يحلم الرجل بإمرأة كاملة! وتحلم المرأة برجل كامل! ولا يعلمون أن الله خلقهم ليكملآ بعضهم البعض! إن الحياة الزوجية بدون مشاكل، شيء لا وجود له! ومن المؤسف أن الخلاف يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشاجرات توسع الفجوة بين الزوجين دون أن يحُل سبب المشكلة، وتُسيطر بعدها على الزوجين مشاعر من الأسى والغضب الشديد وحتى الكراهية. وفي كثير من الأحيان يتم الوصول إلى طريق مسدود ينتهي بالطلاق. الزواج هو من الأُسس المهمة في حياة الفرد والمجتمع، وقد قدم الكتاب المقدس صورة رائعة عن الزواج والعائلة وكيفية إنجاحها وإستمرارها. إذ نجاح الزواج يأتي بالإجتهاد والعمل الدؤوب المستمر من الطرفين لإيجاد جو عائلي مبني على الحب والمسامحة والتضحية والغفران والمودة والتعاطف والتقدير الخ.. وهنا يأتي السؤال: - كيف نتعامل مع المشاكل في الحياة الزوجية؟ • يجب أن تفهم نفسك! ففي محاولتك لفهم نفسك وفهم شريك حياتك عليك أن تضع بعض الحقائق والأسس في عين الإعتبار وأول هذه الحقائق هو حتمية وجود الإختلاف أو سوء التفاهم سواء في طريقة التفكير أو التصرف أو طريقة العمل بين الذكر والأنثى. وقد أكدت دراسات علميّة أن هذا الاختلاف (في الكثير من الحالات) ناتج عن الفرق في التركيب العصبي والهرموني بين الجنسين. فأنت قد تفكر في موضوع ما بطريقة معينة ويكون لك رأيك الشخصي فيه، بينما شريك حياتك يكون له رأي آخر. وهكذا نجد هذه الإختلافات تمتد لتشمل الكثير من نواحي الحياة. فإذا لم تفهم ذلك فإنك قد تظن أن هذا الشخص ربما ليس هو الشخص المناسب لك، أو قد تظن بعد الزواج أن إختيارك كان خاطئاً. • يجب أن يكون تواصل بين الزوجين، فالتواصل هو الطريقة التي تُبنى عليها العلاقات السليمة. فالأشخاص الناجحون في التواصل هم أولئك القادرون على إرسال وإستقبال المشاعر والأفكار والمعاني بالطريقة الصحيحة مما يؤدي إلى العيش معاً بإنسجام تام. فإذا كنت تهتم لأمر شخص ما فأنت بالتأكيد ستبحث عن جميع السبل والوسائل في محاولة التواصل معه. ان الأخطاء في فهم الزوجين لبعضهما تقع عندما يكون للكلام أو التصرف أكثر من معنى. فالمستمع قد يفسر هذه التصرفات بطريقة غير صحيحة ومغايرة لقصد شريك الحياة. ومن هنا تأتي المشاكل، فأنت قد تسيء فهم شريك حياتك عندما تكون غاضباً. فالكلمات قد تأخذ منحناً آخر وتفسر تفسيراً سلبياً. ومن الحقائق الواضحة أنه كلما تشاجر شركاء الحياة يزيد سوء الفهم بينهما لعدم قدرتهما على التفكير بصورة إجابية عند الغضب، إذن تذكر دائماً قول الكتاب المقدس: البغضة تهيج خصومات، والمحبة تستر كل الذنوب أمثال 12:10 . • الأزواج العاقلون يسألون بعضهم بعضاً: ماذا ممكن أن أُغير في نفسي لكي أصبح الشريك المثالي؟ حاول أن يكون بينكما حوار واضح وصريح ليس مبني على الكبرياء بل على المحبة، وإهتمامكم ببناء أسس لمستقبل واعد للعائلة. • يجب أن تصلوا معاً، عندما تصلون معاً ستبقون معاً، وبركات الرب الذي جعلكم واحداً في سر الزواج سوف تُثبت أساس بيتكم وعلاقتكم الزوجية. - دور المحاكم الكنائسية: تنظر المبادئ المسيحية للزواج على أنه علاقة أبدية. لذلك بشكل عام من الصعب الحصول على الطلاق، وهنى نؤكد أنه في الدول الغير علمانية والتي بها سلطة المحاكم الكنائسية قوية، يجب في حالة وصول مشاكل العائلة إلى عتباتها أن يساعدوا قظاة المحكمة الذين هم دائماً من درجة الإكليروس بشتى الطرق الأزواج لكي لا يحصل الطلاق بعد دراستهم بدقة حالة كل عائلة، مع توعيتهم وتثقيفهم عن مهام الزوج والزوجة بحسب الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة المقدسة. بالطبع هذا أكثر صعوبة في الغرب إذ أنه مع بداية فصل الدين عن الدولة بدأت الدول ذاتها في تشريع الطلاق بدون العودة إلى المحاكم الكنائسية مما ادى ألى تزايد حالات الطلاق، مع العلم أن الطلاق من المحاكم المدنية لا يعتبر طلاق كنسي بل يتم إصدار الطلاق الكنائسي للأشخاص المطلقين من المحاكم المدنية ضمن شروط وضوابط معينة بحسب الكنيسة الرومية الأرثوذكسية . الــزّواج والـغـضــب إنَّ المشكلات والإحباطات والشخصيّات المختلفة من حولك، تؤثّر فيك وأنت بالتالي تؤثّر فيها، فلا يمكن أن تنفصل عمّا يحدث حولك وبخاصّة إذا كان بالقرب منك ويتكرّر بإستمرار. أسباب الغضب مختلفة بين إنسان وآخر، فما يُسبِّب الغضب لك قد لا يثير إهتمام الآخر! وما تستقبله أنت بهدوء أو تعتبره أمراً طبيعياً، قد يقابله الآخر بغضب! ونفس الأمر الذي أغضبك في يوم ما، تَجِد نفسك في يوم آخر تستقبله بهدوء! قد تكون مُثيرات الغضب هذه في بيتك أو قد تكون خارجه. وإذا كنتَ من النّوع الذي يتأثّر بما يحدث حوله، فإنّك ستفقد هدوءك وسلامك بسرعة، وهذا ينعكس على تصرّفاتك وسلوكك وعلى من تعيش معهم. الحياة الزّوجيّة يقابلها الكثير من الصِّعاب التي ينتج عنها الغضب. فإذا تراكمت دون حلّ أو إذا تعاملنا معها بعُنف وحدَّة، ستحطَّم استقرار الحياة الزّوجيّة وفُقِدَ الأمل باستمرارها. يقول الكتاب المقدس "المحبّة تتأنّى وترفق" 1 كو 4 : 13 الحُبّ الصّادق يمتصّ الغضب وحين تغيب المحبّة يغيب الرِّفق، ويأتي بُركان الغضب فماذا تفعل إن ثارَ غضبك أمام شريك حياتك ؟ • تجنَّب إهانة شريك حياتك بألفاظ أو اتهامات جارحة أثناء غضبك، إذ سيظلّ الطرف الآخر يتذكّر الإهانة أو الكلمة الجارحة التي وجَّهتَها إليه، ممّا قد يؤدّي إلى تعقيد المشكلة بدلاٌ من حلِّها. • إنّ الشِّجار المستمرّ في الحياة الزوجيّة ولو بسبب أمور بسيطة، يدلّ على أنّ هناك أمراٌ ما لم يُعالَج ولم يتمّ الإتّفاق عليه. ولكي يتمّ العلاج يجب أن يتنازل أحد الطرَفَين بتواضع وحُبّ للطرف الآخر، لأنّه حيث يوجد الكبرياء والتمسّك الشّديد بالرأي تسوء الأحوال وتتعقّد الحلول .لذلك يجب الإنتهاء من حلّ المشاكل أوّلاٌ بأوّل، أو التكيُّف معها إذا صَعُبَ حلّها، حتّى تستمرّ الحياة الزّوجيّة. • التّعامل الصّحيح مع غضب أحد الطرفين: لا بدّ أنّ معظمنا يَغضب مع إختلاف الأسباب وكلّ واحد له طُرُق مختلفة للتّعامل مع الغضب لذلك يجب التّعامل الصّحيح مع الغضب من خلال الأفكار التالية: وركِّز على المشكلة وليس على الشّخص، تعامَل مع كلّ مشكلة على حِده خاصّةً عند مواجهة شريكك فلا تضع كلّ المشاكل أمامه مرّة واحدة لأنّك لن تجد حل بل على العكس يصعب الحلّ ولربّما لن تصلا إلى نتيجة، تجاوَز بعض الكلمات أو العبارات التي قد تصدر عن شريك حياتك وركِّز على مشاعره وإنفعالاته وتذكَّر أنّ الهدف من الصّراع هو حلّ المشكلة وليس الإنتصار على الشّخص المُقابِل . حتى تكون في علاقات سليمة مع من حولك تذكّر أنّ الله يحبّك وقادر أن يساعدك، إن كان هناك أمر ما يضايقك في تصرّفات شريك حياتك، فكِّر في إيجاد حلٍ له بدلاً من الشّكوى والشِّجار المستمرَّين. إن كان شريك حياتك هادئ الطِّباع يستطيع التحكّم في انفعالاته، وأنت على العكس من ذلك يجب عدم الضّغط عليه نفسيّاً وإنفعاليّاً إطمئناناً منك إلى أنّه شخص هادئ حتّى لا يفقِد أعصابه فجأة وتكون ثورته قاسية عليكما معاً. إذا كنت تجد صعوبةً في التّحكّم في انفعالاتك وتعترف بأنّك لا تدري بنفسك وأنت تصيح أو تصرخ، أو تقوم بتحطيم ما تجده أمامك فلا تيأس بل إلجأ إلى الرب لأنّه وحده القادر على مساعدتك ومنحك السّلام والهدوء النّفسي والقدرة على التّحكّم في أعصابك حتى لا تؤذي بعصبيّتك نفسك ومن تُحبّ. لماذا ترتفع أصواتنا عند الغضب ؟ كان أحد حكماء الهندوس في زيارة لنهر "جانجز في الهند" للإستحمام إذ أنه واحد من أكثر الأنهار المقدسة للهندوس، وهنالك رأى على ضفتيه مجموعة أفراد يتصارخون في غضب. فالتفت مبتسماً لتلاميذه وتساءل لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب؟! فكر تلامذته ثم أجابه أحدهم، لأننا عندما نفقد هدوءنا تعلو أصواتنا! رد عليه الحكيم متساءلاً ،ولكن لما عليك أن تصرخ في حين أن الشخص الآخر بجانبك تماماً ؟ يمكنك أن تخبره ما تريد بطريقة أفضل! ثم أعطى بعض تلاميذه إجابات أخرى لم تكن مقنعة. وأخيرا وضّح الحكيم قائلاً عندما يغضب شخصان من بعضهما البعض، يتباعد قلبيهما كثيراً وحتى يستطيعان تغطية كل تلك المسافة ليسمع كل منهما الآخر، عليهما أن يرفعا من صوتيهما. كلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر، كلما أحتاجا إلى أن يرفعا صوتيهما أعلى فأعلى ليغطيا تلك المسافة العظيمة. لكن ما الذي يحدث عندما يقع شخصان في الحب؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما البعض، بل يتحدثان في رقة، ذلك لأن قلبيهما قريبان جداً من بعضهما، تلك المسافة بينهما صغيرة جداً أو حتى غير موجودة. ثم تابع، عندما يحبان بعضهما البعض أكثر، ما الذي يحدث؟ هم يتهامسان حينها، فلقد أقتربا أكثر وأكثر. وفي النهاية لن يكون هناك حاجه للحديث بينهما، فقط ينظران لبعضهما البعض هذا كل شيء. هذا هو مقدار القرب الذي قد يصل اليه شخصان يحبان بعضهما البعض. ثم نظر الحكيم الى تلاميذه وقال :لذا عندما تختلفون على أمر ما، عندما تتناقشون أو تتجادلون، لا تدعوا لقلوبكم أن تتباعد، لا تتفوهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر، وإلا فإنه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم الى الدرجة التي لن تستطيعوا بعدها أن تجدوا طريقاً للعودة. أحبائي، من أجل حياة زوجية سعيدة تذكروا إذا تحليتم بالصبر في لحظة غضب فسوف تنجوا من الكثير من الأيام المليئة بالندم... تعلم المسامحة والمصافحة، فهي افضل علاج للروح وأحد مفاتيح الحياة السعيدة وتذكر الجواب الرقيق يسكت الغضب. الفتور العاطفي بين الزوجين من أهم المشكلات الزوجية تُعدّ مشكلة الفتور العاطفي لأنها تزيد من التباعد بين الزوجين والفتور له أسباب: • عدم تغذية الحب: يجب وجود الإحترام المتبادل والكلمة الطيبة بين الزوجين. كثيراً ما تشكو بعض النساء أنّ رجالهنّ يتعاملون بطريقة لطيفة مع الآخرين خارج المنزل، في حين أنهم لا يُعيروا أي إهتمام بإبداء كلمة مجاملة واحدة لهنّ، وفي المقابل يوجد نساء يفعلن هكذا مع أزواجهن. والحقيقة أن الأزواج حينما يتصرفون هكذا يعملون للأسف تدريجياً على زيادة هوة الفتور العاطفي. وفي الحقيقة إن الحب والإحترام المتبادل يجب ألا يكونا نابعين من الخوف، بل يجب أن يكونا نتاج للإيمان وطاعة كلمة الله والحب الحقيقي وإدارك قدسية الزواج. فشريك الحياة هو أحقّ الناس بالكلمة الطيبة التي تقدِّم الحب والتقدير، وكم يكون تأثيرها عميقاً عندما تكون نابعة من القلب. • التعوّد: التعوّد على شيء هو أن يفقد بريقه وجاذبيته بالنسبة للإنسان، مما قد يصل به لإهمال هذا الشيء مع مرور الوقت. ونفس الموقف يحدث للأسف في الزواج فنرى الزوجان يكونان أكثر لطفاً ولهفةً كلاً منهما للآخر أثناء فترة الخطوبة حتى بدايات الزواج، ثم يتحولان تدريجياً للإهمال وعدم الإكتراث بكل مسببات السعادة الخاصة بكل طرف منهما. ولتفادي عامل التعود يجب على الرجل العناية بزوجته وإسعادها، وفي المقابل تقدير الزوجة لزوجها وإحترامه. • العنف: فبالمشاجرات الزوجية في بعض الأحيان يأخذ العنف للأسف شكل الإيذاء البدني من قِبَل الرجال على النساء، أما عنف الزوجة فيتمثل فى اللسان السليط كوسيلة لرد عنف الرجل البدني، ومحاولة لتعويض ما تفقده من قيمة وحقوق أمام أبنائها. لكن الحياة على هذا المنوال تكون حرباً يمتدّ تأثيرها السلبي على الأبناء. وبالطبع ذلك يتنافي كُلياً مع الإيمان المسيحي الذي يرفض العنف والأذى بكل أشكاله ويتنافى مع الإنسانية، لذلك يجب الإستيقاظ من سُبات الرجعية وحل المشاكل بالحوار وتبادل وجهات النظر. • الضغوط الأسرية :أُسرتك هي المكان الذي يعتبر بمثابة عالمك، الأسرة هي مكان الراحة وهي العالم المملوء بالحب والاحتواء والدفء، ولكن كيف تتصرف عندما يواجه عالمك صعوبات واضطرابات وأزمات؟ والسؤال هنا ما هي الضغوط التي تواجه أسرتك؟ هناك نوعان من الضغوط التي تواجه الأسرة: ضغوط خارجية وضغوط داخلية الضغوط الخارجية: وهي الضغوط التي تأتي للأسرة من الأهل والأصدقاء والجيران أو الضغوط التي تأتي لأحد أفراد الأسرة من عمله فتؤثر تأثيراً سلبياً على كل الأسرة. كما أن الأحداث العامة والأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية تكون إحدى المؤثرات التي تضع ضغوطاً على الأسرة. الضغوط الداخلية: هي الضغوط التي تأتي للأسرة بسبب توتّر العلاقة بين الزوجين والغيرة والشك أو بسبب الأطفال ورعايتهم ،وضغوط بسبب الحالة المادية وإلخ... أحبائي، ليست أسباب الضغوط هي التي تؤدي للضغوط والفتور العاطفي ولكن موقفنا هو الذي يسبب الضغوط. إن طريقة تفاعلك مع الضغوط هي التي تشكّل عالمك وليس الضغوط هي التي تُشكّله، فعندما تكون الضغوط هي التي تُشكّل عالمك وتقوده، فاعلم أنك ضعيف أمام الظروف من حولك، ولكن عندما تقود أنت قارب حياتك، وتقود أسرتك للأمان دائماً، فأنت من تتحكم في الظروف من حولك، لذلك حارب من أجل عالمك:وما أقصده بالحرب هو أن تحامي عن عالمك، وأول خطوة هي أن تعطي لله الفرصة لكي يبني البيت ويحفظه، تأمّل هذه الأية الرائعة "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ مزمور1: 127 ضغوط كثيرة يكون سببها الرئيسي هو أن الله غير موجود في حياتك وفي بيتك، وفي الواقع إنه يريد أن يكون موجود معك ويريد أن يحمي بيتك، ويحفظه من كل شر. ولذلك بكلمات بسيطة تستطيع أن تردّدها أنت وأسرتك، تستطيع أن تطلبه لكي يكون موجود دائماً، أن يقود حياتك ويحفظها. تستطيع أن تلقي عليه كل ضغوطك وهمومك، وتأكد أنه أقوى من جميع ضغوط العالم مجتمعة. المقارنات السلبية حتى لا تهدم زواجك، لا تقم بمقارنات وتعليقات قد تكون بهدف دفع حماس شريك حياتك ليتحوّل إلى الصورة المثالية للزوج (أو الزوجة) من وجهة نظرك، فعلى سبيل المثال: لماذا زوج صديقتي لديه كذا وأنتَ لا؟"! أو أنظري إلى زوجة أخي وحاولي أن تكوني مثلها.."! المقارنة السلبية تأتي بنتيجة عكسية، إذ أنّ الإنسان لا يحب أن يُقلّل أحد من شأنه أو من قدراته مهما كان الشخص الذي يقوم بمقارنته قريب منه. وحتى لو كان الإنسان يعلم بنقاط ضعفه، إلا أنه يحب أن يحتفظ بهذه المعلومات لنفسه فقط! ولكل إنسان أيّاً كان، نقاط قوة ونقاط ضعف، فليس من تُقارنه به هو إنسان خالٍ من العيوب. كما أن المقارنة السلبية تُشعِر شريك حياتك بأنه يفتقد لأن يكون مثلاً أعلى في نظرك! ان أسلوب المقارنة السلبية يؤدي إلى العناد، بدلاً من محاولته تغيير هذه الصفة أو تعديل سلوكه، ويجب ألاّ يفوتنا أنّ الكثيرين ممن نُقارِن بهم يلجأون إلى المباهاة أمام الآخرين بالمال أو النفوذ، أو بمظاهر السعادة والهناء لنيل إهتمام الناس أو إحترامهم، أو للتعبير عن شعور الشخص بالنقص في هذا الأمر الذي يتباهى به، أو لإفتقاده للسعادة الحقيقية التي يتمناها، مثلما نرى خاصتاً على على مواقع التواصل الإجتماعي في أيامنا هذهِ! إذن تجنَّب المقارنة، ومن المهم والضروري أن يكون النقاش والكلام اللذين يدوران بينك وبين شريك حياتك خاليَين من المقارنة. فالزوج يحب ويفتخر بأن يكون الأفضل في نظر زوجته مهما كانت عيوبه، والزوجة أيضاً كذلك. والحكمة في التصرف هو تشجيع الطرف الآخر وليس هدمه أو التقليل من شأنه بمقارنته بمن يتفوق عليه. إذ نرى في جلسات الأصدقاء والصديقات، تتحدث إحدى السيدات "على سبيل المثال" عن المعاملة التي تتعامل بها مع زوجها، وبأنه لا يوجد شيء يمكن أن يضايقهما أو يعكّر حبهما، وبأنّ الزوج يُغرقها بالهدايا بمناسبة وبدون مناسبة، وفي الواقع أنّ حقيقة هذه الحكايات أغلب الأحيان ليست أكثر من أمنيات تتمنى الزوجة أن تكون فعلاً في حياتها الزوجية، وفي علاقتها مع زوجها، إذ أن حياتها تفتقر لكل عناصر الحب الحقيقي والتفاهم. وتؤثر هذه الحكايات بطرق مختلفة في من يسمعها فمنهنّ من يصدّقنها ويبدأنَ في تذكّر مواقف نسيَ الزوج فيها تقديم الهدايا وهنا تبدأ المشاكل! وفي كثير من المواقف قد يُصاب أحد الطرفين بالإحباط وبخيبة الأمل لعدم إستطاعته تلبية مطالب أسرته، مما يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية. إن المقارنة السلبيّة بصفة عامة لا تؤدي إلاّ لمزيدٍ من المتاعب والبُعد بين الزوجين. لذا فاحرص ألاّ تلجأ إليها، وليكن أسلوبك هادئاً وموضوعيّاً عند معالجة أي أمر بينك وبين شريك حياتك. المشاكل المادية في المنزل كل مؤسَّسة تجارية هدفها الربح وعليه تُنشِىء مشاريع تجاريّة أو زراعيّة أو صناعيّة ، مُتَّكلةً في ذلك على ودائع أفراد أو هيئات تستثمرها لتحقيق هدفها ألا وهو الربح المادي. ففي حال عدم وجود ودائع في المصارف فليس هناك من مشاريع، وبدون مشاريع لا تجارة وبالتالي لا ربح، وبذلك تَفقِد المؤسَّسة هدفها. وينطبق المبدأ ذاته على العائلة كونها تُعتَبر أصغر مؤسَّسة في المجتمع. فإن كان أحد أهداف العائلة الوصول إلى حياةٍ كريمةٍ، فعلى المؤسِّسَيين الزوج والزوجة أن يعملا كي يَجنِيا المال الذي به يقدران على توفير حياة كريمة لهما ولأولادهما. ولأن كل عائلة تطمح للإزدهار المادي الذي يُنتِج حياةً كريمةً، سندرس معاً أهم الركائز التي من خلالها تستطيع العائلة الوصول إلى المستوى المادي المنشود: • الثقة بإرادة الله :تأسَّسَت العائلة بناءً على تصميمِ وعملِ الله منذ بداية الخَلق، وهو يهتم دائماً بها إذ يقول اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ مت 26 : 6 • الإنسجام في العمل بين الزوجين: منذ اللّحظة التي يتّفق فيها الرجل والمرأة على تأسيس عائلة، تولَد إمكانيّة النّجاح ومعها إمكانيّة الفَشل لهذه العائلة. فإن عَمِلا كفريقٍ واحدٍ في كلّ جوانب الحياة النفسيّة والروحيّة والصحيّة والعاطفيّة والإجتماعيّة والثقافيّة والماديّة، فسيُكتَب لهذه المؤسّسة العائلية النّجاح. لكن إن أراد أيّ شريك أن يَدخُل المؤسَّسة ويعمل مُنفَرداً فيها بطريقته الخاصّة وبأسلوبه الخاصّ مُتناسِياً وجود شريكه، فسوف يُكتَب لهذه المؤسَّسة أن تنهار يوماً بعد يوم إلى أن ينفصل الشريكان ويعود كل منهما إلى حياته ووحدته. • الدَّخْل الشّهري: في كثيرٍ من الأحيان لا تعرف الزّوجة كم هو راتب زوجها. وفي حالِ كانت الزّوجة تعمل فراتبها من حقِّها هي فقط، لأنّ الزّوج هو المسؤول عن تسديد كل إحتياجات العائلة. كلتا الحالتين خطأ، فالدّخل المادي أو النّاتج الإجمالي للعائلة هو مجموع المردود المادي للعائلة ككل في نهاية الشهر. لذلك على الزوج والزوجة أن يدرُسا حجم الدّخل الشّهري بالنسبة لمصاريفهما الثّابتة، وعليهما أن يقرِّرا سواءَ كان هناك ضرورة لتطوير الدّخل الشّهري كإيجاد عمل جديد، أو أن يدَّخِرا أو يستَثمِرا المال الفائض من الدَّخل في أمورٍ تعود بالفائدة على العائلة. • الهَدر :المَدخول المادي في البيت، هو يدخل لكنه في كثير من الأحيان يُهدَر ولا يُصرَف. فلا يوجد نظام واضح للصَّرف. لذلك على الزوج والزوجة أن يضعا جدولاً مُرتَّباً بالأولويات ومن ثم الثانويّات. • الرؤية: هي وضعُ تَصوُّرٍ للحالةِ أو الوضعِ الذي نريد أن نصل إليه بعد فترة زمنية معيّنة. ولتحقيق رؤية ما ينبغي وضع خطة تضمن الوصول إلى الهدف بطريقة سليمة ومدروسة. وكما وُضِعَت إستراتيجة محدّدة لصرف الدخل الشهري، يجب أن توضع استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق أهداف أكبر وأشمل. أحبائي، في النّهاية علينا ألاّ ننسى المبدَأين الهامَّين اللذَين وضعهما الله لآدم وحواء، وهما ألاّ يتصرّف كل طرف وكأنه لوحده في مؤسَّسة العائلة، ثمَّ أن يتَّكِلا على الله في كل شيء ويرفعا إليه كلّ إحتياجاتهما العائليّة، الروحيّة أوّلاً ومن ثمّ الزمنيّة الماديّة. الرب قادر على تسديد كل إحتياجاتنا. لنتَّكِل عليه الذي له الأرض وكل ما عليها، ولنترجّى حكمةً منه في كيفيّة التصرّف بما يعطينا إيّاه الرب من مال كل شهر. نصيحة أخيرة: في حال كنتَ تريد أن تزدهر ماديّاً يجب أن تعطي مما أعطاك الله كي يباركك. إصرِف من دخلك في نشر كلمته المقدسة ومساعدة المحتاجين كي يباركك ويبارك عائلتك. الأطفال وكيفية التعامل معهم الوالدين هما المثال الأعلى للطفل، إذ يقوم الطفل لا إرادياً بتقليدهما. ولذلك على الوالدين أن يكونا على مستوى القدوة! من السهل جداً على الوالدين أن يُعطيا الطفل منهجاً تربوياً، ولكن من الصعب أن يستجيب الطفل لهذا المنهج إذا كان الوالدين غير مطبقين لهذا المنهج على أنفسهم. إذن ما هي الطرق السليمة التي نستطيع أن نوجه بها أطفالنا من أجل أعدادهم منذ الصغر ليكونوا أعضاء فعالين في المجتمع على جميع الأصعدة؟! • التــوجيــه بالـحــب: الوالدين إذا أعطوا الطفل "محبة حقيقية"، فالطفل بالمقابل سيمنحهم طاعته، إذ ليست الأوامر هي التي تجعله يطيعهم ويحبهم. لابد أن يعرفوا ما يحبه وما لا يحبه. وأن يتفهموا طباعه مع توجيهها للأفضل، وأن لا يرغموه على الخضوع لطباعهم. يجب أن يشعروه أنهم في صفه، وأنهما صديقاه ويكون هذا هو أساس التعامل. • التـوجيـه بالصـلاة: يجب على الوالدين أن يعلما أطفالهم أن هناك باب مفتوح للسماء هو الصلاة وأن الله هو الأب الحنون الذي يحبنا ويحل كل الضيقات، يجب أن يتعلم الطفل من صغره بأن له صديق حقيقي يلجأ إليه كل وقت. وهذهِ هي الحقيقية لأن السيد المسيح أعلن في الكثير من المرات محبته للأطفال دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ لوقا 16 : 18 • التـوجيـه بالصـداقـة: لا يكفي أن يقدّم الوالدين لأطفالهم الحب، بل يجب أن يقدما لهم في شخصيهما الصديق والمرشد الذي يسمع، فالطفل في مراحله الأولى يحتاج للوالدين كي يصغوا في كل ما يقول، كي يرشدوه. • التوجيه من خلال القصص الهادفة: القصص الهادفة تُساهم في تنمية الجانب النفسي والروحي والعقلي والإجتماعي للأطفال، بشرط أن تكون إيجابية متضمنة لأفعال الخير مثل النهي عن الكذب والخداع والسرقة والخيانة والحث على الأمانة والصدق والإخلاص ومحبة الله والغير والعطاء الخ... • التوجيه من خلال عدم التدليل بطريقة ضارة: يجب أن نُكافىء الطفل على العمل الطيب الذي يعمله. ونوبخه علي العمل الخاطئ بطريقة غير قاسية ولنتذكر قول الكتاب المقدس: "الذي يحبه الرب يؤدبه عب6: 12 لأن تدليل الطفل الزائد والإستجابة له في كل شيء قد يعلمه حب الذات وحب السيطرة والتهديد بالصراخ والبكاء لتنفيذ ما يريد، لذلك يجب أن نكون حكماء !!! لا للمواقف غير الثابتة، فإن أخذ الوالدين موقفاً يجب عليهما أن يلتزما به، لأنّ ذلك سيعلم الطفل الجديّة والثبات. • التـوجيـه من خـلال منحـه الثـقة بالـنـفس: الثقة بالنفس من الصفات التي يكتسبها الطفل من المحيط الذي يعيش فيه ونظراً لأهمية هذه الصفة في تكوين شخصية الطفل في المستقبل، والنهج الذي سوف يسير عليه في حياته، يجب تنشئة الطفل وتربيته منذ صغره، على أن يتمتع بثقة عالية في نفسه، من أجل أن يصبح قادراً على اتّخاذ القرارات الخاصة في حياته، وابداء رأيه في أي موضوع يعرض عليه بكل جرأة وثقة ودون الخوف أو القلق من أي شيء. أحبائي، يجب على الوالدين الحِرص على ملء فراغ الطفل من خلال برنامج يومي من اليقظة إلى النوم، من خلال إشغاله بشاطات بسيطة مناسبة لسنه. ويجب مشاركة الطفل في كل أنشطته حتى ولو كانت بسيطة وهذهِ المشاركة من الوالدين تسعده وتعطيه الثقة في نفسه، والعكس صحيح مشاركة الطفل لك في أعمال المنزل البسيطة كرتيب الملابس وإعداد مائدة الطعام تجعله يعتمد على نفسه ويسعد بذلك ويشعر أن له دور فعال في المنزل. الغـيـرة بـيـن الـزوجـيــن الغيرة بين الزوجين هو شعور ضروري وطبيعي في الحياة الزوجية، ولكن متى تصبح الغيرة مدمرة؟ وكيف نتعامل مع مشاعر الغيرة الصعبة؟ الشعور بالغيرة هو شعور طبيعي في العلاقة الزوجية المبنية على المحبة. وعدم وجود الغيرة بين الزوجين هو الذي يجب أن يقرع ناقوس الخطر، فإما أنكم تنتمون للأشخاص الذين لديهم ثقة زائدة بالنفس وهنالك عدد قليل من هذا النوع ،أو أن العلاقة الزوجية وصلت إلى نهايتها وأنتم في مرحلة أللامبالاة. الغيرة الزائدة عن الحد والتي تصل إلى حد جعل الحياة الزوجية كنار متقدة، هي محاولة يائسة للسيطرة على حياة الزوج/ة من خلال جمع المعلومات عن أنشطته في شبكة الإنترنت وخارجها بما في ذلك المراسلات مع أشخاص أخرين ،والتدقيق في المعلومات حول تحركاته وغير ذلك... لكن يجب أن يتذكر كل طرف أن المراقبة تؤدي الى نتيجة عكسية أي النفور والشك. أغلب الأزواج يشعرون بإنعدام الثقة في بعض الأحيان، ويطرحون على أنفسهم مثل هذه الأسئلة: هل نحن أذكياء بما فيه الكفاية؟ جميلين بما فيه الكفاية؟ هل يمكن لشريكنا العثور على شخص أفضل منا؟ إذن كل طرف يريد ببساطة التأكد أن مكانه مضمون في حياة الطرف الأخر. خطوات بسيطة للتغلب على الغيرة السلبية • الإعتراف: لإزالة سلوك الغيرة بين الزوجين يجب التحدث عنه. إذا لم نتحدث عنه فإنه سوف يتغلب علينا وسوف نظهره ببساطة من خلال الإتهامات والتلميحات والتجاهل وغير ذلك... • التقليل من التوتر: الغيرة هي رد فعل على التوتر. عندما نكون معرضين للتوتر، فمن الأسهل أن تظهر ردود فعل الغيرة. • عدم تحويل كل محادثة لتحقيق • الحفاظ على الحدود: على الرغم من أن الغيرة الطبيعية يجب أن تكون نابعة من التقارب الكبير بينكما، فمن المهم أيضاً إبقاء مكان للثقة بينكما. تذكر أن الغيرة منطقة ملغومة لا ينبغي أن تزداد حرارتها حتى لا تحترق وتتحول من الحب إلى الغضب، فلا يصلح ان يسيء أحد الأطراف الظن بالطرف الأخر بالإسراف في الغيرة فهذا يقتل الحب وربما يهدم الحياة الزوجية. فعندما تكون الغيرة طبيعية ومعتدلة تجعل كل من الزوجين يعرف مدى قيمته عند الأخر فهي شيء يجدد الحب ويقوي المشاعر. إذن للتغلب على الغيرة الزائدة يجب التحلي بالصبر والثقة بالنفس والصراحة مع النفس وأن يسأل الشخص نفسه، هل حقاً الأمر يستدعى هذا القلق والشعور السيئ؟ و هل العلاقة بالفعل في خطر؟ وأخيراً يجب أن نتذكر أن الزواج هو الشعور بالأمان مع شريك الحياة. الحب والإحترام والثقة المتبادلة بين الطرفين هي أسمي المشاعر التي يمكننا أن نُشعر بها شريك حياتنا، لذا تذكر ألا تمزج هذه المشاعر الجميلة بما ينزعها.