تعودت دايما فى تقديم وختام جميع حلقات برنامج أقباط مصر أن القى تحية لأهل القبط ولجميع أهل مصر أهل الخير والطيبة والاصل وأقول لهم سلاما لأهل القبط وسلاما لأهل مصر فحقا نطلب السلام لهذا الشعب العظيم المتلاحم الذى وبرغم مرورهم بعقود وعهود لم ينقسموا أو يتناحروا مثل مصير شعوب أخرى منها المجاورة لمصر ومنها من هم فى أقصى المسكونة فضاعوا وضاعت أرضهم ووطنهم. بدراسة لتاريخ مصر تندهش أن ممالك وسلاطين وحكام حاولوا أن يفرضوا واقع تمييز بين نسيج الوطن الواحد ولم يستطيوا فتارة يفرضون زى معين وتارة يرسمون وشم محدد على الايدى وتارة يلزمون البعض بضرائب مثقلة ولكن تمر الأزمنة ويرحل هولاء الحكام وترحل معهم طرق تمييزهم وتصنيفهم الطائفى ويبقى الشعب المصرى متماسك مترابط . لست بحاجة لتحليل وتفسير معنى كلمة قبطى وأصلها وأن قبطى تعنى مصرى فتلك المسألة قتلت بحثا والكل يعلمها ولكن أنا وانتم بحاجة أن نؤكد اننا لا تجمعنا كلمة أو لقب بل يجمعنا وطن عظيم وعيش حر وتحدى مرهب فى بقاء الوطن كما تسلمنا من آبائنا لكى نسلمه الى أبنائنا ويتوارث لسنوات لا تقل عن سنوات ماضيه العريقة. نعم هناك أختلافات ولكن لا خلافات نعم هناك متشددون ومتعصبون ومتذمتون لكن أيضا هناك حكماء وفهماء وأصحاب مبادئ وهم الذين نراهن عليهم فى ثبات وتلاحم هذا الشعب العريق وذاك الوطن المجيد ولعلنا نتذكر أن الحروب التى مرت بها مصر كانت خير دليل على قوة ترابط الشعب المصرى فى الوقت الذى لم يسجل التاريخ اى حرب أهلية حدثت بين المسلمين والمسيحيين فى طيلة الستة عشر قرنا من الزمان وهذا أمر يجب أن يدرس للأطفال والكبار. ربما البعض يردد فى ذهنه أن ذلك ماضى وأندثر والان قد أخترق الفكر المتشدد والذى تحول إلى أعمال أرهابية ليفرض واقع داخل المجتمع المصرى وهذا أمر لا ينكر أو يهمش لكن ما نسبته أو تقديره أمام الغالبية العظمة التى مازالت متوارثة من أجدادنا قيم المحبة والتعايش السلمى والمشاركة العادلة بين أبناء مصر الغالية فأنا شخصيا تعايشت مع تلك الروح فى ثورة يناير وثورة يونيو حيث أزاح الشعب بجميع طائفة طغاة الديكتاتورية وولاة الفاشية الدينية. أتذكر عندما قمنا بتأسيس منظمة حقوقية باسم إئتلاف أقباط مصر تحت شعار أن من يملك حقه فهو يملك حريته وقتها شاركنا في التأسيس مسلمين ومسيحيين من كل الفئات على رأسهم أستاذ شريعة أسلامية وشيخ فاضل بوزارة الأوقاف درس الإنجيل بكل حروفه وآياته وادهش الجميع بروح المحبة والتسامح التى أرسلها لكل المصريين. ولم أستعجب أن روح المحبة التى جمعت بين أبناء مصر داخل الوطن أنتقلت فى كل تجمعاتهم بالعالم وربما الولايات المتحدة الأمريكية غير دليل على ذلك فانها تجمع أكبر جالية مصرية فى الخارج وتجد بها ثوابت الأصول المصرية والعادات والتقاليد المشتركة بينهم مثل سهرات رمضان وتهنئة الأعياد وزيارات المناسبات الخاصة. ولكن أذا تمنينا دوام تلك الجماليات فى حياتنا المشتركة فجيب وبكل حزم أن نعزل كل ما هو قبيح وكل ما هو يسئ إلى مصر وشعبها فلسنا بحاجة إلى دعاة الفتن ولا نرغب فى أحداث انشقاق أو تقسيم طائفى بل نحن فى أشد الحاجة إلى الاتحاد والاتفاف نحو تقدم الوطن وتطويره. أن فاتورة التعايش السلمي فى مصر يجب أن تكون مشتركة بين جميع أبنائها وعلى الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها أن تحقق ذلك وتفرض أشد العقوبة على من يزعزع هذا التعايش فى المجتمع فيجب أن يعاقب بمحاكمة عادلة ناجزة كل من يسلب حق شريكه فى الوطن سواء بالتهجير أو بالترهيب أو بالتهميش أو بأشكال أخرى. هناك بالدستور المصرى ما يكفل بتحقيق المواطنة الكاملة والمساواة والعدالة الاجتماعية بين أفراد الشعب ولم ينص الدستور أو القانون المصرى على اى تصنيف أو تمييز عرقى أو دينى أو لونى أو جنسى بل يجرم كل من يسلك عكس ذلك ولكن المشكلة فى تفعيل المواطنةالكاملة وليس فقط سردها على أوراق رسمية. من أعماق قلبى أتمنى أن تتوقف كل الأحداث الطائفية التى تدمى مصر دما ويكفى ما ضحى به الشعب المصرى فى معركته المستمرة مع الإرهاب الدخيل علينا أفلا يكفى ذلك حتى يظهر بيننا متشددون ومكفرون يظهر منهم البعض على الفضائيات والبعض الآخر فى القرى والنجوع ويحاولوا سلب الوطن من حقه فى أمن المجتمع ويثيرون البسطاء من أجل إرضاء نواياهم الشريرة لإفساد وحدة الشعب وترابطه وتلك أمور لابد أن تكون تحت نصاب القائمين على الحكم فى مصر وأن يواجهوها بكل قوة وحزم من أجل حفظ هيبة الدولة وسلامة الأمن والسلم العام داخل المجتمع المصرى. فى النهاية نسأل الله أن يحفظ بلادنا الغالية مصر من كل شر ومن كل شبه شر وأن يبارك شعبها بمسيحينها ومسلمينها بكل سلام ويديم وحدة هذا الشعب منذ بداية عهده وحتى منتهى الأزمنة وفى الختام سلاما لأهل القبط وسلاما لأهل مصر.