فادى يوسف

وطنية أقباط مصر

بقلم/ فادى يوسف

على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬والأزمنة‭ ‬وتناقل‭ ‬الحقبات‭ ‬والحكام‭ ‬بيـــن‭ ‬ملـــوك‭ ‬وســـلاطين‭ ‬وولاة‭ ‬ورؤساء‭ ‬تغيرت‭ ‬كل‭ ‬أوجه‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬وتغيـــرت‭ ‬معهـــا‭ ‬اللغات‭ ‬والعرقيات‭ ‬والمساحات‭ ‬وظــل‭ ‬الأقبــاط‭ ‬رمـــانة‭ ‬الميزان‭ ‬الثابتة‭ ‬ولم‭ ‬تتأثر‭ ‬بكل‭ ‬العوامل‭ ‬التى‭ ‬مرت‭ ‬عليها‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلنى‭ ‬أسجل‭ ‬للتاريخ‭ ‬وبشكل‭ ‬مختصر‭ ‬عن‭ ‬وطنية‭ ‬أقباط‭ ‬مصر‭.‬

أقباط‭ ‬مصر‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لما‭ ‬تجاوز‭ ‬الألفين‭ ‬عام‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬فرعونى‭ ‬لم‭ ‬يختلط‭ ‬بأجناس‭ ‬أخرى‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬وبرغم‭ ‬عقيدتهم‭ ‬الدينية‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬الورث‭ ‬الثقافى‭ ‬والفنى‭ ‬للفراعنة‭ ‬من‭ ‬معابد‭ ‬وموسيقى‭ ‬ولغة‭ ‬بل‭ ‬اعتمدوا‭ ‬فى‭ ‬ألحان‭ ‬وطقوس‭ ‬كثرة‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الفرعونى‭ ‬وأستمر‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا.‮ ‬

وظل‭ ‬الأقباط‭ ‬ينتشرون‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬مصر‭ ‬بالفكر‭ ‬والإقناع‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬بها‭ ‬أكبر‭ ‬تجمع‭ ‬مسيحى‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وكان‭ ‬ومازال‭ ‬فى‭ ‬مفهوم‭ ‬الأقباط‭ ‬التعايش‭ ‬السلمى‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬فلم‭ ‬يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬ولو‭ ‬حادث‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬قيام‭ ‬الأقباط‭ ‬بأحداث‭ ‬عنف‭ ‬طائفى‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬البذرة‭ ‬التى‭ ‬وضعت‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرون‭ ‬قرن‭ ‬تثمر‭ ‬وطنية‭ ‬حقيقية‭ ‬للأقباط.

الأقباط‭ ‬فى‭ ‬الحقبة‭ ‬الأولى‭:‬

القرن‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬القرن‭ ‬السادس‮ ‬

تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬تواجد‭ ‬الأقباط‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وأيضاً‭ ‬شملت‭ ‬تغيرات‭ ‬جذرية‭ ‬فى‭ ‬دخول‭ ‬اليونانيين‭ ‬والبطالمة‭ ‬مصر‭ ‬ونهاية‭ ‬العصر‭ ‬الفرعونى‭ ‬وتوافق‭ ‬الأقباط‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬دون‭ ‬تصادم‭ ‬وحافظوا‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬برغم‭ ‬مرورها‭ ‬بعصور‭ ‬عصيبة‭ ‬مثل‭ ‬عصر‭ ‬الاستشهاد‭ ‬الذى‭ ‬سجل‭ ‬أعلى‭ ‬تعداد‭ ‬للشهداء‭ ‬الأقباط‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يسعوا‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬جغرافى‭ ‬يتحصنون‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ضد‭ ‬كم‭ ‬الاعتداءات‭ ‬والاضطهاد‭ ‬الذى‭ ‬تعرضوا‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬وطنيتهم‭ ‬شهادة‭ ‬لهم‭ ‬سُجلت‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر.

الحقبة‭ ‬الثانية‭:‬

من‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬شملت‭ ‬تغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬وتوَّلى‭ ‬حكم‭ ‬البلاد‭ ‬ملوك‭ ‬وسلاطين‭ ‬وولاة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬عمَّر‭ ‬البلاد‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬خربها‭ ‬وعانت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مجاعات‭ ‬وكوارث‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬أستمرارهم‭ ‬فى‭ ‬الوطن‭ ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬وطنيتهم‭ ‬وتجذرهم‭ ‬بارضهم‭ ‬الام‭ ‬هو‭ ‬الحائط‭ ‬الصد‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬عانوا‭ ‬وتجرعوا‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بينهم‭ ‬أحد‭ ‬يحمل‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ ‬وأحقاقا‭ ‬للحق‭ ‬لم‭ ‬يعانى‭ ‬الأقباط‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬والتاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬المجاعة‭ ‬المستنصرية‭ ‬والتى‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬كان‭ ‬يأكل‭ ‬لحوم‭ ‬أولادهم‭ ‬وجيرانهم‭ ‬لسد‭ ‬الجوع‭ ‬وسميت‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬نسبتا‭ ‬أن‭ ‬حدثت‭ ‬فى‭ ‬حكم‭ ‬المستنصر‭ ‬بالله.‮ ‬

كما‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬عادة‭ ‬وطنية‭ ‬للاقباط‭ ‬منذ‭ ‬حكم‭ ‬العباسيين‭ ‬حيث‭ ‬نقص‭ ‬منسوب‭ ‬النيلة‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مجاعة‭ ‬كبيرة‭ ‬وخسائر‭ ‬زراعية‭ ‬فادحة‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الحاكم‭ ‬لمطالبة‭ ‬الأقباط‭ ‬بالصلاة‭ ‬وبالفعل‭ ‬توجه‭ ‬الاكليروس‭ ‬القبطى‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬النيل‭ ‬وأقاموا‭ ‬قداس‭ ‬وبعد‭ ‬انتهائه‭ ‬ألقوا‭ ‬بالقربان‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬ففاض‭ ‬وأستمرت‭ ‬تلك‭ ‬العادة‭ ‬سنويا‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا.‮ ‬

الحقبة‭ ‬الثالثة:‮ ‬

من‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‮ ‬‭ ‬وهى‭ ‬فترة‭ ‬شهدت‭ ‬تحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬لمصر‭ ‬وبالتالى‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬شعبها‭ ‬بكل‭ ‬أطيافهم‭ ‬وكان‭ ‬للاقباط‭ ‬تواجد‭ ‬حكومى‭ ‬جيد‭ ‬ولكن‭ ‬رصد‭ ‬لنا‭ ‬التاريخ‭ ‬موقف‭ ‬وطنى‭ ‬للبابا‭ ‬بطرس‭ ‬الجاولى‭ ‬حيث‭ ‬زاره‭ ‬مندوب‭ ‬قيصر‭ ‬روسيا‭ ‬فى‭ ‬مقره‭ ‬بوسط‭ ‬القاهرة‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬حماية‭ ‬القيصر‭ ‬للاقباط‭ ‬فكان‭ ‬الرد‭ ‬القوى‭ ‬من‭ ‬البطرك‭ ‬هل‭ ‬القصير‭ ‬سيموت‭ ‬فأجاب‭ ‬المندوب‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬سيموتون‭ ‬فرد‭ ‬البطرك‭ ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬القصير‭ ‬الذى‭ ‬سيموت‭ ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬الله‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يموت.

وشهدت‭ ‬نهايات‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة‭ ‬للاقباط‭ ‬فى‭ ‬مشاركتهم‭ ‬ضد‭ ‬الإنجليز‭ ‬بثورة‭ ‬‮١٩١٩‬‭ ‬واعتلائهم‭ ‬منابر‭ ‬المساجد‭ ‬ليحثوا‭ ‬ويناشدوا‭ ‬جموع‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬برفض‭ ‬الاحتلال‭ ‬كما‭ ‬أثمرت‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬ظهور‭ ‬شخصيات‭ ‬قبطية‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬ويصا‭ ‬باشا‭ ‬واصف‭ ‬وبطرس‭ ‬باشا‭ ‬غالى‭ ‬والمناضل‭ ‬الوفدى‭ ‬مكرم‭ ‬عبيد‭ ‬صاحب‭ ‬المقولة‭ ‬الشهيرة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬وطن‭ ‬يعيش‭ ‬فينا‭ ‬وليس‭ ‬وطن‭ ‬نعيش‭ ‬فيه.‮ ‬

الحقبة‭ ‬الرابعة:

من‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬وحتى‭ ‬كتابة‭ ‬تلك‭ ‬السطور‭ ‬وهى‭ ‬فترة‭ ‬بدأت‭ ‬بإعلان‭ ‬الجمهورية‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬الملكية‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬أى‭ ‬معارضه‭ ‬أو‭ ‬احتجاج‭ ‬قبطى‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬برغم‭ ‬جحافة‭ ‬القرارات‭ ‬الثورية‭ ‬التى‭ ‬أتخذت‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأملاك‭ ‬وأيضا‭ ‬أصحاب‭ ‬الرأى‭ ‬المعارض‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬تمر‭ ‬بفترة‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة‭ ‬وحدثت‭ ‬حروب‭ ‬كثيرة‭ ‬أرغمت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬خوضها‭ ‬وكان‭ ‬التواجد‭ ‬القبطى‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الشعب‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬قوى‭ ‬فى‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطنى‭ ‬بتلك‭ ‬الفترة‭ ‬ولم‭ ‬يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬حاله‭ ‬خيانة‭ ‬واحدة‮ ‬‭ ‬لقبطى‭ ‬بين‭ ‬الجواسيس‭ ‬أو‭ ‬العملاء‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬دورهم‭ ‬ودور‭ ‬قياداتهم‭ ‬الدينية‭ ‬فى‭ ‬توحيد‭ ‬الشعب‭ ‬خلف‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تستغل‭ ‬القوة‭ ‬الخارجية‭ ‬أى‭ ‬انقسام‭ ‬داخلى‭ ‬كدافع‭ ‬لتدخلها‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬مصر‮. ‬

أتذكر‭ ‬الدور‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬بطاركة‭ ‬الكنيسة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬والتى‭ ‬تناغمت‭ ‬تارة‭ ‬وتضاربت‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬على‭ ‬وطنيتهم‭ ‬كرموز‭ ‬قبطية‭ ‬يتبعها‭ ‬شعب‭ ‬كبير‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬له‭ ‬مواقف‭ ‬و‭ ‬أقوال‭ ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬وعندما‭ ‬حاولت‭ ‬دول‭ ‬خارجية‭ ‬أرسال‭ ‬لجان‭ ‬ووفود‭ ‬لتقصى‭ ‬أوضاع‭ ‬الأقباط‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬كانت‭ ‬تقابل‭ ‬بالرفض‭ ‬من‭ ‬الكنيسة‭ ‬لعدم‭ ‬ترحيب‭ ‬الأقباط‭ ‬باى‭ ‬تدخل‭ ‬خارجى‭ ‬فى‭ ‬الشان‭ ‬الداخلى‭ ‬للبلاد‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الطائفية‭ ‬التى‭ ‬حاطت‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬مثل‭ ‬لبنان‭ ‬والسودان‮. ‬

وأود‭ ‬أن‭ ‬أسجل‭ ‬ما‭ ‬عايشته‭ ‬بشخصى‭ ‬عن‭ ‬وطنية‭ ‬أقباط‭ ‬مصر‭ ‬وبالاخص‭ ‬فى‭ ‬ثورتين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الثورات‭ ‬الشعبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬وهم‭ ‬ثورة‭ ‬اللوتس‭ ‬‮٢٥‬‭ ‬يناير‭ ‬والتى‭ ‬شارك‭ ‬بها‭ ‬الأقباط‭ ‬بقوة‭ ‬لرفض‭ ‬الظلم‭ ‬وثورة‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬يونيو‭ ‬التى‭ ‬أسقطت‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬وكلاهما‭ ‬كان‭ ‬للاقباط‭ ‬دور‭ ‬وطنى‭ ‬كبير‭ ‬ومطالب‭ ‬مشروعة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمساواة‭ ‬وتطبيق‭ ‬المواطنة‭ ‬الكاملة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬أى‭ ‬مطالب‭ ‬فئوية‭ ‬أو‭ ‬إمتيازات‭ ‬خاصة‭ ‬ولم‭ ‬يسحبوا‭ ‬على‭ ‬تيار‭ ‬أو‭ ‬توجه‭ ‬سياسى‭ ‬بل‭ ‬انتماء‭ ‬مصرى‭ ‬كامل‭ ‬لا‭ ‬غش‭ ‬فيه.‮ ‬

أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يشهد‭ ‬بصفحات‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬وطنية‭ ‬للاقباط‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬فهى‭ ‬كالدمـــاء‭ ‬التى‭ ‬تتـــدفق‭ ‬فى‭ ‬العروق‭ ‬بجسد‭ ‬الوطن‭ ‬الأم‭ ‬مصر‭ ‬وسيظل‭ ‬الأقباط‭ ‬شريك‭ ‬رئيسى‭ ‬فى‭ ‬وحدة‭ ‬مصـــر‭ ‬وســلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬أخواتهم‭ ‬المسلمين‭.‬‮ ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى