إن صناعة الحرب سهلة وكل ما تحتاج إليه أسلحة منوعة والقيام بالقتل والتدمير ودمار كل مناحي الحياة وتدور عجلة الدمار والخراب على مدار الأيام والأشهر والسنين وتختفي الحياة أما صناعة السلام فهي الأصعب وهي معركة تعمير وبناء وتوفير الرخاء والحياة الكريمة والتعليم الراقي والصحة والسلام. مما لا شك فيه أن صناعة السلام أصبحت أمراً ضرورياً في عالم صار يضج بالمشاحنات والنزاعات. إن صناعة السلام هي السبيل الوحيد لتوفير المناخ الصحي سواء مع أفراد الأسرة أو زملاء العمل أو الأصدقاء أو الجيران مع القريبين والبعيدين الذين يتفقون معنا في الآراء والمبادئ والطباع والميول والذين يخالفوننا أيضاً على حد سواء. إن صناع السلام هم الذين يبذلون كل مساعيهم ليساهموا في نشر رسالة السلام لمن حولهم ولكى نصنع السلام يجب العمل على العوامل الأساسية التي تساعد في تحقيق عملية السلام في العالم وهى. 1- إعلان استراتيجية ثابتة بأن العنف والقتل و الحروب يتنافيان مع روح الأديان و مع الإنسانية التي ولدنا من اجلها المودة و الحب بين الأفراد و الجماعات و الشعوب لأنه يوجد فينا شيء يميزنا عن غيرنا و هو الإحساس و الضمير. 2- تربية الناس على الاحترام المتبادل والمودة للجميع حيث تتواصل الشعوب والأعراق والثقافات والأديان المتنوعة إلى العيش معًا بسلام وتضامن وأمان. 3- تشجيع ثقافة الحوار بين جميع الأديان حيث يزداد الفهم المتبادل وتتعزز الثقة المشتركة بين الأفراد والشعوب لأن هذه هي الشروط الأساسية للسلام الحقيقي. 4- الدفاع عن حق كل كائن بشري بالعيش بكرامة وفقا لهويته الثقافية والتمتع بحرية إنشاء عائلة خاصة به تنعم بكافة الحقوق و الواجبات. 5- الحوار الصريح والهادئ غير معتبرين أن ما يفرقنا من اختلافات و حواجز لا يمكن اجتيازها وتخطيها بل اعتبار أن تنوعنا واختلافنا عن الآخرين يمكن أن يصبح مناسبا للفهم المتبادل وللفائدة المشتركة للجميع 6- أن نغفر لبعضنا بعضا أخطاء الماضي والحاضر وأحكامه المسبقة ونلتزم ببذل ودعم الجهود المشتركة للتغلب على الأنانية والكراهية والعنف متعلمين من الماضي بأن السلام بدون العدل ليس سلاما حقيقيا 7- الوقوف إلى جانب المتألمين والذين يتعرضون للبؤس والإهمال ونلتزم بأن نكون صوتا للذين لا صوت لهم عاملين عمليا لتخطي هذه الحالات البائسة ومقتنعين بأن الإنسان لا يمكن أن يكون سعيدا وحده 8- تبني صرخة الذين لا يرضخون للعنف والشر ونلتزم بالمساهمة بكل قوانا وجهدنا ووقتنا في إعطاء البشرية كل أسباب الأمل و الأمان والعدل والسلام و الحق في العيش الكريم 9- تشجيع كل مبادرة تعزز الصداقة والتعاون بين الشعوب 10- حث المسئولين عن مصائر الأمم والشعوب من حكام ورؤساء دول على بذل كل الجهود الممكنة لبناء عالم يسوده التضامن و المحبة وينعم بالسلام المبني على العدل و المساواه و الاحترام المتبادل بين الجميع. كما أن الاعلام سلاح ذو حدين قد يصنع السلام وقد يصنع الحرب والدمار الفارق فقط في الية الاستخدام للاعلام ان تم استخدامه لنشر التسامح والتعايش والمساواه بين جميع افراد ومكونات المجتمع فيكون الاعلام هو جسر التواصل لصناعه السلام وان تم استخدامه لنشر الكراهية والتمييز والاقصاء للاخر فيكون الاعلام هو سلاح لاشعال الحرب والدمار. قد يكون الاعلام عقبه كبيرة تمنع تحقيق السلام وقد تكون اداه مساعدة لتحقيق السلام كيفية الاستخدام هو الذي يحقق الهدف المنشود. الجميع يصدر تصريحات بانهم صناع سلام وينشدون السلام ولكن نجد ان مطابخ اعلامهم تعج بالكراهيه والاقصاء والتمييز وهذا اسلوب خاطيء جداً واستخدام سيء للاعلام ويسمى بالنفاق. صناع السلام لهم رسالة جليلة في الحياة إذ أنهم يكرسون كل طاقة بداخلهم لإحلال السلام بدلاً من الخصام. ولكي نكون صناع سلام لابد أن نحرص على قضاء أوقات من الهدوء والتأمل لنراجع فيها أنفسنا ونفحص أفكارنا ونغسل قلوبنا من أية ضغينة أو مرارة ربما تعلق بدواخلنا تجاه فرد أو مجموعة دون أن ندري. علينا أيضاً أن نفكر بأفكار السلام ونبتغي الخير للجميع عالمين أن الله ينعم بإشراق نوره على الصالحين والطالحين. علينا أيضاً ألا نجلس في مجلس القضاء وإدانة الآخرين فنحن البشر لنا رب وهوسيد كل الخليقة الذي سيحاسبنا جميعاً على أفكارنا وأفعالنا إن كانت شراً أم خيراً وسيجازي كل فرد بحسب عمله. كما علينا أن ندرك أن الهدم دائما أسهل بكثير من البناء لذا إن كنا نعتزم على أن نصير صناع سلام فهذا لن يتحول إلى واقع عملي بالنوايا الطيبة ولكنه يحتاج إلى تكريس الجهد والوقت والتحرك الإيجابي الفعال لنشر السلام لمن حولنا. نأمل في المستقبل القريب وأظن أننا في الطريق إلى ذلك الوصول إلى حل كل النزاعات بالطرق السلمية وتفعيل دور المؤسسات الدولية والأمم المتحدة على أسس القانون الدولي بالتعاون وبدافع من منظمات المجتمع المدني ونشطاء السلام الذين يتدخلون في حل النزاعات ليس على أسس المصلحة السياسية ولا على أسس القانون الدولي إن قانونهم الأساسي هو قانون داخلي قانون الدفاع عن الضحايا لأن الضحايا هم نحن! إن العمل من أجل السلام قائم وحقيقي وعلينا تعميقه وتوسيعه والعمل المستمر من أجل ذلك دون ملل أو كلل ودون أن نترك لليأس مكانا في نفوسنا قد تبدو آفاق السلام بعيدة ولكننا نسير صوبها بخطى ثابتة ومتسارعة. ثقافة السلام تضع أسس البقاء والاستمرار والالتقاء والتطور. إن الوصول إلى عالم يخلو من النزاعات هي حالة السلام السلبي ونحن نطمح إلى الوصول إلى حالة السلام الإيجابي الذي لا تنشأ فيه نزاعات وإن ظهرت نزاعات حلت بالطرق السلمية. حالة السلام تحقق التطور الدينامي الفاعل الروحي والمادي ثقافة السلام تنتظر مساهمة الجميع. ختاما الحروب ليست قدرنا فمستقبلنا هو السلام .. فطوبى لصناع السلام فى العالم.