‭ ‬تحثكم‭ ‬الحاسة‭ ‬السادسة‭ ‬ولا‭ ‬تحدثكم‭ ‬عن‭ ‬الغضب‭ ‬المقدس‭ ‬لكسر‭ ‬تلك‭ ‬الأجنحة‭ ‬الغبية‭ ‬وكسر‭ ‬وصاية‭ ‬أولائك‭ ‬الملائكةالاشرار‮ ‬اما‭ ‬آن‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬تمارسوا‭ ‬انسانيتكم‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بحياة‭ ‬ملؤهاالحب‭ ‬بكل‭ ‬حواسكم‭ ‬الخمسة؟

اطردوا‭ ‬أولائك‭ ‬الملائكة‭ ‬الاشرار‭ ‬الي‭ ‬جهنم‭ ‬فهناك‭ ‬حوريات‭ ‬من‭ ‬نار‭ ‬في‭ ‬انتظارهم‭ ‬،‭ ‬ان‭ ‬أجنحتهم‭ ‬تحجب‭ ‬الشمس‭ ‬عن‭ ‬أوطاننا‭ ‬وعن‭ ‬قلوبنا‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى