نتفاخر بأن مجتمعاتنا جزء من السماء؛ لأننا نعبد الله! فلماذا نظل نقرأ بإستفاضة مؤلمة عن الطلاقات الفاضحة، وقصص الجرائم الجنسية وجرائم الكراهية والعنف بإسم الدين؟!.. الإجابة ليست ببعيدة عنا.. لأن المجتمع الذي لا يزال يضغط ـ بشرقيته المفرطة ـ على الجنس بقسوة، ويستخدم قيوده الطهرية المرائية وتحريماته الصارمة المتزمتة، ويعاقب الاغتصاب بشدة قاتلة، هو نفسه الذي يتابع "المرئيات الإباحية"، بمساندة الدعاية، ودعم وسائل الإعلام المتقدمة، وهي تقدم العري لملايين من العيون، كاشفة الجسد على الشاشة أكثر فأكثر.. وكأنه مستعد لتقديم ذاته! وهو نفسه، الذي ترك المساحات الفضائية الشاسعة لأدعياء الشريعة، ليجعلوا الجنس جزءاً من الدين، وبحجة "لا حياء في الدين"، يثوّرون عواطف الذين لا يمتلكون ضبط النفس، ليظلوا راكعين إلى أسفل! وما تزال خطاياهم مستمرة، وهم يقدمون الجنس في خدمة الدين، كمُدمّر حتى قيل أن جماعة من الانتحاريين من باب التمويه، سهروا عند أبليس قبل تفجير أنفسهم وغيرهم، في الصباح ليكونوا في معيّة الحوريات كما يظنون! توقفوا عن مخاطبة الناحية المظلمة من النفس، الناحية المكبوتة، المليئة بالفوضوية الكفيفة، التي توقظ الدافع لدى الإنسان الذي يحس نفسه مضغوطاً مسحوقاً في حياته، فيهرب إلى حيث حرية الإشباع المطلقة بلذة يريدها حادة بقدر ما يعرف أنها عابرة، معلناً عن حقه باللذة كتعبير عن الاحتجاج ضد واقع لا يمكن القبول به.. بل والتضحية بحياته لأمتلاكها بعيداً عن القمع الجزائي والإجتماعي المتعاظم! توقفوا عن إثارة النزعة الجنسية بحدة وقمع تحقيقها بآن واحد؛ فقوة التمرد إنما هي بنسبة قوة الدفع، التي تقود، حتماً، إلى الانفلات الذي لا يمكن وقفه، أو تحجيمه!