عادل عطيةمقالات عادل

أفكار – تـاريـــخ وتـأريـــخ

بقلم/ عادل عطية

  ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لخلق‭ ‬التاريخ،‭ ‬بالتفاعل‭ ‬بين‭ ‬الجغرافيــا‭ ‬والإنســــان

وكثيرون‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأهميته،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬به،‭ ‬وثمة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭ ‬بأهميته‭!‬

  ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬التاريخ‭ ‬غير‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬ذاته،‭ ‬لكنه‭ ‬يصبح‭ ‬مهماً‭ ‬عندما‭ ‬يرتبط‭ ‬بوقائع‭ ‬وتواريخ‭ ‬أخرى‭..‬فالتاريخ‭ ‬يخبرنا‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬بيـــن‭ ‬الأشياء،‭ ‬أنه‭ ‬كإشارات‭ ‬الطرق،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬تعلم‭ ‬القيــــادة‭ ‬عليــــه‭ ‬أن‭ ‬يحفظها‭ ‬أيضاً‭!‬

  ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬توجد‭ ‬أفكار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مقاومتها؛‭ ‬لأنها‭ ‬تنبــع‭ ‬من‭ ‬أعمــــق‭ ‬أعماق‭ ‬الأشواق‭ ‬التي‭ ‬يتوق‭ ‬إليها‭ ‬البشر،‭ ‬كفكرة‭ ‬الســـلام،‭ ‬والحريــــة‭!‬

  ‬وفي‭ ‬التاريخ،‭ ‬الشعور‭ ‬بتفاهة‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬عشناها‭ ‬نحن‭ ‬البشــر،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الامتداد‭ ‬الزمني‭ ‬الكوني‭ ‬الهائل،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬عمرنا،‭ ‬لا‭ ‬نواجه‭ ‬الساعة،‭ ‬أو‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬الأبدية‭!‬

  ‬وفي‭ ‬التاريخ،‭ ‬تخليد‭ ‬للأحداث‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬حياتنـــا،‭ ‬وهــــو‭ ‬عنــــوان‭ ‬الذكريات؛‭ ‬فمن‭ ‬منا‭ ‬ينسى‭ ‬الساعة‭ ‬التي‭ ‬تفرّس‭ ‬فيهــا‭ ‬لأول‭ ‬مــــرة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أول‭ ‬مولود‭ ‬رزقه‭ ‬به‭ ‬الله،‭ ‬أو‭ ‬الساعة‭ ‬التي‭ ‬ودّع‭ ‬فيها‭ ‬لآخـــر‭ ‬مرة‭ ‬وجه‭ ‬حبيب‭ ‬أنتقل‭ ‬إلى‭ ‬العبر‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الحياة‭!‬

  ‬،‭…‬،‭…‬،‭…‬

  ‬ولأن‭ ‬البشر‭ ‬دائماً‭ ‬موضوع‭ ‬التاريخ،‭ ‬والتاريخ‭ ‬هو‭ ‬سجل‭ ‬أفكـارهــــم

وأعمالهم،‭ ‬ومشاعرهم،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬أكثر‭ ‬الموضوعات‭ ‬الإنســــانيـــة‭ ‬تفرداً‭ ‬وفتوناً؛‭ ‬فنحن‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصنع‭ ‬التاريخ‭ ‬الخاص‭ ‬بنــــا،‭ ‬بــــأن‭ ‬نراجع،‭ ‬فيه،‭  ‬تقويمنا‭ ‬التشاؤمي‭ ‬عن‭ ‬قدراتنا‭ ‬الكامنة‭ ‬فينا،‭ ‬وجعلهــا‭ ‬أملاً‭ ‬متجدداً،‭ ‬وأن‭ ‬نجعله‭ ‬أكثر‭ ‬قرباً‭ ‬منا،‭ ‬بأن‭ ‬نُعيــّن‭ ‬التـواريــــخ‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وحياة‭ ‬من‭ ‬نعرفهم‭: ‬كتــــاريــــخ‭ ‬الميــــلاد

وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬ـ‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬يتكرر‭ ‬سنة‭ ‬فسنة‭ ‬ـ؛‭ ‬فنتواصل‭ ‬مع‭ ‬أنفسنا،‭ ‬ومع‭ ‬عائلاتنا،‭ ‬وأحبابنا‭!‬

ولأن‭ ‬التاريخ،‭ ‬هو‭ ‬ظلنا،‭ ‬ومرآتنا‭ ‬؛‭ ‬فلنجعله‭ ‬عظيماً‭ ‬حيــــاً‭ ‬مُلهماً‭ ‬لمــــن‭ ‬يأتي‭ ‬بعدنا‭!…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى