كتب استاذنا دكتور عادل حليم -الطبيب النفسي والخبير في المشورة الاسرية- في احد كتبه التالي: "أيهما أكثر فائدة لأنجاح الزواج: أن يكون الشريكان مختلفين في طباعهما بدرجة تسمح بالتكامل بينهما.. أم أن يكونا متشابهين بدرجة تقلل من احتمال نشوب الخلافات الزوجية ..؟؟ والجواب: في الحياة البشرية الاختلاف هو القاعدة والتشابه هو الاستثناء، فالاختلاف يُثرى العلاقات الشخصية، حيث يُضيف الواحد أفكاره وخبراته الى الآخر مما يؤدي بكل منها الى مزيد من النمو واتساع الرؤية كما يُساهم التفاعل بينهما في اخراج كل منهما عن الذات، فيتخلى عن تحيزاته الشخصية ويهتم باهتمامات الأخر، الأمر الذي يدفع بالشخصية الى مزيد من النضج العاطفي." اسمحوا ان اقتبس الفكرة وادعوك لقراءة السؤال والاجابة مرة اخري ولكن مع تعميم الاطروحة من مجتمع الاسرة للمجتمع ككل "أيهما أكثر فائدة لأنجاح المجتمع: أن يكون البشر مختلفين في طباعهم بدرجة تسمح بالتكامل بينهم. أم أن يكونوا متشابهين بدرجة تقلل من احتمال نشوب الخلافات الاجتماعية والسياسية ..؟؟ والجواب: في الحياة البشرية الاختلاف هو القاعدة والتشابه هو الاستثناء، فالاختلاف يُثرى العلاقات الاجتماعية، حيث يُضيف الواحد أفكاره وخبراته الى الآخرين مما يؤدي بكل فرد في المجتمع الى مزيد من النمو واتساع الرؤية، كما يُساهم التفاعل بين البشر في اخراج كل شخص عن الذات، فيتخلى عن تحيزاته الشخصية ويهتم باهتمامات الأخرين الأمر الذي يدفع بالشخصية الى مزيد من النضج الانساني الاجتماعي والسياسي." وهذا ما فهمته المجتمعات الغربية من زمان وعلي رأسهم دول الهجرة كالولايات المتحدة فإستثمارها للاختلافات بين البشر وكيفية رؤيتهم للامور وللعلوم اوصلها لتكون الدولة الاولي علمياً واقتصادياً بل وسياسياً حتي فالتوازن بين التيارات السياسية المختلفة وعلي رأسهم الحزبين الديمقراطي والجمهوري والتنافس بينهم اعطي فرصة لادراك الامور من اوجه مختلفة دون انفراد احد منهم بتنفيذ ايدلوجية واحدة، بل ان الانتقادات فيما بينهم وخوفهم من هذه الانتقادات اثرت علي جودة القرارات والسياسات. علي النقيض فالدول التي لا تقبل المختلف سواء الديني او العرقي او السياسية، تقبع في قاع المجتمع الدولي سواء سياسياً او اقتصادياً او اجتماعياً وبالاكثر ايضاً علمياً، فإنفراد فئة معينة في اي منحي من مناحي السلطة بتعني ببساطة ان المجتمع اعور لانه يري الا بعين واحدة. واختتم بقول مأثور لصاحب واحد من اشهر الكتاب ستيفن كوفي صاحب كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية” وهو احد اكثر الكتب مبيعاً علي مستوي العالم. “القوة تكمن في أوجه الاختلاف، وليس في أوجه التشابه”.