عادل عطيةمقالات عادل

أفكار – صندوق العقاب!!

بقلم/ عادل عطية

  ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يُنكر‭ ‬أهمية‭ ‬ووظائف‭ ‬الضرائب،‭ ‬كمصدر‭ ‬لتمويل‭ ‬أنشطة‭ ‬ونفقات‭ ‬الدولة،‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يراها‭ ‬قاسية‭ ‬ومؤلمة؛‭ ‬ربما‭ ‬لأنها‭ ‬فوق‭ ‬احتماله،‭ ‬أو‭: ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يلمس‭ ‬فضائلها‭ ‬بصورة‭ ‬مرئية‭ ‬آنية‭!‬

  ‬فهل‭ ‬نستطيع‭ ‬تخفيض‭ ‬الضرائب‭ ‬للتخفيف‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬الصالح،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نزيد‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬الدولة؟

  ‬نستطيع‭ ‬ذلك،‭ ‬باستحداث‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بـ‭ ‬‭”‬صندوق‭ ‬العقاب‭”‬‭.. ‬الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ستعرف‭ ‬الحكومة‭ ‬كيف‭ ‬تستخرج‭ ‬الجباية‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الأيادي‭ ‬السيئة،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تعرف‭ ‬الصواب‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬وقع‭ ‬عليها‭ ‬العقاب‭!‬

  ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬رفاهية‭ ‬الوقت؛‭ ‬لننتظر‭ ‬طويلاً،‭ ‬ونسأل‭ ‬ـ‭ ‬بحسرة‭ ‬وألم‭ ‬ـ‭: ‬

‭”‬لماذا؟‭”‬‭.. ‬و‭ ‬‭”‬إلى‭ ‬متى؟‭”‬‭..  ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬نفوساً‭ ‬شريرة،‭ ‬تستفز‭ ‬وتتحدى‭ ‬وطن‭ ‬عمره‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وتدير‭ ‬أفعالاً‭ ‬كلها‭: ‬شر،‭ ‬وخسة،‭ ‬ونذالة،‭ ‬وقذارة‭!‬

  ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬ننتظر،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬بلادنا‭ ‬تتجرد‭ ‬بسرعة‭ ‬من‭ ‬خضرتها،‭ ‬وخيراتها،‭ ‬وآثارها؟

  ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ننتظر،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المقاعد‭ ‬وفوانيس‭ ‬الانارة‭ ‬على‭ ‬امتدادت‭ ‬كورنيش‭ ‬النهر‭ ‬والبحر،‭ ‬ضحية‭ ‬لانتهاكات‭ ‬مجنونة؟

  ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ننتظر،‭ ‬ونحن‭ ‬نعاين،‭ ‬آثار‭ ‬التخريب‭ ‬والتشويه‭ ‬لحافلاتنا،‭ ‬وممتلكاتنا‭ ‬العامة؟

  ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ننتظر،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجانحون،‭ ‬الذين‭ ‬يتلذذون‭ ‬بالشخبطة‭ ‬ولصق‭ ‬الاعلانات‭ ‬على‭ ‬حوائط‭ ‬الميادين،‭ ‬والقاء‭ ‬القمامة‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬والحارات،‭ ‬حتى‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬درك‭ ‬سفلي،‭ ‬بإلقاء‭ ‬القاذورات‭ ‬على‭ ‬الممشي‭ ‬الزجاجي‭ ‬للكوبري‭ ‬المعلق‭ ‬الذي‭ ‬احتفت‭ ‬به‭ ‬موسوعة‭ ‬جينيس؟

  ‬إلى‭ ‬متى‭  ‬ننتظر،‭ ‬الذين‭ ‬يلوثون‭ ‬مياه‭ ‬النيل،‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يملّون‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬التدخين‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المغلقة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اسكات‭ ‬القلوب؟

  ‬،‭…‬،‭…‬،‭…‬

  ‬لاحقوهم،‭ ‬وأقبضوا‭ ‬عليهم‭ ‬متلبسين‭ ‬بأخطائهم،‭ ‬وغرّموهم‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬تناسب‭ ‬جرمهم؛‭ ‬ليعلموا‭ ‬أن‭ ‬صبر‭ ‬أيوب‭ ‬قد‭ ‬نفذ‭ ‬من‭ ‬المسئولين،‭ ‬وان‭  ‬المسئولين‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تحجيم‭ ‬تطاولاتهم،‭ ‬وإن‭ ‬بلعوا‭ ‬أوزارهم‭ ‬فأضراس‭ ‬أولادهم‭ ‬ستؤلمهم‭!‬

  ‬البعض‭ ‬يؤكد،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬قوانين‭ ‬رادعة،‭ ‬تتعقب‭ ‬هذه‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الظلام،‭ ‬ومحاسبتها،‭ ‬لتتوقف‭ ‬الغواية‭ ‬عن‭ ‬افراخ‭ ‬المزيد‭ ‬منهم‭.. ‬لكني‭ ‬أذكّر‭ ‬المسئولين،‭ ‬بما‭ ‬قاله‭ ‬يوماً،‭ ‬الكاردينال‭ ‬ريشيليو‭: ‬‭”‬إذا‭ ‬أصدرت‭ ‬قانوناً‭ ‬وتقاعست‭ ‬عن‭ ‬تنفيذه‭ ‬فكأنك‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬منعه‭”‬‭!… ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى