فى بداية الحديث فى هذا الموضوع الذى يتعلق بالتجارة والنقل والسياحة حول العالم من المهم اولا :ان نستعرض مخاطر النقل البحرى حول العالم فهناك نوعين من البيوع البحرية الشهيرة وهو البيع سيف وهو يعنى بيع لبضائع يتم فيها التسليم فى ميناء الشحن كما يلتزم فيها البائع بثمن جزافى بشحن الرسالة وتغطيتها بتأمين ضد مخاطر الرحلة وتنتقل ملكية البضاعة ومخاطرها الى المشترى مع بدء الشحن. ثاني: البيع فوب وهو يعنى ان البائع قد قام بالتزاماته عندما وضع البضاعة فوق ظهر السفينة ويتحمل البائع نفقات البضاعة حتى التسليم المذكور وما قد يصيبها من مخاطر اما الموسوعات التى تنظم حركة التجارة البحرية والتأمين البحرى فى العالم هى ثلاثة موسوعة اللوي. اولا: موسوعة اللويدز هى جماعة تالفت فى لندن فى اواخر القرن 17 واتخذت اسمها من مقهى لشخص يدعى ادوار لويدز عام 1688 وكان هذا المقهى دار للمشتغلين بالشئون البحرية ولمتعهدى النقل البحرى ويرجع تاريخها الى 300 سنة وهى من اقدم وادق الموسوعات البحرية. ثانيا: موسوعة فريتاس ـ تاسست فى فرنسا للدول الناطقة بالفرنسية وهى تتبع النظام القانونى الفرنسى فى التأمين البحرى للدول التى كانت مستعمرات فرنسية سابقة. ثالثا: موسوعة هارتر الامريكية. واسسها قائد عسكرى امريكى فى اعقاب الحرب العالمية الثانية فى الولايات المتحدة لخدمة التجارة البحرية فى الامريكتين وهى الاوسع انشارا على مستوى العالم نظرا لمرونة قوانينها وتاتى مخاطر النقل البحرى فى عدة امور اهمها. اولا: كلفة التامين البحرى العالية سواء على السفينة او البضائع او على الطاقم والربان. ثانيا :الكوارث البحرية المتوقعة وغير المتوقعة والتى يغطيها التأمين بتعقيد شديد اثناء الرحلة البحرية.ثالثا: الابحار فى مناطق بحرية خطرة مثل مثلث برمودا او بحر الشيطان او ارخبيل الملايو او بالقرب من جزر ماديرا او منطقة الراس الاخضر فى جنوب افريقيا. رابعا: القرصنة البحرية فى بحار ومحيطات معروفة مثل ساحل الصومال وغرب الساحل الافريقى والفلبين وارخبيل الملايو وغيرها. خامسا: الابحار فى مناطق الصراعات المسلحة والحروب. سادسا: تحميل مواد خطرة على ظهر السفينة مثل المواد القابلة للاشتعال او الغازات او النفايات النووية او المواد المشعة او متحف اثار او نقل حيوانات حية او اسلحة وذخائر. سابعاً: تدنى اسعار النفط الخام. ثامناً :خطا الربان والطاقم قد يؤدى الى هلاك السفينة وما عليها تاسعاً: تلاعب مالكى السفن فى تعمد اغراق السفينة للحصول على مبلغ التامين الذى يكون فى الغالب اعلى من ثمن السفينة وذلك بالحصول على شهادات سلامة بحرية مزورة من اماكن سيئة السمعة مثل بنما وبعد استعراض المخاطر الكبيرة للنقل البحرى مما يرفع تكلفة التامين ويرفع سعر البضائع على المستهلك فى النهاية فكانت الطرق البرية والسكك الحديدية الموازية للطرق البرية والنقل النهرى هى البديل الحقيقى لتجنب الكلفة العالية للنقل البحرى ومخاطره. فالنقل البرى عبر الطرق البرية الدولية والجسور البرية او فوق المضايق البحرية اصبح السمة الغالبة فى الفترة القادمة نظرا لقرب القارات القديمة من بعضها البعض او حتى بالقارات الجديدة مثل امريكا الشمالية مما يستوجب النظر الى خريطة العالم الجديدة للنقل البرى بامعان فهناك مشروعات كبيرة بدات فى الظهور على الساحة العالمية لربط القارات عن طريق النقل البرى عبر الجسور والانفاق تحت البحر مثل جسر الملك سلمان الذى سيربط بين قارتى افريقيا واسيا وانفاق قناة السويس وربطها بطريق الحرير وعلى الجانار الغربى من قارة افريقيا يمكن ربط قارتى افريقيا واوربا عبر مضيق جبل طارق بين اسبانيا والمغرب كاقامة جسر معلق او نفق تحت البحر المتوسط وفى اوربا يمكن ربط قارتى اوربا وامريكا الشمالية بريا عبر نفق تحت البحر بين روسيا وولاية الاسكا الامريكية حيث يمكن السير بسيارة عبر الطرق البرية فى الولايات المتحدة ثم الى كندا ثم الى ولاية الاسكا ثم الى روسيا ومنها الى قارة اوربا او الى الصين فى قارة اسيا عبر روسيا ومنغوليا ويمكن ايضا ربط قارتى امريكا الجنوبية مع امريكا الشمالية عبر نفق او جسر معلق اعلى قناة بنما وما يقام من خطوط سكك حديدية موازية او مكملة يجعل الصورة الجديدة لخريطة العلم البرية الجديدة تكتمل امامنا حيث ان الاهداف من وراء ذلك ستكون كثيرة ليس فقط فى المجال التجارى والسياحى لتقليل المخاطر والتكلفة ولكن فى المجال العسكرى والاستراتيجى سيكون لذلك اثر كبير اثناء الحروب والكوارث الطبيعية والزمات الاقتصادية الدولية.