مقالات رأى مختلفة

رسول العرى كتاب نادر صدر عام 1930

بقلم/ روبير الفارس

بين‭ ‬السخرية‭  ‬والليبرالية‭  ‬دعاة‭ ‬المذهب‭ ‬يرفعون‭ ‬شعار‭  ‬العري‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬؟‭!‬

‭- ‬بعد‭ ‬صدمة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولي‭ ‬ظهــر‭  ‬العــراة‭ ‬بالمـانيــا‭  ‬لينقــذوا‭ ‬العــالــم‭ ‬مــن‭ ‬كــوارث‭ ‬الحــروب‭ ‬والامراض‭  ‬بعريهم‭.‬

قراءة‭ ‬نوادر‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الثقافي‭ ‬المصري‭ .‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬الي‭ ‬جوار‭ ‬متعة‭ ‬القراءة‭ .‬ومن‭ ‬اهم‭ ‬هذه‭ ‬المزايا‭ ‬الحالة‭ ‬الليبرالية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬علي‭ ‬الساحة‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬نسبة‭ ‬المتعلمين‭ ‬والقادرين‭ ‬علي‭ ‬القراءة‭ .‬

كعمل‭ ‬شاقا‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬الكثيرين‭ ‬بالاساس‭ .‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬اخري‭ ‬وجود‭ ‬كتب‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الجماهيرية‭ ‬والاثارة‭ ‬باي‭ ‬شكل‭ ‬لتحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬علي‭ ‬مستوي‭ ‬التوزيع‭ ‬الامر‭ ‬الذى‭ ‬يجعلها‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬اي‭ ‬موضوع‭ ‬غريب‭  ‬يكون‭ ‬جذابا‭ ‬ومثيرا‭ ‬للقاريء‭ .‬والذى‭ ‬نتعامل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬السخرية‭ .‬من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬قراءة‭ ‬كتاب‭ ‬‭”‬‭ ‬رسول‭ ‬العري‭ ‬‭”‬‭ ‬للكاتب‭ ‬فؤاد‭ ‬حبيش‭ ‬والصادر‭ ‬عام‭ ‬1930‭ .‬بمدخل‭ ‬جاد‭ ‬ومحتوي‭ ‬هزلي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بهذا‭ ‬المدخل‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬بالصفحة‭ ‬الاولي‭ ‬بعد‭ ‬الغلاف‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬حبيش‭ ‬يقول‭ ‬‭”‬بئس‭ ‬شرف‭ ‬الفتاة‭ ‬والعائلة‭ ‬يقوم‭ ‬علي‭ ‬غشاء‭ ‬من‭ ‬البكارة‭ ‬خيوطه‭ ‬اوهي‭ ‬من‭ ‬خيوط‭ ‬العنكبوت‭ ‬‭”‬؟‭! .‬الكتاب‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬110‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬المتوسط‭ .‬وقال‭ ‬كاتبه‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬انه‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الماني‭ ‬بعنوان‭ ‬‭”‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العراة‭ “‬للصحفي‭ ‬لويس‭ ‬شارل‭ ‬روبيه‭ .‬الذى‭ ‬اجري‭ ‬ريبورتاج‭ ‬حول‭ ‬العراة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬عايشهم‭ ‬لعدة‭ ‬شهور‭  .‬ويتوقع‭ ‬الكاتب‭ ‬حالة‭ ‬الرفض‭ ‬للتجربة‭  ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬لم‭ ‬اعجب‭ ‬لانقسام‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬نظرية‭ ‬‭”‬‭ ‬العري‭ ‬‭”‬‭ ‬الي‭ ‬محبذ‭ ‬ومتردد‭ ‬ومستهجن‭ ‬فما‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬سوي‭ ‬صورة‭ ‬بليغة‭ ‬لحالة‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬يجتاز‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬مراحلة‭ ‬الشاقة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬اخري‭ ‬نتيجة‭ ‬لتباين‭ ‬البيئات‭ ‬وتعدد‭ ‬الثقافات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬التى‭ ‬هي‭ ‬اشبه‭ ‬بمستودع‭ ‬لثقافات‭ ‬جميع‭ ‬الامم‭ ‬والشعوب‭ .‬ولقد‭ ‬توقعت‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬العدائية‭ ‬ضد‭ ‬العري‭ ‬منذ‭ ‬الساعة‭ ‬الاولي‭ ‬التى‭ ‬فكرت‭ ‬فيها‭ ‬بدرس‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الخطير‭ ‬وتيقنت‭ ‬ان‭ ‬كثيرين‭ ‬سيرموننى‭ ‬بالفسق‭  ‬ويتصوروننى‭  ‬مريضا‭ ‬في‭ ‬اعصابي‭ ‬او‭ ‬مسخا‭ ‬لاهم‭ ‬لي‭ ‬ولا‭ ‬لذة‭ ‬سوي‭ ‬التبشير‭ ‬بمذهب‭ ‬الخلاعة‭ ‬وديانة‭ ‬البغي‭ .‬ولكن‭ ‬الكاتب‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بطول‭ ‬صفحات‭ ‬الكتاب‭ ‬حيث‭ ‬يري‭ ‬ان‭ ‬العري‭ ‬علاجا‭ ‬وحلا‭ ‬لكل‭ ‬الامراض‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬فيقول‭  ‬مابرحت‭ ‬اقول‭ ‬بضرورة‭ ‬نظرية‭ ‬العري‭ ‬علي‭ ‬مجتمع‭ ‬بلغ‭ ‬منه‭ ‬المرض‭ ‬النفساني‭ ‬مبلغا‭ ‬رائعا‭ ‬حتى‭ ‬اصبح‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬دره‭ ‬لاستحفاله‭ ‬وليس‭ ‬كالعري‭ ‬علاج‭ ‬يفيد‭ ‬النفوس‭ ‬المريضة‭ ‬فيه‭ ‬تصفو‭ ‬النيات‭ ‬وتنقي‭ ‬العاطفة‭ ‬فيغشي‭ ‬المجتمع‭ ‬الانساني‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الاعمال‭ ‬المنتجة‭ ‬والافكار‭ ‬الهادئة‭ ‬فتقل‭ ‬ويلات‭ ‬البشرية‭ ‬وتنصرف‭ ‬الاذهان‭ ‬عن‭ ‬الاشتغال‭ ‬بكل‭ ‬مبتذل‭ ‬مخجل‭ ‬الي‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬علي‭ ‬المرء‭ ‬بالخير‭ ‬والصلاح‭ ‬فتتوفر‭ ‬اسباب‭ ‬الراحة‭ ‬والرفاهية‭ ‬ورغد‭ ‬العيش‭ ‬بين‭ ‬الطبقات‭ ‬؟‭!!  ‬ويكشف‭ ‬الكتاب‭ ‬ان‭ ‬دعوة‭  ‬العري‭ ‬قد‭ ‬انتشرت‭ ‬بقوة‭ ‬بعد‭ ‬فظائع‭ ‬وكوارث‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولي‭ ‬لذلك‭ ‬اعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬هي‭ ‬المنقذ‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الحروب‭ ‬وتمثل‭ ‬نجاة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬لانها‭ ‬ارتداد‭ ‬للطبيعة‭ ‬الاولي‭ ‬التى‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬الانسان‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الانقسامات‭ ‬والحروب‭ .‬والغريب‭ ‬ان‭ ‬ينادي‭ ‬دعاة‭ ‬هذا‭ ‬المذهب‭ ‬بمثل‭ ‬ما‭ ‬نادي‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬اصحاب‭ ‬المذهب‭ ‬دينية‭ ‬وايدلوجية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬بانه‭ ” ‬الحل‭ ‬‭”‬‭ ‬بل‭ ‬والحل‭ ‬الوحيد‭ !‬

وينتقل‭ ‬الكاتب‭ ‬الي‭ ‬نقل‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬‭”‬‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العراة‭ ” ‬فيقول‭  ‬ان‭ ‬ماورد‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬البتة‭ ‬بالخيال‭ ‬وانما‭ ‬هو‭ ‬وصف‭ ‬صادق‭ ‬لحالة‭ ‬راهنة‭ ‬وتسجيل‭ ‬منزه‭ ‬لحوادث‭ ‬اختبرها‭ ‬بذاته‭ ‬وطرق‭ ‬جربها‭ ‬بنفسه‭ ‬فقد‭ ‬رغب‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬باريس‭ ‬حيث‭ ‬الحركة‭ ‬والضوضاء‭ ‬فنصحه‭ ‬صديق‭ ‬ان‭ ‬يذهب‭ ‬الي‭ ‬‭” ‬ناكندورف‭ ‬‭” ‬وهي‭ ‬قرية‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬‭”‬‭ ‬لو‭ ‬لبيك‭ “‬‭ ‬من‭ ‬اعمال‭ ‬المانيا‭ ‬وقد‭ ‬وصف‭ ‬وصوله‭ ‬اليها‭ ‬فقال‭ ‬وسمعت‭ ‬حفيف‭ ‬اقدام‭ ‬تقترب‭ ‬وضحكات‭ ‬تتعالي‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الممرات‭ ‬ثم‭ ‬فتح‭ ‬البابا‭ ‬فظهرات‭ ‬امامي‭ ‬صبية‭ ‬عارية‭ ‬في‭ ‬لباس‭ ‬الام‭ ‬حواء‭ ‬تعض‭ ‬في‭ ‬تفاحة‭ ‬حمراء‭ ‬فيدهش‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬غير‭ ‬المنتظر‭ ‬ويحسب‭ ‬ان‭ ‬صديقه‭ ‬قد‭ ‬داعبه‭ ‬اذ‭ ‬يظن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬احد‭ ‬البيوت‭ ‬المشبوهة‭  ‬وهو‭ ‬ماترك‭ ‬باريس‭ ‬الا‭ ‬للراحة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬امكنة‭ ‬اللهو‭ ‬والمجون‭ . ‬وماهي‭ ‬الا‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬حتى‭ ‬تقبل‭ ‬عليه‭ ‬الصبية‭ ‬التى‭ ‬فتحت‭ ‬البابا‭ ‬وتقوده‭ ‬الي‭ ‬مكتب‭ ‬الاستاذ‭ ‬هو‭ ‬جو‭ ‬فاذ‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬رجل‭ ‬عار‭ ‬مجرد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬لباس‭ ‬فيخالج‭ ‬الحياء‭ ‬نفسه‭ ‬وتتورد‭ ‬وجنتاه‭  ‬فيستقبله‭ ‬الاستاذ‭ ‬هوجو‭ ‬معتذرا‭ ‬بقوله‭ ‬ولكننا‭ ‬سنخرج‭ ‬عما‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬فزيد‭ ‬هذه‭ ‬اللهجة‭ ‬في‭ ‬دهشته‭ ‬فيسائل‭ ‬نفسه‭ ‬وكيف‭ ‬سيخرج‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬عاريا‭ ‬؟‭ ‬في‭ ‬المانيا‭ ‬اليوم‭  ‬الوف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬اتخذوا‭ ‬العري‭ ‬سبيلا‭ ‬الي‭ ‬الرياضة‭ ‬البدنية‭ ‬ووسيلة‭ ‬لمعالجة‭ ‬بعض‭ ‬الامراض‭ ‬وبينهم‭ ‬من‭ ‬انتحلوه‭ ‬دينا‭ ‬جديدا‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬دينهم‭ ‬القديم‭ . ‬وينتمى‭ ‬دعاة‭ ‬العري‭ ‬الي‭ ‬كافة‭ ‬الاحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬الالمانية‭ ‬فتري‭ ‬الاشتراكيين‭ ‬الي‭ ‬جانب‭ ‬انصار‭ ‬الامبراطورية‭ ‬كما‭ ‬تري‭ ‬العمال‭ ‬يمتزجون‭ ‬بالاغنياء‭ ‬وافراد‭ ‬الطبقات‭ ‬الارستقراطية‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬والمال‭ ‬وقد‭ ‬خصصت‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الارياف‭ ‬حدائق‭ ‬كبيرة‭ ‬يسرحون‭ ‬في‭ ‬غاباتها‭ ‬ويمرحون‭ ‬في‭ ‬خمائلها‭ ‬واجسادهم‭ ‬تارة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬وتارة‭ ‬معرضة‭ ‬للشمس‭ ‬وللهواء‭ . ‬اما‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬فقد‭ ‬شيدت‭ ‬لهم‭ ‬قاعات‭ ‬فسيحة‭ ‬تسلط‭ ‬علي‭ ‬اجسامهم‭ ‬فيها‭ ‬اشعة‭ ‬شمس‭ ‬اصطناعية‭ ‬بينما‭ ‬هم‭ ‬نساء‭ ‬ورجالا‭ ‬واولادا‭  ‬ويشرح‭ ‬هوجو‭ ‬لزائره‭ ‬الصحفي‭ ‬تاريخ‭ ‬العري‭ ‬فيقول‭ ‬لحركة‭ ‬العري‭ ‬في‭ ‬المانيا‭ ‬عوامل‭ ‬اربعة‭ ‬اساسية‭ ‬اولها‭ ‬الرياضة‭ ‬البدنية‭ ‬وفائدة‭ ‬اشعة‭ ‬الشمس‭ ‬للجسد‭ ‬بحسب‭ ‬اكتشاف‭ ‬‭”‬‭ ‬ريكللي‭ ‬النمسوي‭ ‬‭”‬‭ ‬عام‭ ‬1855‭ ‬فدعاة‭ ‬العري‭ ‬اذن‭ ‬هم‭ ‬مخلوقات‭ ‬سليمة‭ ‬صحيحة‭ ‬الجسم‭ ‬وثانيها‭ ‬الدعوة‭ ‬الي‭ ‬تجديد‭ ‬الشباب‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬عام‭ ‬1877‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬ستيكليتز‭ ‬وغايتها‭ ‬القضاء‭ ‬علي‭ ‬السخافات‭ ‬وفي‭ ‬جملتها‭ ‬سخافة‭ ‬‭”‬‭ ‬الحياء‭ ‬‭” ‬فدعاة‭ ‬العري‭ ‬اذن‭ ‬هم‭ ‬مخلوقات‭ ‬حرة‭ ‬طليقة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قيد‭ ‬وثالثها‭ ‬الصعوبة‭ ‬التى‭ ‬يلاقيها‭ ‬المصورون‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الوضعيات‭ ‬الجميلة‭ ‬الساحرة‭ ‬عن‭ ‬مخلوقات‭ ‬حية‭ ‬واول‭ ‬من‭ ‬دعا‭ ‬بينهم‭ ‬الي‭ ‬العري‭ ‬المصوران‭ “‬‭ ‬ديفنباخ‭ ‬‭”‬و‭ ‬‭”‬‭ ‬فيدس‭ ‬‭” ‬وتلاميذهما‭ .‬اما‭ ‬العامل‭ ‬الرابع‭ ‬فهو‭ ‬الرجوع‭ ‬الي‭ ‬الغريزة‭ ‬الجرمانية‭ ‬التى‭ ‬اعلنها‭ ” ‬ويدمان‭ ‬‭”‬‭ ‬فان‭ ‬اجدادنا‭ ‬ظلوا‭ ‬يستحمون‭ ‬عراة‭ ‬حتى‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬وقد‭ ‬اثنى‭ ‬الرومان‭ ‬علي‭ ‬طهارة‭ ‬عاداتهم‭ ‬ونقاوتها‭ . ‬وتعمل‭ ‬الايام‭ ‬والعادة‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬عقلية‭ ‬‭”‬‭ ‬روبية‭ ‬‭”‬‭ ‬فيبيت‭ ‬يسرح‭ ‬ويمرح‭ ‬عاريا‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬هوجو‭ ‬شانه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شان‭ ‬الاخرين‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬تفاجئه‭ ‬قافلة‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬العري‭ ‬مقبلين‭ ‬علي‭ ‬الحديقة‭  ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬رئيسهم‭ ‬رئيس‭ ‬احد‭ ‬الاندية‭ ‬الاشتراكية‭ ‬وهو‭ ‬طويل‭ ‬القامة‭ ‬نحيل‭ ‬الجسم‭ ‬كثير‭ ‬الشعر‭ ‬وبرفقته‭ ‬سبع‭ ‬فتيات‭ ‬تتراوح‭ ‬اعمارهن‭ ‬بين‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬الي‭ ‬العشرين‭ ‬وبينهم‭ ‬سيدة‭ ‬كبيرة‭ ‬الجسم‭ ‬يعرف‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬انها‭ ‬معلمة‭ ‬وبدت‭ ‬في‭ ‬لباس‭ ‬جدتها‭ ‬حواء‭ ‬اجمل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬لباس‭ ‬المدينة‭ ‬واذ‭ ‬بغلاظة‭ ‬جسدها‭ ‬تتحول‭ ‬الي‭ ‬صحة‭ ‬وعافية‭ ‬؟‭!! ‬ويستمر‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬دنيا‭ ‬العراة‭ ‬وتحبيذها‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬اننا‭ ‬قد‭ ‬خلقنا‭ ‬عراة‭ ‬مثلما‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬بطون‭ ‬امهاتنا‭ ‬ومثلما‭ ‬تعيش‭ ‬بعض‭ ‬القبائل‭ ‬المتوحشة‭ ‬وان‭ ‬الشعور‭ ‬بالحياء‭ ‬امام‭ ‬العري‭ ‬انما‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬مكتسب‭ ‬اصطنعه‭ ‬الجدود‭ ‬وزادته‭  ‬الاجيال‭ ‬قوة‭ ‬ومناعة‭ . ‬وتمضي‭ ‬الايام‭ ‬وتاتي‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬اكثر‭ ‬شراسة‭ ‬من‭ ‬الاولي‭ ‬ويذهب‭ ‬المذهب‭ ‬ودعاته‭ ‬ويبقي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الطريف‭ ‬الذى‭ ‬يعبر‭ ‬بصدوره‭ ‬عن‭ ‬عصر‭ ‬مضي‭ ‬احتمل‭ ‬فيه‭ ‬الاجداد‭ ‬كل‭ ‬تقلبات‭ ‬الافكار‭ ‬بصدور‭ ‬رحبه‭  ‬وبنوادر‭ ‬مضحكه‭  ‬ولا‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬من‭ ‬بائع‭ ‬كتب‭ ‬قديمة‭ ‬واعرضه‭ ‬لكم‭ ‬لنبتسم‭ ‬علي‭ ‬تبدل‭ ‬الاحوال‭ ‬مع‭ ‬تبديل‭ ‬ملابسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى