سلوى رزق

مش مهم تحبني !

بقلم/ سلوى رزق

مش‭ ‬مهم‭ ‬تحبني‭ ! ‬جملة‭ ‬تفيد‭ ‬التعجب‭ ‬ولكنها‭ ‬تحمل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭  ‬ياتري‭ ‬من‭ ‬يقدر‭ ‬ان‭ ‬يقولها‭ ‬؟‭ ‬ولمن‭ ‬يقولها‭ ‬؟‭

‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬اسلوب‭ ‬مرهف‭ ‬المشاعر‭ ‬؟‭ ‬ام‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬رفض‭ ‬لمن‭ ‬يحبها‭ ‬؟‭

‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬بيننا‭ ‬جميعا‭ ‬أناس‭ ‬كثيريين‭ ‬يقولونها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بلسانهم‭ ‬وانما‭ ‬بدقات‭ ‬قلوبهم‭ .. ‬في‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬ليالي‭ ‬عمرهم‭ .. ‬بكل‭ ‬نقطة‭ ‬عرق‭ ‬علي‭ ‬جبينهم‭ ‬في‭ ‬اماكن‭ ‬عملهم‭ .. ‬بكل‭ ‬دمعة‭ ‬سالت‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬من‭ ‬خلقت‭ ‬لاجل‭ ‬راحتهم‭ ‬‭ .. ‬بكل‭ ‬نظرة‭ ‬شجن‭ ‬لعدم‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ .. ‬بكل‭ ‬حرقة‭ ‬قلب‭ ‬علي‭ ‬الغائب‭ ‬وبكل‭ ‬سهر‭ ‬الليالي‭ ‬علي‭ ‬راحة‭ ‬الحاضر‭ .. ‬بكل‭ ‬حزن‭ ‬علي‭ ‬موجوع‭ ‬وبكل‭ ‬فرح‭ ‬مع‭ ‬ناجح‭ .. ‬بكل‭ ‬صلاة‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬سكون‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الكل‭ .. ‬ومش‭ ‬مهم‭ ‬تحبني‭ ‬المهم‭ ‬اني‭ ‬بحبك‭ .. ‬اعتقد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الحب‭ ‬يسمي‭ ‬بالحب‭ ‬الغير‭ ‬مشروط‭ .. ‬

لان‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬تجاه‭ ‬الاخر‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬تبادل‭ ‬الحب‭ ‬وبمعني‭ ‬اخر‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬القلب‭ ‬المحب‭ ‬يحب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬الارادة‭ ‬لتغييره‭ ‬فالذي‭ ‬يحب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬شروط‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬الي‭ ‬سلوك‭ ‬من‭ ‬يحب‭ … ‬لا‭ ‬اطول‭ ‬عليكم‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حبا‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬وهو‭ ‬حب‭ ‬الامالي‭ ‬ابنائها‭ .. ‬‭ ‬الام‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭  ‬هي‭ ‬القلب‭ ‬الصافي‭ .. ‬هي‭ ‬نبع‭ ‬الحنان‭ ‬هي‭ ‬المستقبل‭ ‬والحاضر‭ .. ‬بالام‭ ‬يصنع‭ ‬المجتمع‭ .. ‬ولا‭ ‬نجاح‭ ‬لبيت‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬ام‭ .. ‬ولا‭ ‬امل‭ ‬في‭ ‬غد‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بتخطيط‭ ‬امراة‭ ‬عظيمة‭ ‬كالام‭ … ‬احيانا‭ ‬يخجل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الابناء‭ ‬من‭ ‬امهاتهم‭ ‬ويشعرون‭ ‬بالخزي‭ ‬وهم‭ ‬يمشون‭ ‬معها‭ ‬او‭ ‬ياخذونها‭ ‬الي‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬وعلي‭ ‬العكس‭ ‬تماما‭ ‬تفتخر‭ ‬الام‭ ‬عندما‭ ‬ياخذها‭ ‬ولدها‭ ‬او‭ ‬ابنتها‭ ‬الي‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ .. ‬فعلا‭ ‬ما‭ ‬اروع‭ ‬الامهات‭ ‬وما‭ ‬اقسي‭ ‬الابناء‭ .. ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تزوج‭ ‬ابنتك‭ ‬لاحد‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬تسال‭ ‬عن‭ ‬ماله‭ ‬ووظيفته‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬اسال‭ ‬وشاهد‭ ‬كيف‭ ‬يعامل‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬والدته‭ ‬ووالده‭ ‬ايضا‭ ‬ايها‭ ‬الشاب‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬حجم‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يكنه‭ ‬قلب‭ ‬امك‭ ‬لك‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تتزوج‭ ‬وتنجب‭ ‬الابناء‭ ‬ستعرف‭ ‬مقدار‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يكنه‭ ‬الاباء‭ ‬والامهات‭ ‬لابنائهم‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬تحس‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بمقدار‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬احدثك‭ ‬عنه‭ ‬الان‭ ‬فتاكد‭ ‬ياعزيزي‭ ‬الشاب‭ ‬بان‭ ‬قلبك‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬صخرة‭ ‬صماء‭ .. ‬

ايضا‭ ‬كل‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تعوض‭ ‬بغيرها‭ ‬الا‭ ‬الام‭ ‬اذا‭ ‬ذهبت‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬ابدا‭ .. ‬ان‭ ‬الام‭ ‬وكلنا‭ ‬نعلم‭ ‬انها‭ ‬هي‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والامان‭ .. ‬كم‭ ‬من‭ ‬ابناء‭ ‬وصلت‭ ‬اعمارهم‭ ‬الستون‭ ‬سنة‭ ‬ويحتاجون‭ ‬الي‭ ‬حضن‭ ‬نقي‭ ‬دافئ‭ ‬من‭ ‬الام‭ .. ‬كم‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬اصبحوا‭ ‬جدودا‭ ‬لاحفاد‭ ‬يركعون‭ ‬ساجدين‭ ‬لامهاتهم‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬ليأخذوا‭ ‬منهم‭ ‬ارشاد‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬ما‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬يسمعوا‭ ‬منهم‭ ‬ما‭ ‬يطمئن‭ ‬نفوسهم‭ .. ‬فدائما‭ ‬ستبقي‭ ‬الام‭ ‬شمعة‭ ‬مضيئة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لاي‭ ‬صدمات‭ ‬ان‭ ‬تطفئ‭ ‬ليل‭ ‬الحياة‭ ‬‭ .. ‬ودائما‭ ‬ستبقي‭ ‬الام‭ ‬كنزا‭ ‬مفقود‭ ‬لابنائها‭ ‬اصحاب‭ ‬العقوق‭ ‬وكنزا‭ ‬موجود‭ ‬لابنائها‭ ‬اصحاب‭ ‬القلب‭ ‬الودود‭ .. ‬‭ ‬الام‭ ‬ستبقي‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وبعد‭ ‬موتها‭ … ‬في‭ ‬صغرها‭ ‬وكبرها‭ .. ‬اخيرا‭ ‬مهما‭ ‬كبرنا‭ ‬وتقدم‭ ‬بنا‭ ‬العمر‭ ‬تبقي‭ ‬حاجتنا‭ ‬وحنيننا‭ ‬الي‭ ‬الام‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬الاحتياجات‭ .. ‬وشوقنا‭ ‬الي‭ ‬احن‭ ‬واطيب‭ ‬قلب‭ ‬بازدياد‭ ‬لا‭ ‬ينقص‭ ‬مهما‭ ‬اخذتنا‭ ‬مشاغل‭ ‬الحياة‭ .. ‬فيرجع‭ ‬صوت‭ ‬الام‭ ‬بل‭ ‬وقلبها‭ ‬يصرخ‭ ‬قائلا‭ ‬مش‭ ‬مهم‭ ‬تحبني‭ ! ‬المهم‭ ‬اني‭ ‬انا‭ ‬بحبك‭ .. ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى