كانت مأخوذة بالإثارة وهي تلتقط للمرة الأولى كلمة "ماما"! فكأي امرأة في العالم، بدا لقبها الجديد "أم"، أشبه بالألقاب التي عُرفت في العهود الإمبراطورية القديمة، حيث الفخامة والعظمة! لم تكن تتوقع انها ستكتب اسطورة حية، تفوق اسطورة الأم التي بكت وحيدها حتى صنعت من بكائها بحيرة الدموع! فقد ظلت طوال ثلاث سنوات تعيد ولادة وحيدها كل صباح، وتدافع عن حياته باسنانها ودمها وجبال من الصبر والابتسامة المطلقة، حتى فارق الجسد وهو على فراش المرض! في هذه اللحظة، شعرت بمن يخطف منها لقب "أم"، ويبعده إلى أبعد من حدودها، ويترك لها لقب "ثكلى"! لكن الألم الذي لا يتراجع، لم يدعها تدرك أن الأم تبقى أماً وإن ثكلت؛ فهي تحمل طفلها في احشائها، وتشارك في أعجوبة الحياة عندما تلده، ولا يمكن أن يضمحل كل هذا الحب، وكل تلك التضحية من دون أثر يذكر! وفي كل عيد أم.. أستطيع أن أقول لكل أم فقدت وحيدها: كل عام وأنت طيبة يا "أم"؛ فالحياة لا تتوقف. قد تتبدل أو تتغيّر أو تأخذ شكلاً جديداً، لكنها لا تنتهي، والمرء لا يخسر من يحبهم حقاً. ان في وسعه الاحتفاظ بهم دائماً في قلبه!