ليه حارم نفسك من "أحلى" أكل "الفاكهة"؟ خلينا نخرجها من سجنها! مين حرم علينا الفاكهة اللي حللها ربنا!؟ أكتر سؤال مش بس بيحيرني لكن بيحزني هو "مين حرم علينا الفاكهة؟" والحقيقة ياعزيزي القاريء لن تجد إجابة مقنعة ومحددة مبنية على أساسات علمية مدروسة، ويبدو أنها مجرد كابوس من كوابيس ماقبل الكورونا الكابوس الأعظم الذي لم نفق منه بعد، ويارب نصحى من كابوس تحريم الفاكهة والكورونا في نفس الوقت! خصوصا أن الحرمان من الفاكهة قد يكون له عواقب وخيمة على الجهاز المناعي للإنسان لنقص عديد من الغديان النباتية التي قصد الخالق انا أن نأكلها وننهل منها في هيئة الفاكهة الجميلة الطعم وبهية الصورة! ولكن لطالما سؤلت "هل يصح أكل الفاكهة مع الدايت" وآخر أكثر حزنا "هل الفاكهة صحية رغم سكرها" وآخر أكثر ذكاءً "هل يصح أكل الفاكهة مع الكيتو دايت"! وكأن الناس بتسألني بطريقة غير مباشرة بس مستحرمة "هو ربنا خلق الفاكهة ليه إذا كان عارفها مش صحية لينا"! ونتيجة كل هذه الأسئلة لأكثر من قرن من الزمان على الأقل أنه تم حبس الفاكهة في السجن من غير تحقيق دون مرافعة ولا محامي ولا قضية أساسا، وزي مابنقول في عاميتنا المصرية الجميلة "الفاكهة راحت فطيس"! وللأسف لن تجدها أسئلةً لم تغازل فكرك أنت شخصيا عزيزي القارئ، خصوصا لو أنت كنت مثل الأغلبية من الأكثر من ال 05٪ من الناس في أمريكا وكثير من دول العالم التي تحاول جاهدة أو على الأقل تريد أن تخس وزنا نتيجة الشعور بالوزن الزائد أكثر من 07٪ بأمريكا الآن يعانون من الوزن الزائد عن كتلة جسم 52 يوما ما وتعددت الأسباب لخسارة الوزن ولكن سجن الفاكهة واحدٌ. متى بدأ هذا الوسواس الشبه قهري؟ ومن إمتي بدأنا نشك في صنع الخالق ونصدق صنع خليقته البني آدم الذي بطبيعته خطاء الطبع ومتقلب الأحوال! على أية حال كما قلت سابقاً تعددت الأسباب وظلم سجن الفاكهة واحد! ومرة أخرى بدأت رحلتي الطويلة والصعبة لمحاولة المرافعة عن وتبرئة الفاكهة من جرم لم ترتكبه واتهامات من كل من سولت له نفسه، سأحاول جاهدا إخراجها من سجنها كما أخرجنا سابقا البيضة من سجنها! ولكن أرجو منك عزيزي القارئ في هذه المرافعة أن تكون قاضيا عادلاً! من المعروف أن سكر الفاكهة ال "فروكتوز Fructose” من أكثر أنواع السكر سوءاً في السمعة! كيف هذا؟ وهل هذا إدعاء كاذب؟ في الحقيقة أنها نصف حقيقة لا أكثر ولا أقل! علميا معظم خلايا الجسم قادرة على التعامل مع سكر ال"جلوكوز Glucose” ولكن الفروكتوز Fructose قصة تانية! لا يعرف أن يتعامل معه في الجسم غير العضو المسئول عن التعامل مع السموم! "الكبد" ويتعامل معه بطريقة غريبة وكأنه يتعامل فعلا مع سم زعاف! يحوله في هرولة تنم عن رعب مسبق المعرفة وشعور بالنصرة لمجرد تحويله إلى مادة أقل شراً على الأقل نسبياً في داخل الجسم ولكن للأسف هذه الماده ماهي إلا "دهون الكبد". وكان هذا ياعزيزي القارئ سبب من أشهر أسباب مرض العصر الذي أبتلينا به مؤخرا بنسب تصل إلى واحد من كل ثلاثة تعرفهم سيكون مصابا بهذا المرض القاتل الصامت "الكبد الدهني"، ولكني يجب أن نتوقف هنا لحظة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي للأسف الشديد باتت راسخة! لأنه في هذه الحالة استنتج الكثيرون خطأً وليس عن أبحاث علمية ولا دراسات كبرى أنه الفروكتوز أينما وجد سيفعل هذا بفريسته الكبد أولًا والإنسان ثانيا! ولكن ما أبعد هذا عن كونه حقائقاً علمية و عن الدراسات الحديثة! لأنه وإن كان فعلا هذا النوع من السكر المدعى "فروكتوز Fructose” يسبب الكبد الدهني في خلال عقود قليله وأحيانا مجرد سنين في هيئته الصناعية الفرانكنشتاينية مثلا في المشروبات الغازية ك “High Fructose Corn Syrup” أو الكتشاب وفي سائر أنواع الأكل الصناعي ك "Corn Starch” وتحاول الشركات جاهدة ضخ هذا "السم" في معظم منتجاتها لسببين للأسف الشديد أرخص من بعض، أولهما الكسب المادي الردئ؟ وأنا أعلم أن هذا لم يفاجئك، ولكن الآخر قد يحزنك بعد أن يفاجئك وهو معرفتهم الجيدة كل المعرفة بإمكانية إدمانه وأن طعمه أحلى بحوالي 02٪ من سكر الطعام الأبيض "واحد من السموم البيضاء الثلاثة السكر والقمح والأرز"، والمصيبة والطامة الكبرى أن هذه شركات تعرف جيدا أنه من أهم أسباب مرض السكر 2 والكبد الدهني والسمنة وأمراض القلب والإكتئاب والسرطان والسمنة وأمراض أخرى كثيرة قد لا تسعها مقالة واحدة ولا جريدة كاريزما كاملة! ولا يزالون يفعلون هذا في أمريكا على الأخص رغم امتناع معظم الدول الأوروبية عن فعل هذا بمواطنينهم بعد معرفة كل هذه الكوارث نتيجة استعمال الفروكتوز خارج سياقه الطبيعي "الفاكهة"! ولكن توقف هنا عزيزي القارئ لحظة! هناك مشكلة عويصة إذن، بما أن السكر الرئيسي بالفاكهة هو هذ المدعو فروكتوز Fructose لابد من الاستنتاج أنه سيفعل بأجسامنا كل هذا كما فعل في المشروبات الغازية أو باقي الأكل الصناعي؟ هل هذا يعني أن الفاكهة فعلا طلعت تستاهل السجن وضاره وبتسبب مرض السمنة؟ وبتعمل "كبد دهني" وكل المصايب المذكورة سابقا! لأ و 0001 لأ وغلط و0001 غلط بل هيهات! وإستنتاج مش ذكي على الإطلاق وليس كما يبدو للعين المجردة! لأنه يغفل عن حقيقة أسطع من الشمس في وضح النهار! وهذه الحقيقة هي الفرق الشاسع بين أكل الخالق! أكل ربنا الطبيعي وأكل قد أسميته أنا شخصيا في مقالة سابقة "أكل ولأ فرانكنشتاين" الشخصية الخيالية المرعبة وحش ميت خال من الروح الآدمية! هكذا الأكل الصناعي المحتوي على هذا السم الزعاف كما وصفه الطبيب العالم الشهير د. روبرت لاستيج Robert Lustig الذي حصلت محاضرته عن هذا الموضوع "السكر: الحقيقة المرة Sugar: The bitter Truth” على أكثر من 31 مليون مشاهدة رغم تعقيدها وصعوبتها العلمية على الأطباء، فلك أن تتخيل على المواطن العادي! ولكنها أسرت مخيلات المشاهدين بمعرفة الحقيقة "المرة" عن "أحلى" حاجة في حياتنا "السكر"! ولكن في هذه المحاضرة التي أجرؤ وأدعوها أهم محاضرة عن السكر في القرن الحادي والعشرين ذكر هذا العالم الطبيب العالمي الأمريكي الكبير أن الفاكهة بريئة براءة الذئب من دم يعقوب، وشرحها ببساطة العباقرة "ربنا لما حط "السم" ده جوه الفاكهة حط أيضًا مضاد السم من الألياف والإنزيمات والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحول دون حدوث أي من شرور الفروكتوز العديدة حينما يكون وحده في خارج الفاكهة" هل عرفت الآن لماذا ياعزيزي القارئ الاستنتاج بأن هذا السكر بره الأكل الطبيعي الفاكهة هو هو زي جوه الأكل! ليس فقط استنتاجاً خاطئا علميا بل مغرضا ماديا ،مذنبا أدبيًا، مجرّماً عالميا ، حارماً من الفاكهة نفسيا! وفعلا محرماً ماحلله بل "حلّاه" الله لخليقته لصحتهم! الله خلق لنا الفاكهة جميلة المنظر بهية الألوان شهية الأكل لتشجيعنا على عدم إهمالها مهما كانت المغريات وهذا لأنها فيها لنا حياة وصحة وطول عمر وهذا مانعرفه جيدا علميا الآن! خلقها حلوة في الطعم ومشبعة للنفس الجوعانة ومنعشة حتى للنفس الشبعانة من جميع المأكولات الأخرى! وهذه طبيعتي وطبيعتك ياعزيزي القارئ أن نميل لأكل الفاكهة حتى بعد الوجبة الرئيسية ماتمكنت من إشباع وملئ بطوننا! ولكن سبحان الله وضع هذا الاشتياق داخلنا والألوان الجميلة واللوحة الفنية التي لطالما وصفتها بأروع من أعظم مارسمته يد بيكاسو ومن ما نحتته أيادي مايكل أنچلو وأعذب مما عزفته أصابع بيتهوفن! يعني إيه! الفاكهة براءه؟ رغم سكرها في البطيخ والمانجو والبلح والموز وكل الفواكه الحلوة "المسكّرة" قوي ديه! بردو مافيش مشكله؟ أيوه مافيش! طول ما أكلك طبيعي 001٪ ومافيش أيس كريم وعيش أبيض وسكر أبيض ومشروبات غازية وخلافه من السموم البيضاء والأكل الصناعي! يعني إيه الفاكهة سكرها مابيتخنش يادكتور؟ لأ!! ومش كده وبس ياعزيزي القاريء ديه ممكن تخسس لو كانت الفاكهة جزء من أكل طبيعي صحي 001٪ ! وهذا مبني على أبحاث علمية! طيب والكيتو! حقيقي الكيتو دايت مش بيشجع الفاكهة! وأنا بأشجع الكيتو! طيب ديه مشكله نحلها إزاي؟ بسيطة! أنا قلت إني بأشجع الكيتو دايت! بس ماقلتش كأسلوب حياة؟!! بأشجع الكيتو كدايت مؤقت لشهور ويمكن سنة ولكن الكيتو واللحوم والدهون فقط مع ندرة الخضار والفاكهة؟! لأ مش أسلوب حياة! وأكيد الحياة بالكيتو مش سعيده من غير فاكهة ولا خضار حتي لو مراية أجسامنا سعيدة! الكيتو مرحلة لوصول لهدف لكنه ليس الهدف! يعجبني ويستعجبني في الأونة الأخيرة أن معظم مستشفيات أمريكا الكبري تشجع مرضاها لأكل "أكل مستوحى من أكل حوض البحر الأبيض المتوسط" أكلنا المصري السوري اللبناني الإيطالي الأسباني الجريكي لأنهم يتشابهون أكثر مايختلفون! الأكل الذي يقلل أمراض القلب والألزهايمر والإكتئاب والسكتات الدماغية وتصلب الشرايين والسرطانات بمختلف أنواعها! الأكل الذي جزء لا يتجزأ منه الفاكهة ياحضرات! الأكل الذي عرفناه ألاف السنين! تركناه لاهثين وراء أكل صناعي سعراته فاضيه أودى بصحتنا! بتاع فرانكنشتاين الذي تلفظه الآن معظم مستشفيات أمريكا مرجحين أكلنا بتاع البحر الأبيض المتوسط! الملآن بالفاكهة المفعمة بالحياة لما فيها من الإنزيمات والفيتامينات ومضادات الأكسده والمعادن والألياف وباقي المغذيات النباتيه التي نعرفها والتي لا نعرفها والتي عجز العلم عن فهمها كلها في عملها كفريق كرة يلعب كل لعيب منهم دوره في إتقان لأنه تمرن علي يد الخالق في تناغم غير مفهوم الى وقتنا هذا! تناغم فريق كامل ينهانا بل ينهرنا عن إخراج أي لعيب من الفريق ليلعب لحاله لمجرد جمال لعبه مع الفريق في ماتش الحياة! كما لو كان محمد صلاح وهو من أعظم لعيبة الكرة بالعالم حاليا يقدر أن يلعب ويفوز بمفرده! لا ياعزيزي سيخسر خسارة فادحة رغم مواهبك منقطعة النظير لانه يحتاج إلى باقي فريقه الذي يعطيه القدرة على تقديم أفضل ماعنده من إبداع! وعلى هذا المنوال بلاش نطلع لعيبة الأكل بتوعنا بره الفرق بتاعتها لان النتيجة معروفة دائما "الخسارة الفادحة"! ولايسعني أن أغفل أن أشكرك ياعزيزي القارئ على دورك العادل جدا في هذه المسرحية وهذه القضية لأنك في هذه القصة وتلك المسرحية تلعب دور القاضي الذي سيحكم إما بالبراءة أو باستمرار سجن الفاكهة المؤبد! لأن دوري هنا اقتصر على المحامي الموكل عن الفاكهة من مليارات الموكلين! د. باسم أيوب .. محامي ومحرر الفواكة... يمكنكم زيارة موقعنا المتخصص فى التغذية بإسم www.eat4healthy.com وقناتنا على الــــ YouTube https://www.youtube.com/user/sooomatube د. باسم أيوب Dr. Basim Ayoub (كفاية بقى)