فادى يوسف

من يملك حقه فهو يملك حريته

بقلم/ فادى يوسف

منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭ ‬وقد‭ ‬أعطى‭ ‬الله‭ ‬للانسان‭ ‬حريته‭ ‬وبالحرية‭ ‬عاش‭ ‬الإنسان‭ ‬يطالب‭ ‬بحقوقه‭.‬‮ ‬

هكذا‭ ‬علم‭ ‬الآباء‭ ‬أبنائهم‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬حريتهم‭ ‬وصارت‭ ‬حضارات‭ ‬وكتبت‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬سجلت‭ ‬كفاح‭ ‬شعوب‭ ‬لاجل‭ ‬تلك‭ ‬الحرية‭ ‬وسجل‭ ‬لنا‭ ‬مؤرخين‭ ‬عن‭ ‬عصور‭ ‬شهدت‭ ‬بطولات‭ ‬وشجاعة‭ ‬أمم‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تحفظ‭ ‬حقها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقاء‭ ‬حريتها‭ ‬وانتصرت‮. ‬

فى‭ ‬القديم‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ادم‭ ‬ابو‭ ‬البشر‭ ‬ومنح‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬حياة‭ ‬ومع‭ ‬الحياة‭ ‬أعطاه‭ ‬جنه‭ ‬عدن‭ ‬وكل‭ ‬خيراتها‭ ‬فاصبحت‭ ‬ملكه‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬سقط‭ ‬وخالف‭ ‬الله‭ ‬نزعت‭ ‬منه‭ ‬حقوقه‭ ‬فظل‭ ‬ادم‭ ‬وكل‭ ‬نسله‭ ‬يجتهدون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استراد‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭. ‬الله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أنهم‭ ‬اذا‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬حقهم‭ ‬سينالون‭ ‬حريتهم‭ ‬وعتقدهم‭ ‬من‭ ‬الخطية‭.‬‮ ‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬سارت‭ ‬شعوب‭ ‬وامم‭ ‬تسعى‭ ‬ان‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوقهم‭ ‬التى‭ ‬وهبهم‭ ‬الله‭ ‬اياها‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬والثروة‭ ‬والورث‭ ‬والحرية‭ ‬التى‭ ‬خلقوا‭ ‬عليها‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬الخير‭ ‬فهناك‭ ‬الشر‭ ‬أيضا‭ ‬وكما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الشعوب‭ ‬امينة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حقوقها‭ ‬كانت‭ ‬أيضا‭ ‬هناك‭ ‬قوة‭ ‬للشر‭ ‬تحاول‭ ‬ان‭ ‬تنتزعها‭ ‬منهم‭ ‬وظل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بين‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬فطرف‭ ‬يحارب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقاء‭ ‬حريته‭ ‬وطرف‭ ‬آخر‭ ‬يحاول‭ ‬ان‭ ‬يسلبها‭ ‬منه‭ ‬ليسطوا‭ ‬عليه‭ ‬ويسيطر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬لمجرد‭ ‬انه‭ ‬الاقوى‭.‬

وظهرت‭ ‬أعراف‭ ‬وعادات‭ ‬بين‭ ‬القبائل‭ ‬والجماعات‭ ‬كمحاولة‭ ‬لفرض‭ ‬توازن‭ ‬العدل‭ ‬بين‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬نجح‭ ‬ومنها‭ ‬عجز‭ ‬امام‭ ‬جحافل‭ ‬الظلم‭ ‬واستحدثت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواثيق‭ ‬والمعاهدات‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬العصر‭ ‬برغم‭ ‬تعدد‭ ‬الحضارات‭ ‬ومعها‭ ‬ظهرت‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬والممالك‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬ان‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله‭ ‬وتنتزع‭ ‬حقوق‭ ‬شعوب‭ ‬كامله‭ ‬من‭ ‬حريتها‭ ‬التى‭ ‬منحت‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬خالق‭ ‬الكل‭ ‬وسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬عن‭ ‬أباطرة‭ ‬وولاة‭ ‬وسلاطين‭ ‬وملوك‭ ‬وفراعين‭ ‬طغوا‭ ‬على‭ ‬شعوبهم‭ ‬وشعوب‭ ‬أخرى‭ ‬لكى‭ ‬يتحكموا‭ ‬فى‭ ‬حريتهم‭ ‬ويسخروهم‭ ‬لأجل‭ ‬خدمتهم‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬جبروت‭ ‬هولاء‭ ‬الحكام‭ ‬والطغاة‭ ‬الآ‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يشهد‭ ‬انتصار‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬بقيت‭ ‬وزوال‭ ‬هولاء‭ ‬الملوك‭ ‬إلى‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ‭.‬

وحتى‭ ‬فى‭ ‬عهدنا‭ ‬الحديث‭ ‬وبرغم‭ ‬التطور‭ ‬الغير‭ ‬مسبوق‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬وحكام‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تنزع‭ ‬حرية‭ ‬الشعوب‭ ‬ولكن‭ ‬بطرق‭ ‬أكثر‭ ‬مهارة‭ ‬وخبث‭ ‬من‭ ‬ذى‭ ‬قبل‭ ‬ولكن‭ ‬قوبلت‭ ‬تلك‭ ‬المحاولات‭ ‬بانتفاضات‭ ‬شعبية‭ ‬وثورات‭ ‬جماهيرية‭ ‬لأجل‭ ‬العيش‭ ‬والحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وانتصرت‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬الطغاة‭.‬‮ ‬

نعم‭ ‬الشعوب‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تنتصر‭ ‬وبسلميه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تملك‭ ‬السلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬الذى‭ ‬يتوازن‭ ‬مع‭ ‬المعتدى‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬كتب‭ ‬لتلك‭ ‬الشعوب‭ ‬النصر‭ ‬ولكن‭ ‬فقط‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬تعرف‭ ‬قيمه‭ ‬حقوقها‭ ‬فتسترد‭ ‬حريتها‭ ‬بانفسها‭ ‬شعوب‭ ‬عرفت‭ ‬معنى‭ ‬الكرامة‭ ‬وعزة‭ ‬النفس‭ ‬ولربما‭ ‬قبلت‭ ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬سيطرة‭ ‬احتلال‭ ‬دخيل‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬هيمنة‭ ‬حاكم‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انتفضت‭ ‬وقاومت‭ ‬وانتصرت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭ ‬بكرامة‭ ‬وتوريث‭ ‬أبناءها‭ ‬ميراث‭ ‬يشرف‭ ‬ولا‭ ‬يخجل‭ ‬يرفع‭ ‬الاعناق‭ ‬ولا‭ ‬يخزيها‭.‬‮ ‬

ان‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬يشهده‭ ‬من‭ ‬مواثيق‭ ‬والتزامات‭ ‬دولية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬نشأت‭ ‬بالفطرة‭ ‬مازال‭ ‬الشر‭ ‬متمثل‭ ‬فى‭ ‬أشخاص‭ ‬او‭ ‬دول‭ ‬او‭ ‬حكومات‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يحكموا‭ ‬العالم‭ ‬وبكل‭ ‬من‭ ‬فيه‭ ‬ولكن‭ ‬ستبقى‭ ‬رايات‭ ‬الحرية‭ ‬وهامة‭ ‬الحق‭ ‬عالية‭ ‬لهؤلاءالذين‭ ‬يعرفون‭ ‬قيمتها‭ ‬ولديهم‭ ‬الشجاعة‮ ‬‭ ‬على‭ ‬الموت‭ ‬فى‭ ‬سبيلها‭ ‬فهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬حقه‭ ‬فهو‭ ‬يملك‭ ‬حريته‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى