قررت انا المواطن المذكور أدناه وأنا بكامل قواى العقلية والنفسية والمعنوية انى أعلن تزوجى من قهوتى صاحبة المذاق الخاص والوجه الداكن والرائحة المميزة والنسب الشريف الذى يمتد إلى أعرق أشجار البن الإثيوبية. فلم ولن أجد مثيل لها طيله حياتى فهى الوحيدة التى تعطينى كامل السعادة ففى محضرها ومن أول تذوق تتجلى الذات وترتفع الهامات لاعنان السماء وتطلق الافكار لتحلق فى فضاء فسيح فتبدع وترجع مرة أخرى إلى الذهن للتذكير بأخذ جرعة أخرى من فنجان القهوة. تلك القهوة هى الوحيدة ذو الثقة عندما يخذلك أقرب المقربين. هى الوحيدة ذو الوجه الذى لا يتغير عندما ترى وجوه تتشكل فى اليوم عشرات المرات. هى الوحيدة ذو الرائحة المبهرة عندما تصطدم برائحة قبور النفوس. هى الوحيدة ذو التذوق الممتع عندما تتاذى من السنه البشر. هى الوحيدة ذو الصداقة الدائمة عندما يخونك أصدقاء الحياة. هى الوحيدة ذو الحضور القوى عندما تجد نفسك وحيد فى غربتك. هى الوحيدة ذو المكانة الخاصة عندما لم يستطيع أحد أن يصل لمثلها. نعم هى تستحق كل ذلك وأكثر عندما تعرفنا منذ زمن بعيد امتد لأكثر من ١٥ عاماً حينما كنت أدرس وظلت بجانبى وقت الدراسة وخاصتا فى الامتحانات وحينما ينام شركاء المنزل تبقى معى دون أن تنام أو تجعلنى أنام حتى نجحت وتخرجت وهنا بدأت معى مشوار أخر داخل أروقة العمل فترافقنى من مكتب لآخر وكأنها أعلنت أتحادها الأبدي معى وأقسمت أن لا تتركنى أينما ذهبت. وعندما سافرت وجدت لها أشكل ومذاق آخر ذو طابع أمريكانى ولكنى تعهدت بأن تظل كما هى دون تغير بثوبها المصرى المصاحب للكنكة والفنجان والقليل من البندق المطحون وربما الاستغناء عن السكر مؤخرا كأن أمر حاسم وأظهر منها جمال أخر وتألق جديد. والان بعد هذا السرد الممل لتاريخنا الممزوج بكل ما هو رائع وبعدما اعطيتها الثقة الكاملة فى تحسين مزاجى ولم تخذلنى ابدا فى ذلك وبعدما حاولت مقارنتها ببعض البشر فاكتسحت الجميع بكل قوة فحان الوقت لاعلن تزوجى بقهوتى المفضلة. أعلن زواجنا المباركة بنية صالحة ونفس طاهرة وقلب سليم واجتهد أن أتذوقها يوميا وأضعها فى أعلى أرفف المطبخ لتكون فوق الجميع وأن أترفق عليها حينما أتناولها وأسرع إلى اطفائها قبل أن تفور وأقوم بوضعها فى الفنجان بكل محبة وأحترام فقد أصبحت مسؤل عنها من بعد إنتاجها. وأما أنتى أيتها القهوة الذيذة فكونى ذو وجه مظبوط وطعم متميز ورائحة خاصة لا مثيل لها كما عليكى أيتها القهوة المباركة أن تحسنى مزاجى وتجعلينى سعيدا معكى ولا تضيعى حق من حقوقة عليكى حتى لا أنظر إلى النسكافيه. والآن بعدما جمع الله بيننا وتعاهدنا أمامه بأن لا يفصل بنا شئ سوى الموت وبهذه المناسبة ادعوا جميع الاحبة والاصدقاء والأعداء. أن وجدوا أن يباركوا هذه الزيجة المقدسة والخالية من أى دنس أو خطيئة وأن يشرفونا بالحضور فى منزلى المتواضع لكى يتعرفوا على عروستى ويتاكدوا من حسن أختيارى وصحة قرارى ادام الله حياتكم كمثل قهوتكم.