كمال سدره

إسـتـثـمار الإخـتــلاف

بقلم/ كمال سدره

كتب‭ ‬استاذنا دكتور‭ ‬عادل‭ ‬حليم‭ -‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬المشورة‭ ‬الاسرية‭- ‬في‭ ‬احد‭ ‬كتبه‭ ‬التالي‭:‬

‭”‬أيهما‭ ‬أكثر‭ ‬فائدة‭ ‬لأنجاح‭ ‬الزواج‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشريكان‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬طباعهما‭ ‬بدرجة‭ ‬تسمح‭ ‬بالتكامل‭ ‬بينهما‭.. ‬أم‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬متشابهين‭ ‬بدرجة‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬نشوب‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ..‬؟؟

والجواب‭: ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬الاختلاف‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬والتشابه‭ ‬هو‭ ‬الاستثناء،‭ ‬فالاختلاف‭ ‬يُثرى‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬حيث‭ ‬يُضيف‭ ‬الواحد‭ ‬أفكاره‭ ‬وخبراته‭ ‬الى‭ ‬الآخر‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬بكل‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬واتساع‭ ‬الرؤية

كما‭ ‬يُساهم‭ ‬التفاعل‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬اخراج‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬عن‭ ‬الذات،‭ ‬فيتخلى‭ ‬عن‭ ‬تحيزاته‭ ‬الشخصية‭ ‬ويهتم‭ ‬باهتمامات‭ ‬الأخر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬بالشخصية‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬العاطفي‭.‬‭”‬

اسمحوا‭ ‬ان‭ ‬اقتبس‭ ‬الفكرة‭ ‬وادعوك‭ ‬لقراءة‭ ‬السؤال‭ ‬والاجابة‭ ‬مرة‭ ‬اخري‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬تعميم‭ ‬الاطروحة‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬الاسرة‭ ‬للمجتمع‭ ‬ككل

‭”‬أيهما‭ ‬أكثر‭ ‬فائدة‭ ‬لأنجاح‭ ‬المجتمع‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البشر‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬طباعهم‭ ‬بدرجة‭ ‬تسمح‭ ‬بالتكامل‭ ‬بينهم‭. ‬أم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬متشابهين‭ ‬بدرجة‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬نشوب‭ ‬الخلافات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ..‬؟؟

والجواب‭: ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬الاختلاف‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬والتشابه‭ ‬هو‭ ‬الاستثناء،‭ ‬فالاختلاف‭ ‬يُثرى‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬يُضيف‭ ‬الواحد‭ ‬أفكاره‭ ‬وخبراته‭ ‬الى‭ ‬الآخرين‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬بكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬واتساع‭ ‬الرؤية،‭ ‬كما‭ ‬يُساهم‭ ‬التفاعل‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬اخراج‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬عن‭ ‬الذات،‭ ‬فيتخلى‭ ‬عن‭ ‬تحيزاته‭ ‬الشخصية‭ ‬ويهتم‭ ‬باهتمامات‭ ‬الأخرين

الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬بالشخصية‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬الانساني‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭.‬‭”‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬فهمته‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬زمان‭ ‬وعلي‭ ‬رأسهم‭ ‬دول‭ ‬الهجرة‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة

فإستثمارها‭ ‬للاختلافات‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬وكيفية‭ ‬رؤيتهم‭ ‬للامور‭ ‬وللعلوم‭ ‬اوصلها‭ ‬لتكون‭ ‬الدولة‭ ‬الاولي‭ ‬علمياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬بل‭ ‬وسياسياً‭ ‬حتي

فالتوازن‭ ‬بين‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬المختلفة‭ ‬وعلي‭ ‬رأسهم‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري‭ ‬والتنافس‭ ‬بينهم‭ ‬اعطي‭ ‬فرصة‭ ‬لادراك‭ ‬الامور‭ ‬من‭ ‬اوجه‭ ‬مختلفة‭ ‬دون‭ ‬انفراد‭ ‬احد‭ ‬منهم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ايدلوجية‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬الانتقادات‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬وخوفهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬اثرت‭ ‬علي‭ ‬جودة‭ ‬القرارات‭ ‬والسياسات‭.‬

علي‭ ‬النقيض‭ ‬فالدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬المختلف‭ ‬سواء‭ ‬الديني‭ ‬او‭ ‬العرقي‭ ‬او‭ ‬السياسية،‭ ‬تقبع‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬سواء‭ ‬سياسياً‭ ‬او‭ ‬اقتصادياً‭ ‬او‭ ‬اجتماعياً‭ ‬وبالاكثر‭ ‬ايضاً‭ ‬علمياً،‭ ‬فإنفراد‭ ‬فئة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬منحي‭ ‬من‭ ‬مناحي‭ ‬السلطة‭ ‬بتعني‭ ‬ببساطة‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬اعور‭ ‬لانه‭ ‬يري‭ ‬الا‭ ‬بعين‭ ‬واحدة‭.‬

واختتم‭ ‬بقول‭ ‬مأثور‭ ‬لصاحب‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اشهر‭ ‬الكتاب‭ ‬ستيفن‭ ‬كوفي‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬“العادات‭ ‬السبع‭ ‬للناس‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية”‭ ‬وهو‭ ‬احد‭ ‬اكثر‭ ‬الكتب‭ ‬مبيعاً‭ ‬علي‭ ‬مستوي‭ ‬العالم‭. ‬“القوة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬الاختلاف،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه”‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى