عنوان السياسة العالمية الجديدة البوصلة تتجه نحو الشرق وليس الغرب لانه بعد هزيمة المحور فى الحرب العالمية الثانية بدا دور الحلفاء يتصاعد فى السيادة السياسية والعسكرية على العالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فكانت البوصلة متجهة ناحية دول الغرب فى ذلك الوقت - اما الان فان كل المؤشرات السياسية والتكتلات العسكرية او حتى الاقتصادية بدات تتجه شرقا لصعود القوة الاقتصادية والعسكرية وتناميها لدول الشرق بقيادة الصين وروسيا حتى من كانوا حلفاء الغرب حتى وقت قريب انصرفوا الان عنهم لشعورهم بعدم قدرتهم على حمايتهم او حتى دعمهم السياسى على المستوى الدولى ويظهر ذلك جليا فى اتجاه السعودية ومصر ودول الخليج نحو الشرق الى دول مثل الهند وباكستان والصين لانشاء تحالفات سياسية وعسكرية مع هذه الدول ولكسر حاجز الخوف من استيراد السلاح دون قيد او شرط. فعلى الصعيد الجيوسياسى والعسكرى والاقتصادى هناك ثلاث تحالفات كبيرة فى الشرق نشات حديثا. التحالف الاول - هو منتدى بحر قزوين تكتل جديد من خمس دول تقع على بحر قزوين وهى روسيا وايران وكازاخستان وتركمانستان واذربيجان وهو تحالف اقتصادى فى الاساس لجنى الثروات من الدول المتشاطئة على هذا البحر تبعه بطبيعة الحال تحالف عسكرى وصناعى وتجارى والقائم على فكرة ايصال بحر قزوين بالبحر الاسود عن طريق انشاء قناة بحرية بينهما وذلك لفتح منفذ بحرى جديد لدول البحر الحبيس. اما التحالف الثانى - وهو تحالف الهند والصين وروسيا كدول نووية تستطيع ضبط الامن الاقليمى فى هذه المنطقة وايضا فى منطقة الخليج العربى المتوترة والتى لم تفلح التحالفات الغربية المتعاقبة فى ضبط الامن فى هذه المنطقة. اما التحالف الثالث وهو تحالفدول الشرق الاقصى الاسيان والمحيط الهادى وعلى راسها كوريا الجنوبية واليابان واستراليا وبعد محادثات السلام اللاحقة اعتقد انضمام كوريا الشمالية لهذا التحالف لضبط الامن فى هذه المنطقة. اما دور باكستان وبعض دول الشرق الاقصى يظل دورا مكملا للثلاث تحالفات الكبيرة. وبعد ان استععرضنا هذه التحالفات القوية شرقا فما موقف الغرب من هذه التحالفات ؟ فى حقيقة الامر ياتى انحسار دور الغرب السياسى والعسكرى الى عدة اسباب. السبب الاول - هو الصراعات الداخلية على السلطة والحكم بين الحزبين الكبيرين الجمهورى والدبمقراطى مما يؤدى الى عدم المصداقية فى تعاملات السياسة الخارجية مع الدول الاخرى فتهتز الثقة فى مصداقية السياسة الخارجية الامريكية والتدخل بشكل مستمر فى شئون الدول الاخرى دون جدوى. اما السبب الثانى - وهو الانشقاق الاوربى والامريكى حول دور حلف الناتو وتمويله والصراعات الداخلية على الحكم بين المحافظين والاصلاحيين فى فرنسا وبريطانيا. والسبب الثالث والاخير - هو انهاك الدول الاوربية اقتصاديا باللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين و الارهاب وانهاكم عسكريا وامنيا عبر تركيا وشمال افريقيا. ومن هنا تاتى الاجابة على كل الاسئلة لماذا تتجه البوصلة شرقا.