مقالات رأى مختلفة

لصــوص لـكـن فـضــلاء

بقلم/ روبير الفارس

أشهر لصوص المخطوطات القبطية في العالم 

كيف استغل اللصوص الافاضل اموالهم ومراكزهم الادبية والسـياسية فى تبـديــد المخطوطــات.؟

لمـاذا لا تطـالب الكنيســـة مكتبـــات الفاتيكان والمتاحف بنسخ او صـور من مخطوطاتها المنهوبة ؟

حالة‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬تسود‭ ‬شباب‭ ‬الباحثين‭ ‬حاليا‭ ‬بالمخطوطات‭ ‬القبطية‭ ‬وكنوز‭ ‬الاديرة‭ ‬المصرية‭ ‬المهدرة‭  ‬؟‭ ‬الامر‭ ‬الذى‭ ‬جعلني‭ ‬ابحث‭ ‬حول‭ ‬كيف‭ ‬انتشرت‭ ‬المخطوطات‭ ‬القبطية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬؟‭ ‬ماهي‭ ‬قصة‭ ‬لصوص‭ ‬المخطوطات‭ ‬الافاضل‭ ‬كما‭ ‬اطلق‭ ‬عليهم‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬الاب‭ ‬متى‭ ‬المسكين‭ .‬ومن‭ ‬هم‭ ‬هولاء‭ ‬اللصوص‭ ‬؟‭ ‬انها‭ ‬بالفعل‭ ‬دراسة‭ ‬شيقة‭ ‬سجلها‭ ‬قلم‭ ‬الاب‭ ‬متي‭ ‬ولم‭ ‬تحظ‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬طبق‭ ‬الحالة‭ ‬فقط‭ ‬علي‭ ‬دير‭ ‬ابو‭ ‬مقار‭ ‬بوادي‭ ‬النطرون‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تضم‭ ‬مخطوطات‭ ‬باللغات‭ ‬القبطية‭ ‬والعربية‭ ‬واليونانية‭ ‬وبدا‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬المخطوطات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مكتوبة‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬يقول‭ ،‬كل‭ ‬الدلائل‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مخطوطات‭ ‬كثيرة‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬فى‭ ‬العصور‭ ‬الاولى‭ ‬لتغلغل‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭ ‬الروحية‭ ‬والطقسية‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة‭ ‬وخارجها،‭ ‬وكانت‭ ‬هى‭ ‬لغة‭ ‬التخاطب‭ ‬بين‭ ‬النثقفين‭ ‬من‭ ‬الرهبان،‭ ‬فنعلم‭ ‬انها‭ ‬كانت‭ ‬لغة‭ ‬الرهبان‭ ‬فى‭ ‬اديرة‭ ‬ظاهر‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬وانبا‭ ‬مقار‭- ‬ابو‭ ‬مقار‭ –  ‬كان‭ ‬يتكلم‭ ‬اليونانية‭ ‬مع‭ ‬زائريه،‭ ‬وقصة‭ ‬الحوار‭ ‬الذى‭ ‬سجله‭ ‬لنا‭ ‬انبا‭ ‬اشعياء‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬الى‭ ‬رهبان‭ ‬اديرة‭ ‬الاسكندرية‭ ‬معروفة‭.‬

ولكن‭ ‬الذى‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬المخطوطات‭ ‬تختفى‭ ‬من‭ ‬المكتبة‭ ‬غارات‭ ‬البربر‭ ‬المتكررة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الغارة‭ ‬الاخيرة‭ ‬التى‭ ‬انهت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التراث‭ ‬القديم‭ ‬تقريباً‭ ‬سنة ‭ ‬817م‭.‬

ولكن‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬فى‭ ‬رسامة‭ ‬انبا‭ ‬مكاريوس‭ ‬الثانى‭ (‬1103-‭ ‬1131‭) ‬قرئ‭ ‬تقليد‭ ‬باللغات‭ ‬اليونانية‭ ‬والقبطية‭ ‬والعربية‭.‬

ولكن‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬اللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬بدات‭ ‬تضعف‭ ‬على‭ ‬السنة‭ ‬الرهبان‭ ‬الاقباط‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬وحتى‭ ‬القرن‭ ‬التاسع،‭ ‬فلم‭ ‬يأت‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬الذى‭ ‬يتكلم‭ ‬بها‭ ‬قلة‭. ‬ولكن‭ ‬ظل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النساخ‭ ‬المهرة‭ ‬يجيدون‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬قراءة‭ ‬وكتابة،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬مخطوطة‭ ‬تحمل‭ ‬سيرة‭ ‬القديس‭ ‬انبا‭ ‬باخوم‭ ‬مكتوبة‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬سنة‭ ‬1259م‭ ‬وقام‭ ‬بترجمتها‭ ‬الى‭ ‬العربية‭ ‬احد‭ ‬الرهبان‭.‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬تكلمنا‭ ‬عن‭ ‬الخولاجى‭ ‬انافورا‭ ‬المكتوب‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬لقداسى‭ ‬القديسين‭ ‬باسيليوس‭ ‬وغريغوريوس،‭ ‬وكان‭ ‬تاريخ‭ ‬نساخته‭ ‬حوالى‭ ‬1330م‭ ‬وهو‭ ‬منسوخ‭ ‬بدير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭.‬

والمعروف‭ ‬ان‭ ‬قراءات‭ ‬اسبوع‭ ‬الالام‭ ‬كانت‭ ‬تشمل‭ ‬قراءاتكثيرة‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬قطع‭ ‬تقال‭ ‬وتلحن‭ ‬بالرومى‭ ‬اثناء‭ ‬البصخة‭ ‬المقدسة‭.‬

وقد‭ ‬فقدت‭ ‬الاديرة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المخطوطات‭ ‬التى‭ ‬تحوى‭ ‬صلوات‭ ‬وتسابيح‭ ‬اسبوع‭ ‬الالام‭ ‬باليونانية‭ ‬لاهميتها‭ ‬وندرتها،‭ ‬وهى‭ ‬الان‭ ‬موجودة‭ ‬بمكتبات‭ ‬البوديليان،‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬مكتبة‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭:‬

ونستطيع‭ ‬ان‭ ‬نلخص‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬فى‭ ‬الاسباب‭ ‬الاتية‭:‬

اولاً‭:‬ انعدام‭ ‬اللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬واللغة‭ ‬القبطية‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬السنة‭ ‬الرهبان‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬المخطوطات‭ ‬الثمينة‭ ‬بلا‭ ‬منفعة‭ ‬وبالتالى‭ ‬بلا‭ ‬اهمية‭. ‬وفى‭ ‬اعتبارنا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬اول‭ ‬العوامل‭ ‬واقساه

ثانياً‭:‬ غارات‭ ‬البربر‭ ‬المتكررة‭ ‬التى‭ ‬جعلت‭ ‬الرهبان‭ ‬اما‭ ‬يحملون‭ ‬المخطوطات‭ ‬الثمينة‭ ‬خارج‭ ‬الدير‭ ‬فلا‭ ‬تعود‭ ‬اليه‭ ‬مرة‭ ‬اخرى،‭ ‬واما‭ ‬اخفاء‭ ‬المخطوطات‭ ‬فى‭ ‬غرف‭ ‬مسحورة‭ ‬مظلمة‭ ‬رطبة‭ ‬اساءت‭ ‬الى‭ ‬انواع‭ ‬المخطوطات‭ ‬سواء‭ ‬التى‭ ‬على‭ ‬الرقوق‭ ‬الجلد‭ ‬او‭ ‬الورق،‭ ‬فاتلفت‭ ‬الحبر‭ ‬والدوبار‭ ‬فتبعثرت‭ ‬وتناثرت‭.‬

ثالثاً‭:‬ وباء‭ ‬الطاعون‭ ‬الذى‭ ‬حل‭ ‬بالدير‭ ‬وانهى‭ ‬على‭ ‬الاعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬لرهبان‭ ‬الدير‭ ‬فصاروا‭ ‬اربعة‭ ‬رهبان‭ ‬او‭ ‬اقل‭…‬وبذلك‭ ‬تركت‭ ‬المكتبة‭ ‬بلا‭ ‬اى‭ ‬عناية‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬الرطوبة‭ ‬وديدان‭ ‬الكتب‭.‬

رابعاً‭ :‬لصوص‭ ‬المخطوطات‭ ‬وهم‭ ‬اللصوص‭ ‬الافاضل‭ ‬الذين‭ ‬استغلوا‭ ‬اموالهم‭ ‬ومراكزهم‭ ‬الادبية‭ ‬والسياسية‭ ‬فى‭ ‬تبديد‭ ‬المخطوطات‭. ‬ومع‭ ‬احترامنا‭ ‬لاسمائهم‭ ‬ومراكزهم‭ ‬فمنهم‭ ‬الكهنة‭ ‬ومنهم‭ ‬امين‭ ‬مكتبة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬ومنهم‭ ‬الضباط‭ ‬والعلماء‭ ‬والسيدات،‭ ‬ومعظمهم‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬اثماناً‭ ‬لهذه‭ ‬المخطوطات،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭ ‬انهم‭ ‬كانوا‭ ‬لصوصاً‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وقد‭ ‬تاجروا‭ ‬فيها‭ ‬وربحوا‭ ‬جميعاً‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المادى‭. ‬ونورد‭ ‬هنا‭ ‬اسماءهم‭ ‬حسب‭ ‬ترتيب‭ ‬زمان‭ ‬تواجدهم‭ ‬بالمكتبة‭ ‬علماً‭ ‬بانه‭ ‬قد‭ ‬ابتدأ‭ ‬عصر‭ ‬العبث‭ ‬بالمخطوطات‭ ‬وسرقتها‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭. ‬وابطال‭ ‬اللصوص‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬معرفتهم‭ ‬هم‭ ‬كالاتى‭:‬

الاول‭:‬ اجاثا‭ ‬انج‭ ‬دى‭ ‬فندوم‭ ‬Agathange de Vendome‭ ‬الكبوشى،‭ ‬وكتب‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬الى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يموله‭ ‬بالمال‭ ‬المدعو‭ ‬بيرسيك‭ ‬خطاباً‭ ‬فى‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬سنة‭ ‬1634‭ ‬يبشره‭ ‬بقرب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الصفقة‭ ‬ويخبره‭ ‬انه‭ ‬وجد‭ ‬بالمكتبة‭ ‬8000‭ ‬ثمانية‭ ‬الاف‭ ‬مخطوطة،‭ ‬وانه‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬المزامير‭ ‬مكتوباً‭ ‬بست‭ ‬لغات‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬انهر‭. ‬وانرئيس‭ ‬الدير‭ ‬نازل‭ ‬ومعه‭ ‬مخطوطة‭ ‬‭”‬المجامع‭”‬‭ ‬ليبيعها‭ ‬ويشترى‭ ‬بثمنها‭ ‬اوانى‭ ‬للمذبح‭.‬

الثانى‭:‬ فانسليب‭ ‬J.B‭. ‬Wansleben،‭ ‬ويقال‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الدير،‭ ‬ولكن‭ ‬باى‭ ‬طريقة‭ ‬احتال‭ ‬حتى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬مجموعته‭ ‬الكبيرة؟‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭.‬

الثالث‭ :‬هنتنجتون‭ ‬Robert H untington،‭ ‬وهو‭ ‬قسيس‭ ‬‭”‬شركة‭ ‬رهبنة‭ ‬لوفان‭”‬،‭ ‬وقد‭ ‬وصف‭ ‬كنوز‭ ‬المكتبة،‭ ‬والذى‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهه‭ ‬شرح‭ ‬الاسفار‭ ‬المقدسة‭ ‬وكتب‭ ‬القراءة‭ ‬التى‭ ‬توفى‭ ‬كل‭ ‬ايام‭ ‬السنة‭. ‬وقد‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬المكتبة‭ ‬بمخطوطة‭ ‬تحوى‭ ‬الاناجيل‭ ‬وغيرها‭.‬

الرابع‭:‬ الياس‭ ‬السمعانى‭ ‬سنة‭ ‬1706م،‭ ‬وقد‭ ‬اوفد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكتبة‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬وقد‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬المخطوطات‭ ‬السريانية‭ ‬من‭ ‬مكتبة‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬هل‭ ‬وصل‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬ام‭ ‬لا‭. ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬الوسيط‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬مجئ‭ ‬ابن‭ ‬عمه‭ ‬يوسف‭ ‬سيمون‭ ‬السمعانى‭.‬

الخامس‭ :‬يوسف‭ ‬سيمون‭ ‬السمعانى‭:‬ سنة‭ ‬1715م،‭ ‬وكان‭ ‬اكبر‭ ‬الذين‭ ‬سطوا‭ ‬على‭ ‬مكتبة‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬فى‭ ‬العصور‭ ‬الحديثة‭ ‬كلها،‭ ‬واخطر‭ ‬العوامل‭ ‬التى‭ ‬قوضت‭ ‬صرح‭ ‬المكتبة‭. ‬وقد‭ ‬اوفد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكتبة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬خصيصاً‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ويسجل‭ ‬هذا‭ ‬الاب‭ ‬الفاضل‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬هكذا‭:‬ وقد‭ ‬حصلنا‭ ‬من‭ ‬رهبان‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬على‭ ‬مخطوطات‭ ‬هى‭ ‬على‭ ‬اعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الاهمية‭ ‬والقيمة‭ ‬‭”‬‭ ‬Optimae notae‭”‬‭ ‬مكتوبة‭ ‬باللغة‭ ‬القبطية‭…‬ولم‭ ‬نبق‭ ‬عندهم‭ ‬على‭ ‬اى‭ ‬شئ‭ ‬اخر‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬اى‭ ‬احد‭ ‬‭”‬سارق‭”‬‭ ‬اخر‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬طماعاً‭)‬

ولكن‭ ‬من‭ ‬اللطيف‭ ‬ان‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الباحث‭ ‬افلين‭ ‬هوايت‭ ‬بقوله‭:  ‬‭”‬ولكن‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬يلتقط‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬السمعانى‭ ‬واستطاع‭ ‬ايضاً‭ ‬ان‭ ‬يخرج‭ ‬بغنيمة‭) ‬متكلماً‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وعن‭ ‬اخرين‭.‬

السادس:‭”‬‭ ‬اندر‭ ‬يوسى‭ ‬Andreossy‭ ‬سنة‭ ‬1799م‭: ‬ووجدت‭ ‬معظم‭ ‬كتبهم‭ ‬نسكية‭ ‬مكتوبة‭ ‬على‭ ‬الرق‭ ‬وعلى‭ ‬الورق‭ ‬السميك‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬اخذت‭ ‬بعضاً‭ ‬مكنها‭ ‬وهى‭ ‬منسوخة‭ ‬منذ‭ ‬600‭ ‬سنة‭.‬

السابع‭:‬ ب‭. ‬دروفتى‭ ‬B‭. ‬Drovetti‭ ‬سنة‭ ‬1818م،‭ ‬وقد‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مخطوطات‭ ‬للمزامير‭ ‬باللهجة‭ ‬البحيرية،‭ ‬وهى‭ ‬الان‭ ‬مستقرة‭ ‬فى‭ ‬مكتبة‭ ‬تورين‭ ‬بايطاليا،‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المخطوطات‭ ‬الاخرى‭.‬

الثامن‭:‬ روبرت‭ ‬كيزون‭ ‬Robert Kurzon‭ ‬سنة‭ ‬1837م،‭ ‬ولو‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬بالضبط‭ ‬هل‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬ام‭ ‬لا،‭ ‬غير‭ ‬اننا‭ ‬نعلم‭ ‬انه‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬معروفة‭ ‬باسمه‭.‬

التاسع‭:‬ طاطام‭ ‬وبنت‭ ‬زوجته‭ ‬بلاطHenry Tattam‭& ‬his step‭ ‬daughter Platt‭ (‬وقد‭ ‬وجدنا‭ ‬بدير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬نحو‭ ‬مائة‭ ‬مخطوطة‭ ‬خولاجيات‭ (‬ليتورجيات‭)‬،‭ ‬ونسخة‭ ‬جميلة‭ ‬للرسلئل‭ ‬باللغة‭ ‬القبطية‭ ‬التى‭ ‬رفض‭ ‬الرهبان‭ ‬ان‭ ‬يبيعوها،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬اكوام‭ ‬من‭ ‬الاوراق‭ ‬المفردة‭ ‬والملازم‭ ‬وقد‭ ‬اخترنا‭ ‬منها‭ ‬نحو‭ ‬مائة‭ ‬مجموعة‭).‬وقد‭ ‬استقرت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬فى‭ ‬مكتبة‭ ‬رايلاند‭ ‬بمنشستر‭. ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬العلامة‭ ‬كرم‭ ‬بفحص‭ ‬بعضها‭ ‬فوجدها‭ ‬خولاجيات‭ ‬ومعاجم‭ ‬للغة‭ ‬القبطية‭.‬

العاشر‭:‬ تيشندورف‭ ‬Constantine Tischendorf‭ ‬ابريل‭ ‬سنة‭ ‬1844م،‭ ‬وقد‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاوراق‭. ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭: (‬ولحسن‭ ‬حظى‭ ‬فقد‭ ‬عثرت‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬اوراق‭ ‬وملازم‭ ‬على‭ ‬الرق‭ ‬من‭ ‬القرنين‭ ‬السادس‭ ‬والسابع‭) ‬وقد‭ ‬استقرت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬فى‭ ‬مكتبات‭ ‬ليبزج‭ ‬وكمبردج‭.‬

الحادى‭ ‬عشر‭:‬ فورتيون‭ ‬ام‭ ‬Fortune Ame‭ ‬سنة‭ ‬1873م‭: ‬كل‭ ‬اللصوص‭ ‬السابقين‭ ‬دخلوا‭ ‬المكتبة‭ ‬من‭ ‬ابوابها،‭ ‬الا‭ ‬هذا‭ ‬الفاضل‭ ‬فانه‭ ‬قام‭ ‬بالليل‭ ‬وتسلل‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬غرفة‭ ‬المكتبة‭ ‬وقام‭ ‬بسرقته‭ ‬الثمينة‭ ‬التى‭ ‬ربما‭ ‬قذفها‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬السور‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مصيره‭.‬

ولما‭ ‬جاء‭ ‬بعده‭ ‬الرحالة‭ ‬‭”‬جريفيل‭ ‬شستر‭”‬‭ ‬منعه‭ ‬الرهبان‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الحصن‭ ‬جملة،‭ ‬وقالوا‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬اللص‭ ‬وكيف‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ( ‬كل‭ ‬المخطوطات‭ ‬الثمينة‭)‬،‭ ‬ويظن‭ ‬افلين‭ ‬هوايت‭ ‬انها‭ ‬مخطوطات‭ ‬عربية‭ ‬هامة‭ ‬استقرت‭ ‬الان‭ ‬فى‭ ‬المكتبة‭ ‬الاهلية‭ ‬بباريس‭.‬

الثانى‭ ‬عشر‭:‬ ان‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انسان‭ ‬من‭ ‬الاجانب‭ ‬قد‭ ‬اسدى‭ ‬معروفاً‭ ‬لدير‭ ‬القديس‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬فهو‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬هذا‭ ‬اللص‭ ‬الثانى‭ ‬عشر،‭ ‬وهو‭ ‬العالم‭ ‬الاثرى‭ ‬الرقيق‭ ‬المشاعر‭ ‬والاحاسيس،‭ ‬الدقيق‭ ‬فى‭ ‬ابحاثه‭ ‬واستقراءاته،‭ ‬المخلص‭ ‬فى‭ ‬عمله‭ ‬غاية‭ ‬الاخلاص‭:‬‭”‬مستر‭ ‬هيوج‭. ‬افلين‭ ‬هوايت‭” ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬اخر‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬المكتبة‭ ‬سنة‭ ‬1921م،‭ ‬واخذ‭ ‬من‭ ‬اوراقها‭ ‬التى‭ ‬ظنها‭ ‬من‭ ‬سبقه‭ ‬انها‭ ‬من‭ ‬المهملات،‭ ‬ولكن‭ ‬بصبره‭ ‬ودقته‭ ‬وعلمه‭ ‬بحثها‭ ‬وترجمها‭ ‬وألف‭ ‬عليها‭ ‬كتاباً‭ ‬ضخماً‭ ‬جملته‭ ‬300‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الكبيرة‭ ‬جداً‭ ‬25×‭ ‬35‭. ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬ايضاً‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الاثرى‭ ‬بمسح‭ ‬هندسى‭ ‬وتصويرى‭ ‬شامل‭ ‬لدير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الاديرة‭ ‬الاخرى‭ ‬بوادى‭ ‬النطرون،‭ ‬واستودع‭ ‬بحثه‭ ‬هذا‭ ‬مجلدين‭ ‬اخرين‭ ‬هما‭ ‬المجلد‭ ‬الثانى‭ ‬والثالث‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬المعروف‭:‬‭”‬اديرة‭ ‬وادى‭ ‬النطرون‭”‬‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬للفنون‭ ‬بنيويورك‭ ‬بامريكا‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬عمله‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ادق‭ ‬واصدق‭ ‬الاعمال‭ ‬التى‭ ‬شاهدناها‭ ‬طراً،‭ ‬وقد‭ ‬اعتمدنا‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬معظم‭ ‬ابحاثنا‭ ‬التى‭ ‬قدمناها‭ ‬للقارئ‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭. ‬لذلك‭ ‬كم‭ ‬نحن‭ ‬مدينون‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬المبارك،‭ ‬وكم‭ ‬نحن‭ ‬مطالبون‭ ‬ان‭ ‬نصلى‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬نفسه‭ ‬ليكافئها‭ ‬الرب‭ ‬عنده‭. ‬وانه‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬حقاً‭ ‬ان‭ ‬ينعى‭ ‬العالم‭ ‬موت‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وكتابه‭ ‬مقدم‭ ‬للمطبعة‭ ‬فى‭ ‬صيف‭ ‬1924م،‭ ‬فقام‭ ‬زميله‭ ‬البرت‭ ‬م‭. ‬ليتجو‭ ‬Albert M‭. ‬Lythgoe‭ ‬واكمل‭ ‬مراجعته‭ ‬وطبعه‭.‬

اما‭ ‬الاوراق‭ ‬المهملة‭”‬‭ ‬التى‭ ‬التقطها‭ ‬افلين‭ ‬هوايت‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬المسحورة‭ ‬للمكتبة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬بالحصن‭ ‬فبعد‭ ‬البحث‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬مواضيع‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬عدمت‭ ‬مصادرها‭ ‬باللغة‭ ‬القبطية‭ ‬مثل‭:‬

1- ‬انجيل‭ ‬الرؤيا

 ‬2- ‬رؤيا‭ ‬انبا‭ ‬بنيامين‭ ( ‬XXIIC‭)‬

3- ‬المناظرة‭ ‬مع‭ ‬يوحنا‭ ‬الرابع‭ (‬XXXIII‭)‬

4- ‬استشهاد‭ ‬القديس‭ ‬توما‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬شنتاليت‭  (‬XVII‭) ‬

5- ‬استشهاد‭ ‬استراثول‭ (‬XIX‭)‬

6- ‬استشهاد‭ ‬ابا‭ ‬كراجون‭ ‬وامون‭ (‬XX‭)‬

7- ‬استشهاد‭ ‬بائيسى‭ ‬وتكلا‭ (‬XXI‭)‬

8- ‬سيرة‭ ‬انبا‭ ‬بيجيمى‭ (‬XXIX‭)‬

9- ‬سيرة‭ ‬تيموثاوس‭ ‬اليروس‭ (‬XXXI‭)‬

10- ‬سيرة‭ ‬اباهور‭ (‬XXXII‭)‬

11- ‬ابوكريفا‭ ‬ادم‭ (‬I‭) – ‬ومعظم‭ ‬هذه‭ ‬الاجزاء‭ ‬غير‭ ‬الكاملة‭ ‬وجد‭ ‬انها‭ ‬تكمل‭ ‬مخطوطات‭ ‬ناقصة‭ ‬فى‭ ‬المواضيع‭ ‬الاخرى‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬التى‭ ‬استقرت‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬المخطوطات‭. ‬وهذه‭ ‬الاجزاء‭ ‬مسجلة‭ ‬ومشروحة‭ ‬ومترجمة‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬3‭- ‬273‭ ‬اى‭ ‬فى‭ ‬حوالى‭ ‬270‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬كتابه‭ ‬الاول‭.‬

وتعليقنا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬انه‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الوريقات‭ ‬المهملة‭ ‬التى‭ ‬تركها‭ ‬احد‭ ‬عشر‭ ‬مغامراً‭ ‬من‭ ‬المغامرين‭ ‬الاثرياء‭ ‬الذين‭ ‬نهبوا‭ ‬المكتبة‭ ‬كلها‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬فيها‭ ‬شئ،‭ ‬قد‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬سير‭ ‬هؤلاء‭ ‬القديسين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬فكم‭ ‬كانت‭ ‬المكتبة‭ ‬فى‭ ‬وضعها‭ ‬الاول‭ ‬الكامل؟؟‭ ‬وكم‭ ‬كانت‭ ‬اعداد‭ ‬وسير‭ ‬القديسين‭ ‬والشهداء؟؟‭ ‬انه‭ ‬امر‭ ‬عجب‭…‬هل‭ ‬ياتى‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬فيه‭ ‬باسترجاع‭ ‬مجرد‭ ‬صور‭ ‬من‭ ‬مخطوطاتنا‭ ‬الاولى‭ ‬مرة‭ ‬اخرى؟؟

نظام‭ ‬المكتبة‭ ‬وفن‭ ‬تنسيقها‭:‬

الذى‭ ‬يقرأ‭ ‬ملاحظات‭ ‬الاجانب‭ ‬على‭ ‬المكتبات‭ ‬القبطية‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬فى‭ ‬ابحاث‭ ‬افلين‭ ‬هوايت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الزائرين‭ ‬يظن‭ ‬ان‭ ‬رهبان‭ ‬الاديرة‭ ‬اهملوا‭ ‬فى‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بمخطوطاتهم‭ ‬وكانوا‭ ‬جاهلين‭ ‬بفن‭ ‬ترتيبها‭ ‬والبحث‭ ‬فيها‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬افتراء‭ ‬وتبرير‭ ‬لعمليات‭ ‬السرقة‭ ‬ليظهر‭ ‬هؤلاء‭ ‬وكأنهم‭ ‬اسدوا‭ ‬معروفاً‭ ‬للدير‭ ‬او‭ ‬الكنيسة‭ ‬او‭ ‬المسيحية‭ ‬بسرقاتهم‭ ‬ونهبهم‭ ‬لهذا‭ ‬التراث‭ ‬المجيد‭. ‬ويقيناً‭ ‬انهم‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬ابقوا‭ ‬على‭ ‬المكتبة‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬ولم‭ ‬ينهبوا‭ ‬محتوياتها‭ ‬لكانت‭ ‬الان‭ ‬اقدر‭ ‬وانسب‭ ‬مئات‭ ‬المرات‭ ‬لبحث‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬وتجميع‭ ‬مخطوطاتها‭ ‬المفككة‭ ‬وجمع‭ ‬شمل‭ ‬اوراقها‭ ‬المبعثرة‭ ‬الموجودة‭ ‬الان‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مكتبات‭ ‬فى‭ ‬عدة‭ ‬بلاد‭ ‬بل‭ ‬عدة‭ ‬اقطار‭.‬

وما‭ ‬ينبغى‭ ‬ان‭ ‬يعرفه‭ ‬العالم‭ ‬الان‭ ‬عن‭ ‬المكتبة‭ ‬الديرية‭ ‬انها‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬ايدى‭ ‬رهبان‭ ‬مهرة‭ ‬فى‭ ‬النساخة‭ ‬والتجليد‭ ‬والترتيب،‭ ‬فالمكتبة‭ ‬كانت‭ ‬تحوى‭ ‬عدة‭ ‬صناديق‭ ‬مخصصة‭ ‬للمخطوطات‭ ‬وكل‭ ‬صندوق‭ ‬عليه‭ ‬رقم‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬نوع‭ ‬المخطوطات،‭ ‬وارقامها‭ ‬وعنوان‭ ‬محتوياتها‭ ‬وبالصندوق‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بيان‭ ‬مكتوب‭ ‬بعدد‭ ‬المخطوطات‭. ‬والصندوق‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬ثيكى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬اسم‭ ‬المكتبة‭ ” ‬ببليو‭- ‬ثيكى‭” ‬اى‭ ‬صناديق‭ ‬الكتب‭. ‬وكانت‭ ‬الكلمة‭ ‬تنطق‭ ‬باللهجة‭ ‬الصعيدية‭ “‬وولثيكى‭” ‬او‭” ‬الوولثاكى‭”. ‬ونعلم‭ ‬ان‭ ‬الراهب‭ ‬شنودة ‭ ‬850-‭ ‬890م ‬الذى‭ ‬اقام‭ ‬الاصلاحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬فى‭ ‬الدير‭ ‬اهتم‭ ‬بتزويد‭ ‬الكنيسة‭ ‬والمكتبة‭ ‬بصناديق‭ ‬مطعمة‭ ‬بالعاج‭ ‬والصدف‭ ‬لحفظ‭ ‬الكتب‭ ‬والاوانى‭.‬

اما‭ ‬المخطوطة‭ ‬فكان‭ ‬عليها‭ ‬رقمها‭ ‬الخاص‭ ‬داخل‭ ‬الصندوق‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬رقم‭ ‬الفرع‭ ‬الذى‭ ‬تتبعه‭ ‬المخطوطة‭. ‬وهذا‭ ‬نجده‭ ‬بوضوح‭ ‬فى‭ ‬المخطوطة‭ ‬الموصوفة‭ ‬فى‭ ‬اطلس‭ ‬زويجا‭ ‬بالفاتيكان،‭ ‬وهو‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬استشهاد‭ ‬القديس‭ ‬اباتيل‭ ‬فى‭ ‬16‭ ‬أبيب،‭ ‬حيث‭ ‬يذكر‭ ‬الناسخ‭ ‬فى‭ ‬ختام‭ ‬الميمرضرورة‭ ‬تكميل‭ ‬القراءة‭ ‬بموضوع‭ ‬اخر‭ ‬يذكر‭ ‬رقم‭ ‬مخطوطته‭ ‬ثم‭ ‬رقم‭ ‬الصفحة‭ ‬فى‭ ‬المخطوطة‭ ‬هكذا‭: (‬بالقبطى‭) (‬ثم‭ ‬اقرأ‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬صفحة‭ ‬143‭ ‬من‭ ‬المخطوطة‭ ‬91‭).‬وكل‭ ‬مخطوطة‭ ‬يوجد‭ ‬باولها‭ ‬فهرس‭ ‬يحمل‭ ‬عدد‭ ‬الورقات‭ ‬وموقع‭ ‬المواضيع‭ ‬الواردة‭ ‬فيها‭ ‬وبعض‭ ‬تعليمات‭ ‬عن‭ ‬القراءة،‭ ‬وفى‭ ‬اخر‭ ‬كل‭ ‬مخطوطة‭ ‬بيان‭ ‬باسم‭ ‬الناسخ‭ ‬وصاحب‭ ‬المخطوطة‭ ‬وزمن‭ ‬نساختها‭ ‬وربما‭ ‬نوع‭ ‬ورقم‭ ‬النسخة‭ ‬المأخوذة‭ ‬عنها،‭ ‬وهذا‭ ‬البيان‭ ‬الذى‭ ‬فى‭ ‬اخر‭ ‬المخطوطة‭ ‬يسمى‭ ‬الخاتمة،‭ ‬واسمه‭ ‬العلمى‭ ‬Colophonاما‭ ‬بداية‭ ‬الموضوع‭ ‬او‭ ‬الميمر‭ ‬فيكتب‭ ‬بالخط‭ ‬الاحمر‭ ‬غالباً،‭ ‬وفيه‭ ‬ينص‭ ‬الناسخ‭ ‬حسب‭ ‬التعليمات‭ ‬الواردة‭ ‬اليه‭ ‬او‭ ‬الناقل‭ ‬عنها‭ ‬كيفية‭ ‬قراءة‭ ‬الموضوع‭ ‬وزمن‭ ‬قراءته‭ ‬المناسب‭ ‬ومكان‭ ‬قراءته،‭ ‬ويسمى‭ ‬هذا‭ ‬بقانون‭ ‬المخطوطة‭ ‬او‭ ‬قانون‭ ‬قراءة‭ ‬السيرة،‭ ‬واسمه‭ ‬العلمى‭ ‬Roobric‭= ‬Rubric‭ . ‬وكانت‭ ‬دائما‭ ‬مخطوطات‭ ‬دير‭ ‬ابو‭ ‬مقار‭ ‬لها‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بها‭. ‬والمخطوطات‭ ‬الثمينة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬جراب‭ ‬اما‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬او‭ ‬الخشب‭ ‬او‭ ‬الفضة‭ ‬او‭ ‬الذهب،‭ ‬وبعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العينات‭ ‬موجودة‭ ‬مع‭ ‬المخطوطات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬مكتبة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬ومكتبة‭ ‬المتحف‭ ‬البريطانى،‭ ‬وهى‭ ‬موصوفة‭ ‬بدقة‭ ‬فى‭ ‬بحث‭ ‬بقلم‭ ‬العلامة‭ ‬بدج‭.‬وغالباً‭ ‬يوجد‭ ‬فى‭ ‬المخطوطة‭ ‬اشارة‭ ‬الى‭ ‬كيفية‭ ‬حفظها‭ ‬ومكانها،‭ ‬فنجد‭ ‬مثلاً‭ ‬فى‭ ‬المخطوطة‭ ‬رقم‭ ‬9‭ ‬فى‭ ‬قسم‭ ‬المخطوطات‭ ‬القبطية‭ ‬بمكتبة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬دير‭ ‬انبا‭ ‬مقار‭ ‬هذه‭ ‬الاشارة‭:‬ لا‭ ‬تحفظ‭ ‬فى‭ ‬الحصن‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الكتب،‭ ‬وينبغى‭ ‬حفظها‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة‭ ‬مع‭ ‬كتب‭ ‬الخدمة‭ ‬وهذه‭ ‬المخطوطة‭ ‬زمنها‭ ‬سنة ‭ ‬1270م.

نخرج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬بحقيقة‭ ‬واضحة‭: ‬ان‭ ‬المكتبة‭ ‬كانت‭ ‬موضع‭ ‬اهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬يفوق‭ ‬الوصف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للرهبان‭. ‬فكان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يشعر‭ ‬كافة‭ ‬الرهبان‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دير‭ ‬بان‭ ‬المكتبة‭ ‬هى‭ ‬اثمن‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬الدير‭ ‬بعد‭ ‬اجساد‭ ‬القديسين‭ ‬الموجودين‭ ‬فيه‭. ‬وكان‭ ‬الرؤساء‭ ‬وامناء‭ ‬الاديرة‭ ‬يعطون‭ ‬المكتبة‭ ‬وحفظها‭ ‬الاعتبار‭ ‬الاول‭ ‬فى‭ ‬مسئولية‭ ‬الرهبان‭.‬

والان‭ ‬يبقي‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭  ‬من‭ ‬اهمها‭ ‬لماذا‭ ‬لاتطالب‭ ‬الكنيسة‭ ‬القبطية‭ ‬بنسخ‭ ‬وصور‭ ‬من‭ ‬مكتبات‭ ‬الفاتيكان‭ ‬والجامعات‭ ‬والاديرة‭ ‬والكنائس‭ ‬التي‭ ‬استولت‭ ‬علي‭ ‬اصول‭ ‬مخطوطات‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬المصري‭ ‬الاصيل‭ ‬ليستفيد‭ ‬منها‭ ‬الباحثين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بهذا‭ ‬التراث‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التشتت‭ ‬والغياب‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬احد‭  ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فورة‭ ‬بحث‭ ‬تجتاح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بعلم‭ ‬القبطيات‭ ‬؟‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الكنائس‭ ‬القبطية‭ ‬الان‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭  ‬ولها‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الكنائس‭ ‬والطوائف‭ ‬؟فهل‭ ‬تتحرك‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الاوان‭ ‬؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى