سامح فريد

حقوق الملكية الفكرية دولياً ومحلياً

بقلم/ سامح فريد سليم

انتشرت‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الحادى‭ ‬والعشرين‭ ‬منذ‭ ‬بدايته‭ ‬سرقات‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬نتيجة‭ ‬للجهل‭ ‬بالقوانين‭ ‬سواء‭ ‬الدولية‭ ‬او‭ ‬المحلية‭ ‬بعدم‭ ‬تسجيل‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬وهو‭ ‬التسجيل‭ ‬القانونى‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬محليا‭ ‬او‭ ‬التسجيل‭ ‬القانونى‭ ‬الدولى‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬منظمات‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتخصصة‭ ‬والمعنية‭ ‬بهذا‭ ‬الامر.

وتاتى‭ ‬سرقة‭ ‬وتزوير‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬ابرز‭ ‬الامثلة‭ ‬التى‭ ‬تستخدمها‭ ‬الصين‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬اسيا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مكسب‭ ‬سريع‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬اخرى‭ ‬ساعدت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬الكبيرة‭ ‬والسريعة‭ ‬اهمها‭ ‬الطلب‭ ‬الكثيف‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ورخص‭ ‬العمالة‭ ‬وقلة‭ ‬تكلفة‭ ‬الانتاج‭ ‬والاتقان‭ ‬فى‭ ‬التقليد‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬مطروح‭ ‬لكافة‭ ‬المستويات‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بسعر‭ ‬ارخص‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الام‭ ‬المنتج‭ ‬الاساسى‭ ‬او‭ ‬دولة‭ ‬المنشا‭ ‬صاحبة‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬الاصلية.

وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬او‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬او‭ ‬التقاضى‭ ‬امام‭ ‬المحاكم‭ ‬التجارية‭ ‬الدولية‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الشان‭ ‬فهذه‭ ‬حلول‭ ‬مؤقتة‭ ‬وغير‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬وانما‭ ‬هناك‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬اليها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬وهى‭ ‬انشاء‭ ‬مصانع‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬تواجد‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والعمالة‭ ‬الكثيفة‭ ‬الرخيصة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الاوربى‭ ‬فى‭ ‬قارتى‭ ‬افريقيا‭ ‬وامريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لصناعة‭ ‬منتجات‭ ‬تحمل‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬المشهورة‭ ‬بسعر‭ ‬رخيص‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬الصين‭ ‬وجنوب‭ ‬شرق‭ ‬اسيا‭ ‬اغراق‭ ‬السوق‭ ‬العالمى‭ ‬بمنتجاتها‭ ‬المقلدة‭ ‬لان‭ ‬السعر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬سيتقارب‭ ‬ويتساوى‭ ‬فالاتجاه‭ ‬الى‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬وامريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الامثل‭ ‬والذى‭ ‬سيقضى‭ ‬ايضا‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬افريقيا‭ ‬الى‭ ‬اوربا‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬امريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عبر‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬المكسيك.

وليست‭ ‬المسكنات‭ ‬المطروحة‭ ‬الان‭ ‬هى‭ ‬الحل‭ ‬ففى‭ ‬هذه‭ ‬الايام‭ ‬اصبحت‭ ‬بعض‭ ‬المطارات‭ ‬الاوربية‭ ‬تقوم‭ ‬بالقبض‭ ‬على‭ ‬المسافرين‭ ‬جوا‭ ‬لمن‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬او‭ ‬يحملون‭ ‬اشياء‭ ‬عليها‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬مقلدة‭ ‬وتقوم‭ ‬السلطات‭ ‬بمصادرة‭ ‬المنتج‭ ‬المقلد‭ ‬وتغريم‭ ‬المسافر‭ ‬غرامة‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة.

والتوصيف‭ ‬القانونى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فى‭ ‬راينا‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬لاعتبار‭ ‬المسافر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬مجنيا‭ ‬عليه‭ ‬وليس‭ ‬جانيا‭ ‬لم‭ ‬يرتكب‭ ‬اى‭ ‬جريمة‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬فاذا‭ ‬كان‭ ‬المسافر‭ ‬قد‭ ‬اشترى‭ ‬شى‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬وليس‭ ‬لديه‭ ‬الخبرة‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬اصليا‭ ‬او‭ ‬مقلدا‭ ‬فانتفاء‭ ‬العلم‭ ‬ينفى‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬القصد‭ ‬الجنائى‭ ‬وهو‭ ‬الركن‭ ‬المعنوى‭ ‬فى‭ ‬اية‭ ‬جريمة‭ ‬وانتفاء‭ ‬الركن‭ ‬المعنوى‭ ‬يسقط‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬فى‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬اركانها‭ ‬الثلاثة‭ ‬فلا‭ ‬تقوم‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬الاساس‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬اخرى‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬معاقبة‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ ‬وترك‭ ‬الجانى‭ ‬بدون‭ ‬عقاب‭ ‬وهو‭ ‬الفاعل‭ ‬الاصلى‭ ‬اى‭ ‬الدولة‭ ‬او‭ ‬الشركة‭ ‬التى‭ ‬قلدت‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬والشريك‭ ‬اى‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬التى‭ ‬روجت‭ ‬لهذا‭ ‬المنتج‭ ‬المزيف‭ ‬داخل‭ ‬بلد‭ ‬ما‭ ‬وسمح‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬بالترويج‭ ‬على‭ ‬اراضيها.

وياتى‭ ‬ايضا‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬القانونى‭ ‬الدولى‭ ‬سرقة‭ ‬التراث‭ ‬الفنى‭ ‬و‭ ‬الثقافى‭ ‬للدولة‭ ‬وسرقة‭ ‬الافكار‭ ‬الصحفية‭ ‬والاعلامية‭ ‬عبر‭ ‬الانترنت‭ ‬وسرقة‭ ‬اسماء‭ ‬الشركات‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬المشهورة.

واول‭ ‬خطوات‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬المحلية‭ ‬هى‭ ‬التسجيل‭ ‬القانونى‭ ‬المحلى‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬لمن‭ ‬قام‭ ‬بالابتكار‭ ‬او‭ ‬الاختراع‭ ‬فاذا‭ ‬قام‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬بسرقة‭ ‬الفكرة‭ ‬الغير‭ ‬مسجلة‭ ‬فلا‭ ‬يعاقب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة.

‭- ‬اما‭ ‬الخطوة‭ ‬الثانية‭ ‬وهى‭ ‬التسجيل‭ ‬القانونى‭ ‬الدولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهيئات‭ ‬او‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬التابعة‭ ‬للامم‭ ‬المتحدة‭ ‬التى‭ ‬لها‭ ‬فروع‭ ‬او‭ ‬مكاتب‭ ‬بمختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فقد‭ ‬اصبح‭ ‬التسجيل‭ ‬الدولى‭ ‬الان‭ ‬اسهل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬مضى‭ ‬لسهولة‭ ‬وسرعة‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭  ‬الحديثة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم.

‭- ‬وبهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬البسيطة‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬عرضنا‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬وطرحنا‭ ‬بعض‭ ‬الحلول‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬لعل‭ ‬العالم‭ ‬يسمع‭ ‬صوتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صحيفة‭ ‬كاريزما‭ ‬الصوت‭ ‬الرنان‭ ‬عالميا‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى