عادل عطية

أفكار – أحـلام النـهـار!

بقلم/ عادل عطية

البعض،‭ ‬يفعل‭ ‬مثل‭ ‬‭”‬دون‭ ‬كيشوت‭”‬،‭ ‬الذي‭ ‬عُرف‭ ‬عنه‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬يبارز‭ ‬خياله‭!‬

والبعض‭ ‬الآخر،‭ ‬يلومنا‭ ‬ويعيب‭ ‬علينا‭:‬ أن‭ ‬نكون‭ ‬‭”‬خياليين‭”‬،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬حقائق‭ ‬الكون‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لمحات‭ ‬صاحب‭ ‬خيال‭ ‬إبداعي‭ ‬محموم‭!‬

ألم‭ ‬يكن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬صنعته‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬وحضارة،‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬الخيال‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون؟

وألم‭ ‬يكن‭ ‬ما‭ ‬كنته،‭ ‬أنت،‭ ‬وما‭ ‬ستكونه؛‭ ‬إلا‭ ‬وليد‭ ‬الأحلام‭ ‬الفخمة،‭ ‬والتصوّرات‭ ‬الرائعة؟

كتب‭ ‬ليوناردو‭ ‬دافينشي،‭ ‬أحد‭ ‬أعظم‭ ‬عباقرة‭ ‬البشرية،‭ ‬والتجسد‭ ‬الإنساني‭ ‬المثالي‭ ‬لعصر‭ ‬النهضة،‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬التنبؤية،‭ ‬على‭ ‬الرسم‭ ‬التخطيطي‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬لأول‭ ‬مركبة‭ ‬طائرة‭: ‬‭”‬سوف‭ ‬تنمو‭ ‬للبشر‭ ‬أجنحة‭”‬‭!‬

وهذا،‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬كان‭ ‬دعماً‭ ‬فكرياً،‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬أختاروا‭ ‬أن‭ ‬يعتنقوا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خيالي‭.. ‬مؤمنين،‭ ‬بأنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتحول‭ ‬الخيال‭ ‬إلى‭ ‬حقائق،‭ ‬فسيبقى‭ ‬الواحة‭ ‬التي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان،‭ ‬عندما‭ ‬يشقيه‭ ‬الحاضر‭ ‬المضني‭!‬

الخيال‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭. ‬قالها،‭ ‬أسطورة‭ ‬الرياضيات‭ ‬‭”‬ألبرت‭ ‬اينشتاين‭!‬

وهي،‭ ‬مقولة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المخترع‭ ‬الأمريكي‭ ‬‭”‬إيلي‭ ‬ويتني‭”‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬جالساً‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬ذات‭ ‬مساء،‭ ‬عندما‭ ‬شاهد‭ ‬قطته‭ ‬تحاول‭ ‬جذب‭ ‬عصفور‭ ‬الكناري‭ ‬عبر‭ ‬قضبان‭ ‬قفصه‭. ‬ولأن‭ ‬القضبان‭ ‬كانت‭ ‬تحمي‭ ‬العصفور؛‭ ‬لم‭ ‬تظفر‭ ‬القطة‭ ‬إلا‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬الريش‭. ‬هذا‭ ‬جعله‭ ‬يتخيّل‭ ‬مخلباً‭ ‬حديدياً‭ ‬ينتزع‭ ‬القطن‭ ‬من‭ ‬أشجاره‭. ‬وهكذا‭ ‬أخترع‭ ‬آلته‭ ‬المدهشة‭: ‬‭”‬محلج‭ ‬القطن‭”‬‭!‬

  ‬بالإيمان،‭ ‬ابدأ‭ ‬باستخدام‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬لك‭ ‬الله‭. ‬أي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخيّل،‭ ‬وارسم‭ ‬في‭ ‬خيالك‭ ‬صورة‭ ‬لما‭ ‬تبغي‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬حياتك‭.. ‬‭”‬فالتخيل‭ ‬هو‭ ‬بدء‭ ‬الخلق؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭  ‬الإنسان‭ ‬يتخيّل‭ ‬ما‭ ‬يرغب،‭ ‬ثم‭ ‬يريد‭ ‬ما‭ ‬يتخيّل‭ ‬وأخيراً‭ ‬يخلق‭ ‬ما‭ ‬يريد‭”‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬برنارد‭ ‬شو‭!…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى