عادل عطيةمقالات عادل

أفكار – الشـجـرة البـاكـيـة

بقلم/ عادل عطية

  ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬شجرة‭ ‬تُعرف‭: ‬‮«‬بالشجرة‭ ‬الباكية‮»‬‭!‬

  ‬ولو‭ ‬قدر‭ ‬لها،‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬حقيقة‭: ‬نظامنا‭ ‬العالمي‭ ‬الحديث،‭ ‬والذي‭ ‬يُعرف،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬تسمية‭: ‬العولمة،‭ ‬والكوكبية،‭ ‬والسموات‭ ‬المفتوحة؛‭ ‬لبكت‭ ‬على‭ ‬أشجار‭ ‬كثيرة‭… ‬

  .. ‬شجرة‭ ‬‮«‬السنديانة‮»‬،‭ ‬السامقة‭ ‬الصلبة،‭ ‬فهي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬عبور‭ ‬العواصف،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تتألم‭ ‬على‭ ‬أحوالنا‭ ‬‮«‬المقلوبة‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬الأشجار‭ ‬‮«‬المقلوبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مومباسا‭ ‬بكينيا‭!‬

  .. ‬شجرة‭ ‬‮«‬الطاعة‮»‬،‭ ‬اليتيمة‭ ‬والشامخة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬دير‭ ‬السريان‭ ‬العامر‭ ‬بمصر،‭ ‬لأن‭ ‬الطاعة‭ ‬النبيلة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يزرعها‭ ‬ويرعاها‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭!‬

  .. ‬شجرة‭ ‬‮«‬العائلة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تجف‭ ‬وتتمزق‭ ‬أواصرها،‭ ‬وتتشتت‭ ‬وتتبدد‭ ‬وتضمحل‭!‬

  .. ‬وشجرة‭ ‬‮«‬الحياة‮»‬‭ ‬الفرعونية،‭ ‬التي‭ ‬نقتلعها‭ ‬من‭ ‬جذورها،‭ ‬بعد‭ ‬يسرى‭ ‬التلوث‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬السامة‭ ‬والمدمرة‭ ‬في‭ ‬شرايينها‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭!‬

  ‬،‭…‬،‭…‬،‭…‬

  ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬الباكية،‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة،‭ ‬التي‭ ‬لعنت‭ ‬أختها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأشجار‭: ‬شجرة‭ ‬‮«‬معرفة‭ ‬الخير‭ ‬والشر‮»‬،‭ ‬وثمرتها‭ ‬المحرمة،‭ ‬التي‭ ‬حرمتنا‭ ‬استمرارية‭ ‬التمتع‭ ‬بجنة‭ ‬عدن‭.. ‬وبذلك،‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬أعطتنا‭ ‬درساً‭ ‬بليغاً‭ ‬فيما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬نظامنا‭ ‬المسكوني‭ ‬الجديد‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفتقده‭ ‬الإنسان‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭! ‬

  ‬فعالم‭ ‬‮«‬القرية‭ ‬الصغيرة‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬المعاش،‭ ‬مثل‭ ‬ثمرة‭ ‬اليوسفي‭ ‬الضخمة‭: ‬‮«‬فحين‭ ‬تنزع‭ ‬الفصوص‭ ‬كلها‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬شیء‭ ‬في‭ ‬الوسط»؛‭ ‬لأنها‭ ‬عولمة‭: ‬علمية‭ ‬وتقنية،‭ ‬لا‭ ‬غير‭.. ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬العولمة‭ ‬القلبية‭. ‬حيث‭ ‬تنمو‭ ‬وتتسامى‭ ‬المشاعر‭ ‬الطيبة‭ ‬نحو‭ ‬تأسيس‭ ‬وتدعيم‭: ‬‮«‬حضارة‭ ‬المحبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬موكب‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬بين‭ ‬الشعوب؛‭ ‬فنحافظ‭ ‬على‭ ‬كرتنا‭ ‬الأرضية،‭ ‬وعلى‭ ‬إنسانيتنا،‭ ‬وعلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أولادنا‭ ‬وأحفادنا‭ ‬من‭ ‬بعدنا‭!‬

  ‬،‭…‬،‭…‬،‭…‬

  ‬لننظر،‭ ‬بإحترام،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الشجرة‭ ‬الباكية‮»‬،‭ ‬ولنتخل‭ ‬عن‭ ‬الرغبات‭ ‬الأنانية،‭ ‬ونسعي‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬تطلعاتنا،‭ ‬ونحيا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬ميعادنا‭!..‬‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى