في فيلم: "الله محبة"، المأخوذ عن مسرحية للكاتب الدكتور: "كينيث بيلي"، قصة عن عمدة قاسٍ، ومتحجر القلب! أمتد ارتفاعه وصلفه المجنون إلى أن يطلب من أعوانه المردة، أن يجبروا شعبه على الهتاف بحبهم لشخصه العظيم! وأمتد جبروته وشره الأثيم إلى أن قتل أحد أطفال القرية! وهكذا دوّت صافرة البداية. وكأن موت الطفل، أحيا ثورة كانت مدفونة في القلوب؛ فخرجت القرية عن بكرة أبيها، حاملين المشاعل التي تصنع ثقوباً في جناح ليلها الطويل الدامس، متظاهرين، ومنددين، وطالبين الانتقام منه... فإذا بحكيمهم، يظهر في وسطهم، متألقاً بالوقار، مستثمرأ قوة الاحتجاج، قائلا: "لو قتلتم العمدة الظالم، فقد يأتي بعده من هو أكثر ظلماً، وأكثر قسوة منه، ويفشل القتل في حل المشكلة! والنواميس ليست بقادرة على حلها؛ فناموس الله - رغم أنه موجود ـ، إلا أنه لم يمنع القاتل من أن يقتل، ولم يمنع السارق من أن يسرق؛ فالخوف من العقاب لم يمنع الشر من إنتشاره على الأرض! لذلك، أملئوا قلوبكم بالحب، ولتكن ثورتكم: "ثورة حب".. الحب قوة، وأقوى بكثير من أي قوة تحاول التغلب عليه! بالحب، سيتغير مجتمعنا، ولن يكون في وسطنا: قاتل، أو: سارق، أو: خائن. بالحب، سنعيش في سعادة غامرة متدفقة...". ولكن الجماهير الغاضبة، تقاطعة، بصرخات الأسف، واليأس: "إن الحب اسلوب الضعيف. وإن الحق مع القوي الشديد البأس". ويصوّب الحكيم مفهومهم المزيّف عن القوة: "القوة لا تعني الإنفلات، وإطلاق الغضب على هواه، وننسى في معمعتها: إنسانيتنا". ويناشدهم: "جرّبوا الحب؛ فالله محبة. ومحبته وافرة جداً، وواضحة في كل مكان في الأنوار، والأصوات، ورائحة المواسم. وحكمته، اقتضت: أن يكون الحب، هو قانونه على الأرض. ولكي نغلب كل مشاكلنا؛ فلنتبع هذه المحبة". ،...،...،... إن توجيهات الحكيم، ليست مجرد جزء من سيناريو وحوار في فيلم نشاهده.. إنها أعظم من ذلك، وأبقى. إنها دعوة مباركة لكل واحد منا؛ ليعرف حقيقة الحب، وقيمته وتأثيره.. وأنه الله ومن الله وبالله ولله! حب خالد، وليس بدائي، يولد كنزوة، ويعيش كحلم، وينحدر کنجم قبل الفجر! حب باذل، يمكّننا من أن يلبس كل واحد منا حذاء الآخر ليحس بأحاسيسه! وحب غافر، فقد لا نستطيع أن نقدم الحب للأشياء التي تؤلمنا وتزعجنا، ولكننا نستطيع أن نقدم التسامح والصبر والاحتمال، في كل موقف، وكل حال! ،...،...،... بهذا الحب المقدس، ننتصر بالله على الشر، ويحل ملكوت السماء على أرضنا!...