فادى يوسف

درس الشـــكــر 

بقلم/ فادى يوسف

فى‭ ‬البدء‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬الإنسان‭ ‬لكى‭ ‬ينعم‭ ‬بما‭ ‬أعطاه‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬واول‭ ‬كلمة‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬فم‭ ‬الإنسان‭ ‬هى‭ ‬امين‭ ‬تلك‭ ‬الكلمة‭ ‬التى‭ ‬توحدت‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والعقائد‭ ‬والمذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬فبرغم‭ ‬ان‭ ‬الأديان‭ ‬اختلفت‭ ‬والاختلاف‭ ‬رحمة‭ ‬لكنها‭ ‬اتفقت‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬امين‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬الشكر‭ ‬والطاعة‭ ‬لذلك‭ ‬الإله‭ ‬العظيم‭ ‬مانح‭ ‬كل‭ ‬الخيرات.‮ ‬

وبالفطرة‭ ‬تولدت‭ ‬من‭ ‬الشكر‭ ‬طقوس‭ ‬وعبادات‭ ‬تختلف‭ ‬حسب‭ ‬العقائد‭ ‬وثقافة‭ ‬المجتمعات‭ ‬ولكن‭ ‬تمسك‭ ‬بها‭ ‬بنى‭ ‬البشر‭ ‬لاحساسهم‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬فتجد‭ ‬من‭ ‬يقدم‭ ‬باكورة‭ ‬حصاده‭ ‬او‭ ‬بكر‭ ‬املاكه‭ ‬او‭ ‬عشر‭ ‬أمواله‭ ‬فى‭ ‬فترات‭ ‬منتظمة‭ ‬ثابته‭ ‬قبل‭ ‬تأسيس‭ ‬التقويمات‭ ‬وحساب‭ ‬الأيام‭ ‬وربما‭ ‬قبل‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل.‮ ‬

وتوارثنا‭ ‬من‭ ‬القديم‭ ‬ما‭ ‬نتعايشه‭ ‬الآن‭ ‬وهو‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬الذى‭ ‬نتذكره‭ ‬فى‭ ‬امتحان‭ ‬التجارب‭ ‬بالحياة‭ ‬فليس‭ ‬فقط‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬الافراح‭ ‬والمسرات‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬اعتيادى‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬اجمل‭ ‬ان‭ ‬نشكر‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬حين‭ ‬فى‭ ‬الفرح‭ ‬وفى‭ ‬الضيقة‭ ‬وفى‭ ‬التجربة‭ ‬كما‭ ‬فى‭ ‬المسرة‭ ‬واذا‭ ‬عشنا‭ ‬بالشكر‭ ‬وأصبح‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬فلن‭ ‬نجد‭ ‬مفردات‭ ‬التزمر‭ ‬او‭ ‬الاعتراض‭ ‬بداخلنا‭ ‬وستجدد‭ ‬رؤيتنا‭ ‬لكل‭ ‬شي‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل.‮ ‬

دروس‭ ‬الشكر‭ ‬السبع.‮ ‬

أول‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬انك‭ ‬تظل‭ ‬متذكر‭ ‬احسانات‭ ‬الله‭ ‬ومراحمه‭ ‬منذ‭ ‬ولادتك‭ ‬وحتى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬تقراء‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬فهو‭ ‬مراحمه‭ ‬تتجدد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬صباح‮. ‬

وثانى‭ ‬درس‭ ‬الشكر‮ ‬‭ ‬هو‭ ‬القناعة‭ ‬بالذى‭ ‬معك‭ ‬فانظر‭ ‬بين‭ ‬يديك‭ ‬وحولك‭ ‬وستجد‭ ‬ما‭ ‬يجعلك‭ ‬تسبح‭ ‬باسم‭ ‬الرب‭ ‬طول‭ ‬الوقت‭ ‬ولا‭ ‬تنظر‭ ‬لغيرك‭ ‬بل‭ ‬اكتفى‭ ‬بما‭ ‬اعطاك‭ ‬اياه‭ ‬فهو‭ ‬سيعطيك‭ ‬أكثر.‮ ‬

وثالث‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬الرضا‭ ‬فلا‭ ‬تسال‭ ‬لماذا‭ ‬يارب‭ ‬التجربة‭ ‬بل‭ ‬قل‭ ‬كيف‭ ‬يارب‭ ‬استفيد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬فى‭ ‬التقرب‭ ‬إليك‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬لماذا‭ ‬وكيف‭ ‬تعلم‭ ‬الشكر‭ ‬فهو‭ ‬امين‭ ‬وعادل.‮ ‬

ورابع‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬العطايا‭ ‬فالله‭ ‬يعطى‭ ‬بلا‭ ‬حساب‭ ‬ولا‭ ‬يعير‭ ‬احد‭ ‬وعطايا‭ ‬الله‭ ‬تدوم‭ ‬ليس‭ ‬بعمرك‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬لأجيال‭ ‬وأجيال‭ ‬فهو‭ ‬وهب‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬طلبناه‭ ‬و‭ ‬اكثر.

وخامس‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬التعويضات‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬خسرته‭ ‬ثق‭ ‬انه‭ ‬إله‭ ‬التعويضات‭ ‬وسيعطيك‭ ‬اضعاف‭ ‬ما‭ ‬خسرته‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬او‭ ‬تفتكر‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يكسر‭ ‬نفس‭ ‬أحد.

وسادس‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬هو‭ ‬الآتكال‭ ‬فالحياة‭ ‬أكبر‭ ‬مدرسة‭ ‬تعلمنا‭ ‬ان‭ ‬الآتكال‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬لا‭ ‬ينجح‭ ‬اما‭ ‬الآتكال‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يخزى‭ ‬فهو‭ ‬يبقى‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬أحد.

وسابع‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬هو‭ ‬الصبر‭ ‬فكل‭ ‬ضيقة‭ ‬لها‭ ‬مخرج‭ ‬وكل‭ ‬ظلمة‭ ‬لها‭ ‬نور‭ ‬فاشكر‭ ‬فى‭ ‬ضيقتك‭ ‬حتى‭ ‬يأتيك‭ ‬الفرج‭ ‬فهو‭ ‬عالم‭ ‬وفاحص‭ ‬القلوب‭ ‬والكلى.‮ ‬

فجيد‭ ‬ان‭ ‬تتعلم‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬مبكرا‭ ‬مع‭ ‬المشاكل‭ ‬الصغيرة‭ ‬فعندما‭ ‬تكبر‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬صعب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تشكره‭ ‬مع‭ ‬المشاكل‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتأكد‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يصنع‭ ‬قفل‭ ‬بدون‭ ‬مفتاح‭ ‬كذلك‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بمشكلة‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬الحل‭ ‬فلولا‭ ‬مرارة‭ ‬الضيقات‭ ‬لما‭ ‬تعلمنا‭ ‬الشكر‭ ‬فى‭ ‬البركات.

واجعل‭ ‬درس‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬لسانك‭ ‬وثق‭ ‬أنه‭ ‬سيستجيب‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬فكل‭ ‬يد‭ ‬رفعت‭ ‬السماء‭ ‬بلجاجة‭ ‬سترفع‭ ‬ايضا‭ ‬السماء‭ ‬بالشكر‭ ‬للاستجابة‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬ان‭ ‬يحول‭ ‬كلمة‭ ‬عجز‭ ‬إلى‭ ‬معجزة‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يغلق‭ ‬باب‭ ‬بحكمته‭ ‬ويفتح‭ ‬آلاف‭ ‬باب‭ ‬برحمته‭ ‬فالشكر‭ ‬يفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬والتذمر‭ ‬يغلق‭ ‬الأبواب‭ ‬المفتوحة.‮ ‬

أن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬اﻻحزان‭ ‬انها‭ ‬ستنتهي‭ ‬حتما‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬اليأس‭ ‬انه‭ ‬ينحني‭ ‬امام‭ ‬الصبر‭ ‬دوما‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الرجاء‭ ‬أنه‭ ‬ﻻ‭ ‬ينقطع‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬ربا‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقنعك‭ ‬فيه‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬انك‭ ‬فقدت‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬ياتي‭ ‬الله‭ ‬ليعطيك‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬اشياء‭ ‬جديده‭ ‬بل‭ ‬حياه‭ ‬جديده‭ ‬فأنت‭ ‬لست‭ ‬بين‭ ‬يد‭ ‬إنسان‭ ‬لتمتلأ‭ ‬قلقا‭ ‬أنت‭ ‬بين‭ ‬يد‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينسي‭ ‬احدا‭ ‬فأن‭ ‬نور‭ ‬مراحمه‭ ‬تسبق‭ ‬نور‭ ‬الشمس‮. ‬

يمكنكم‭ ‬متابعة‭ ‬هشتاح‭ ‬‭#‬درس‭_‬الشكر‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬يوميا،‭ ‬عود‭ ‬لسانك‭ ‬على‭ ‬الشكر‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬بيك‭ ‬العمر خلينى‭ ‬اكون‭ ‬شاكر‭ ‬ليك‭ ‬قدام‭ ‬روعة‭ ‬عمل‭ ‬ايديك كن‭ ‬له‭ ‬شاكرا‭ ‬يكون‭ ‬لك‭ ‬معطيا،‭ ‬فاض‭ ‬قلبى‭ ‬بالشكر‭ ‬لربى.‮ ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى