حواراتعادل عطية

كاريزما، تلتقي.. القاص، والكاتب المهجري: أنطونـي ولـسن

أجرى الحوار/ عادل عطية

•‭ ‬لـ‭ ‬‭”‬إسمي‭”‬‭: ‬قصتين‭.‬

•‭ ‬عنــدمــا‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬السـفيـــر‭:‬ اكـيـد‭ ‬استفدت‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬اسمك‭!.‬

•‭ ‬الاغتــراب،‭ ‬شيء‭ ‬جـديــد‭ ‬على‭ ‬المصريين‭.‬

•‭ ‬تأثيرات‭ ‬‭”‬عم‭ ‬أحمد‭”‬،‭‬بائع‭ ‬الجرائد‭!.‬

•‭  ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬كلمة‭ ‬قبطي‭ ‬‭”‬كجنسية‭”‬‭ ‬وقبطي‭ ‬‭”‬كعقيدة‭ ‬إيمانية‭”‬‭.‬

• الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬استراليا،‭ ‬تنقصها‭ ‬الرؤية‭!.‬

•‭ ‬كتاباتي،‭ ‬هي‭ ‬رد‭ ‬فعـل‭ ‬للاحــداث‭ ‬واعتبرها‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬التأّريخ‭.‬

•‭  ‬عهد‭ ‬‭”‬الطعام‭ ‬الصيــامـي”، وعهد‭” ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭”‬‭!.‬

•‭ ‬كيف‭ ‬أثــق‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬وجـهــه‭ ‬وعينيه؟‭!.‬

قال‭ ‬عنه‭ ‬الشاعر‭ ‬المهجري،‭ ‬شربل‭ ‬بعيني‭:‬

‭”‬هو‭ ‬المؤرخ‭ ‬بصدق،‭ ‬والواعظ‭ ‬بإدراك،‭ ‬والمصري‭ ‬بجنون‭ .‬فلقد‭ ‬وجدته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬نزفها‭ ‬يراعه‭ ‬محترماً‭ ‬لكل‭ ‬الأديان‭.‬ من‭ ‬خلال‭ ‬احترامه‭ ‬لأخيه‭ ‬الإنسان،‭ ‬كائناً‭ ‬من‭ ‬كان‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬قيس‭ ‬مجنون‭ ‬ليلى،‭ ‬وعنتر‭ ‬مجنون‭ ‬عبلة،‭ ‬وروميو‭ ‬مجنون‭ ‬جولييت،‭ ‬فإن‭ ‬أنطوني‭ ‬ولسن،‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬تنطوي‭ ‬عليه‭ ‬تلك‭ ‬العبارة‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬هو‭ ‬مجنون‭ ‬مصر‭.. ‬أجل‭ ‬إنه‭ ‬مجنون‭ ‬مصر‭.. ‬يحبها،‭ ‬يعبدها،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يؤلهها‭ ‬في‭ ‬مقالاته،‭ ‬ويصرخ‭ ‬بأعلى‭ ‬صوته‭: ‬هي‭ ‬أمي‭ ..‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬أمه‭ ‬حتى‭ ‬العبادة‭!‬‭”‬‭..‬

فماذا‭ ‬يقول‭ ‬أنطوني‭ ‬ولسن‭ ‬عن‭ ‬نفسه؟‭..‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬قراءتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭…‬

•‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬اطلاع‭ ‬قراؤك‭ ‬على‭ ‬بطاقتكم‭ ‬الشخصية،‭ ‬والعائلية؟

‭ ‬ولدت‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬عام‭ ‬1936،‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬كانت‭ ‬تسكنها‭ ‬عائلتي‭ ‬المكوّنة‭ ‬من‭ ‬أبي وأمي،‭ ‬وشقيقتي‭ ‬رسمية،‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بشهور‭ ‬قليلة‭.‬ في‭ ‬المنزل‭ ‬رقم‭ ‬44‭ ‬شارع‭ ‬الاميرية‭ ‬بحي‭ ‬البراد‭ ‬في‭ ‬شبرا‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬من‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬ينحدران‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬مصر‭. ‬ وبعد‭ ‬40‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬مولدي‭ ‬،‭‬إنتقلت‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬شارع‭ ‬السندوبي‭ ‬بشبرا،‭ ‬أمام‭ ‬مخزن‭ ‬ترام‭ ‬شبرا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬ حيث‭ ‬عشت‭ ‬أجمل‭ ‬أيام‭ ‬عمري‭ .‬وأود‭ ‬التنويه،‭ ‬هنا،‭ ‬ان‭ ‬طفولتي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالتمتع‭ ‬بحرية‭ ‬مميّزة‭..‬ اقولها،‭ ‬واضغط‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬‭”‬حرية‭”‬،‭‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬كلمة‭ ‬‭”‬دلع‭”‬؛‭ ‬لأن‭ ‬الفارق‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬بين‭ ‬الطفل‭ ‬الحر والطفل‭ ‬الدلوعة،‭ ‬أي‭ ‬الطفل‭ ‬المدلل‭ ‬والمرفّه‭.‬

•‭ ‬‭”‬أنطـوني‭ ‬ولسـن‭”‬‭.. ‬ألم‭ ‬يثر‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬فضول‭ ‬البعـض،‭ ‬وحيرتهـم‭ ‬في‭ ‬هويتك‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتعليقاتهم؟

  ‬لإسمي‭ ‬قصتين‭ ‬منفصلتين‭..‬ واحدة‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والثانية‭ ‬بعد‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬استراليا‭: ‬فقد‭ ‬تقابل‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬قريته‭ ‬كوم‭ ‬غريب‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬طما‭ ‬محافظة‭ ‬سوهاج،‭ ‬بمبشر‭ ‬انجليزي‭ ‬اسمه‭ ‬مستر‭ ‬ولسن،‭ ‬وقد‭ ‬أحبه‭ ‬والدي،‭ ‬ووعد‭ ‬بأن‭ ‬يطلق‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬مولود‭ ‬ذكر‭ ‬ينجبه؛‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬ولدت،‭ ‬استخرج‭ ‬لي‭ ‬شهادة‭ ‬ميلاد‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭: ‬ولسن‭ ‬اسحق‭ ‬إبراهيم‭. ‬وقد‭ ‬احببت‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كراهيتي‭ ‬العميقة،‭ ‬وقت‭ ‬شبابي،‭ ‬للانجليز،‭ ‬ولكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬انجليزي‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬تمتلكه،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬له،‭ ‬وتدافع‭ ‬عما‭ ‬تملك‭. ‬وهكذا‭ ‬نشأت‭ ‬على‭ ‬اسمي،‭ ‬ادافع‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬أقبل‭ ‬أن‭ ‬ينعتني‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬بصفة‭ ‬أجنبي‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬اسمي‭ ‬ولسن‭.‬

‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬وجودنا‭ ‬باستراليا،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬27سبتمبرعام‭ ‬1974،‭ ‬استدعتنا،‭ ‬زوجتي‭ ‬وأنا،‭ ‬إدارة‭ ‬الهجرة؛‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الاسترالية‭. ‬وقد‭ ‬سألني‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭ ‬إصدار‭ ‬شهادة‭ ‬الجنسية‭ ‬عن‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬تغيير‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يخصني؟،‭ ‬فسألته‭: ‬مثل‭ ‬ماذا؟،‭ ‬قال‭:‬ إسمك،‭ ‬مثلاً‭. ‬وهل‭ ‬سيكلفني‭ ‬ذلك‭ ‬شيئاً؟،‭ ‬قلت‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬تفكير،‭ ‬فقال‭:‬ لو‭ ‬تم‭ ‬الآن‭ ‬لن‭ ‬يكلفك‭ ‬شيئاً‭. ‬فقلت‭ ‬ضع‭ ‬إسم‭ ‬‭”‬ولسن‭”‬‭ ‬كأسم‭ ‬العائلة‭.‬ فرد‭: ‬جميل‭.. ‬هائل‭! ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬إسمك؟‭.. ‬في‭ ‬ثوانٍ‭ ‬معدودات،‭ ‬ظهرت‭ ‬لي‭ ‬صورة‭ ‬كاريكاتورية‭ ‬للممثل‭ ‬العالمي‭: ‬‭”‬أنطوني‭ ‬كوين‭”‬،‭ ‬فنطقت‭ ‬بكلمة‭ ‬‭”‬أنطوني‭”‬،‭ ‬مما‭ ‬تعجب‭ ‬له‭ ‬الحضور‭. ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭. ‬ففي‭ ‬15‭ ‬اكتوبر‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬1974،‭ ‬اصبح‭ ‬إسمي‭ ‬الرسمي‭:‬ أنطوني‭ ‬ولسن‭.‬

  ‬أما‭ ‬عن‭ ‬فضول‭ ‬البعض،‭ ‬وحيرتهم،‭ ‬وتعليقاتهم،‭ ‬فهذا‭ ‬حدث‭ ‬كثيراً‭..‬ أذكر‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬سفرائنا‭ ‬في‭ ‬كانبرا،‭ ‬همس‭ ‬في‭ ‬اذني،‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬المناسبات،‭ ‬قائلاً‭:‬‭”‬ اكيد‭ ‬انت‭ ‬استفدت‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬إسمك‭!‬‭”‬‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يسألني‭: ‬هل‭ ‬إسم‭ ‬ولسن‭ ‬هذا‭ ‬مصري‭ ‬عربي‭. ‬وتكون‭ ‬إجابتي،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬السائل‭ ‬غير‭ ‬مصري،‭ ‬بسؤاله‭ ‬عن‭ ‬إسمه‭: ‬هل‭ ‬هو‭ ‬كذا،‭ ‬قاصداً‭ ‬بلده،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬إسم‭ ‬فرنسي،‭ ‬مثلاً؟‭. ‬ودائماً‭ ‬وأبداً‭ ‬أشدد‭ ‬على‭ ‬انني‭ ‬لست‭ ‬عربياً،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أبيع‭ ‬حضارة‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬عام‭ ‬بحضارة‭ ‬ألف‭ ‬وربعمائة‭ ‬عام‭!.‬

وبمناسبة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاسم،‭ ‬أذكر،‭ ‬أيضاً،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬القنصل‭ ‬العام‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬سيدني،‭ ‬سألته‭: ‬لماذا‭ ‬نصرّ‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬‭”‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭”‬،‭ ‬فاجابني‭ ‬بسؤال‭: ‬وماذا‭ ‬تريد‭ ‬تسميتها؟‭..‬ فاجبته،‭ ‬بعفوية‭: ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭”‬‭ ‬الجمهورية‭ ‬المصرية‭ ‬المتحدة‭”‬،‭ ‬فقال‭: ‬ولماذا‭ ‬المتحدة؟،‭ ‬فقلت‭: ‬لتعبّر‭ ‬عن‭ ‬إتحاد‭ ‬عنصري‭ ‬الأمة‭. ‬فقال‭ ‬بعفوية‭ ‬مماثلة‭: ‬مصر‭ ‬عنصر‭ ‬واحد‭ ‬متعدد‭ ‬الأديان،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التغيير،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭:”‬ الجمهورية‭ ‬المصرية‭”‬‭.‬

‭ ‬•‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬كتابكم‭ ‬‭”‬المغترب‭”‬،‭‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الاهداء‭:‬‭”‬ إلى‭ ‬كل‭ ‬مغترب‭ ‬في‭ ‬وطنه،‭ ‬وبين‭ ‬أهله‭ ‬وعشيرته‭.. ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬مغترب‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الإغتراب،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬وطنه،‭ ‬وأهله،‭ ‬وعشيرته‭..‬‭” ‬‭.‬فلماذا‭ ‬الاغتراب؟

‭ ‬سأقص‭ ‬عليك،‭ ‬موقفين،‭ ‬يجيبان‭ ‬على‭ ‬سؤالك‭:‬

‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الأمير‭ ‬فاروق كانت‭ ‬ادارة‭ ‬المدرسة‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء يوم‭ ‬صيام‭ ‬عند‭ ‬المسيحيين‭ ‬يصومه‭ ‬من‭ ‬يريد، فكانت‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ثلاثاء،‭ ‬تسأل‭ ‬الطلبة‭ ‬والمدرسين‭ ‬المسيحيين،‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬سيصومون‭ ‬أم‭ ‬لا؛‭ ‬لإعداد‭ ‬طعام‭ ‬صيامي‭ ‬لهم‭. ‬ويحدث‭ ‬ذلك،‭ ‬أيضاً،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صيامات‭ ‬الطلبة‭ ‬والمدرسين‭ ‬المسيحيين‭ ‬الصائمين‭.‬ أما‭ ‬الآن‭ ‬فان‭ ‬وزيري‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬لم‭ ‬يلغيا‭ ‬الوجبات‭ ‬الغذائية‭ ‬عن‭ ‬الطلبة،‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬والموافقة‭ ‬الضمنية،‭ ‬أوالتغاضي‭ ‬عن‭ ‬محاسبة‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬جدول‭ ‬امتحانات‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬أعياد‭ ‬المسيحيين‭ ‬الدينية،‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لمشاعرهم،‭ ‬أو‭ ‬وجودهم‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬الموقف‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الهجرة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬عندما‭ ‬اعلن‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬اليونسيف،‭ ‬وتقدمت‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬إلحاح‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭. ‬كنا‭ ‬4‭ ‬رجال،‭ ‬وآنسة‭. ‬كان‭ ‬الممتحن‭ ‬وكيل‭ ‬أول‭ ‬وزارة‭ ‬العمل،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬امتحانه‭ ‬بالآنسة،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬به‭ ‬أخطاء‭ ‬لبعض‭ ‬الكلمات‭ ‬لمعرفة‭ ‬يقظة‭ ‬القارئ‭. ‬وعندما‭ ‬أخطأت،‭ ‬قال‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬مواربة‭:”‬ أقول‭ ‬ايه‭ ‬لأخوكي؟‭..‬‭”‬‭!.‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬صالحاً‭ ‬لأولادي‭.‬

‭ ‬•‭ ‬متى‭ ‬راودتكم‭ ‬الكلمـات‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الكتابة؟

  ‬الكتابة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬القراءة‭.‬ من‭ ‬يقرأ‭ ‬كثيراً،‭ ‬يشعر‭ ‬برغبة‭ ‬ملحة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بالكلمة‭ ‬المكتوبة‭.‬ وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭. ‬كتبت‭ ‬أول‭ ‬قصة‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬بإسم‭: ‬‭”‬حسنية‭”‬‭. ‬ثم‭ ‬مسرحية‭: ‬‭”‬ميثاق‭ ‬الشيطان‭”‬‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬التوجيهية،‭ ‬وقد‭ ‬حولتها‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬استراليا‭. ‬كما‭ ‬كتبت‭ ‬مسرحية‭:‬‭”‬ يوسف‭ ‬الصديق‭”‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬ وأنا‭ ‬زوج‭ ‬وأب‭.‬

•‭ ‬موهبتكم‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬أخذت‭ ‬هي‭ ‬أيضاً‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭.‬ حدثنا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وعن‭ ‬سبب‭ ‬توقفكم؟

  ‬اشتركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات،‭ ‬في‭ ‬شبابي،‭ ‬آخر‭ ‬مسرحية‭ ‬قمت‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فيها،‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬بمدرسة‭ ‬التوفيقية‭ ‬بشبرا،‭ ‬لا‭ ‬أتذكر‭ ‬اسمها،‭ ‬لكني‭ ‬أتذكر‭ ‬أسم‭ ‬المخرج‭ ‬الأستاذ‭ ‬فرج‭ ‬النحاس،‭ ‬واشترك‭ ‬معنا‭ ‬الفنان‭ ‬عادل‭ ‬خيري،‭ ‬والفنانة‭ ‬زوزو‭ ‬نبيل‭. ‬تجددت‭ ‬عودتي‭ ‬للتمثيل‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬جداً‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬سيدني‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬انشأت‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسترالية‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬محطة‭ ‬إذاعية‭ ‬تبث‭ ‬بجميع‭ ‬اللغات،‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬العربية‭. ‬وقد‭ ‬اوكلت‭ ‬البرنامج‭ ‬العربي‭ ‬لمصري‭ ‬جمع‭ ‬حوله‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العرب،‭ ‬ومنهم‭ ‬بالطبع‭ ‬مصريين،‭ ‬فاشتركت‭ ‬معهم،‭ ‬وقدمنا‭ ‬تمثيليتين‭ ‬إشتركت‭ ‬فيهما،‭ ‬وما‭ ‬لبثت‭ ‬أن‭ ‬انسحبت‭ ‬من‭ ‬الإذاعة‭ ‬لأسباب‭ ‬خاصة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توقفت‭ ‬نهائياً‭ ‬عن‭ ‬التمثيل‭.‬

‭ ‬•‭ ‬أيهما‭ ‬الأصعب‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الكتابة‭: ‬القصة‭ ‬أم‭ ‬المقال؟،‭ ‬ولماذا؟

‭ ‬القصة‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والخيال،‭ ‬وتتميّز‭ ‬بالخلق‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬كاتب‭ ‬القصة،‭ ‬والرواية،‭ ‬والمسرحية،‭ ‬يخلق‭ ‬أشخاصاً‭ ‬من‭ ‬خياله،‭ ‬ويحركهم‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬خياله،‭ ‬ويصب‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الورق‭. ‬ولا‭ ‬تدب‭ ‬فيهم‭ ‬الحياة،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تقديمهم‭ ‬على‭ ‬المسرح،‭ ‬أو‭ ‬السينما،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مخيلة‭ ‬القارئ،‭ ‬والقارئة‭. ‬أما‭ ‬المقال‭ ‬فهو‭ ‬إنفعال‭ ‬سياسي،‭ ‬أواجتماعي،‭ ‬يناقش‭ ‬أو‭ ‬يستعرض‭ ‬فكرة،‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬يعبّر‭ ‬به‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬فيما‭ ‬يحدث،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حوله،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ككل‭. ‬فن‭ ‬الكتابة‭ ‬كما‭ ‬تفضلت‭ ‬وذكرت،‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬أيهما‭ ‬الأصعب،‭ ‬ولكن‭ ‬فيه‭ ‬مدى‭ ‬احساس‭ ‬الكاتب‭ ‬بواقع‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها،‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬مقالة،‭ ‬أو‭ ‬قصة،‭ ‬أو‭ ‬مسرحية‭.‬

•‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التـأثيـرات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تكوينكم‭ ‬الفكري،‭ ‬والقلمي؟

‭ ‬كان‭ ‬عم‭ ‬أحمد‭ ‬بائع‭ ‬الجرائد،‭ ‬صاحب‭ ‬التأثير‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التكوين‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يبيع‭ ‬الصحف،‭ ‬والمجلات،‭ ‬والكتب،‭ ‬أمام‭ ‬محل‭ ‬أبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الأقمشة‭ ‬‭”‬المانيفاتورة‭”‬‭ ‬في‭ ‬دوران‭ ‬شبرا،‭ ‬وكان‭ ‬يقوم‭ ‬بتخزينها‭ ‬عنده،‭ ‬آخر‭ ‬كل‭ ‬نهار،‭ ‬بسماح‭ ‬من‭ ‬والدي‭. ‬وقد‭ ‬استأذنت‭ ‬عم‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬إستعارة‭ ‬ما‭ ‬ارغب‭ ‬في‭ ‬قراءته‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬أو‭ ‬مجلات،‭ ‬فوافق‭ ‬شريطة‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬كتاباً‭ ‬ملصقة‭ ‬أوراقه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحاول‭ ‬فتحها‭. ‬فكان‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُنشر،‭ ‬أو‭ ‬يصدر‭ ‬كنت‭ ‬اقرضه‭ ‬قرضاً،‭ ‬منافساً‭ ‬الفأر‭: ‬هو‭ ‬يهضم‭ ‬الورق‭.. ‬وأنا‭ ‬اهضم‭ ‬الفكر،‭ ‬والأدب،‭ ‬والمعرفة‭.‬

‭ ‬•‭ ‬أليـس‭ ‬من‭ ‬المـدهش‭ ‬أن‭ ‬تمتهن‭ ‬الأدب،‭ ‬مع‭ ‬كونك‭ ‬عاشرت‭ ‬رجــال‭ ‬الشرطة،‭ ‬بحكم‭ ‬عملك‭ ‬الســابـق‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية،‭ ‬والمشهود‭ ‬عنهم‭ ‬الخشونة،‭ ‬والحزم؟‭!‬

‭ ‬في‭ ‬رأيي،‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬انتماء‭ ‬مصلحة‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية؛‭ ‬لأن‭ ‬المفروض‭ ‬فيها‭ ‬انها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأحوال‭ ‬المدنية‭. ‬وحتى‭ ‬نحن‭ ‬الموظفين،‭ ‬كنا‭ ‬بصفة‭ ‬مدنية،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬رئيس‭ ‬المصلحة،‭ ‬ورؤساء‭ ‬الأقسام،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬الرتب‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فان‭ ‬ضباطها،‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬بالخشونة‭ ‬التي‭ ‬تظنها؛‭ ‬لأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬فيها‭ ‬الراحة‭ ‬والإستجمام،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الناس‭.‬

•‭ ‬كم‭ ‬عــدد‭ ‬مؤلفــاتكم،‭ ‬وتصنيفاتهـا‭ ‬وعناوينها؟

  ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬كتاباً،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭: ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬قصصية،‭ ‬هي‭: ‬‭”‬ميثاق‭ ‬الشيطان‭”‬،‭ ‬‭”‬زفة‭ ‬العروس‭”‬،‭ ‬و‭”‬الضياع‭”‬‭. ‬وستة‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭: ‬‭”‬المغترب‭”‬،‭ ‬اضفت‭ ‬إليها،‭ ‬مؤخراً‭ ‬كتابين‭: ‬‭”‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نزرع‭ ‬الشوك‭”‬،‭ ‬و‭”‬الحب‭ ‬هو‭ ‬الدواء‭”‬‭. ‬وهي‭ ‬كتب‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مختارات‭ ‬من‭ ‬مقالات‭ ‬سبق‭ ‬ونُشرت‭ ‬لي‭. ‬وقد‭ ‬تُرجمت‭ ‬قصة‭ ‬‭”‬الضياع‭”‬‭ ‬إلى‭ ‬الانجليزية،‭ ‬وكذلك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬‭”‬زفة‭ ‬العروس‭”‬،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‭”‬الفنانة‭”‬‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كتاب‭: ‬‭”‬ذكريات‭ ‬العمر‭ ‬اللي‭ ‬فات‭”‬،‭ ‬كترجمة‭ ‬لحياتي،‭ ‬كما‭ ‬عشتها،‭ ‬ورأيتها‭. ‬

•‭ ‬تــرفــض‭ ‬بشــدة‭ ‬أن‭ ‬تــوصف‭ ‬بالقبــطي‭ ‬المصــري،‭ ‬وتقــول‭: ‬أنــــا‭ ‬قبطي‭ ‬مسيحي‭. ‬هل‭ ‬يمكنكم‭ ‬شرح‭ ‬فلسفتكم‭ ‬هذه؟‭!‬

‭ ‬تعودت‭ ‬أن‭ ‬أسمع‭ ‬من‭ ‬البعض،‭ ‬تعبير‭: ‬‭”‬قبطي”،‭ ‬قاصدين،‭ ‬بذلك،‭ ‬انني‭ ‬نصراني،‭ ‬أو‭ ‬مسيحي‭ . ‬ لكني‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أفصل‭ ‬بين‭ ‬كلمة‭ ‬قبطي‭ ‬كجنسية،‭ ‬وقبطي‭ ‬كعقيدة‭ ‬إيمانية‭. ‬فأنا‭ ‬قبطي‭ ‬الوطن،‭ ‬مسيحي‭ ‬الإيمان‭.‬

•‭ ‬هناك‭ ‬اسماء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬لبنــان‭ ‬صنعت‭ ‬الأدب‭ ‬العـربــي‭ ‬المهجــري‭ ‬فهــل‭ ‬نستطيـع‭ ‬أن‭ ‬نقـول‭ ‬أن‭ ‬هنـاك‭ ‬أدب‭ ‬مهجري‭ ‬من‭ ‬صنـع‭ ‬اســـمــــاء‭ ‬مصرية؟‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬يكن،‭ ‬فلماذا‭ ‬برأيكم؟

‭ ‬الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬عامة،‭ ‬والمسيحية‭ ‬خاصة،‭ ‬ينقصها‭ ‬الرؤية،‭ ‬وبلا‭ ‬رؤية‭ ‬يجمح‭ ‬الشعب،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الكتاب‭. ‬فكل‭ ‬واحد‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭!‬

•‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬أحفادك‭ ‬كمـا‭ ‬تطلـق‭ ‬عليهــا‭ ‬تصدر‭ ‬جريدة‭ ‬‭”‬العراقيــة‭”‬،‭ ‬فلمــاذا‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬جريدة‭ ‬تُعبّر‭ ‬عـن‭ ‬الجـاليـــة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬اســـتراليــــا‭ ‬على‭ ‬غــــرار‭ ‬جريدة‭ ‬‭”‬جود‭ ‬نيوز‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬تصـــــدر‭ ‬في‭ ‬كندا،‭ ‬وجريدة‭ ‬‭”‬كاريـــزما‭”‬‭ ‬التـي‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬وغيرهم؟

‭ ‬توجد‭ ‬جرائد،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬يبغيه‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬لجاليته،‭ ‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬رؤية،‭ ‬كما‭ ‬قلت،‭ ‬كما‭ ‬انها‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬للإستمرار،‭ ‬فتتوقف‭ ‬عن‭ ‬الصدور‭!‬

•‭ ‬في‭ ‬احد‭ ‬مقالاتكم‭ ‬التي‭ ‬كتبتموها‭ ‬عبّرتم‭ ‬عن‭ ‬استيائكم‭ ‬البالــغ،‭ ‬مـن‭ ‬الاحتفــال‭ ‬بــذكــرى‭ ‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬1952،‭ ‬فهل‭ ‬كتاباتكم‭ ‬هي‭ ‬دائمـــاً‭ ‬رد‭ ‬فعل؟

‭ ‬كتاباتي،‭ ‬فعلاً،‭ ‬هي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬للأحداث،‭ ‬واعتبرها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التأريخ‭.‬

•‭ ‬قلتم‭ ‬أنا‭ ‬ضد‭ ‬النقاب،‭ ‬ولست‭ ‬ضد‭ ‬الحجاب‭.. ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬بذلك؟

‭ ‬أنا‭ ‬غير‭ ‬راضٍ‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬المرأة‭: ‬حجاباً،‭ ‬أو‭ ‬نقاباً‭. ‬لكن‭ ‬المرأة‭ ‬الشرقية‭ ‬مغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها‭.. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬حررها‭ ‬قاسم‭ ‬أمين،‭ ‬وهدى‭ ‬شعراوي،‭ ‬عادت‭ ‬،‭ ‬فانتكست،‭ ‬وخضعت‭ ‬لـ‭ ‬‭”‬سي‭ ‬السيد‭”‬‭!.. ‬وان‭ ‬كان‭ ‬ولابد،‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬الحجاب،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬العفة‭ ‬والتقوى‭. ‬أما‭ ‬النقاب‭ ‬فأنا‭ ‬ضده‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬مستقيم‭ ‬؛‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الإيمان،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنه‭ ‬يشكل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭. ‬كيف‭ ‬أثق‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬وجهه‭ ‬وعينيه؛‭ ‬لأرتاح‭ ‬إليه،‭ ‬ولا‭ ‬أخشاه؟‭!..‬

•‭  ‬من‭ ‬أقوالكم‭ ‬المأثورة‭: ‬‭”‬مصر‭ ‬بلد‭ ‬اجدادي،‭ ‬واستراليا‭ ‬بلد‭ ‬احفادي‭”‬‭ ‬وأيضــاً‭: ‬‭”‬مصر‭ ‬أمـي‭ ‬واسـتراليــا‭ ‬زوجتي؛‭ ‬بمصر‭ ‬نشأت‭ ‬وتـرعـرعت‭ ‬واسـتراليا‭ ‬تربي‭ ‬أولادي‭”‬‭..‬متى‭ ‬ابتكرت‭ ‬هذه‭ ‬الاقوال،‭ ‬وما‭ ‬مناسبتها؟

‭ ‬هذه‭ ‬الاقوال‭ ‬جاءت‭ ‬عفوية،‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬واستراليا‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى